المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سنة تسع وتسعمائة - مفاكهة الخلان في حوادث الزمان

[ابن طولون]

فهرس الكتاب

- ‌القسم الأول

- ‌سنة أربع وثمانين وثمانمائة

- ‌سنة خمس وثمانين وثمانمائة

- ‌سنة ست وثمانين وثمانمائة

- ‌سنة سبع وثمانين وثمانمائة

- ‌سنة ثمان وثمانين وثمانمائة

- ‌سنة تسع وثمانين وثمانمائة

- ‌سنة تسعين وثمانمائة

- ‌سنة إحدى وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة اثنين وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة أربع وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة خمس وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة ست وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة سبع وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة تسعة وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة تسعمائة

- ‌سنة إحدى وتسعمائة

- ‌سنة اثنتين وتسعمائة

- ‌سنة ثلاث وتسعمائة

- ‌سنة أربع وتسعمائة

- ‌سنة خمس وتسعمائة

- ‌سنة ست وتسعمائة

- ‌سنة سبع وتسعمائة

- ‌سنة ثمان وتسعمائة

- ‌سنة تسع وتسعمائة

- ‌سنة عشر وتسعمائة

- ‌سنة إحدى عشرة وتسعمائة

- ‌سنة اثنتي عشرة وتسعمائة

- ‌سنة ثلاث عشرة وتسعمائة

- ‌سنة أربع عشرة وتسعمائة

- ‌سنة خمس عشرة وتسعمائة

- ‌سنة ست عشرة وتسعمائة

- ‌سنة سبع عشرة وتسعمائة

- ‌سنة ثمان عشرة وتسعمائة

- ‌سنة تسع عشرة وتسعمائة

- ‌سنة إحدى وعشرين وتسعمائة

- ‌القسم الثاني

- ‌سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة

- ‌سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة

- ‌سنة أربع وعشرين وتسعمائة

- ‌سنة ست وعشرين وتسعمائة

الفصل: ‌سنة تسع وتسعمائة

عليه، أرسل بعض الأطباء للكشف عليه، أمسقي هو أم لا؟ مع شاهدين، فأخبر الأطباء أنه غير مسقي، فكتب ذلك، وأرسل يخبر المقام الشريف؛ ثم صلي عليه بالجامع، ودفن بتربة النائب، جوار الشيخ رسلان.

وفيه رجع الشيخ تقي الدين بن عجلون، من عجلون إلى دمشق.

وفي يوم الأحد عاشر ذي القعدة، حضر الشيخ التقي، المذكور، بالشامية الكبيرة، بعد أن كان أعلم بالحضور يوم الأربعاء سادسه، ولما حضر جاء خبر ابنته، أنها توفيت.

وفي بكرة يوم االخميس رابع عشره خرج النائب فمن دونه من الأمراء بالعدة الكاملة، وقد فرح الناس بذلك عسى الله أن يلهمه التوبة وأقام بقبة يلبغا إلى الخميس الآتي، وقد أفسدوا زروعاً كثيرةً.

وفي هذه الأيام تواترت الأخبار بأن الدودار الكبير أزدمر خرج من مصر، وأنه وصل إلى الرملة، وأن غالب الأمراء وزعها السلطان، ليصفى له وقته ويأمن روعه.

وفي يوم الأحد ثالث ذي الحجة منها، وصل قانصوه اليحياوي، الذي كان حاجباً بدمشق، ثم نائباً بصفد، وقد فوض إليه نيابة حماة، وصحبته جماعة، منهم شيخنا القاضي بهاء الدين بن الباعوني، والعلامة أبو الفتح بن أبي الفتح المصري المؤقت؛ وشيخنا القاضي بهاء الدين بن محفة، موجوعاً بالحب الفارسي، الذي خرج بعد هذه الأزمان بغالب الناس، وقد حصل له قهر بسبب أخذ السلطان منه نظر المدرسة العادلية الصغرى، لأخذ بعض وقفها، وهو بلد برقوم بلاد حلب؛ وابن أبي الفتح في محارة، ومعه آلاته الكثيرة؛ ومنه بهاء الدين بن سالم، وابن شهلا، وناصر الدين أستادار القاضي الشافعي، والكوكاجي الحنبلي.

