المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

خمسمائة دينار، فوقفوا لقاضي القضاة بن الفرفور، فمنع النائب من - مفاكهة الخلان في حوادث الزمان

[ابن طولون]

فهرس الكتاب

- ‌القسم الأول

- ‌سنة أربع وثمانين وثمانمائة

- ‌سنة خمس وثمانين وثمانمائة

- ‌سنة ست وثمانين وثمانمائة

- ‌سنة سبع وثمانين وثمانمائة

- ‌سنة ثمان وثمانين وثمانمائة

- ‌سنة تسع وثمانين وثمانمائة

- ‌سنة تسعين وثمانمائة

- ‌سنة إحدى وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة اثنين وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة أربع وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة خمس وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة ست وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة سبع وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة تسعة وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة تسعمائة

- ‌سنة إحدى وتسعمائة

- ‌سنة اثنتين وتسعمائة

- ‌سنة ثلاث وتسعمائة

- ‌سنة أربع وتسعمائة

- ‌سنة خمس وتسعمائة

- ‌سنة ست وتسعمائة

- ‌سنة سبع وتسعمائة

- ‌سنة ثمان وتسعمائة

- ‌سنة تسع وتسعمائة

- ‌سنة عشر وتسعمائة

- ‌سنة إحدى عشرة وتسعمائة

- ‌سنة اثنتي عشرة وتسعمائة

- ‌سنة ثلاث عشرة وتسعمائة

- ‌سنة أربع عشرة وتسعمائة

- ‌سنة خمس عشرة وتسعمائة

- ‌سنة ست عشرة وتسعمائة

- ‌سنة سبع عشرة وتسعمائة

- ‌سنة ثمان عشرة وتسعمائة

- ‌سنة تسع عشرة وتسعمائة

- ‌سنة إحدى وعشرين وتسعمائة

- ‌القسم الثاني

- ‌سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة

- ‌سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة

- ‌سنة أربع وعشرين وتسعمائة

- ‌سنة ست وعشرين وتسعمائة

الفصل: خمسمائة دينار، فوقفوا لقاضي القضاة بن الفرفور، فمنع النائب من

خمسمائة دينار، فوقفوا لقاضي القضاة بن الفرفور، فمنع النائب من ذلك، وغوش عليه في دار العدل. وفيه قتل الخواجا شمس الدين بن التونسي ببلاد بعلبك، ونقل إلى

‌سنة تسعمائة

استهلت والخليفة أمير المؤمنين المتوكل على الله عبد العزيز بن يعقوب العباسي؛ وسلطان مصر والشام وما مع ذلك الملك الأشرف أبو النصر قايتباي؛ ونائبه بدمشق قانصوه اليحياوي؛ والقضاة: الحنفي محب الدين بن القصيف، والشافعي شهاب الدين بن الفرفور، والمالكي شمس الدين الطولقي، وقد سافر إلى مصر مطلوباً، والحنبلي نجم الدين بن مفلح؛ والأمير الكبير الأتابكي يلباي؛ والحاجب الكبير الشرقي يونس؛ والحاجب الثاني تنم؛ ودوادار السلطان برد بك؛ وكاتب السر محب الدين الأسلمي؛ وناظر الجيش تمربغا القجماسي وهو كاتب الخزانة؛ ونائب القلعة يخشباي؛ ونقيبها قانصوه الفاجر؛ ودوادار النائب قطش.

وفي يوم الأربعاء ثامن المحرم منها، ورد مرسوم شريف بطلب جماعات، منهم كاتب السر الأسلمي لشكوى نصارى السلطان عليه، وعلى من حضره من شهود دمشق وغيرهم، وهم البرهان السوبيني، وهو المورق في القضية المشتكي بسببها، والزيتوني، وعبد الوهاب بن القصيف؛ وابن شهلا، ونقيب الشافعي ابن سليم، ونور الدين الحمصي، وشهاب الدين الحمراوي.

وفي يوم الاثنين ثالث عشره قدم هجان من الوفد على يده كتب من أمير الحاج أركماس، وخلع عليه النائب.

وفي يوم الأربعاء تاسع عشرينه وصلت كتب الحاج وأخبروا أن العرب عوقوهم؛ وشاع موت محب الدين بن سالم أحد عدول دمشق الكبار، بمكة، له بعض اشتغال وذكاء، وكان نقيب قاضي القضاة البلقيني، توفي في شعبان.

