المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌حرف الباء … 48- "عه" باذام أبو صالح"1": - من تكلم فيه وهو موثق ت الرحيلي

[شمس الدين الذهبي]

الفصل: ‌ ‌حرف الباء … 48- "عه" باذام أبو صالح"1":

‌حرف الباء

48-

"عه" باذام أبو صالح"1":

1 عه باذام -بالميم- ويقال: باذان -بالنون- أبو صالح، مولى أم هانئ بنت أبي طالب، تابعي، عامة ما يرويه تفسير.

روى عن: علي، وابن عباس، وأبي هريرة رضي الله عنه.

روى عنه: الأعمش، وإسماعيل السدي، وسفيان الثوري، وسماك بن حرب وغيرهم.

أقوال الأئمة فيه:

أ - الذين وثقوه:

قال ابن حجر: «وثقه العجلي وحده» ، وقال ابن المديني عن القطان:«لم أر أحداً من أصحابنا تركه، وما سمعت أحداً من الناس يقول فيه شيئاً» التهذيب: 1/416. وقال ابن معين: «ليس به بأس، وإذا روى عنه الكلبي فليس بشيء

» . التهذيب 1/416، والجرح والتعديل 1/432.

قلت: قد سأل ابن أبي خيثمة ابن معين عن قوله في الرجل «ليس به بأس» ، فقال له: «إذا قلت لك: ليس به بأس فهو ثقة

» انظر لسان الميزان 1/13، فيكون قد وثقه ابن معين مع العجلي، فلا يكون وحده كما قال ابن حجر.

ب- الذين تكلموا فيه:

ترك عبد الرحمن بن مهدي حديثه، وقال النسائي:«ضعيف» الضعفاء، له: ص23. وذكره البخاري في الضعفاء الصغير ص23. وقال عبد الحق في أحكامه: «ضعيف جداً» ، فأنكر هذه العبارة عليه أبو الحسن ابن القطان الميزان: 1/296.

وقال إسماعيل بن أبي خالد: «كان أبو صالح يكذب، فما سألته عن شيء إلا فسَّره لي» . الميزان: 1/296.

وقال ابن المديني: سمعت يحيى بن سعيد يذكر عن سفيان قال: قال الكلبي: قال لي أبو صالح: «كل ما حدثتك كذب» الميزان 1/296.

وقال ابن حجر: «ضعيف يُرْسِل» التقريب 1/93.

وقيل فيه غير ذلك، واقتصرت على ما ذكرت خوف الإطالة، وإلا فقد قيل فيه كثير.

جـ- حاصل الأقوال فيه:

الحاصل أنه ضعيف يُرْسِل.

أما كونه كذاباً، فقد قيل فيه ذلك، وربما قيل فيه كذاب؛ لملابسات ظنّ مَنْ أطلق ذلك أنها مِن قبيل الكذب؛ كالمحكيّ عن إسماعيل بن أبي خالد.

ولكن بخصوص ما جاء عن ابن المديني، عن القطان، عن الثوري: قال الكلبي: «قال لي أبو صالح: كل ما حدثتك كذب» أمرٌ لا يصح اعتماده لما يأتي:

ص: 124

عن مولاته أم هانئ، قال أبو حاتم وغيره:"لا يحتج به""1".

1- لأن الكلبي ضعيف، فروايته عن أبي صالح غير معتمدة.

2-

لأنه روى ذلك الثوري، والثوري قد روى عن أبي صالح فلو كانت هذه الرواية صحيحة لما روى عنه الثوري.

3-

لأنه ليس من الأمر المعتاد أن يقول إنسان عن نفسه إنه كذاب.

1 الجرح والتعديل 1/432، وعبارته:«أبو صالح باذان، صالح الحديث، يكتب حديثه ولا يحتج به» . وقال الذهَبِيّ في الكاشف: «عامة ما عنده تفسير» وفي الديوان: «ضعيف الحديث» ، وفي المغني:«ضعفه البخاري، وقال يحيى القطان: لم أر أحداً من أصحابنا تركه» . ولم يحكم فيه في الميزان.

ص: 125

49-

"عه" بحير بن سعد"1""2":

صدوق مشهور، ما علمت به بأساً، ولم يخرجا له"3".

1 هكذا: "ابن سعد" بدون ياء في جميع النسخ، وكذا هو في اللباب، والكاشف والجرح والتعديل وتهذيب الكمال والتاريخ الكبير. وعلق محققه في الحاشية بقوله: «وقع في بعض الكتب المطبوعة: "سعيد" وهو خطأ" التاريخ الكبير 2/137. ووقع في التقريب والتهذيب والخلاصة: "سعيد".