وفي هذه الأيام رجع ثقل أمراء الذين سافروا مع النائب.

وفي بكرة يوم السبت سادس عشره دقت البشائر بدمشق وشاع أن الدوادار بمصر أزدمر وصل إلى بيسان، وأن النائب اجتمع به وخلع عليه.

وفي يوم الثلاثاء تاسع عشره، وهوأول فصل الصيف، حصل اختلاف شديد....

‌سنة تسع وتسعمائة

استهلت والخليفة أمير المؤمنين أبو الصبر يعقوب بن عبد العزيز العباسي؛ وسلطان مصر والشام وما مع ذلك الملك الأشرف أبو النصر قانصوه الغوري؛ ونائبه بدمشق قانصوه البرجي

ص: 215

المحمدي، وهو غائب عند الدوادار الكبير أزدمر بالغور؛ ونائب الغيبة عنه بها دواداره جانبك؛ والقضاة بها: الحنفي محب الدين بن القصيف، والشافعي شهاب الدين بن الفرفور، وهو مقيم بمصر، والمالكي شمس الدين بن يوسف الأندلسي، وهو مقيم بمصر أيضاً، ونائب عنه بدمشق غريمه شمس الدين الطولقي، والحنبلي نجم الدين بن مفلح، والأمير الكبير أتابك برد بك؛ ودوادار السلطان طراباي.

وفي يوم الاثنين ثاني المحرم منها، دخل النائب إلى دمشق راجعاً من سفرته، وهو لابس خلعته التي خلعها عليه الدوادار ببيسان كما تقدم؛ ولم يلاقه الحاجب الكبير ولا دوادار السلطان بدمشق، بل تمارضا؛ وكان قبل دخوله بيوم نودي بدمشق بالزينة، بعد دق البشائر أياماً، ثم بعد دخوله نودي بزيادة الحرص على دوام الزينة، ثم روجع النائب فيها، فرفعت.

وفيه توفي الأمير أبو طبر جوار حمام الراهب، جوار جامع التوبة.

وفي يوم عاشوراء ورد من مصر إلى دمشق مبشر، له عن مصر ثمانية أيام، بأن الأمير الكبير قيت الرجبي قبض على سلطان مكة بركات، وأتى به إلى مصر في الحديد، وصحبته الأمير سبع كبير الينبع؛ ونودي بدمشق بالبشارة، ودقت البشائر، ونودي بالزينة وفرح الناس.

وفيه توفيت زوجة القاضي نجم الدين بن مفلح الحنبلي، أم أولاده الخمسة، فحضرها النائب فمن دونه.

وفي يوم الجمعة ثالث عشره قبض النائب على جماعة من أمراء دمشق، منهم طراباي دوادار السلطان، وبرد بك أتابك دمشق، لكونهم خرجوا معه، ثم رجعوا.

وفي هذه الأيام سقط صبي صغير في جرف قناة الخواجا الموحوم ابن كامل، بمحلة السوايلة، ووضع على تلك المحلة وما جاورها نحو مائتي دينار.

وفي عشية الخميس تاسع عشره نودي عن النائب بدمشق بأن الخبز الخاص الرطل بدرهمين إلا ربعاً، وما دونه بذرة بدرهم وربع، وما دونه بدرهم، ثم أصبح الخبازون على عادة بيعهم، ولم يلتفتوا إلى المناداة، والحال أن الغرارة القمح بنحو المائتين، وبرطلوا المحتسب فسكت عنهم، ولا قوة إلا بالله.

