الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جرح به أو يؤثر في روايته مطلقاً، ونوع فيه لِين، ويؤثر فيه ذلك الجرح في حفظه أو غيره، فيجعله "حسن الحديث" أو "صالح الحديث".
وكأن الإمام الذهَبِيّ نظر في هذه الرسالة بعد تأليفها فاستخرج منها الثقات في الرسالة الأخرى، وأفصح عن حالهم ودافع عنهم بشدة، وهذا هو السبب في توافقهما في بعض الرجال، والله أعلم.
النُّسَخُ المطبوعة مِن الرسالة:
لم يكن هناك أيُّ نسخةٍ مطبوعة وقت تحقيقي لهذه الرسالة. ولكن، بعد سنوات من تحقيقي لها ظهرتْ طبعتان لها، وهما:
- طَبْعَةٌ بعنوان: "معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب ردهم"، تحقيق أبي عبد الله إبراهيم سعيداي إدريس"1".
وبلغ عدد الرواة في هذه الطبعة "396""ثلاث مئة وستة وتسعين راوياً".
قلت: وهذه الطبعة قد خَلَطَ فيها المحقق بين رسالتين مختلفتين، هما:"من تُكُلِّم فيه وهو موثَّق أو صالح الحديث" و"الرواة الثقات المتكلَّم فيهم بما لا يوجب ردّهم"، وقلّد في هذا الخطأ د. بشار عواد"2"، ويبدو أنه حذف بعض الرواة، أو ما أدري ما صنع حتى جعل العدد موافقاً لمجموع الرواة في "الرواة الثقات المتكَلَّم فيهم بما لا يوجب ردّهم"!. وهذا كله يُسْقِط الاعتماد على هذه الطبعة. والله المستعان.
1 بيروت، دار المعرفة، ط. الأولى 1406هـ-1986م.
2 يُنظر: مقدمة المحقق، ص 26، حيث نصّ على ذلك.
- طَبْعَةٌ بعنوان: "ذِكْرُ أسماء من تُكُلِّم فيه وهو موثَّق"، تحقيق وتعليق محمد شكور بن محمود الحاجي أمرير المياديني"1".
وقد اعتمد على نسختين خطِّيّتين أصلهما نسخة واحدة"2"، وهي نسخة المكتبة الآصفية بالهند برقم 59/ رجال، التي اعتمدتُ في تحقيقي على النسخة المنقولة منها، ورمزتُ لها بالحرف "م".
وبَلَغ عدد الرواة في هذه الطبعة "401""أربعمائة راوٍ، وراوٍ واحد".
وقد أخرج المحقق النص، وعلق حواشيَ على الرواة بذكر ألفاظ الجرح والتعديل الواردة فيهم، ولم يرجّح الراجح في شأنهم، ووقع في هذه الطبعة بعض الأخطاء المطبعية.
ومما يلاحَظ أنّ هاتين الطبعتين صَدَرتا في عامٍ واحد!.
قلت: وبعد اطّلاعي على هاتين الطبعتين من الرسالة تأكد لي عدم إجزائهما عن إخراج تحقيقي للرسالة، هذا على الرغم من أنني حققتها ونوقشت قبل خروج هاتين الطبعتين بنحو ثمان سنين، وأحجمت عن الطباعة، وسُرِرْتُ أوّل الأمر حينما رأيت هاتين الطبعتين، وقلت في نفسي: الحمد لله قد سَقَطَ عَنِّي الواجب تجاه نشر الرسالة؛ ظنّاً من أن ذلك يعفيني من طباعتها، وتمنيتُ لو كان الأمر على ما ظننت لأول وهلة.
1 الأردن، مكتبة المنار، ط. 1، 1406هـ-1986م.
2 يُنظر، ص 6 من مقدمة المحقق.
أَمَا وقد انعكس الأمر بعد اطّلاعي على ذلك؛ إذْ كان سبباً لتحريك همتي نحو نشر الرسالة للسبب الذي سأُوضِّحه قريباً، ثم سُررتُ أوّل ما رأيت كلاًّ من الطبعتين.
ويتعين -مع هذا- التأكيد على أمرٍ مهمٍ بشأن ترجيحي في بيان حال الرواة، وهو أنه رأيٌ أرجو أن يُتأكّد من مدى صوابه، قبل الاعتماد عليه في حال الرواة.
