الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والوصل ثمانية - كما سبق - سبعة وجوه منها جائزة، ويمتنع وجه واحد، وهو:(وصل التكبير بالسورة قبله وبالبسملة بعده، ثم الوقوف على البسملة، ثم الابتداء بالسورة) ، مما يوهم أن البسملة ختام للسورة، في حين أنها جُعِلَتْ لافتتاح السورة إجماعاً.
س100: اذكر فكرة مُيسَّرة موجزة عن علم الرسم في المصحف الإمام، مع التمثيل لما تقول
.
ج100: علم الرسم: هو علم يُبحث فيه كيفيةُ كتابة الألفاظ القرآنية، بقواعد: الحذف والزيادة، وقواعد كتابة الهمز، والإبدال للألفات، ونونَيِ التوكيد، وإِذَن، وتاء التأنيث المربوطة والمبسوطة. وقواعد الوصل والفصل، وما فيه قراءتان يُكتب على إحداهما.
ولا ريب بأن هذا العلم الجليل - بتفصيله - أهلٌ لأن يُفرَد بمصنَّف مختصٍّ به، إلا أنني آثرت إدراج نبذة منه، لمناسبة ذلك لبيان الترتيل، ومن أجل أن يراعيَ
القارئ رسمَ المصحف، وبخاصة عند الوقف والوصل، ويمكن ذِكْر قواعد هذا الرسم مُيسَّرة كما يأتي:
أ - الحذف والإثبات:
(1)
…
إذا كان الموقوف عليه ألِفاً، فإن أُثبتَتْ في رسم المصحف نحو [الأعرَاف: 22] {ذَاقَا الشَّجَرَةَ} [النَّمل: 15]{وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ} فإنك تقف بإثبات الألف. وأما إن لم تثبت الألِف في الرسم، نحو:[النُّور: 31]{أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ} [الزّخرُف: 49]{يَاأَيُّهَا السَّاحِرُ} [الرَّحمن: 31]{أَيُّهَا الثَّقَلَانِ} فإنك تقف بحذف الألف، مراعاة للرسم. ويستثنى من ذلك ما يأتي:
* ألف (ثمودا) فإنها، وإن أُثبتَتْ في الرسم، فهي تحذف وصلاً ووقفاً، وذلك في أربعة مواضع:
1 -
…
[هُود: 68]{أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ} .
2 -
…
[العَنكبوت: 38]{وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ} .
3 -
…
[الفُرقان: 38]{وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ} .
4 -
…
[النّجْم: 51]{وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى *} .
.. أما العلة في إثباتها في الرسم، فهي احتمال قراءتها بالتنوين وصلاً، إلا أنها برواية حفص تُقرأ محذوفة الألف، وصلاً ووقفاً.
* ألِف {قَوَارِيرَا} [الإنسَان: 16] في الموضع الثاني من سورة الإنسان، في قوله تعالى:[الإنسَان: 15-16]{وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا *قَوَارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا *} ، فإنها وإن أثبتت في الرسم فهي تحذف وقفاً ووصلاً.
(2)
…
ومن قواعد الحذف والإثبات أيضًا: أن الموقوف عليه إذا كان كلمة قد حذفت ياؤها في الرسم لغير علة، نحو [المَائدة: 44] {وَاخْشَوْنِ} ، ونحو [طه: 74] {يَأْتِ} ، وهي عديدة في المصحف تصل إلى ست وعشرين كلمة، فإنك تحذف الياء وصلاً ووقفاً مراعاةً للرسم.
(3)
…
كذلك إذا كان الموقوف عليه كلمة قد حذفت منها الواو في الرسم لغير علة، نحو [الإسرَاء:
11] {وَيَدْعُ} ، [الشّورى: 24] {وَيَمْحُو} ، [العَلق: 18] {سَنَدْعُ} ، فإنك تحذف الواو وقفاً ووصلاً، وذلك تبعاً لحذفها في الرسم.
ب- إبدال تاء التأنيث المربوطة - اللاحقة بالاسم - تاءً مبسوطة.
…
نحو «رحمت» ، في سبعة مواضع، منها:[البَقَرَة: 218]{يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ} .
…
ونحو: «نِعْمت» في أحد عشر موضعاً، منها:[البَقَرَة: 231]{وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ} .
…
ونحو «سُنَّت» في خمسة مواضع، منها:[الأنفَال: 38]{فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ} .
…
ونحو «امرأت» في سبعة مواضع، منها:[آل عِمرَان: 35]{إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ} .
…
ونحو «مرضات» حيثما جاءت، ومنها:[البَقَرَة: 207]{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ *} .
.. ونحو «لَعْنت» في موضعين، ذُكِر مع كلٍّ منهما لفظ الكذب، هما:
[آل عِمرَان: 61]{فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} و [النُّور: 7]{أَنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} .
ونحو «معصيت» في موضعين من سورة المجادلة: [المجَادلة: 8-9]{وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ} .
وجميع ما ذكر آنفًا من تاء التأنيث المربوطة، اللاحقة بالاسم، والمثبتة تاءً مبسوطة، هذه جميعها تثبت فيها التاء وصلاً ووقفاً اتباعاً للرسم.
هذا، وقد رُوعي في رسم المصحف - غالبًا - صلاحُ هذا الرسم لأكثر من قراءة صحيحة، فترى قولَه تعالى: ُ) ِ قد رُسِمت بإثبات ألف صغيرة - بعد الميم - لتكون صالحة لقراءتها {مَالِكِ} و {مَلِكِ} ، وقد يُغلَّب بالرسم جانب إحدى القراءات على بقيتها؛ وذلك ككتابة (الصراط) بالصاد حيثما وُجِدت، والله أعلم.
أخي المحبّ لكتاب الله تعالى، بعد أن تعلمت - بفضل الله - جُلَّ أحكام تجويد القرآن، نفعك الله بذلك، فقد توجب على أمثالك الحذر الشديد من الوقوع في اللَّحْن (أي الخطأ أثناء القراءة)، وهو قسمان:
(1)
…
لحن جليّ: وهو الخطأ الذي يطرأ على اللفظ، فيُخِلّ إخلالاً ظاهراً بمبنى الكلمة، سواء أخل بالمعنى أم لا.
وحدّه: تغيير المبنى أو الحركة أو السكون.
وسمي لحناً جلياً: لوضوحه، عند علماء القراءة وكذلك عند عامة الناس.
ومثاله:
حال كونه مُخِلاً بالمعنى: ضم تاء أنعمت، من قوله تعالى:[الفَاتِحَة: 7]{صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} . ومثاله حال كونه غير مُخِلٍّ بالمعنى فتح دال الحمد، من قوله تعالى:
[الفاتحة: 2]{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} .
(2)
…
ولحن خفيّ: وهو الخطأ الذي يطرأ على اللفظ، فيخل بكمال تطبيق أحكام التجويد، وهو لا يخل بالمعنى، ولا باللغة ولا بالإعراب، ولا يميزه إلا العالِمون بالقراءة، فاللحن الخفيُّ إذًا هو: عدم إحكام التلاوة.
- وسمي لحناً خفياً: لأنه خفي تمييزه عن عامة الناس، واختص ذلك بالقراء المتقنين.
ومثاله:
زيادة زمن الغنة عن مقدارها الأكمل، أو إثباتها فيما لا غنة فيه، أو زيادة مقدار مدِّ المنفصل على المتصل، أو إنقاص مدِّ اللازم عن ست حركات، وهكذا مما يُخِلّ بكمال ضبط التلاوة، ولا يدركه إلا المَهَرة الحُذَّاق في علم التجويد، جعلني الله وإياك منهم، آمين.