الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5 -
حل المشكلات وتوضيح التحريرات في القراءات: لمحمد عبد الرحمن الخليجي.
6 -
شرح تنقيح فتح الكريم في تحرير أوجه القرآن العظيم: لأحمد عبد العزيز الزيات.
7 -
تحرير الطرق والروايات من طريق طيبة النشر: لعلي المنصوري، (ت 1134 هـ).
8 -
تحرير النشر من طريق العشر: لمصطفى الإزميري (ت 1155 هـ).
9 -
مختصر بلوغ الأمنية على نظم تحرير مسائل الشاطبية: للضباع.
رابعا: الوقف والابتداء:
هو العلم الذي يبحث في معرفة ما يوقف عليه وما يبتدأ به من الكلام، ويلحق به أيضا ما يتعلق بكيفيات الوقف على الكلمة وكيفية الابتداء بها، وأهمية هذا العلم كبيرة إذ به يعرف تفسير القرآن وفهم كثير من معانيه، ولذلك روي عن كثير من السلف ما يؤكد أهمية معرفته والعناية به، قال علي رضي الله عنه:«الترتيل معرفة الوقوف وتجويد الحروف» (1)، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال:«لقد عشنا برهة من دهرنا وإن أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن وتنزل السورة على النبي صلى الله عليه وسلم فيتعلم حلالها وحرامها وآمرها وزاجرها وما ينبغي أن يوقف عنده منها» (2).
وقال الهذلي: «هو حلية التلاوة وتحلية الدراية وزينة القارئ وبلاغة التالي وفهم المستمع وفخر العالم
…
يعلم به الفرق بين المعنيين المختلفين
…
والحكمين المتقاربين» (3).
ولأهمية العلم بمواضع الوقوف وكيفياته اشترط عدد من الأئمة على المجيز أن لا يجيز أحدا إلا بعد معرفته الوقف والابتداء (4).
ومما يدل على الصلة بين الوقف والمعنى، الحادثة المشهورة أن رجلا وقف أمام النبي صلى الله عليه وسلم خطيبا فقال:«من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما» ، ووقف، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «بئس خطيب القوم أنت، قل: ومن يعص الله ورسوله فقد
(1) ابن الجزري، النشر (1: 225).
(2)
رواه الحاكم في المستدرك في كتاب الإيمان، باب كيف يتعلم القرآن (1: 35) ورواه البيهقي في السنن الكبرى، كتاب الصلاة، باب بيان أنه قيل يؤمهم أقرؤهم (3: 171).
(3)
الهذلي، الكامل في القراءات الخمسين، ورقة 33/ ب.
(4)
ابن الجزري، النشر (1: 225).
غوى» (1)، فعدم مراعاة هذا الخطيب لموضع الوقف أدى إلى تغيير المعنى، وكان عليه أن يقف على: فقد رشد، ثم يبدأ الجملة التالية.
وقد اعتنى علماؤنا بهذا العلم، وأولوه رعايتهم واهتمامهم وحرصوا على تبيين مواضع الوقف في القرآن الكريم، لإعانة القارئ على اختيار أماكن الوقف، واصطلحوا على تقسيم الوقف الاختياري إلى أنواع، وعلى إعطاء كل نوع منها رمزا يدل عليه للاختصار والتخفيف على القارئين، وإن اختلفوا في تحديد أنواع الوقف الاختياري، رغبة من بعضهم في زيادة التفريع والتنويع فجعلوها أنواعا كثيرة، ورغب آخرون في تقليل هذه الأنواع واختصارها.
فمنهم من جعل مراتب الاختياري ثمانية هي: التام فالحسن فالكافي فالصالح فالمفهوم فالجائز فالبيان فالقبيح، ومنهم من جعلها ثلاثة: تام مختار، وكاف جائز، وقبيح متروك (2).