2 بخ عه بحير بن سعد السحولي أبو خالد الحمصي، والسحولي - بمهملة مفتوحة بعدها مهملة مضمومة- نسبة إلى قرية في اليمن أو إلى الثياب البيض التي تصنع فيها انظر:"اللباب" 1/106، والمغني لمحمد طاهر الهندي:42.

روى عن: خالد بن معدان، ومكحول.

روى عنه: إسماعيل بن عياش، وبقية بن الوليد، وآخرون.

أقوال الأئمة فيه:

وثقه محمد بن سعد، والنسائي، ودحيم، والعجلي، وقال أحمد:«ليس بالشام أثبت من حريز إلا أن يكون بحير» سؤالات أبي داود لأحمد بن حنبل، 261، والتذكرة للذهَبِيّ 1/175.

قلت: ولم أجد أحداً ضعفه إلا ما كان من قول أبي حاتم فيه: «صالح الحديث» الجرح والتعديل 1/412.

الحاصل: الحاصل أنه ثقة بلا شك.

3 لم يذكره الذهَبِيّ في الميزان والمغني. وقال في الكاشف: "حجة". وذكره في التذكرة 1/175.

ص: 126

50-

"خ عه" بَدَلُ بن المحَبَّر، شيخ البخاري"1":

1 خ عه بَدَلُ بن المحَبَّر -بالمهملة ثم الموحدة- ابن المنبه أبو المنير البصري واسطي الأصل. توفي في حدود سنة 215هـ.

روى له البخاري حديثين وروى له الأربعة بواسطة.

روى عن: شعبة، وحرب بن ميمون، والخليل بن أحمد الفراهيدي.

روى عنه: أبو قلابة الرقاشي، والدقيقي، ويعقوب بن شيبة.

أقوال الأئمة فيه:

قال أبو زرعة: "ثقة"، وقال أبو حاتم:"صدوق، أرجح من أمية بن خالد، وبهز ابن أسد، وحبان بن هلال، وعفان" الجرح والتعديل: 1/439 وقال ابن

عبد البر: «وهو عندهم ثقة حافظ» التهذيب: 1/424.

وروى الحاكم عن أبي الحسن الدَّارَقُطْنِيّ أنه قال: "ضعيف"، وذكر مستنده فقال:«حدث عن زائدة بحديث لم يتابع عليه» فذكر إسناد الحديث، سؤالات الحاكم للدارقطني، 291.

حاصل الأقوال فيه:

الحاصل أن تضعيف الدَّارَقُطْنِيّ له تضعيفٌ مردود؛ فقد ضعفه بسبب حديث واحد -خالف فيه أحد الرواة عن زائدة-، وقد تعقبه ابن حجر في مقدمة الفتح ص 392 فقال:"وضعفه الدَّارَقُطْنِيّ في روايته عن زائدة، قاله الحاكم، وذلك بسبب حديث واحد خالف فيه حسين بن علي الجعفي صاحب زائدة، وهو في مسند ابن عمر من مسند البزار، قلت: هو تعنت".

وأيضا فإن الحديث المذكور لم يتفرد به بَدَلُ بن المحَبَّر عن زائدة، بل قال البزار:«رواه حسين الجعفي عن زائدة» التهذيب. فتبين أن بدل ثقة، وأن تضعيف الدَّارَقُطْنِيّ له غير معتبر، وقد رده الذهَبِيّ وابن حجر.

ص: 127

ثقه"1"، وروى الحاكم عن الدَّارَقُطْنِيّ "أنه ضعيف""2".

51-

"خ م" بريد "3" بن عبد الله بن أبي بردة"4":

1 في أ: "وثقه"، وقد رجعت إلى التاريخ فما رأيت البخاري وثقه بل سكت كعادته.

2 ما بين القوسين ليس في م، قال الذهَبِيّ في المغني والكاشف:"ثقة".

وفي تذكرة الحفاظ: "الحافظ الثبت". وفي الميزان تعجَّبَ من تضعيف الدَّارَقُطْنِيّ له.

3 في م: "بدل". وهو خطأ.

4 ع بريد بن عبد الله بن أبي بردة ابن أبي موسى صح الأشعري الكوفي.

روى عن: جده أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، والحسن البصري، وعطاء.

روى عنه: السفيانان، وحفص بن غياث، وابن المبارك.