ثم ورد الخبر يوم الثلاثين منه بأن الحاج لما خرج من العقبة، قبل وصوله إلى معان، قبض العرب عليه وعلى أكابره، وأما أمير الركب، قاتله الله، فكابر وبرز بحريمه وجماعته عن الحاج، فطمع فيه، ثم اشترى الحاج نفسه بمال كبير، ثم لما وصلوا إلى الحسا نهب المال والحريم، ولم يدخل إلى دمشق حمل من الحاج، ومات نساء كثير برداً وجوعاً، وكذلك الأطفال، وذهب جماعة منهم إلى الشوبك، ولم نسمع بمثل ما جرى عليهم، ولا قوة إلا

ص: 132

بالله.

وفي هذه الأيام انتقل قاضي الحنابلة نجم الدين بن مفلح من دار الحديث الأشرفية بالصالحية إلى المدينة، وسكن في بيت سودون، بحارة الأفتريس، شرقي المدرسة الركنية الشافعية، داخل باب الفراديس.

وفي ليلة الجمعة ثامن صفر منها نزل الحرامية من زقاق حارة الحمزاوية غربي حارة اللبانة، ومعهم سلم، إلى درا شيخنا المحيوي النعيمي، فأخذوا جهاز زوجته فاطمة بنت جمعة، ولم يفتحوا باباً، ولا قوة إلا بالله.

وفي ليلة السبت تاسعه دخل من البلاد الرومية إلى دمشق قاصد السلطان ماماي، خفية، ليلاً في محفة. وفيه شاع بدمشق موت قاضي الحنابلة بحلب التاذفي.

وفي يوم الجمعة خامس عشره سافر إلى مصر القاصد المذكور وخرج معه خلق كثير، منهم ثلاثة نواب للشافعي: الشهاب الحمصي، والفخر الحموي، والكمال بن خطيب حمام الورد، قاصداً للقاضي.

وفي يوم الجمعة ثاني عشريه بعد صلاتها، جلس القاضي الشافعي ببيت الخطابة، ودخل عليه جماعة يسألونه شيئاً يوفون به الدين الذي عليهم من جمال حجتهم، ولكسوتهم وجوعهم، لما أخذوا مع الركب، فأعطاهم مائة درهم؛ ثم حضر القاضي البرهاني بن المعتمد، فسأله لهم فوضع يده في جيبه وأطال ذلك، ثم أخرج لهم اثني عشر درهماً فوضعها في يدهم، فسألهم القاضي الشافعي: كم هي؟ فقالوا: هي اثنا عشر درهماً، فضحك بسبب ذلك غضباً عليه، ثم تهكم عليه فزادهم مثلها، ولا قوة إلا بالله.

وفي يوم السبت ثالث عشرينه فوض القاضي الشافعي نيابة الحكم بدمشق، لشيخنا محيي الدين النعيمي.

وفي يوم الاثنين تاسع ربيع الأول منها، لبس النائب خلعة الشتاء. وفيه ودع الخاصكي الذي كان أتى على حوطة نائب حماة.

وفي ليلة السبت ثالث عشر ربيع الآخر منها، قتل بميدان الحصى أحمد بن العواني المشهور بدمارة، الذي مات من سنين، وشمت الناس بقتله كما شمتوا بموت أبيه، ولا قوة إلا بالله.

وفي يوم الخميس ثاني جمادى الأولى منها، دخل من حلب إلى دمشق الأمير قرقماس التنمي، بالأمر الشريف حاجباً كبيراً لها، عوض يونس المتوفي، وتلقاه الناس على العادة إلى المصطبة، وقد شاع في الناس أنه رجل عاقل، اللهم اعط المسلمين خيره.

وفي بكرة يوم الاثنين ثالث عشره دخل من مصر إلى دمشق الأمير أركماس، الذي كان سبباً لنهب الحاج كما

ص: 133

مر، ثم طلب إلى مصر فصودر، ثم عاد على أمرة الميسرة كما كان، ودخل يومئذ دمشق، قاتله الله.

وفي بكرة يوم الخميس سادس عشره حضر النائب بدار العدل مع القضاة وأرباب الدولة على العادة، فشكى عبد الرحمن ابن قاضي زرع، التاجر بسوق جقمق، وهو رجل عنده كبر، على الحاجب الكبير، لكونه طلبه لمشيخة سوق جقمق فامتنع، ثم شم منه رائحة خمر فضربه ضرباً مبرحاً، فغوش الناس على الحاجب والنائب، فأظهر الحاجب حقاً على النائب، فأشار في كلامه إلى القضاة، فقام القاضي الشافعي وغوش وتكلم كلاماً بليغاً في حق الحاجب، وأظهر في كلامه العتب على النائب، وقال: أنت مطالب بردعه، وكلنا لك تبع في الحق.

