الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الرابع التعريف بأصول القراءات وأصول القراء العشرة
المبحث الأول التعريف بأصول القراءات
سيتم في هذا المبحث التعريف بأشهر المصطلحات المتداولة في كتب القراءات وتبيينها وإيضاحها (1).
* الأصول: مسائل علم القراءات التي لها قاعدة معينة تندرج فيها الجزئيات، مثل: الإدغام، والمد، والإمالة، ونحوها، وقد يخالف بعض القراء القاعدة في كلمات يسيرة.
وقيل: الأصل: الحكم الكلي الجاري في كل ما تحقق فيه شرطه.
* الفرش: الألفاظ القرآنية التي اختلف فيها القراء، والتي لا تندرج ضمن قواعد ومسائل أصول القراءة، وسميت بالفرش لانتشارها وتفرقها في السور، فإن فرش الشيء: نشره وبثه (2).
* الاستعاذة: مصدر استعاذ أي طلب العوذ والعياذ، وهو اللجوء والامتناع والاعتصام، فإذا قال القارئ: أعوذ بالله فكأنه قال: ألجأ واعتصم وأتحصن بالله.
والاستعاذة ليست من القرآن، وورد في صيغتها أقوال متعددة، المختار منها لفظ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم لموافقته اللفظ الوارد في سورة النحل (3).
(1) أخذت هذه المادة من مصادر متعددة، وللاستزادة والتوسع يراجع:
- ابن الجزري، النشر في القراءات العشر (1: 304 و 313 و 338 و 408) ومواضع أخرى.
- الضباع، الإضاءة في بيان أصول القراءة، ص 5 - 56.
- الحموي، أحمد بن عمر، القواعد والإشارات في أصول القراءات، ص 42 - 54.
(2)
سبق التعريف بالأصول والفرش، ص 77، وأعيد هنا لاندراجه ضمن مصطلحات القراء.
(3)
أي قوله تعالى: فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ [النحل: 98].
والاستعاذة مندوبة عند بداية القراءة، ويجهر القارئ بها عند بداية القراءة، واستثني من الجهر بها: إذا كان القارئ خاليا، وإذا كان يقرأ سرا، وإذا كان ضمن جماعة يقرءون بالدور ولم يكن هو المبتدئ بالقراءة.
وإذا قطع القارئ قراءته لأمر ضروري كسعال أو نسيان، أو لأمر له صلة بالقراءة كالتفسير وبيان الحكم فلا يعيد الاستعاذة، وإذا قطع قراءته لأمر لا صلة له بالقراءة كرد سلام، أو طال انقطاع الفصل ولو بأمر ذي صلة بالقراءة فإنه يعيد الاستعاذة.
* البسملة: مصدر بسمل إذا قال: بسم الله أو كتبها.
وهي واجبة عند بداية القراءة من أول السورة، سوى سورة التوبة وجائزة إذا كانت القراءة من وسط السورة، واختلف في البدء من وسط سورة التوبة هل تجوز معه البسملة أو لا والراجح جواز البسملة.
والبسملة هي الآية الأولى من سورة الفاتحة عند المكيين والكوفيين وليست كذلك عند باقي علماء العدد، ووجه الخلاف فيها أنها نزلت في بعض الأحرف ولم تنزل في بعضها، وكل منهما متواتر، فمن أثبتها آية فهي ثابتة في حرفه متواترة إليه ثم منه إلينا، ومن لم يعدها آية فهي محذوفة في حرفه، فمن تواترت في حرفه وجب عليه إثباتها في قراءته لكونها آية عنده.
* الصلة: يراد بها صلة ميم الجمع، وصلة هاء الكناية.
أ- صلة ميم الجمع: ميم الجمع هي ميم زائدة تدل على جمع المذكرين، وصلتها أن تضم وتلحق بواو لفظية حالة الوصل إذا وقعت قبل متحرك.
ب- صلة هاء الكناية: هي هاء الضمير المكنى بها عن المفرد المذكر الغائب، وصلتها أن يلحق بها حرف مد لفظي يناسب حركتها، إذا وقعت بين متحركين، فتوصل المضمومة بواو، نحو: إِنَّهُ كانَ وتوصل المكسورة بياء، نحو: بِعِبادِهِ خَبِيراً، إلا ما استثني لبعض القراء.