وفي هذه الأيام عزل النائب دواداره جانبك الفرنجي، وولي فيها المحتسب، ونودي بدمشق أن الزعارة بطالة، وأن أحداً لا يحمل سلاحاً، ويلف قرعانياً، ولا يقلب ثيابه على كتفه فلم يلتفتوا لذلك.

وفي ليلة الجمعة سابع عشره خنق بن السورين، قرب باب الجابية،

ص: 216

الشاب الملتحي محمد بن القاضي الشمسي بن الوعظ، الشهير بابن الشويحة بمخزن عصيانه، وكذلك كانت وفاة أبيه مهولة، نسأل الله السلامة في الدارين.

وفي بكرة يوم الاثنين سلخه لبس النائب خلعة حمراء بسمور، جاءته من مصر، وأتى بزعر الحارات ليمشوا بالسلاح قدامه، وقد نادى قريباً بأن أحداً لا يتعانى الزعارة ولا يحمل سلاحاً، ولا قوة إلا بالله؛ وصحبة هذه الخلعة جاءت خلعة لقاضي الحنفية بدر الدين بن أخي القاضي الشافعي، مع عبد القادر بن الشبق.

وفي يوم الثلاثاء ثامن صفر خرج النائب من دمشق بغتة بغلس بالعدة الكاملة، ونودي بعده بدمشق بأن يلحقه كل من ياكل من إقطاع السلطان، وخرج إلى جهة القبلة.

ويومئذ وصل من مصر إلى قبة يلبغا جماعة من الخاصكية، صحبة الأمير أزبك الخازندار، مارين في الرسلية إلى ملك الروم ابن عثمان؛ ثم رجع النائب.

وفي بكرة يوم الأربعاء تاسعه دخل إلى دمشق الأمير أزبك المذكور، والخاصكية معه، وعدتهم عشرة؛ وصحبته خلق من التجار المصريين، وغيرهم، ومعهم بضائع كثيرة، ولم يكلفهم أي شيء من الغرائم، ومعه أربعة رؤوس من الخيل الحاص، صحبتهم أحمال زرع البرسيم لعلفهم، لابن عثمان.

وفي يوم الخميس عاشره دخل من مصر إلى دمشق ولد النائب، مخلوعاً عليه أمرة الأربعين، وصحبته خلعة بطراز مذهب لوالده، فلبسها، ودخلا مخلوعاً عليهما دخولاً حافلاً، ولما استقرا بدار العدل، ألبس القاضي الحنفي بدر الدين بن أخي القاضي الفرفوري، خلعته التي جاءت من مصر، وانفصل المحبي من القصيف، وقرئ توقيعه بالجامع على العادة، وتاريخه عاشر محرم الماضي.

وفي هذه الأيام اتصل شيخنا القاضي محيي الدين النعيمي محضر قديم، بأن القبة والمصنع المعروفين بإنشاء السيفي طقز دمر الناصري، كافل المملكة الشامية، والمقر المحتفر في الجبل، داخلين في الحدود المعروفة بالسبع قاعات بسطح المزة؛ ورأيت في التاريخ أنه تولى دمشق بعد علاء الدين أيدغمش الناصري، نقلاً من حلب، ودخلها في نصف رجب سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة، ثم جهزه الملك الكامل إلى مصر، وتولى بعده يلبغا اليحياوي، نقلاً من حلب أيضاً، ودخل دمشق بكرة يوم السبت ثاني عشر جمادى الأولى سنة ست وأربعين وسبعمائة.

ص: 217

وفي هذه الأيام وضع النائب دواداره جانبك الفرنجي في الحديد، وأرسله إلى قلعة بانياس، بعد أن أخذ ماله الكثير المودع عند الرجل المغربي في حال اختفائه، فلما ظهر خاف المغربي منه، فمات خوفاً، فما أمهل حتى لحق به موتاً.

وفي يوم السبت ثالث ربيع الأول منها، توفي الدوادار الثاني للنائب وكان عنده عدة من مجرمي الوعر؛ وهكذا قبله بأيام توفي صدقة السامري، وكان عنده أيضاُ عدة من مجرمي الزعر؛ وكا منهما أراد أن يتولى مكان جانبك الفرنجي، فأراح الله البلاد والعباد منهما.