وفي هذه الأيام ورد من مصر مرسوم بطلب جماعة شكا عليه المعلم أحمد، مستأجر سوق المارستان، بأنهم قد تعصبوا عليه مع القاضي الشافعي، الناظر على المارستان، وشهدو وحكم عليهم حاكمان: شهاب الدين الرملي نائب الشافعي، ومحيي الدين الرجيحي نائب الحنبلي، فطلب الرملي، وشهاب الدين الشارعي المصري المالكي، وشهاب الدين الحمراوي الدمشقي الشافعي، والعماد الموقع، والزيتوني، وجماعة المارستان، وهم: نجم الدين القطبي، وبهاء الدين الباعوني، وصلاح الدين العدوي، وجماعته.

وفي يوم السبت ثالث جمادى الآخرة منها، ورد مرسوم شريف بجعل رطل دمشق كرطل مصر، والأوقية كأوقية مصر، لأن الذهب الذي أخذ من دمشق مع ماماي الخاصكي لما أتى عند ابن عثمان وأخذه معه ووزن

كصنج مصر، فنودي بدمشق بذلك، وأكل المحتسب بسبب ذلك مالاً كثيراً.

وفي يوم الخمبيس ثامنه سافر صلاح الدين العدوي إلى مصر.

وبعد الصلاة يوم الجمعة تاسعه صلى الناس بالجامع الأموي غائبة على العلامة جلال الدين السيوطي، توفي بمصر، ورأيت بخط شيخنا المحيوي النعيمي أنه صلى عليه بالجامع المذكور عقيب الجمعة خامس عشر سنة إحدى وتسعمائة، وميلاده في رجب سنة تسع وأربعين وثمانمائة.

وفي يوم الاثنين ثاني عشره دخل دمشق نهب إبل بني مدلج من العرب، قريب ألف ناقة

ص: 134

وحمل وفصلان صغار، تجأر بصوتها الأمهات على أولادها، وأولادها على أمهاتها، حتى حزن الناس عليهم، ثم وضعوا في خان الجورة، وفارقوا بين الفصلان وأمهاتهم بالأكل والبيع، فزادوا في الجأر إلى الله، حتى سمعت من مكان بعيد، ولا قوة إلا بالله، ودخل معهم عدة رؤوس مقطعة من العرب المذكورين.

وفي يوم السبت مستهل رجب منها، تحرك سعر القمح، ولا قوة إلا بالله. وفي هذه الأيام تواترت الأخبار بأن بلاد ابن عثمان مخبطة، وأن بني الأصفر زحفوا على بلاده، وهو في شدة منهم. ودخل إلى دمشق من حلب نائب قلعتها الأمير كرتباي من أقارب الدوادار الكبير بمصر، ليكون نائب صفد. وأتى لتلقيه أكابر صفد، ثم سافر من دمشق إليها يوم الاثنين رابع عشريه.

وفي بكرة يوم الخميس سابع عشريه سافر القاضي الشافعي من دمشق إلى مصر، وخلع عليه النائب خلعة بيضاء بمقلب سمور.

وفي يوم الجمعة سابع عشرين شعبان منها، وجد صبي مميز مذبوحاً بخرابة على مكان حمام قصيفة، بمحلة قصر حجاج، وصودر أهل المحلة بسببه، وأبواه معروفان.

وفي غداة يوم الجمعة تاسع عشر رمضان منها، نهب جماعة نائب القلعة سوق السلاح، وشرع يحصن القلعة بآلات الحصار، فتخبطت دمشق وكثر الكلام واختلفت الظنون، حتى قطع غالب الناس بموت السلطان، وأنه ورد إلى نائب القلعة المذكورة مكاتبة المصريين بوفاة السلطان، وأنه لم يتجدد سلطان، واشتهر هذا الظن، بل نطق به جماعات، واستمر إلى بعد صلاة الجمعة، ثم ظهر أن سبب ذلك أنه وقع بينه وبين قطج دوادار النائب لأجل بعض الناس، فأصلح بينهما النائب وخلع عليهما، فدل ذلك على سخافة عقل نائب القلعة وقلة حرمة النائب ولا قوة إلا بالله.

