المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ثانيا: التدرج التاريخي لنشأة علم القراءات: - مقدمات في علم القراءات

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌الفصل الأول الأحرف السبعة وعلاقتها بالقراءات العشر المتواترة

- ‌المبحث الأول روايات حديث نزول القرآن على سبعة أحرف

- ‌أولا: بعض الأحاديث الواردة في أن القرآن الكريم نزل على سبعة أحرف:

- ‌ثانيا: أقوال العلماء في معنى الأحرف السبعة

- ‌ثالثا: الرأي المختار في معنى الأحرف السبعة:

- ‌رابعا: أمثلة للأحرف السبعة:

- ‌خامسا: الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف

- ‌المبحث الثاني جمع القرآن الكريم في عهد عثمان رضي الله عنه والفرق بينه وبين جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه

- ‌المبحث الثالث الأحرف السبعة وعلاقتها بالقراءات العشر المتواترة

- ‌المبحث الرابع خلاصة ما ينبغي اعتقاده في الأحرف السبعة والقراءات القرآنية العشر المتواترة وتاريخ المصحف الشريف

- ‌الفصل الثاني مفهوم علم القراءات، ونشأته والمراحل التي مر بها وشروط القراءة الصحيحة وأنواع القراءات

- ‌المبحث الأول مفهوم علم القراءات، والفرق بين القرآن والقراءات

- ‌أولا: تعريف علم القراءات:

- ‌ثانيا: مصدر القراءات

- ‌ثالثا: الفرق بين القرآن والقراءات

- ‌المبحث الثاني نشأة علم القراءات والمراحل التي مر بها

- ‌أولا: متى كانت الرخصة بالأحرف السبعة

- ‌ثانيا: التدرج التاريخي لنشأة علم القراءات:

- ‌اختيار ابن مجاهد للسبعة، وأثره في التأليف في القراءات:

- ‌ثالثا: القراءات القرآنية في عصرنا الحاضر:

- ‌1 - انتشار القراءات التي يقرأ بها في العالم الإسلامي:

- ‌2 - طباعة المصاحف بالروايات المتعددة:

- ‌3 - تسجيل الروايات صوتيا:

- ‌4 - قيام مؤسسات وكليات تعنى بعلم القراءات

- ‌المبحث الثالث شروط القراءة الصحيحة، وأنواع القراءات

- ‌القسم الأول: القراءة المتواترة

- ‌القسم الثاني: القراءات الشاذة:

- ‌تقسيمات أخرى للقراءات القرآنية:

- ‌الفصل الثالث التعريف بالقراء العشرة ورواتهم

- ‌المبحث الأول التعريف بالقراء العشرة

- ‌1 - نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم

- ‌2 - ابن كثير المكي:

- ‌3 - أبو عمرو البصري

- ‌4 - عبد الله بن عامر الشامي:

- ‌5 - عاصم الكوفي:

- ‌ أقوال العلماء فيه وثناؤهم عليه

- ‌6 - حمزة بن حبيب الزيات الكوفي:

- ‌7 - الكسائي:

- ‌8 - أبو جعفر يزيد بن القعقاع:

- ‌9 - يعقوب بن إسحاق الحضرمي

- ‌10 - خلف بن هشام البزار:

- ‌أسانيد القراء العشرة

- ‌المبحث الثاني الرواة عن القراء العشرة

- ‌1 - راويا نافع

- ‌2 - راويا ابن كثير المكي

- ‌3 - راويا أبي عمرو البصري

- ‌4 - راويا ابن عامر الشامي:

- ‌ فضله وأقوال العلماء فيه:

- ‌5 - راويا عاصم الكوفي:

- ‌6 - راويا حمزة الكوفي:

- ‌7 - راويا الكسائي:

- ‌8 - راويا أبي جعفر المدني:

- ‌9 - راويا يعقوب البصري:

- ‌10 - راويا خلف:

- ‌الفصل الرابع التعريف بأصول القراءات وأصول القراء العشرة

- ‌المبحث الأول التعريف بأصول القراءات

- ‌المبحث الثاني التعريف بأصول القراء العشرة

- ‌1 - أصول قراءة نافع

- ‌أ- رواية قالون:

- ‌ب- أصول رواية ورش:

- ‌مثال لقراءة نافع: (سورة المعارج)

- ‌2 - أصول قراءة ابن كثير

- ‌مثال لقراءة ابن كثير: (سورة يوسف 1 - 20)

- ‌3 - أصول قراءة أبي عمرو

- ‌مثال لقراءة أبي عمرو: (سورة الصف)

- ‌4 - أصول قراءة ابن عامر

- ‌مثال لقراءة ابن عامر: (سورة الأحقاف)

- ‌5 - أصول قراءة عاصم

- ‌مثال لقراءة عاصم: (سورة هود 1 - 60)

- ‌ 6 - أصول قراءة حمزة

- ‌مثال لقراءة حمزة: (سورة الرحمن)

- ‌7 - أصول قراءة الكسائي

- ‌مثال لقراءة الكسائي: (سورة البلد)

- ‌8 - أصول قراءة أبي جعفر

- ‌مثال لقراءة أبي جعفر: (سورة الإنسان)

- ‌9 - أصول قراءة يعقوب

- ‌مثال لقراءة يعقوب: (سورة الرعد)

- ‌10 - أصول قراءة خلف العاشر

- ‌مثال لقراءة خلف العاشر: (سورة الإسراء 70 - 111)

- ‌الفصل الخامس المؤلفات في علم القراءات والعلوم المتصلة به

- ‌المبحث الأول المؤلفات في علم القراءات

- ‌أولا: كتب الرواية:

- ‌أ- أشهر المؤلفات في القراءات والتي تعد المراجع الأساسية في هذا العلم:

- ‌هـ- من المؤلفات في القراءات الثمان وحتى العشر:

- ‌ثانيا: الكتب المؤلفة في بيان معنى الأحرف السبعة والصلة بينها وبين القراءات:

- ‌ثالثا: الكتب المؤلفة في بيان أصول القراءات:

- ‌رابعا: الكتب المؤلفة في بيان صلة القراءات بالنحو واللغة أو في دراسة بعض الأصول القرآنية من الوجهة اللغوية

- ‌خامسا: الكتب المؤلفة في تتبع ظاهرة من ظواهر القراءات:

- ‌سادسا: كتب في دراسة تاريخ القراءات

- ‌سابعا: كتب في الدفاع عن القراءات القرآنية:

- ‌ثامنا: كتب في تطبيق القراءات القرآنية:

- ‌المبحث الثاني العلوم المتصلة بالقراءات

- ‌أولا: علم التجويد:

- ‌تعريف علم التجويد لغة واصطلاحا:

- ‌أهمية علم التجويد:

- ‌المصنفات في علم التجويد

- ‌الفرق بين علمي التجويد والقراءات

- ‌ثانيا: علم الرسم وعلم الضبط:

- ‌ثالثا: علم التحريرات:

- ‌رابعا: الوقف والابتداء:

- ‌خامسا: علم توجيه القراءات:

- ‌سادسا: علم تراجم القراء (طبقات القراء):

- ‌الصورة الأولى:

- ‌الصورة الثانية:

- ‌الصورة الثالثة:

- ‌الصورة الرابعة:

- ‌الصورة الخامسة:

- ‌سابعا: علم الفواصل:

- ‌ علماء العدد

- ‌علاقة علم العدد بعلم القراءات:

- ‌من المؤلفات في علم الفواصل:

- ‌الفصل السادس شبهات حول القراءات القرآنية وردها

- ‌الشبهة الأولى: عدم تواتر القراءات:

- ‌الرد على هذه الشبهة:

- ‌الشبهة الثانية: أن مصدر اختلاف القراءات رسم المصحف:

- ‌الرد على هذه الشبهة:

- ‌الشبهة الثالثة: جواز القراءة بالمعنى

- ‌الرد على هذه الشبهة

- ‌الشبهة الرابعة: تناقض معنى القراءات

- ‌الرد على هذه الشبهة

- ‌الشبهة الخامسة: مخالفة بعض القراءات اللغة العربية

- ‌الرد على هذه الشبهة

- ‌الخاتمة

- ‌الخطة الدراسية لدرجة البكالوريوس في القراءات القرآنية في كلية الدعوة وأصول الدين- جامعة البلقاء التطبيقية