وفي يوم الأحد رابعه حضر الدرس بالشامية البرانية حضور إعلام.

وفي هذه الأيام سافر النائب وجماعته وأقام على عذرا وضمير وحرستا ومنين.

وفي يوم الثلاثاء حادي عشريه رجع النائب من منين إلى دمشق، وقد نقه ولده من مرض عرض له.

وفي يوم الخميس ثالث عشريه أمر النائب بجمع الفقراء والقراء ليقرأوا القرآن وصحيح البخاري، تحت قبة النسر بالجامع الأموي، وحضر هناك، وعن يمينه الشيخ تقي الدين قاضي عجلون، وعن يساره قاضي الحنفية البدري الفرفوري، وتحته قاضي الحنابلة نجم الدين بن مفلح، ولم يحضر أحد من نواب الشافعي، ثم مد لهم بصحن الجامع مدة هائلة نحو ألفي صحن أخذت من القاشانيين ظلماً.

وفي هذه الأيام توجه بعض حفاري مقبرة الباب الصغير للأمير نائب القلعة، في حفر مقابر جماعات لصيق القلندرية، ونقل عظامهم وجعلها بتربة له.

وفي يوم الأحد رابع عشرين ربيع الآخر دعا المدرس بالشامية البرانية.

وفيه مات أحد المجرمين الأقدمين من زعر دمشق بباب الجابية، المشهور بالغزال، ولله الحمد.

وفي هذه الأيام ذهب رجل بعشائه إلى بيته، فأغمي عليه، فأسند ظهره إلى جدار وجلس، فخرجت روحه فجاة، فحمل إلى بيته فشرع ولده في تجهيزه، فدخل إلى بيت ليأتي له بطبيب فمات فجأة، فأخرجا للصلاة عليهما معاً، وهو اتفاق غريب.

وفيها توفي الأستاذ إبراهيم بن صلاح القواس بمحلة ميدان الحصى فجأة، وكان أخوه قد توفي قبله من سنين، فجأة أيضاً.

وفيها مر جماعة بالبرية فخرج عليهم العرب فقال بعضهم لبعض: اجعلو أحدنا كالميت، وغطوه بشيء، فإذا وصولوا إلينا نقول هذا ميت ونحن نريد غسله وتكفينه ودفنه؛ فلما وصل العرب إليهم قالوا ذلك لهم، فهربوا وتركوهم تفاؤلاً، فلما أبعدوا وجدوا عنه رفقته فوجدوه ميتاً حقيقية، وهو أمر عجيب.

وفيها حسن بعض المجرمين للأمير يخشباي بأن يعمر

ص: 218

التربة التي شمالي جامع جراح، لصيق تربة يزيد بن معاوية، التي بها قبر الإمام الخرقي، صاحب المختصر المشهور عند الحنابلة، وأن يجعلها لتربة له ولجماعته.

وفي ليلة الأربعاء رابع جمادى الأولى منها، توفي الطفل الكيس، المرافق سيدي منصور بن النائب، مطعوناً، وكان يوم الجمعة أتى صحبته والده إلى الجامع الأموي وصليا بالشباك الكمالي، وقد استحلاه الناس وحسن في أعينهم؛ وأخرج به من العمارة بالاصطبل، وصلى عليه بباب دار السعادة، ولم يدخلوا به إلى دار السور، لأنه فأل على السلطان، وذهبوا على باب الجابية، على الشاغور، إلى تربة النائب، قرب الشيخ رسلان؛ وفد خطف على جميع ما على رؤوس الحمالين من الخبز والزبيب والملح من عند باب الحابية، وحزن الناس عليه؛ فلما رجع النائب من جنازته نادى بإبطال المحرمات، على باب البريد، وأطراف الطرق، وكانت الأسواق مغلقة لأجل موت الولد المذكور، وحمده الناس على ذلك.