الحقيقة أنني ما كنت راغباً في نشر هذه الرسالة بتحقيقي؛ ولذلك لِعِظَمِ المسؤولية في ذلك؛ حيث فيها بعض الرواة المتفردين برواية بعض الأحاديث، فيتوقف قبول تلك الأحاديث، أو ردّها، على ما أُرجِّحه في حال ذلك الراوي.
أسأل الله تعالى أن يعفو عن الزلات، ويوفقنا ويُسدِّدنا، إنه وليُّنا، القادر على كل شيء.
نُسَخُ الرِّسَالَةِ:
النسخ التي اعتمدتها في المقابلة أربع نسخ:
الأولى: في الهند.
الثانية: في مصر "القاهرة".
الثالثة: في اليمن.
الرابعة: في مكة.
وهذه صورة وصفية موجزة عن كل نسخة على الترتيب:
النسخة الأولى: ورمزت لها بالرمز " م ":
وتوجد في مكتبة الآصفية بالهند برقم /59/ رجال، وقد تحول اسم هذه المكتبة الآن إلى "المكتبة الشرقية للمخطوطات ومعهد البحوث"، وتتكون من 36 ورقة مع ورقة العنوان، في كل ورقة 23 سطراً، في كل سطر ما بين عشر كلمات إلى إحدى عشرة، وحروفها متوسطة الحجم، واضحة الكتابة، معجمة الحروف إلا نادراً، وفيها أخطاء وتصحيفات وليست بكثيرة.
وهي أول نسخة حصلت عليها بدلالة الشيخ الفاضل محمود الميرة، جزاه الله خيراً، وكان حصولي على هذه النسخة هو سبب اختياري تحقيقها.
وفيها كُتب فوق اسم كل راوٍ الرمز لمن خرج له من المحدثين "الأئمة الستة"، وظهر غالب هذه الرموز في التصوير، فما أثبته من هذه الرموز في "الأصل" إنما هو عن هذه النسخة غالباً لهذا السبب.
وكُتبت هذه النسخة سنة 1311هـ في غرة ذي الحجة عن أصل قديم كتب عليه سند روايته عن المؤلف رحمه الله. ولم يظهر لي تاريخ كتابة أصلها القديم الذي نقلت عنه.
وهذا سند روايتها عن المؤلف كما هو منقول في آخرها عن ذلك الأصل:
"أروي هذا الكتاب بالإجازة عن شيخنا عبد الخالق بن أبي بكر الزبيدي عن الحسن بن علي بن يحيى عن البرهان إبراهيم بن محمد الميموني عن"1".. محمد بن أحمد بن حمزة الأنصاري عن أبيه عن الشمس محمد بن عبد الرحمن
1 هنا لفظة لم أحسن قراءتها كأنها: "الشمس".
العامري"1" عن الحافظ [أبي]"2" الفضل العسقلاني عن عبد الرحمن بن الذهَبِيّ عن أبيه، فذكره، وكتبه محمد مرتضى الحسيني حامداً مصلياً مسلماً. تمت على يد أفقر الورى وأحوجهم إلى ربه المنان محمد سليمان، فَتَحَ الله عليه، آمين".
وعلق على هذا الناسخ بقوله:
"هذه العبارة نقلناها بحروفها من النسخة العتيقة التي نقلنا منها هذه النسخة في غرة ذي الحجة سنة 1311هـ" وهذه النسخة تحمل عنوان: "ذكر أسماء من تُكُلِّمَ فيه وهو موثق للحافظ الذهَبِيّ".
النسخة الثانية: ورمزت لها بالرمز " ز ".
وتوجد في القاهرة بمكتبة الأزهر برقم /160/ مصطلح. وعدد أوراقها 48 ورقة مع ورقة العنوان، في كل ورقة 19 سطراً، في السطر الكامل ما بين عشر كلمات إلى إحدى عشر كلمة. وهي واضحة الخط، وفيها أخطاء وتصحيفات، وليست بكثيرة، وتماثل النسخة الأولى في مقدار الأخطاء تقريباً، وكثيرا ما تتحدان في التصحيفات، على ما يلاحظ في فروق النسخ التي ذكرتها في الحاشية.