أ - أقوال الأئمة فيه:

وثقه كثير من الأئمة، وضعفه بعضهم بعبارات لا تدل على أنه ضعيف بمرة، كقول النسائي السابق فيه - وقال هو أيضاً مرة:«ليس به بأس» التهذيب: 1/431- وكقول أحمد: «يروي مناكير

» التهذيب: 1/432، وقول أبي حاتم:«يكتب حديثه، وليس بالمتين» الجرح والتعديل: 1/426.

وهذا أردأ ما قيل فيه من عبارات الجرح.

ب- حاصل الأقوال فيه:

والمعتمد فيه: رأي الذهَبِيّ، وابن حجر، فهو:"ثقة" لكنه يخطئ قليلاً، وقلة الخطأ لا تضر بالثقة. قال ابن حجر:«قلت: احتج به الأئمة كلهم، وأحمد وغيره يطلقون المناكير على الأفراد المطلقة» هدي الساري: 390.

ص: 128

ثقة كبير"1". قال النسائي"2": "ليس بالقوي""3".

52-

"ع" بشير بن نُهَيْك"4":

1 وثقه الذهَبِيّ في المغني والديوان، وقال في الكاشف:«صدوق» . وذكره في «الثقات» فقال: «ثقة احتجّا به في عدة أحاديث، ووثقه غير واحد، لكن قال س:"ليس بالقوي". ولم يحكم فيه في الميزان، ورمز للعمل على توثيقه.

2 في ز وم: "البستي"، وهو تصحيف.

3 وفي الضعفاء للنسائي 23: "ليس بذاك القوي".

4 ع بشير بن نُهَيْك السدوسي، ويقال السلولي، أبو الشعثاء البصري، تابعي كبير.

روى له الجماعة، وله في البخاري حديثان.

روى عن: بشير بن الخصاصية، وأبي هريرة

رضي الله عنهما.

روى عنه: بركة، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وأبو مجلز....

وذكر ابن أبي حاتم عن أبيه: "وتركه يحيى بن سعيد" فقال ابن حجر في التهذيب: 1/470 "هذا وهم وتصحيف، وإنما قال أبو حاتم: "روى عنه النضر

ابن أنس، وأبو مجلز، وبركة، ويحيى بن سعيد" فقوله:"وبركة" هو بالباء الموحدة، وهو أبو الوليد المجاشعي"!!.

أ - أقوا الأئمة فيه:

وثقه أحمد، والعجلي، والنسائي، وغيرهم.

ب- حاصل الأقوال فيه:

الحاصل أنه ثقة فلا يلتفت إلى قول أبي حاتم فيه طالما احتج به الأئمة كلهم، لا سيما وأن جرحه له غير مفسر.

ص: 129

عن أبي هريرة. وثقوه"1"، إلا أبا حاتم، فقال:"لا يحتج به""2".

53-

"م عه" بشير "3" بن المهاجر"4":

1 وثقه الذهَبِيّ في المغني والكاشف والميزان.

2 الجرح والتعديل: 1/380، وعبارته:"لا يحتج بحديثه".

3 في ي: "بشر" وهو خطأ.

4 م عه بشير بن المهاجر - بضمٍ وكسرِ جيمٍ كما في المغني للهندي ص75- الغَنَوِيّ - بمعجمةٍ، ونون مفتوحتين- المغني 40- الكوفي، تابعي، رأى أنس بن مالك رضي الله عنه.

روى له الجماعة إلا البخاري.

روى عن: عبد الله بن بريدة، والحسن البصري، وعكرمة

روى عنه: ابن المبارك، والثوري، وجعفر بن عون

أقوال الأئمة فيه:

أ - الذين وثقوه:

وثقه ابن معين، والعجلي، وقال البخاري:«رأي أنساً» التاريخ الكبير: 2/101.

وقال النسائي مرة: «ليس به بأس» التهذيب: 1/468.

ب- الذين تكلموا فيه:

قال أحمد: «منكر الحديث، قد اعتبرت أحاديثه فإذا هو يجيء بالعجب» المصدر السابق، وقال أيضاً:«كوفي مرجيء متهم يتكلم» ، الضعفاء للعقيلي 1/143، وجاءت هذه العبارة في التهذيب:«مرجيء متهم مُتَكَلَّم فيه» على أنها من كلام العقيلي نفسه، وقال النسائي:«ليس بالقوي» الضعفاء له: ص24. وأورد له البخاري في تاريخه الكبير حديثاً، ثم قال: «يخالف في بعض حديثه هذا» التاريخ: 2/102.