وفي هذه الأيام تواترت الأخبار بأن أزدمر دوادار السلطان، الذي وصل من مصر إلى مدينة أربد، وأقام خارج مصر مدة، قد دخل إلى مصر دخولاً حافلاً، وخلع عليه.

وفي عقب صلاة الجمعة ثالث عشره صلى الناس بالجامع الأموي غائبة على الشيخ العالم الزاهد شهاب لدين بن إمام الكاملية، توفي بالقدس؛ ثم صلي بعده على حاضرة خارج المقصورة.

وفي ليلة الأحد خامس عشره وقع الحريق في سوق الفراء الخشنة، واتصل إلى سوق الخلعيين، اللذين جددا بباب الحديد، أحد أبواب القلعة، ونهب ما سلم من الحريق، وذهب مال كثير وأثاث.

وفي يوم الأحد مستهل جمادى الآخرة منها، أدخل مسمراً إلى دمشق، سليمان بن حافظ، العاق الذي الذي قتل الأمير دولتباي، خال أسياد، المتقدم ذكره في الماضية، ثم سلخ وحشي تبناً وطيف به.

وفي هذه الأيام اشتهر بأن النائب أمر بالمناداة بدمشق، بأن يتهيأ الناس لأمر الحج، وأن المائب هو الذي يسفرهم بنفسه.

وفيها تزايد الطاعون.

وفيها كثر المطر والبرد، واستمر إلى ليلة السبت حادي عشريه، ثم جاءت زيادات كثيرة حتى غرق طواحين كثيرة، وذهب ما فيها، وكذلك حوانيت كثيرة، من تحت القلعة إلى قرب

ص: 219

دار الفراديس، وفاضت عين دار البطيخ، وخربت بيوت وطباق كثيرة، وفقد الخبز وغلا لقلة الطحن، والجملة فلم ير في هذه الأيام مثلها قط.

وفيها ورد الخبر من مصر إلى دمشق بأن القاضي الشافعي عزل تقي الدين بن زهير، الشهير بابن قاضي زرع، عن نيابة القضاء لأمر أوجب ذلك عنده.

وفي يوم الثلاثاء مستهل رجب منها، حصل بين السيد إبراهيم نقيب الأشراف، وبين شهاب الدين الرملي، قلقلة، فشكا عليه إلى النائب، فغضب عليه وأسمعه كلاماً غليظاَ، لما رأى من تحبره، ووضع في الترسيم إلى أن شفع فيه قاضي الحنابلة نجم الدين بن مفلح، ومفتي دار العدل كمال الدين بن حمزة.

واستمر المطر من هذا اليوم إلى ثاني عشره، حتى تهدمت بيوت كثيرة، وانقطعت الأسباب.

وفي يوم الخميس سادس عشره دخل من مصر إلى دمشق عدة خاصكية، صحبة أحدهم خلعة الشتاء للنائب، فلبسها من المصطبة، التي مقابل مسجد القدم.

وفي أواخر هذا الشهر أخبر شخص أن ريحاً أتت بقرية سخنين، فقلعت زيتوناً كثياً نحو ألفين أصل، واقتلعت فارساً من سرج فرسه، ورمت به إلى الأرض، فتعلق بأصل شجرة مقطوعة، ورمت رفيقاَ له ماشياً فمات، وأنها أخذت الكلب معهما وطارت بذلك كله في السماء، قيل حتى ألقته في بحيرة طبرية، وأن جماعة رأوا ذلك.

وفي ليلة يوم الخميس مستهل شعبان منها، هرب جماعة أمراء من حبس القلعة بحبال دليت، فلما تعالى النهار دل عليهم، فأتي بهم.

وفي هذه الأيام صودر البرددار ابن الأقفالي، ونائبه البعني، وغيرهما من جماعة النائب.