والأصل في حركة الهاء الضم، وتكسر إذا وقعت بعد كسر أو ياء ساكنة، نحو:
(به، فيه، عليه)، وتقصر إذا وقعت بين ساكنين نحو: وَآتَيْناهُ الْإِنْجِيلَ وإذا
وقعت قبل ساكن نحو: لِلَّهِ الْأَسْماءُ أما إذا وقعت بعد ساكن وقبل متحرك نحو أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً فتوصل عند ابن كثير وتقصر عند غيره، إلا ما استثني.
ومقدار القصر هنا حركة واحدة، ومقدار الصلة حركتان إذا كانت الصلة صغرى أي إذا لم يكن المتحرك الذي بعد الهاء همزة، فإن كان همزة كانت الصلة كبرى ومقدارها هو مقدار المد المنفصل.
ويلحق بهاء الكناية هاء: (هذه) فتوصل إن وقعت قبل متحرك نحو: هذِهِ ناقَةُ اللَّهِ [الأعراف: 73]، وتكون الصلة كبرى إن كانت قبل همزة، نحو: هذِهِ أُمَّتُكُمْ [الأنبياء: 92]، وتقصر إذا وقعت قبل ساكن نحو: هذِهِ الشَّجَرَةَ [البقرة: 35].
* الإدغام: هو اللفظ بالحرفين كالثاني مشددا، وفائدته تخفيف اللفظ لثقل النطق بحرفين متفقين في المخرج أو متقاربين.
وينقسم الإدغام إلى كبير وصغير، فالكبير: ما كان أول الحرفين فيه محركا، والصغير: ما كان أولهما فيه ساكنا، وينقسم إلى كامل وناقص، فالإدغام الكامل هو:
ذهاب ذات الحرف وصفته، والإدغام الناقص: ذهاب ذات الحرف وبقاء صفته.
وأسباب الإدغام ثلاثة: هي التماثل والتجانس والتقارب، فالتماثل هو: أن يتفق الحرفان مخرجا وصفة، أو أن يتحدا اسما ورسما، والتجانس أن يتفق الحرفان مخرجا
ويختلفا صفة أو عكسه، والتقارب: أن يتقارب الحرفان مخرجا و/ أو صفة.
وشروط الإدغام: في الكبير:
1 -
أن يلاقي المدغم المدغم فيه خطا ولفظا أو خطا فقط، فدخل نحو: إِنَّهُ هُوَ وخرج نحو: أَنَا نَذِيرٌ.
2 -
أن لا يكون المدغم فيه الحرف الأخير في الكلمة، إن كانا بكلمة واحدة، فدخل نحو خَلَقَكُمْ وخرج نحو: خَلَقَكَ.
وفي الصغير:
1 -
تقدم الساكن.
2 -
في المتماثلين أن لا يكون الساكن حرف مد (1)، أو هاء سكت، وفي هذا الثاني خلاف.
3 -
في المتجانسين والمتقاربين: أن لا يكون الأول حرف حلق نحو: أَبْلِغْهُ فَاصْفَحْ عَنْهُمْ.
وينقسم الإدغام إلى واجب وجائز وممتنع، فالواجب: ما اتفق القراء على إدغامه، مثل إدغام اللام في اللام نحو هَلْ لَكُمْ، والنون في الراء نحو: مِنْ رَبِّهِمْ، والجائز: ما اختلف فيه القراء، فأدغمه بعضهم وأظهره باقيهم نحو: لَقَدْ جاءَكُمْ أدغمه هشام وأبو عمرو بن حمزة والكسائي وخلف العاشر وأظهره الباقون، وقِيلَ لَهُمْ أدغمه السوسي وأظهره الباقون، والممتنع: ما لم يدغمه أحد، لوجود ما يمنع من الإدغام أو لعدم وجود أحد شروطه أو أسبابه، نحو: نَنْسَخْ لا تدغم النون في النون لاختلال شرط الإدغام، وهو تقدم المدغم، ومِنْ عَمَلِ لا تدغم النون في العين لعدم حصول سبب الإدغام، فهما حرفان متباعدان، وواسِعٌ عَلِيمٌ لا تدغم العين في العين لتنوين الأول وهو أحد موانع الإدغام.