- ‌الخطة الاسترشادية لدرجة البكالوريوس في القراءات القرآنية:

- ‌وصف المواد التي يطرحها قسم القراءات وتدرّس في بكالوريوس القراءات

- ‌المصادر والمراجع

الفصل: ‌ثانيا: التدرج التاريخي لنشأة علم القراءات:

يراسل القبائل والأقوام، من داخل الجزيرة العربية وخارجها، وكانوا متعددي اللغات واللهجات، فاحتاجوا للرخصة، فأخذ كل منهم يقرأ بقدر استطاعته (1).

يدل على هذا قول ابن حجر: «أنزل أولا بلسان قريش ثم سهل على الأمة أن يقرءوه بغير لسان قريش وذلك بعد أن كثر دخول العرب في الإسلام لقد ثبت أن ورود التخفيف بذلك كان بعد الهجرة» (2).

وليس من السهل القطع بترجيح قول على آخر، ولكن الإشارات التي ذكرها أصحاب القول الثاني ربما تكون أقرب لموضوع الأحرف السبعة، والظروف التي نزلت فيها، وطبيعة الرخصة والحاجة إليها، فإن أضاة بني غفار موضع بالمدينة، كما أن الأحاديث الواردة في الأحرف السبعة ظاهرها كان في مسجد، وهو كان في المدينة، مع أن هذا القول يشكل عليه: كون عدد من سور القرآن مكية، وفيها وجوه اختلاف.

وبقية الاستدلالات تبدو عقلية وتحتمل الصواب والخطأ، ولذلك يظهر أن الأحرف نزلت في المدينة، ولكن لا يبعد أن جزءا منها نزل في مكة المكرمة.

ويمكن أن يقال أيضا إن السور التي نزلت بمكة نزلت أولا على حرف واحد وكان المسلمون يقرءونها بحرف واحد، فلما انتقلوا إلى المدينة وكثر الداخلون في الإسلام واحتيج إلى القراءة بسبعة أحرف صارت هذه السور تقرأ على سبعة أحرف بتعليم وتوقيف من الرسول صلى الله عليه وسلم.

‌ثانيا: التدرج التاريخي لنشأة علم القراءات:

ترجح لدينا أن أكثر القراءات نزل في المدينة المنورة، بيد أنه لا يبعد أن يكون بعضها بدأ نزوله في مكة المكرمة.

وقد كان القرآن الكريم يتلقى عن النبي صلى الله عليه وسلم حرفا حرفا، يتلقاه عنه الصحابة رضي الله عنهم، وكان القرآن محفوظا في الصدور، وهكذا القراءات، ثم عني العلماء

(1) الدكتور شعبان محمد إسماعيل، القراءات أحكامها ومصدرها، ص 44.

(2)

ابن حجر، فتح الباري (9: 28).

ص: 54

بتدوين القراءات بعد وضع الشروط لقبولها، واعتبارها قرآنا، وسأجمل في ما يأتي المراحل التي مر بها هذا العلم الجليل على النحو التالي (1):

المرحلة الأولى: القرآن والقراءات في زمن النبوة، ويمكن إجمال هذه المرحلة بالنقاط التالية:

1 -

تعليم جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم القرآن والقراءات، وكان هدفها حفظ النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يلقاه من القرآن.

2 -

تعليم النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة القرآن الكريم امتثالا لقول الله تعالى: وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ [الإسراء: 106]، وقد ورد عن عثمان وابن مسعود وأبي بن كعب رضي الله عنهم:«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرئهم العشر، أي: آيات فلا يجاوزونها إلى عشر أخرى حتى يتعلموا ما فيها من العمل، فيعلمهم القرآن والعمل معا» .

3 -

تعليم بعض المسلمين بعضا آي القرآن وسوره، وكان ذلك بأمر النبي صلى الله عليه وسلم وإقراره، فأول من قدم إلى المدينة لتعليم المسلمين القرآن الكريم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير وإنه نزل دار القراء وكان سمي بالمقرئ، وعبد الله بن أم مكتوم، ثم بلال وعمار رضي الله عنهم، ولما فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة ترك فيهم معاذ ابن جبل رضي الله عنه لتعليم المسلمين القرآن.