في صبحة يوم الخميس ثاني عشريه دخل من مصر إلى دشمق الخواجا زين الدين بن النيربي، مخلوعاًَ عليه بأمرة الحاج؛ وصحبته مشد النائب، وعلى يديه خلعة للنائب بنفسجية بمقلب سمور، فدخل الثلاثة بخلعهم إلى دمشق على العادة.

وفي يوم السبت مستهل رمضان منها، أدير لمحمل على العادة القديمة، خارج سور دمشق.

وفي يوم الأربعاء ثاني عشريه فجع شيخنا محيي الدين النعيمي بولده بدر الدين، وميلاده رابع صفر سنة خمس وتسعمائة؛ وفي يوم الجمعة ثامن عشريه بابنته حليمة، وكان عمرها أربع سنين.

وفي يوم الخميس رابع شوال منها، أدير المحمل بدمشق مرة ثانية.

وفي يوم السبت

ص: 220

عشريه نودي بدمشق بالحجوبية الكبرى لقانصوه الجمل المصري.

وفي يوم الاثنين ثاني عشريه خرج وفد الله من دمشق، وأميرهم الخواجا زين الدين بن النيبري.

وفي هذه الأيام وردت الأخبار من مصر بعزل القاضي شمس الدين الطولقي المالكي، ومنعه من الحكم والشهادة؛ وأن خصمه في القضاء شمس الدين بن يوسف الأندلسي لم يعلم أين هو، واشتهر بدمشق أنه غرق، وبعضهم يقول خنق، وقد مر أن الطولقي هذا إنما أذن له القاضي الشافعي في الحكم بدمشق، وأما نائب المالكي شمس الدين بن الخيوطي فإنما كان أذن له الحنبلي، وهو مستمر في الحكم، والقاضي الحنبلي شاع بدمشق عزله ببهاء الدين بن قدامة، واستمر ممتنعا إلى الآن.

وفي هذه الأيام غضب النائب على سراج اليدن بن الصيرفي فتراضاه، ثم منع شمس الدين ابن الخيوطي، فالمذهبان الحنبلي والمالكي شاغران، والشافعي غائب بمصر، وعوضه سراج الدين المذكور، والحنفي سيتعين في بيع الأوقاف بعز الدين بن حمدان، وبتاج الدين محمد بن القصيف، ولأجل ذلك فوض إليهما بخلاف عمي جمال الدين بن طولون.

وفي يوم الثلاثاء أول ذي القعدة منها، عرض على السلطان ولي الدين بن قاضي القضاة المنهاج وغيره، وخلع عليه.

وفي بكرة يوم الأربعاء ثانيه سافر النائب بعسكر دمشق، وصحبتهم جميع آلة الحرب والحصار، وحطوا بالمرج، ثم بعد يوميات سافر إلى أرض البقاع، ولم يبق بدمشق غير دوادار النائب.

وفي هذه الأيام ولي النائب جماعات في كثير من بلدان ناصر الدين بن الحنش، بعد أن حرق بيته في قرية مشغرا، وهرب من النائب ولم يلقه، وبسبب ذلك خربت بلدان كثيرة.

وفي يوم الجمعة، يوم العيد، عاشر ذي الحجة منها، اتفق جماعة من أهل المزة على أحد عرفائها، يوسف بن الداراني، فأوقعوا فيه ضرباً بالسكاكين في بعض البساتين، ثم سحب على وجهه ورمي قرب مزار قصيبان، الذي يفتل عليه الصوف، قبلي المزة؛ ورمي بسببه على أهلها مال.

وفي ليلة الجمعة سابع عشره دخل ملك الأمراء إلى دمشق، راجعاً من البقاع، وإخراج ناصر الدين بن الحنش منها.

وفي يوم الاثنين عشرينه جاء الخبر أن الزيني عبد القادر ابن شيخ الإسلام بدر الدين بن قاضي شهبة، خرج عليه جماعة بين المنينة وسيدي شعيب عليه السلام، وقتلوه وأخذوا ما معه، ودفن عند سيدي شعيب.

ص: 221