* المد: هو إطالة الصوت بأحد حروف المد واللين، أو حرفي اللين عن مقداره الطبيعي الذي لا تقوم ذواتها بدونه.
ويقابله: القصر، وهو إثبات حروف المد واللين، أو اللين فقط من غير زيادة عليها (2)، وهو الأصل لعدم احتياجه إلى سبب والمد محتاج إلى سبب، وقد يكون المد بالإشباع، وهو المراد عند إطلاقه- أي بمقدار ثلاث ألفات- وقد يكون بالتوسط، وهو المد بمقدار ألفين.
وقد يراد بالمد إثبات حرف المد، وبالقصر حذفه، أي تحريكه بحركته فقط، وهذا في باب هاء الكناية.
(1) هذا الشرط بناء على التعريف الثاني للتماثل، وهو: اتحاد الحرفين اسما ورسما، أما على التعريف الأول وهو: اتحاد المخرج والصفة فلا داعي للنص عليه على مذهب من يرى مخارج الحروف سبعة عشر مخرجا، لأن حروف المد تخرج من الجوف فلا تتحد في المخرج مع الواو والياء غير المديتين.
(2)
مقداره في حروف المد واللين: حركتان، وفي حرفي اللين: مدّ ما دون الحركتين، وعبر عنه بعضهم: بمقدار تحقق الحرف.
وحروف المد واللين هي: الألف والواو والياء، فالألف حرف مد ولين دون شرط لأنها لا تكون إلا ساكنة بعد فتح، أما الياء والواو فهما حرفا مد إذا سكنا بعد حركة مماثلة لهما، وهما حرفا لين إذا سكنا بعد فتح.
وينقسم المد إلى أصلي وفرعي، فالأصلي: الذي لا تقوم ذات الحرف إلا به ولا يتوقف على سبب من همز أو سكون، ويسمى المد الذاتي، ومدّ الصيغة، والقصر لأنه يقابل المد.
والمد الفرعي: هو الزائد على المد الأصلي لسبب من همز أو سكون أو سبب معنوي، وأنواعه كثيرة، وقد يسمى النوع الواحد منها بأكثر من اسم وفيما يلي بيان لبعضها:
أ- المد المتصل: هو ما اتصل شرطه بسببه نحو: (الملائكة، السماء)، ويسمى مد البنية لأن الكلمة بنيت على المد، والمد الواجب لإجماع القراء على مده وإن تفاوتوا في قدره.
ب- المد المنفصل: هو ما انفصل شرطه عن سببه نحو: بِما أُنْزِلَ ويسمى مد البسط لأنه يبسط بين الكلمتين بساطا يفصل به بينهما، ويسمى مد الفصل، والمد الجائز وقد يكون الانفصال حقيقيا إذا كان حرف المد ثابتا رسما ولفظا نحو: قالُوا آمَنَّا، أو حكميا إذا كان حرف المد ثابتا لفظا لا رسما نحو يا أَيُّهَا، وَأَمْرُهُ إِلَى.
ج- مد التعظيم: وهو في لا النافية في كلمة التوحيد، نحو: لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ [الأنبياء: 87] عند بعض من يقصر المنفصل، ومقداره ألفان، ويسمى مد المبالغة.
د- مد التبرئة: وهو مد (لا) النافية للجنس نحو: لا رَيْبَ لا شِيَةَ فِيها بمقدار ألفين، عند حمزة فقط.
هـ- مد التبرئة: وهو مد (لا) النافية للجنس نحو: لا رَيْبَ لا شِيَةَ فِيها بمقدار ألفين، عند حمزة فقط.
هـ- مد الحجز: يكون في الألف التي يؤتى بها للفصل بين الهمزتين عند من قرأ به نحو: أَأَنْذَرْتَهُمْ سمي بذلك لأنه يحجز بين الهمزتين، ومقداره ألف واحدة، ويسمى: المد الفاصل، ومد العدل.
ومد الفرق: هو مد الألف المبدلة من همزة الوصل إذا دخلت عليها همزة الاستفهام سمي بذلك للفرق بين الاستفهام والخبر، ومقداره ثلاث ألفات، وهو من أقسام اللازم.