4 -

ظهور طائفة من الصحابة يتدارسون كتاب الله عز وجل يسمون (بالقراء)، وهو بداية نشوء هذا المصطلح، وكانوا سبعين رجلا شببة كانوا إذا أمسوا أتوا ناحية المدينة فتدارسوا القرآن، وهم الذين قتلوا في غزوة بئر معونة.

5 -

تصدي بعض الصحابة لحفظ القرآن عن ظهر قلب في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ومنهم: أبو بكر الصديق، وأبي بن كعب (ت 20 هـ)، وعبد الله بن مسعود (ت 32 هـ)، وأبو الدرداء عويمر بن زيد (ت 32 هـ)، وعثمان بن عفان (ت 35 هـ)، وعلي بن أبي طالب (ت 40 هـ)، وأبو موسى الأشعري (ت 44 هـ)، وزيد بن ثابت (ت 45 هـ)

(1) انظر تفصيلا: ابن الجزري، النشر في القراءات العشر (1: 7 - 9)، وأبو شامة، المرشد الوجيز، ص 148 وما بعدها، والدكتور عبد الهادي الفضلي، القراءات القرآنية تاريخ وتعريف، ص 13 - 52، والدكتور شعبان محمد إسماعيل، القراءات أحكامها ومصدرها، ص 49 وما بعدها.

ص: 55

رضي الله عنهم، قال الذهبي عنهم:«فهؤلاء الذين بلغنا أنهم حفظوا القرآن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وأخذ عنهم عرضا، وعليهم دارت أسانيد قراءة الأئمة العشرة» (1).

هذا، وكون هؤلاء الذين حفظوا القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم لا يعني أن غيرهم من الصحابة لم يحفظوا القرآن، ولكن هؤلاء هم الذين اشتهروا في الأخذ عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وهناك من الصحابة من أخذوا القرآن وحفظوه على النبي صلى الله عليه وسلم.

المرحلة الثانية: القرآن والقراءات في زمن الصحابة والتابعين، ويمكن إجمال هذه المرحلة بالنقاط التالية:

1 -

تلمذة جماعة من الصحابة والتابعين على جماعة من الصحابة رضي الله عنهم، فقد قرأ أبو هريرة وابن عباس وعبد الله بن السائب وعبد الله بن عياش وأبو العالية الرياحي قرءوا على أبي بن كعب، وقرأ المغيرة بن أبي شهاب المخزومي على عثمان بن عفان، وقرأ الأسود بن يزيد النخعي على عبد الله بن مسعود.

2 -

بدأ أخذ بعض وجوه القراءة المختلفة، ونقلها بالرواية، وقد ذكر ذلك أبو عبيد القاسم بن سلام في كتابه في (القراءات)، وهو من أوائل الكتب المؤلفة في علم القراءات، وهذه النقطة لم تتعد القرن الأول الهجري، وبدأت تشيع ظاهرة اختلاف القراءات في النصف الأول من القرن الأول، كما يؤخذ من وفيات الصحابة رضي الله عنهم.

3 -

تعيين الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنهم مقرئا خاصا لكل مصر من الأمصار التي بعث إليها بمصحف، وتوافق قراءته قراءة أهل المصر المرسل إليهم في الأكثر الأغلب، وقد كتبت المصاحف على وفق العرضة الأخيرة كما تقدم، والمشهور أن المصاحف التي أرسلها عثمان إلى الأمصار خمسة، وفي هذه المرحلة بدأ التمييز بين القراءات الصحيحة المعتبرة، والقراءات الآحادية والشاذة، وبدأت تنتشر الروايات الشاذة، وهذا التمييز أساسه التلقي وموافقة الرسم العثماني.

وقد أرسل عبد الله بن السائب المخزومي (ت في حدود 70 هـ) إلى مكة، وأبو عبد الرحمن السلمي (ت 47 هـ) إلى الكوفة، وكان قبله ابن مسعود حينما أرسله عمر

(1) الذهبي، معرفة القراء الكبار (1: 39).