وقال ابن عدي: «روى ما لا يتابع عليه، وهو ممن يكتب حديثه وإن كان فيه بعض الضعف» ، الكامل 2/21.

وقال ابن حبان في الثقات 6/98: «روى عن أنس ولم يره، دلس عنه،

يخطئ كثيراً» التهذيب، وقال الساجي:«منكر الحديث عنده» التهذيب: 1/469 وقال فيه أبو حاتم ما سبق.

جـ- حاصل الأقوال فيه:

الحاصل أنه لم يضعفه أحد تضعيفاً بمرة إلا ابن حبان في قوله: «روى عن أنس ولم يره، وكان يخطئ كثيراً» ، وهو تشدد، وأما أنه لم ير أنساً فخطأ لما تقدم عن البخاري. ولم يذكره ابن حبان في المجروحين أما أن الرجل فيه لين فنعم لقول أحمد وابن عدي، فهو يخطئ وتفرد بأشياء ورُمي بالإرجاء، والتدليس، وقد عده ابن حجر في المرتبة الثانية من مراتب التدليس في رسالته:"تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس".

ص: 130

54-

"م عه" بقية بن الوليد الحمصي"1":

1 خت م عه -بقية بن الوليد بن صائد الحمصي، أبو يحمد توفي سنة 197هـ.

خرج له مسلم حديثاً واحداً متابعة انظر تذكرة الحفاظ: 1/290، واستشهد به البخاري في الصحيح، وروى له في الأدب، تهذيب الكمال: 4/200 ولم يذكره ابن حجر في هدي الساري.

روى عن: محمد بن زياد الألهاني، وصفوان بن عمرو، وحريز،

روى عنه: ابن المبارك، وشعبة، والحمادان، وابن عيينة

حاصل الأقوال فيه:

ما أطول أقوال الأئمة في بقية، ولكن استخلصت منها أنه مقبول الرواية إذا حدث عن الثقات، وسمى شيوخه، لم يأتِ بـ"عن" أو نحوها من ألفاظ التدليس، وذلك لأنه ثقة، يحدث عن الثقات وعن الضعفاء وإذا رأى في شيخه ضعفاً عَدَلَ عن اسمه الذي اشتهر به إلى كنيته، أو يدلس عنه بصيغةٍ من صيغ التدليس التي لا تدل على السماع. وهنا سؤال، وهو: كيف يكون ثقة ويفعل مثل هذه الأمور من التدليس، أو كيف يكون من يفعل هذا ثقة؟

والجواب هو ما قاله الذهَبِيّ حيث قال:

«وقال أبو الحسن ابن القطان: بقية يدلس عن الضعفاء، ويستبيح ذلك، وهذا إن صح مفسد لعدالته.

قلت: نعم والله صح هذا عنه، أنه يفعله، وصح عن الوليد بن مسلم، بل وعن جماعة كبار -فِعْلُهُ، وهذا بَلِيّةٌ منهم، ولكنهم فعلوا ذلك باجتهاد وما جَوَّزوا على ذلك الشخص الذي يُسْقطون ذكره بالتدليس، أنه تعمد الكذب. هذا أمثلُ ما يُعْتذر به عنهم» الميزان: 1/339 قلت: لهذا ترك الاحتجاج به بعض الأئمة منهم أبو عمر ابن عبد البر، وغيره فقد ساق حديثاً في سنده: سليمان بن محمد الخزاعي، وبقية فقال: «قال أبو عمر: "في إسناد هذا الحديث رجلان لا يحتج بهما وهما: سليمان، وبقية فإن صح كان معناه

إلخ» جامع بيان العلم وفضله: 2/23-24.

ترجمة: "بقية" ذكرت في: الميزان: 1/331-339، والتهذيب: 1/473-478، وتهذيب الكمال: 4/192-200، وفي تذكرة الحفاظ: 1/289، والكاشف، التقريب، والطبقات الكبرى: 7/469 وغيرها.

ص: 131

54-

"م عه" بقية بن الوليد الحمصي"1":

1 خت م عه -بقية بن الوليد بن صائد الحمصي، أبو يحمد توفي سنة 197هـ.

خرج له مسلم حديثاً واحداً متابعة انظر تذكرة الحفاظ: 1/290، واستشهد به البخاري في الصحيح، وروى له في الأدب، تهذيب الكمال: 4/200 ولم يذكره ابن حجر في هدي الساري.

