الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنفنى كما أفنى القرون التي خلت
…
فكن مستعدا فالفناء عتيد
أسيت على قاضي القضاة محمد
…
وفاضت عيوني والعيون جمود
وقلت إذا ما الخطب أشكل من لنا
…
بإيضاحه يوما وأنت فقيد
وأقلقني موت الكسائي بعده
…
وكادت به الأرض الفضاء تميد
وأذهلني عن كل عيش ولذة
…
وأرق عيني والعيون هجود
هما عالمانا أوديا وتخرّما
…
فما لهما في العالمين نديد
فحزني متى يخطر على القلب خطرة
…
بذكرهما حتى الممات جديد (1)
8 - أبو جعفر يزيد بن القعقاع:
- اسمه ونسبه: يزيد بن القعقاع المخزومي، أبو جعفر المدني القارئ، أحد القراء العشرة، تابعي مشهور كبير القدر.
- شيوخه: عرض القرآن على مولاه عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، وعبد الله بن عباس، وأبي هريرة، وروى عنهم.
- تلاميذه: روى القراءة عنه نافع بن أبي نعيم، وسليمان بن مسلم بن جمّاز، وعيسى بن وردان، وأبو عمرو، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وإسماعيل ويعقوب ابناه، وميمونة بنته.
هو من التابعين، أتي به إلى أم سلمة وهو صغير، فمسحت على رأسه ودعت له بالبركة، أقرأ الناس في المدينة قبل وقعة الحرّة، والحرّة سنة (63 هـ)، وكان إمام أهل المدينة في القراءة، كان ثقة قليل الحديث.
- أقوال العلماء فيه وثناؤهم عليه:
- قال أبو الزناد: لم يكن أحد أقرأ للسنة من أبي جعفر، وكان يقدّم في زمانه على عبد الرحمن بن هرمز الأعرج.
- قال الإمام مالك: كان أبو جعفر رجلا صالحا يقرئ الناس بالمدينة (2).
(1) ابن الجزري، غاية النهاية (1: 540) والاندرابي، قراءات القراء المعروفين ص 130 باختلافات يسيرة.
(2)
ابن الجزري، غاية النهاية (2: 382 - 383).
- كان أبو جعفر رجلا صالحا عابدا زاهدا كثير العبادة، كان يصوم يوما ويفطر يوما يروّض نفسه على العبادة، وكان يصلي في الليل أربع تسليمات يقرأ في كل ركعة بالفاتحة وسورة من طوال المفصل، ويدعو عقيبها لنفسه وللمسلمين ولكل من قرأ عليه وقرأ بقراءته بعده وقبله (1).
- إسناد قراءته: قرأ أبو جعفر على ابن عباس وأبي هريرة وعبد الله بن عياش، وقرأ هؤلاء على أبي بن كعب، وقرأ أبي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما قرأ أبو جعفر على خباب بن الأرت
…
وقيل إنه قرأ على زيد بن ثابت، وسنه تحتمل ذلك (2).
- عن قتيبة بن مهران قال: سألت سليمان بن مسلم بن جماز، فقلت: أقرأت على أبي جعفر وشيبة ونافع؟ قال: نعم، قد قرأت على أبي جعفر وشيبة ونافع، وسألته فقلت له: أتقرأ بقراءة أبي جعفر أو نافع؟ فقال: أقرئ الناس بقراءة نافع، وإذا كنت وحدي فأحبّ إليّ أن أقرأ، بقراءة أبي جعفر (3).
- وفاته: قال سليمان بن جمّاز: شهدت أبا جعفر حين حضرته الوفاة، وجاء أبو حازم الأعرج، ومشيخة معه كانوا من جلسائه، فانكبّوا عليه يصرخون فلم يجبهم، قال شيبة- وكان ختنه على ابنته-: ألا أريكم منه عجبا؟ قالوا: بلى. قال: فكشف عن صدره وإذ دوّارة بيضاء مثل اللبن. فقال أبو حازم وأصحابه: هذا والله نور القرآن (4).
وروى المسيبيّ عن نافع أنه قال: لمّا غسل أبو جعفر القارئ نظروا فإذا ما بين نحره إلى فؤاده مثل ورقة المصحف، فما شك أحد أنه نور القرآن (5).
وروي عن سليمان بن أبي سليمان العمري قال: رأيت أبا جعفر القارئ على الكعبة (أي في المنام)، فقلت: أبو جعفر؟ قال: نعم، أقرئ إخواني السلام، وأخبرهم أن الله تعالى جعلني من الشهداء الأحياء المرزوقين، وأقرئ أبا حازم
(1) المرجع السابق (2: 383).
(2)
الاندرابي، قراءات القراء المعروفين ص 45 - 46.
(3)
الاندرابي، قراءات القراء المعروفين ص 47 - 48.
(4)
الاندرابي، قراءات القراء المعروفين ص 49.
(5)
المرجع السابق ص 48.