ز- المد العارض للوقف: هو مد حرف المد أو اللين إذا وليهما ساكن للوقف نحو: لِلْمُتَّقِينَ، الْحِسابِ، يَعْمَلُونَ، رَيْبَ، خَوْفٌ وحكمه جواز المد والتوسط والقصر لكل القراء.
ح- المد العارض للإدغام: هو مد حرف المد أو اللين إذا وليهما ساكن للإدغام، وذلك في قراءة من يدغم، نحو:(يقول لهم) وَالصَّيْفِ فَلْيَعْبُدُوا وحكمه عنده جواز المد والتوسط والقصر.
ط- مد التمكين: هو مراعاة إثبات مد الواو أو الياء إذا وليهما مماثل حذرا من الإدغام أو الإسقاط، نحو: فِي يَوْمَيْنِ آمَنُوا وَعَمِلُوا ومقداره ألف، أي حركتان، وهو من المد الطبيعي.
ي- مد البدل: هو أن تسبق الهمزة حرف المد في كلمة واحدة نحو آدَمَ وحكمه القصر عند غير ورش، وجواز مده وتوسطه وقصره عنده.
ك- مد الهجاء اللازم: في فواتح السور التي هجاؤها ثلاثة أحرف، أوسطها حرف مد وثالثها ساكن، وحروفه سبعة مجموعة في عبارة:(سنقص لكم) وزاد بعضهم العين معها، لأنها تمد في وجه وتوسط في وجه آخر، أما حروف الفواتح التي هجاؤها على حرفين، وهي خمسة مجموعة في:(حي طهر) فحكمها القصر، وهي من أنواع المد الطبيعي.
ل- المد اللازم الكلمي: هو ما اجتمع فيه حرف المد مع ساكن أصلي في كلمة ويقسم إلى: مثقل؛ إن كان السكون للإدغام نحو: الصَّاخَّةُ ومخفف إن كان السكون لغير الإدغام نحو: أَأَنْذَرْتَهُمْ عند من أبدل الهمزة الثانية ألفا ومَحْيايَ عند من سكن الياء، وسمي لازما للزوم سببه في الحالين، أو لالتزام القراء بمده مقدارا واحدا من غير تفاوت فيه، وهو ثلاث ألفات.
* الإبدال: هو قلب الهمزة حرف مدّ من جنس حركة ما قبلها، وأصل الإبدال للهمزة الساكنة، فتبدل الساكنة بعد فتح ألفا نحو: الْبَأْسِ وتبدل الساكنة بعد كسر ياء نحو: لَبِئْسَ وتبدل الساكنة بعد ضم واوا نحو مُؤْمِنٌ، وتبدل الهمزة المتحركة حسب حركة ما قبلها، فتبدل المفتوحة بعد ضم واوا نحو: مُؤَذِّنٌ وتبدل المفتوحة بعد كسر ياء نحو: مِنَ السَّماءِ آيَةً، وتبدل المفتوحة بعد الفتح ألفا مثل:
مِنْسَأَتَهُ.
* التسهيل: هو النطق بالهمزة بحالة متوسطة بين الهمزة المحققة، وبين حرف المد المجانس لحركتها، فتسهل الهمزة المفتوحة بجعلها بين الهمزة والألف نحو:
أَأَنْتُمْ، وتسهل الهمزة المضمومة بجعلها بين الهمزة والواو نحو: أَبْناؤُكُمْ وتسهل الهمزة المكسورة بجعلها بين الهمزة والياء نحو: اعْلَمُوا أَنَّكُمْ.
وليحترز القارئ من قلب الهمزة هاء، فإنه لحن لا يجوز، وعيب في القراءة لا ينبغي (1)، وعلى القارئ التمكن من نطق الهمزة المسهلة صحيحة عن طريق التلقي من أفواه القراء المتقنين.
والتسهيل هو الأصل في تغيير الهمز، لأن فيه بقاء أثر الهمزة، يليه الإبدال لأنه وإن لم يبق للهمزة أثر فقد عوّض عنها حرف آخر، يليه النقل لأن فيه بقاء حركة الهمزة، ويليه الحذف لأنه إزالة تامة للهمزة (2). وقد يطلق التسهيل ويراد به مطلق التغيير في الهمزة.