روى عن: محمد بن زياد الألهاني، وصفوان بن عمرو، وحريز،

روى عنه: ابن المبارك، وشعبة، والحمادان، وابن عيينة

حاصل الأقوال فيه:

ما أطول أقوال الأئمة في بقية، ولكن استخلصت منها أنه مقبول الرواية إذا حدث عن الثقات، وسمى شيوخه، لم يأتِ بـ"عن" أو نحوها من ألفاظ التدليس، وذلك لأنه ثقة، يحدث عن الثقات وعن الضعفاء وإذا رأى في شيخه ضعفاً عَدَلَ عن اسمه الذي اشتهر به إلى كنيته، أو يدلس عنه بصيغةٍ من صيغ التدليس التي لا تدل على السماع. وهنا سؤال، وهو: كيف يكون ثقة ويفعل مثل هذه الأمور من التدليس، أو كيف يكون من يفعل هذا ثقة؟

والجواب هو ما قاله الذهَبِيّ حيث قال:

«وقال أبو الحسن ابن القطان: بقية يدلس عن الضعفاء، ويستبيح ذلك، وهذا إن صح مفسد لعدالته.

قلت: نعم والله صح هذا عنه، أنه يفعله، وصح عن الوليد بن مسلم، بل وعن جماعة كبار -فِعْلُهُ، وهذا بَلِيّةٌ منهم، ولكنهم فعلوا ذلك باجتهاد وما جَوَّزوا على ذلك الشخص الذي يُسْقطون ذكره بالتدليس، أنه تعمد الكذب. هذا أمثلُ ما يُعْتذر به عنهم» الميزان: 1/339 قلت: لهذا ترك الاحتجاج به بعض الأئمة منهم أبو عمر ابن عبد البر، وغيره فقد ساق حديثاً في سنده: سليمان بن محمد الخزاعي، وبقية فقال: «قال أبو عمر: "في إسناد هذا الحديث رجلان لا يحتج بهما وهما: سليمان، وبقية فإن صح كان معناه

إلخ» جامع بيان العلم وفضله: 2/23-24.

ترجمة: "بقية" ذكرت في: الميزان: 1/331-339، والتهذيب: 1/473-478، وتهذيب الكمال: 4/192-200، وفي تذكرة الحفاظ: 1/289، والكاشف، التقريب، والطبقات الكبرى: 7/469 وغيرها.

ص: 132

من أوعية"1" العلم، مختلف في الاحتجاج به. وبعضهم قَبِله على كثرة مناكيره عن الثقات، وقال النسائي:"إذا قال "ثنا""2"، وأنا، فهو ثقة""3".

قلت: خرج له مسلم في الشواهد"4".

1 في م: "وعاة".

2 "ثنا" عند المحدثين اختصار لـ"حدثنا"، و"أنا" عندهم اختصار لـ"أخبرنا".

3 التهذيب: 1/475، وتمامه:"وإذا قال عن فلان فلا يؤخذ عنه، لأنه لا يُدْرى عمن أخذه".

4 وكذا قال الحاكم في المدخل ق62. قال الذهَبِيّ في المغني: "أحد الأئمة الحفاظ، يروي عمن دَبَّ ودرج، وله غرائب تستنكر أيضاً عن الثقات لكثرة حديثه

". وفي الكاشف: "وثقه الجمهور فيما سمعه من الثقات

". وفي الديوان: "ثقة في نفسه لكنه يدلس عن الكذابين".

ص: 133

55-

"عه" بهز بن حكيم"1""2":

صدوق مشهور"3". وثقه غير واحد، ولينه بعضهم، وقال ابن عدي:"لم أر له حديثاً منكراً""4".

1 ي: "بهز بن الحكيم".

2 خت عه بهز بن حكيم بن معاوية القشيري، أبو عبد الملك. "استشهد به البخاري في الصحيح، وروى له في الأدب وغيره، وروى له الباقون سوى مسلم" تهذيب الكمال: 4/263.

روى عن: أبيه عن جده، وعن زرارة بن أوفى.

روى عنه: سفيان، وحماد بن زيد، ويحيى القطان، ومكى، وخلق.

حاصل الأقوال فيه:

احترت في أمره، لاختلاف الناس فيه، فوثقه بعض، ولم يحتجُّ به بعض، ولست بأعلم ولا أتقى ممن توقف فيه، فالله أعلم به. وأجمع ما ذكر فيه محصور في التهذيب: 1/498-499. ولكن الذهَبِيّ قال: «قلت: ما تركه عالم قط، إنما توقفوا في الاحتجاج به» الميزان: 1/354.