ص: 56

ابن الخطاب رضي الله عنه، وعامر بن عبد قيس (حوالي 55 هـ) إلى البصرة، والمغيرة ابن أبي شهاب المخزومي (ت نيف وسبعين هـ) إلى الشام، وجعل زيد بن ثابت (ت 45 هـ) مقرئا في المدينة، وكان هذا في حدود سنة ثلاثين من الهجرة.

4 -

إقبال جماعة من كل مصر على المصحف العثماني لتلقي القراءات وفق ما تلقاه الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك على النحو التالي (1):

أ- في المدينة: معاذ بن الحارث، المعروف بمعاذ القارئ (ت 63 هـ)، وسعيد ابن المسيب (ت 94 هـ)، وعروة بن الزبير (ت 95 هـ)، وعمر بن عبد العزيز (ت 101 هـ) وعطاء بن يسار (ت 103 هـ)، وسالم بن عبد الله بن عمر (ت 106 هـ)، وغيرهم.

ب- في مكة: عبيد بن عمير (ت 74 هـ)، ومجاهد بن جبر (ت 103 هـ)، وطاوس بن كيسان (ت 106 هـ)، وعطاء بن أبي رباح (ت 115 هـ)، وعبد الله بن أبي مليكة (ت 117 هـ)، وعكرمة مولى ابن عباس (ت 200 هـ)، وغيرهم.

ج- في الكوفة: عمرو بن شراحيل (ت بعد 60 هـ)، وعلقمة بن قيس (ت 62 هـ)، ومسروق بن الأجدع (ت 63 هـ)، وعبيدة بن عمرو السلماني (ت 72 هـ)، وأبو عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي (ت 74 هـ)، وإبراهيم بن يزيد النخعي (ت 96 هـ)، وغيرهم.

د- في البصرة: عامر بن عبد قيس (ت حوالي 55 هـ)، ويحيى بن يعمر العدواني (ت 90 هـ)، ونصر بن عاصم الليثي (ت قبل المائة هـ)، وأبو رجاء العطاردي (ت 105 هـ)، والحسن البصري (ت 110 هـ)، ومحمد بن سيرين (ت 110 هـ)، وغيرهم، هـ- في الشام: المغيرة بن أبي شهاب المخزومي (ت نيف وسبعين هـ)، وخليفة بن سعد صاحب أبي الدرداء، وغيرهم، وشملت هذه النقطة النصف الثاني من القرن الأول الهجري والنصف الأول من القرن الثاني الهجري.

4 -

تجرد قوم للقراءة والأخذ واعتنوا بضبط القراءة حتى صاروا أئمة يقتدى بهم في القراءة، وقد أجمع أهل بلدهم على تلقي القراءة منهم بالقبول، ولتصديهم للقراءة نسبت القراءة إليهم، ومنهم:

(1) ابن الجزري، النشر في القراءات العشر (1: 7) وما بعدها.

ص: 57

أ- بالمدينة: أبو جعفر يزيد بن القعقاع (ت 130 هـ)، وشيبة بن نصاح (ت 130 هـ)، ونافع بن أبي نعيم (ت 169 هـ).

ب- بمكة: عبد الله بن كثير (ت 120 هـ)، وحميد بن قيس الأعرج (ت 130 هـ)، ومحمد بن محيصن (ت 123 هـ).

ج- بالكوفة: يحيى بن وثاب (ت 103 هـ)، وعاصم بن أبي النجود (ت 129 هـ)، وسليمان بن مهران الأعمش (ت 148 هـ)، وحمزة الزيات (ت 156 هـ)، والكسائي (ت 189 هـ).

د- بالبصرة: عبد الله بن أبي إسحاق (ت 129 هـ)، وعيسى بن عمر (ت 149 هـ)، وأبو عمرو بن العلاء (ت 154 هـ)، وعاصم الجحدري (ت 128 هـ)، ويعقوب الحضرمي (ت 205 هـ).

هـ- بالشام: عبد الله بن عامر (118 هـ)، وعطية بن قيس الكلابي (ت 121 هـ) وإسماعيل بن عبد الله بن المهاجر، ويحيى بن الحارث الذماري (ت 145 هـ)، وشريح بن يزيد الحضرمي (ت 203 هـ).