وعلى القارئ التمكن من معرفة كيفية الوقف على الألفاظ التي فيها أكثر من وجه أو التي وقع بين القراء خلاف فيها، أو التي يوقف عليها بموافقة الرسم تقديرا أو تحقيقا، بإثبات حروف أو حذفها، وهذا باب واسع دقيق، ومنه مثلا:
- الألفاظ المرسومة بالتاء المفتوحة وتقرأ بالإفراد نحو: أُولئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ [البقرة: 218]، وَجَنَّةُ نَعِيمٍ [الواقعة: 89] يقف عليها بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب، ويقف عليها الباقون بالتاء.
- الوقف بإضافة هاء الوقف في ألفاظ مثل: فِيمَ [النساء: 97] وعَمَّ [النبأ:
1] وهُوَ وهِيَ وعَلَيْهِنَّ [النور: 60]، وإِلَيَّ [الدخان: 18] ليعقوب، وافقه البزي في أحد الوجهين عنه في المثالين الأولين.
- الوقف بإثبات بعض الحروف المحذوفة رسما، كإثبات ألف أَيُّهَ المرسوم بحذفها في [النور: 31، والزخرف: 49، والرحمن: 31] لأبي عمرو والكسائي ويعقوب، ويقف الباقون بحذفها.
(1) الأشموني، منار الهدى، ص 6.
(2)
زكريا الأنصاري، المقصد، ص 6.
ومنه الوقف بإثبات الياء في نحو: وَاخْشَوْنِ [المائدة: 3] وصالِ الْجَحِيمِ [الصافات: 163] ليعقوب، وفي نحو: هادٍ [غافر: 33] وباقٍ [النحل: 96] لابن كثير.
- الوقف بقطع الموصول في ألفاظ مثل: وَيْكَأَنَّ وَيْكَأَنَّهُ [القصص: 82] ورد عن الكسائي الوقف على (وي) وعن أبي عمرو: (ويك)، وورد عن الكسائي في أَلَّا يَسْجُدُوا [النمل: 25]، وقراءته فيها بتخفيف اللام، جواز الوقف اضطرارا أو اختبارا على (ألا) و (يا) ويبدأ ب (اسجدوا) بهمزة مضمومة.
- الوقف بحذف الهمزة أو إبدالها أو تسهيلها في ألفاظ لحمزة ولهشام، بما يوافقه الرسم تقديرا كالوقف لحمزة على كُفُواً [الإخلاص: 4] بالنقل أي بفتح الفاء وألف بعدها،
(كفا)، والوقف له بالنقل أو بالإدغام في مَوْئِلًا [الكهف: 58] فيكون النطق بواو مكسورة بعدها لام وألف على وجه النقل، وبواو مشددة مكسورة بعدها لام وألف على وجه الإدغام (1).
- الوقف بالروم وبالإشمام أو بدونهما في هاء الكناية وما يتفرع عن ذلك من أوجه متعددة إن كان في اللفظ مد عارض للسكون، أو اختلف القراء في حركة الهاء، فمثلا في لفظ أَرْجِهْ [الأعراف: 111 والشعراء: 36] يجوز لمن قرأه بالهمز الوقف بالروم وبالإشمام لمن ضم الهاء، وبالروم لمن كسرها، ويمتنعان لمن قرأه بلا همز، ولمن قرأه بسكون الهاء، وفي هاء أَنْسانِيهُ [الكهف: 63] يجوز الروم والإشمام لمن قرأ بضم الهاء- وهو حفص وحده- ويمتنعان لمن كسرها، وهذا التفصيل في المثالين مبني على المذهب الراجح في هاء الكناية في جواز دخول الروم والإشمام فيها بشروط (2).
من المؤلفات في الوقف والابتداء:
1 -
إيضاح الوقف والابتداء في كتاب الله عز وجل: لأبي بكر بن القاسم الأنباري (ت 328 هـ) وهو مطبوع.
(1) د. أحمد خالد شكري، الوقف بما يوافق رسم المصحف تقديرا، بحث مقبول للنشر في مجلة المنارة، جامعة آل البيت، ص 12 - 28.
(2)
ابن الجزري، النشر (2: 124)، والحصري، أحكام قراءة القرآن الكريم، ص 241 - 243.