قلت: والعمل على الاحتجاج بحديثه، لأن حديثه من أعلى مراتب الحسن عندهم.

3 قال الذهَبِيّ في الديوان: «صدوق حسن الحديث

» ، وفي المغني: «صدوق، فيه لين، وحديثه حسن، وثقه ابن المديني وابن معين والنسائي

» وقال في الميزان ما نقلته في «الحاصل» .

4 الكامل، 2/66، وقوله هناك أطول من هذا.

ص: 134

56-

"د" بكير بن عامر البجلي"1":

عن أبي زرعة. ضعيف"2". خرج له مسلم مستشهداً به"3".

57-

"م س ت" بكير بن مسمار"4":

1 د بكير بن عامر أبو إسماعيل البجلي الكوفي.

روى عن: أبي زرعة ابن عمرو بن جرير، وقيس بن أبي حازم

روى عنه: الحسن بن حي، والثوري، ووكيع

حاصل الأقوال فيه:

الحاصل أنه ضعيف، لتضعيف الأكثر له، وقد جرحوه بجرح غير مفسر -فيما رأيت- وأطلقوا عليه الضعف، ولكنه جرح مقبول، لأنه من أكثر الأئمة، ولأن الذين عدلوه إنما عدلوه بعبارات دنيا.

2 قوله: "عن أبي زرعة ضعيف" يحتمل في ظاهره وجهين: أن يكون هذا حكماً من الذهبي نفسه، وبكير روى عن أبي زرعة، ويحتمل أن يكون هذا حكماً من أبي زرعة. والصواب الأول، لأن أبا زرعة إنما قال فيه:" «ليس بقوي في الحديث» كما في "الجرح والتعديل" 2/405. والذهَبِيّ قال في الديوان: «ضعيف» ، قال ابن عدي: «لم أجد له حديثاً منكراً»

وهو مقل"، وفي الكاشف: "ضُعِّف". وفي المغني: قال النسائي: «ليس بثقة» ، وقواه ابن عدي، ولم يحكم فيه في الميزان.

3 قال الحاكم: "ذكره مسلم مستشهداً به في حديث للشعبي" المدخل ق62-63.

4 م س ت بكير بن مسمار الزهري، المدني، أبو محمد، أخو مهاجر. مولى سعد بن أبي وقاص، توفي سنة 153هـ.

احتج به مسلم. قال الحاكم: «وقد استشهد به مسلم في موضعين، وروى له عن عامر بن سعد، عن أبيه

» فذكر له حديثين انظرهما في صحيح مسلم: ص1870 و2277 ط. محمد فؤاد عبد الباقي والحديثان عند مسلم أحدهما له شواهد في فضائل علي رضي الله عنه، والآخر ليس له شواهد عنده.

روى عن: ابن عمر، وعامر بن سعد بن أبي وقاص.

روى عنه: أبو بكر الحنفي، وحاتم بن إسماعيل.

أقوال الأئمة فيه:

أ - الذين وثقوه:

وثقه العجلي، وابن حبان، وقال النسائي:«ليس به بأس» . وقال ابن عدي: «مستقيم الحديث» انظر التهذيب 1/495.

ب- الذين تكلموا فيه:

لم يصح أن ابن حبان لينه، ولم يثبت أن البخاري قال:"فيه نظر" انظر الحاشية.

جـ- حاصل الأقوال فيه:

الحاصل أنه ثقة محتج به.

ص: 135

عن ابن عمر. أخو مهاجر"1". صالح الحديث"2"، لينه ابن حبان"3".

1 أي أن بكيراً هو أخو مهاجر.

2 قال في المغني: «صدوق لينه ابن حبان البستي، وابن حزم، وقال خ: فيه نظر» . وفي الكاشف: «فيه شيء» . وفي الديوان: «صدوق لينه ابن حبان» .

3 هذا وهم من الذهَبِيّ، رحمه الله، فإن ابن حبان لم يلينه بل وثقه، وإنما لين آخر اسمه بكير بن مسمار، يروي عن الزهري، وقال في ترجمته:«ليس هو أخو مهاجر بن مسمار ذاك مدني ثقة» انظر المجروحين 1/185.

قلت: وقد وهم من ظن أن البخاري قال: «فيه نظر» لأن البخاري لم يفرق بين أخي مهاجر وبين الذي يروي عن الزهري، فقال:" «فيه بعض النظر» ، أبو بكر"، هكذا في التاريخ الكبير 2/115. وانظر التهذيب 1/495.

ص: 136