* الإسقاط أو الحذف: هو إزالة الهمزة بحيث لا يبقى لها صورة ولا أثر، ويكون بحذف إحدى الهمزتين المتلاصقتين نحو: جا أمرنا، وبحذف الهمزة في نحو:(جاء) عند الوقف بقصرها لهشام وحمزة، على وجه أن الهمزة أبدلت ثم حذفت (3).
(1) السالم محمد الشنقيطي، التعليقات المليحة والردود الصحيحة على نظم نصرة القارئ بالهاء الصريحة، ص 78 - 81.
(2)
الضباع، الإضاءة، ص 24.
(3)
الضباع، الإضاءة، ص 137.
* النقل: تحريك الحرف الواقع قبل الهمزة بحركتها، ثم تحذف الهمزة من اللفظ، فالنقل يكون إلى حرف ساكن صحيح (1) منفصل واقع قبل الهمزة نحو: وَلَقَدْ أَرْسَلْنا قُلْ أُوحِيَ بِالْإِيمانِ فيحرك الساكن بحركة الهمزة التي تحذف لفظا.
وقد يعبر عن أنواع تخفيف الهمز هذه وهي: التسهيل والإبدال والإسقاط والنقل:
بالتخفيف، وإنما خففت الهمزة بهذه الصور المتعددة لأنها أثقل الحروف وأبعدها مخرجا.
* الإمالة: هي تقريب الفتحة من الكسرة، والألف من الياء، من غير قلب خالص ولا إشباع مبالغ فيه.
وتسمى: الإمالة الكبرى، والإضجاع، والبطح، والإمالة المحضة.
* التقليل: هو النطق بالألف بحالة بين الفتح والإمالة.
وتسمى: بين بين، وبين اللفظين، والتلطيف، والتوسط والإمالة الصغرى.
والإمالة لهجة مشهورة، عند قبائل وسط الجزيرة وشرقيها مثل: تميم وأسد وطيء وقيس، والحروف التي تمال هي الألف والفتحة التي قبلها، وأسباب الإمالة هي:
1 -
وجود كسرة في اللفظ قبل الألف، مثل الرِّبَوا كَمِشْكاةٍ.
2 -
وجود كسرة في اللفظ بعد الألف، مثل: النَّارَ النَّاسِ 3 - وجود كسرة في اللفظ في بعض الأحوال، مثل: طابَ جاءَ لأن أوائلها تكسر إذا اتصلت بالضمير المرفوع فنقول: طبت، جئت.
4 -
وجود ألف منقلبة عن ياء نحو: رَمى سَعى.
5 -
وجود ألف تشبه الألف المنقلبة عن ياء كألف التأنيث نحو الدُّنْيا الذِّكْرى.
6 -
وجود إمالة أخرى في اللفظ مثل: نَأى تمال فتحة النون لإمالة فتحة الهمزة والألف، ويسمى هذا السبب: الإمالة للإمالة.
7 -
وجود ألف مرسومة ياء وإن كان أصلها الواو مثل: ضُحًى دَحاها (2).
(1) جاز النقل إلى حرف المد في مبحث وقف حمزة على الهمز.
(2)
الضباع، الإضاءة ص 29، ود. محمد سالم محيسن، المغني في توجيه القراءات العشر المتواترة (1: 116).
* التفخيم: سمن يعتري الحرف فيمتلئ الفم بصداه (1).
ويسمى التغليظ، إلا أنه كثر استعمال التفخيم في الراءات، والتغليظ في اللامات.
* الترقيق: نحول يعتري الحرف فلا يملأ صداه الفم.
وتنقسم الحروف الهجائية بالنسبة للتفخيم والترقيق إلى ثلاثة أقسام:
1 -
ما يفخم قولا واحدا، وهي حروف الاستعلاء السبعة، المجموعة في (قظ خص ضغط).
2 -
ما يرقق تارة ويفخم أخرى لسبب من الأسباب، وهي اللام والراء والألف.
3 -
ما يرقق قولا واحدا، وهي بقية الحروف.
وللتفخيم مراتب أربعة هي:
1 -
المفتوح وبعده ألف نحو: طابَ الضَّالِّينَ.