وفي ليلة الأحد حادي عشرينه سافر قطج إلى مصر، سفره أستاذه النائب، وكان قد طلبه السلطان قبل هذه القضية، فسافر ليعرضها على السلطان، وينظر ماذا طلب بسببه.

وفي يوم الثلاثاء نادى النائب بالزينة، كما فعل بمصر وغيرها لعافية السلطان ونزوله إلى الحوش، فزينت دمشق غصباً لوقوف الحال، وكثرة الأراجيف والحزن لما جرى على أهل حماة من نائبها آقباي، واجتماع نائب حلب وطرابلس وحمص بها، وضرب نائبها فيهم بالسيف، ونهب الحريم وسبيهم وقتل الصغار، وذهب في نهر العاصي خلق كثير غرقاً، وحصل بسبب الزينة فساد كثير من عدة أنواع، في مثل هذا العسر، نهباً بالليل، ولا قوة إلا بالله.

وبين العشاءين ليلة الثلاثين منه، وقع حريق تحت طارمة القلعة، حتى وصلت النار إلى

ص: 135

مسجد النحلة، واحترق جسر الزلابية والحديد، وجميع ما بينهما.

وفي يوم الجمعة ثالث شوال منها، خطب الشيخ سراج الدين بن الصيرفي على منبر الأموي، فلم يكمل الخطبة حتى حصل له قولنج منعه من النزول إلى المنبر، فأشار إلى بعض الناس أن يصلي بالناس، فصلى بهم، وسراج الدين مستمر على المنبر لم يصل، ثم بعد الصلاة أنزل مغمى عليه إلى قدام بيت الخطابة؛ ثم تحامل إلى بيته.

وفي هذه الأيام ورد كتاب من مصر بطلب جماعة من حاشية القاضي الشافعي، نحو عشره.

وفي بكرة يوم السبت ثامن عشره سافر وفد الله من دمشق، وأميرهم يلباي. وفي يوم السبت خامس عشريه سافر الشيخ علاء الدين البصروي مطلوباً إلى مصر، لتحقيق ما كتبه من التصنيف في القاضي الشافعي، وكاتب معه الأمير الكبير للبدري كاتب سر السلطان، وقيل إن السلطان أوقف على المصنف، فطلب ليحاققه ويجد به، ولا قوة إلا بالله.

وفي يوم الأربعاء سادس ذي القعدة منها، رجع الجماعة الذين طلبوا إلى مصر، من جماعة القاضي الشافعي، بعد أن تمادوا في السفر ليأتي جواب القاضي، فلم يأت إلا وهو قد سافروا، ثم رجعوا مع صبي كمال الدين ابن خطيب حمام الورد، القاصد إلبهم بعدم السفر.

وفي بكرة يوم الاثنين حادي عشره دخل مملوك النائب، دواداره قطج، من مصر وصحبته خلعة بطراز لأستاذه، وأخرى له، وتلقاه أرباب الدولة على العادة، بعد أن نصب خيمة بالقبق، قرب مسجد القدم، ولم يخرج نائب القلعة إليه وإنما خرج غوغاء الزعر إنكاء لنائب القلعة، وكان الحاجب الكبير ضعيفاً، فلم يلبس الخلعة المذكورة لنائب القلعة، إذ العادة أن الحاجب إذا غاب يلبس له حنقاً عليه.

وفي يوم الاثنين خامس عشريه ورد مرسوم في شيخنا المحيوي النعيمي، بسبب وظيفة ابنه التقي، أخذها خاله لابن حمدان، فطلب إلى دار العدل، ثم دفع إلى الشرع فظهر الحق بيده.

وفي يوم الاثنين مستهل ذي الحجة وصل الخبر من مصر إلى دمشق، بأن الدوادار الكبير آقبردي دخل من سفره من البلاد القبلية إلى مصر أواخر ذي القعدة، وأن الأمير قانصوه الألفي، والشامي، وخمسمائة، تحاملوا ودخلوا على الأمير الكبير أزبك الظاهري، وأقاموا للركوب على آقبرداي، فركب معهم، فرفع السلطان علمه عند باب القصر ونادى مناديه: من كان يطيع الله ورسوله، فليأت إلى علم السلطان، فانحاز غالب الجماعة إليه، وهرب القراصنة، فوضع أزبك منديلاً في رقبته، وكذلك يشبك الجمالي، ودخلا إلى السلطان طائعين، فوضعا في الحديد بالقاعة؛ ورسم السلطان بأن من مر عليه من المذكورين الهاربين ولم يمسكه فهو غريم

ص: 136