وكانت هذه الفترة تمهيدا للمرحلة التي بعدها، وهي فترة التدوين لروايات القراءات مع توفرها وبروزها ووضوحها.

المرحلة الثالثة: بدء التأليف في القراءات والتدوين وتنامي هذا الاتجاه حتى نضوج علم القراءات، ونضوج التأليف فيه، واستقراره، وسيأتي تفصيل دقيق في فصل مستقل من هذا الكتاب يبين حركة التأليف والتصنيف في علم القراءات، وتحقيق ذلك، ولكني في هذا المبحث سأعالج حركة التأليف بالقدر الذي يخدم إبراز هذه المرحلة كمرحلة تاريخية من مراحل نشوء علم القراءات دون الخوض في التفصيلات الدقيقة والتحقيقات المهمة، وذلك ضمن النقاط التالية:

1 -

بدء التأليف في علم القراءات، وبدء عملية التدوين، وقد اختلف المؤرخون في أول من ألف في علم القراءات، فذهب الأكثر إلى أنه الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام (ت 224 هـ)، وذهب ابن الجزري إلى أنه أبو حاتم السجستاني (ت 225 هـ)، وقيل غير ذلك، ولكن الذي يبدو أن يحيى بن يعمر (ت 90 هـ) هو أول من ألف

ص: 58

في علم القراءات ثم تتابع التأليف من بعده، وقد زاد عدد المؤلفات بعد ابن يعمر إلى تسبيع ابن مجاهد السبعة واقتصاره عليهم، وجعلهم في مصنف خاص على ما يذكر

الدكتور عبد الهادي الفضلي عن أربع وأربعين مصنفا (1).

ويلاحظ أن هذه المصنفات لم تقتصر على عدد معين من القراءات.

2 -

تسبيع السبعة والاقتصار على جمع مؤلفاتهم في مؤلف خاص، وذلك في كتاب (السبعة في القراءات) لأبي بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد التميمي البغدادي (ت 324 هـ)، وبدء ظهور شروط القراءة الصحيحة، وتمييز الصحيح من الشاذ، فإن اختيار ابن مجاهد السبعة يشعر بأن ما سواها شاذ، وسيأتي تفصيل ما فعله ابن مجاهد، وسبب اقتصاره على السبعة، وشروط الاختيار مفصلا.

3 -

بعد تسبيع السبعة، وتشذيذ القراءات الشواذ، جاءت مرحلة الاحتجاج للقراءات في جوانبها اللغوية من صوتية وصرفية ونحوية، وسيأتي تفصيل المصنفات في علم توجيه القراءات والاحتجاج لها في مبحث العلوم المتصلة بعلم القراءات.

4 -

توالي التأليف في القراءات السبع، ومن أبرز هذه الكتب «التيسير» لأبي عمرو الداني (ت 444 هـ)، ونظمه للإمام الشاطبي (ت 590 هـ)، وقد زادت شروحها عن (29) شرحا، وتعدّ هذه النقطة هي الفاصلة للتفرقة بين القراءات الصحيحة والقراءات الشاذة، باشتهار كتاب التيسير ونظمه للشاطبي.

5 -

ثم جاءت مرحلة تفريد القراءات وتسديسها وتثمينها وتعشيرها دفعا لما علق في أذهان كثيرين من أن الأحرف السبعة الواردة في الحديث الشريف هي القراءات السبع التي جمعها ابن مجاهد، قال أبو الفضل الرازي:

«إن الناس إنما ثمنوا القراءات وعشّروها وزادوا على عدد السبعة الذين اقتصر عليهم ابن مجاهد- لأجل هذه الشبهة- وإني لم أقتف أثرهم تثمينا في التصنيف أو تعشيرا أو تفريدا إلا لإزالة ما ذكرته من الشبهة. وليعلم أن ليس المراعى في الأحرف السبعة المنزلة عددا من الرجال دون آخرين ولا الأزمنة ولا الأمكنة، وأنه لو اجتمع عدد لا يحصى من الأمة فاختار كل واحد منهم حروفا بخلاف صاحبه، وجرد طريقا

(1) د. عبد الهادي الفضلي، القراءات القرآنية، تاريخ وتعريف، ص 27 - 33.

ص: 59