2 -
المفتوح نحو: يَضْرِبَ غَفَرَ، والساكن بعد فتح نحو: يَقْتُلُونَ، 3 - المضموم نحو: يَظُنُّونَ غَلَبَتْ، والساكن بعد ضم نحو: مُقْمَحُونَ، 4 - المكسور نحو: ضِراراً خِلالٌ، والساكن بعد كسر نحو إِطْعامُ (2).
* الوقف: قطع الصوت عن آخر الكلمة زمنا يتنفس فيه عادة بنية استئناف القراءة.
ولا يجوز الوقف على وسط الكلمة ولا فيما اتصل رسما، وتتعين معه البسملة بين السورتين.
ولدراسة الوقف جانبان:
أولهما: معرفة ما يوقف عليه، وما يبدأ به وهذه قضية يحددها المعنى ويحكم فيها السياق، ويندرج فيه تقسيم الوقف إلى اختياري واختباري واضطراري، وتقسيم الوقف الاختياري إلى تام وكاف وحسن وقبيح، بالإضافة إلى أنواع الوقف الأخرى مثل: وقف السنة والوقف اللازم، والوقف المتكلف، ووقف المراقبة (3).
(1) محمد مكي نصر، نهاية القول المفيد ص 93.
(2)
المرصفي، هداية القاري 105 - 108 بتصرف، حيث عدّها خمس مراتب وفصّل في حديثه عن المرتبة الرابعة وهي الساكن ووزعها فهي في الحقيقة أربع مراتب.
(3)
للتوسع في هذا الأمر انظر: د. السيد رزق الطويل، في علوم القراءات ص 158 - 169.
وثانيهما: معرفة كيفية الوقف على الكلمة، وذلك بأحد خمسة أشياء هي:
السكون المحض، الروم، الإشمام، الإبدال، الحذف، وسيأتي تعريفها.
* السكت: قطع الصوت عن الساكن زمنا دون زمن الوقف من غير تنفس بنية العود إلى القراءة في الحال.
والسكت قسمان: سكت للهمز وسكت لغيره، والمشهور عن حمزة السكت على الساكن قبل الهمز، والسكت لغير الهمز يكون على ألفاظ معينة لمن ورد عنه ذلك، وبين السورتين لمن يسكت بينهما، فالسكت مقيد بالسماع والرواية.
* القطع: الكف عن القراءة والانتقال منها إلى غيرها، ولا يكون إلا على رءوس الآي.
* الابتداء: الشروع في القراءة.
* السكون المحض: هو تفريغ الحرف من الحركة، وهو الأصل في الوقف لأن الوقف محل استراحة القارئ، والسكون أبلغ في تحصيل الراحة، ولأن الوقف ضد الابتداء، وكما اختص الابتداء بالحركة اختص الوقف بالسكون.
* الروم: هو تضعيف الصوت بالحركة حتى يذهب معظمها، أو: هو الإتيان ببعض الحركة بحيث يسمعها القريب المصغي دون البعيد، ويقدّر الباقي من الحركة بثلثها، ويكون الروم في المرفوع والمجرور، ويعامل الروم معاملة الوصل فلا يمد المد العارض للسكون معه، وإن كان اللفظ الموقوف عليه منونا حذف التنوين نحو:
الْمُسْتَقِيمَ، الْحَكِيمُ.
* الإشمام: هو الإشارة بالشفتين على هيئة من ينطق بالضمة بعيد تسكين الحرف، فهو إشارة بلا صوت، ويكون في المرفوع فقط.
وفائدة الوقف بالروم وبالإشمام: تبيين حركة الحرف الموقوف عليه، وهي مهارة تدل على تمكن من النطق وإجادة له.
ويأتي الإشمام عند علماء القراءات بمعان أخرى غير هذا، وهي:
1 -
خلط صوت الصاد بالزاي، وذلك في نحو: الصِّراطَ، يُصْدِرَ عند من قرأ به.
2 -
خلط الكسرة بالضمة: وذلك في نحو قِيلَ وغِيضَ عند من قرأه بالإشمام، وكيفيته هنا أن يتلفظ القارئ بحركة مركبة من جزءين ضمة وكسرة، جزء الضمة أولا وهو الأقل، يليه جزء الكسرة وهو الأكثر.
3 -
ضم الشفتين مقارنا لسكون الحرف المدغم، وذلك في لفظ تَأْمَنَّا [يوسف: 11] على أحد الوجهين فيه لمعظم القراء، وفي إدغام السوسي ما كان مرفوعا على وجه عنده.
ويختلف الإشمام في هذه الحالات الثلاثة عنه في الحالة الأولى، ففي هذه الثلاثة يكون الإشمام حالة الوصل، بخلاف الحالة الأولى التي يكون الإشمام فيها وقفا.
* الإبدال: هو جعل حرف مكان آخر، ويوقف بالإبدال في حالتين:
1 -
المنصوب المنون: يبدل تنوينه ألفا حال الوقف نحو: سَمِيعاً بَصِيراً.
2 -
تاء التأنيث المرسومة هاء في الأسماء نحو: الْجَنَّةَ، رَحْمَةٌ فيوقف عليها بإبدالها هاء، وإن كانت منونة حذف تنوينها.
وهذا الوجه من أوجه الوقف يرجع إلى الإسكان، فالموقوف عليه فيه يسكّن للوقف بعد إبداله.
* الحذف: سبق أنه يأتي بمعنى الإسقاط والإزالة، ويوقف بالحذف في أربعة أشياء:
1 -
تنوين المرفوع والمجرور.
2 -
صلة هاء الضمير.
3 -
صلة ميم الجمع عند من يثبتها وصلا.
4 -
الياءات الزوائد عند من يقف بحذفها أو يحذفها في الحالين.
فإذا حذفت سكن الحرف الذي قبل المحذوف، ووقف عليه بالسكون، فهذا الوجه يرجع إلى الإسكان أيضا.
* الاختلاس: هو النطق بمعظم الحركة، ويقدّر بثلثيها. وكيفيته أن يسرع القارئ حال النطق بالحركة حتى يذهب شيء منها، على أن يكون الثابت منها أكثر من الذاهب.
ويكون الاختلاس في الحركات الثلاث عند من وردت عنه القراءة به، كما في لفظ تَعْدُوا عند من اختلس فتحة العين ويَخِصِّمُونَ عند من اختلس كسرة الخاء، ويَأْمُرُكُمْ عند من اختلس ضمة الراء.
* ياء الإضافة: ياء زائدة تدل على المتكلم، وتتصل بالاسم والفعل والحرف نحو: الذِّكْرى، فَطَرَنِي، إِنِّي.
وعلامتها: إمكان حذفها وأن يحل محلها الكاف والهاء، فتقول في عِلْمِي:
علم، وعلمك، وعلمه.
وهي في القرآن على قسمين:
الأولى: مدغم فيها ما قبلها مثل إِلى، لَدَى وغير مدغم مثل عَلى، عِنْدِي، فالأولى مفتوحة دائما إلا ياء بِمُصْرِخِيَّ فهي مكسورة في قراءة حمزة.
والثانية: تأتي ساكنة وهو الأصل فيها لأنها حرف مبني، والأصل في البناء السكون، وتأتي مفتوحة.
والياءات الواقعة في القرآن من هذا القسم- أي غير المدغم- (876) ياء، تنقسم إلى ياءات متفق عليها بين القراء العشر عددها (664) ياء، منها (566) ياء متفق على سكونها و (98) متفق على فتحها، والباقي وهو (212) ياء مختلف فيها بين الإسكان والفتح (1).
* الياء الزائدة: هي الياء المتطرفة المحذوفة رسما للتخفيف لفظا، وخلاف القراء في إثباتها وحذفها وصلا ووقفا، أو وقفا فقط وعدد الياءات الزوائد المختلف فيها بين القراء (121) ياء، وتأتي هذه الياء أصلية أي لام الكلمة نحو: الدَّاعِ، بِآياتِ، وَالْبادِ وتأتي زائدة مثل: وَاتَّقُونِ، ثُمَّ كِيدُونِ، وتأتي في وسط الآية كما في الأمثلة السابقة، وفي آخرها نحو: التلاق، يسر، ولا تنظرون، من يخاف وعيد.
(1) الضباع، الإضاءة ص 53.