وتاريخ كتابتها 15 من رمضان سنة 1323هـ.
وكتب فيها بجوار البسملة في البداية: "كتبت هذه النسخة من نسخة
1 قراءتها في الأصل تحتمل غير "العامري".
2 في المخطوط "ابن"، وهو الحافظ ابن حجر.
عتيقة ضعيفة الحروف بخط مؤلفها الحافظ الذهَبِيّ تاريخها سنة أربعين وسبعمائة".
وكتب على صفحة العنوان أيضاً: "كتبت هذه النسخة من نسخة بخط المؤلف تاريخها سنة 740هـ".
وكتب في الختام أيضاً: "النسخة المباركة من نسخةٍ صحيحة عليها خط المؤلف تاريخها سنة 740هـ على يد أفقر الورى سويعي بن أحمد العدوي غفر الله ذنوبه وستر في الدارين عيوبه ووالديه وجميع المسلمين بتاريخ 15 رمضان المعظم سنة 1323هـ ثلاثة وعشرين وثلاثمائة وألف من هجرته عليه السلام".
ويغلب على ظني أن أصل هذه النسخة الذي نقلت منه هو الأصل الذي نقلت منه النسخة الأولى "الهندية" أيضاً لما يأتي:
1-
لتوافق النسختين "الأولى والثانية" في غالب التصحيفات، أما ما اختلفتا فيه فيرجع إلى اختلاف تصحيف الناسخين أو تفسيرهما للحروف الضعيفة في الأصل.
2-
لأن في سند رواية النسخة الأولى الإمام أبا الفضل ابن حجر العسقلاني، وهو قد كان نازلاً في مصر، فدل على أن أصل النسخة الهندية من مصر أو حولها.
3-
لأن كلا النسختين أشير في كل واحدة إلى أنها نقلت من نسخة عتيقة، فكل ما في الأمر أن النسخة الأولى لم يذكر فيها أن أصلها بخط المؤلف، وأن النسخة الثانية لم ينقل فيها سند الرواية، والله أعلم.
إلا أنه يعترضني في هذا الظن عنوان النسختين، فالثانية تحمل عنوان: "من
تُكُلِّمَ فيه وهو موثق أو صالح الحديث" فلا أدري كيف حدث هذا الاختلاف في العنوان إن كان أصلهما واحداً، هل سها كاتب النسخة الأولى عن نقل لفظة: "أو صالح الحديث"؟ ربما.
النسخة الثالثة: ورمزت لها بالرمز "ي":
وتوجد في صنعاء اليمن في مكتبة الإمام يحيى بمكتبة الجامع الكبير، بدون رقم لأنني عندما زرتها كانت ألغيت الفهرسة القديمة ولَمّا توضع أرقام جديدة للكتب"1" وعدد أوراق هذه النسخة 13 ورقة أي 26 صفحة، متوسطة الحجم، الصفحة الأولى للعنوان، وفي كل صفحة 23 سطرا، وفي كل سطر 12 كلمة تقريباً.
وخطها عريض، بين الرقعة والنسخ، وهو خط واضح، وفيها أخطاء وتصحيفات، وكثير من الكلمات غير معجمة.
وهي في مجموعٍ، وعنوانها كما يأتي: "الجزء فيه من تُكُلِّمَ فيه وهو
1 وهذا تصرف سيء، ويظهر أنه ليس من متخصصين، وإلا لم يَضْربوا على الأرقام القديمة، لأن الأرقام القديمة هي التي عند الناس، وكنت نقلت رقم نسختين في هذه المكتبة عن أوراق الشيخ محمود الميرة عندما سافر لها، وبسبب هذا التصرف رجعت من اليمن ولم أتمكن من الاطلاع على النسختين برقمهما الذي في يدي، إلا واحدة عثرنا عليها بعد تقليب الكتب بمساعدة الشيخ محمد الأكوع، جزاه الله خيراً، ولم أستطع تصويرها، واكتفيت بالمقابلة عليها.
وبهذه المناسبة أقدم شكري الجزيل للإخوة الأعزاء الذين ساعدوني في ذلك، في اليمن وفي خارج اليمن.
موثوق" تأليف الشيخ الإمام الحافظ شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد
ابن عثمان الخطيب الشافعي المقرئ، عرف بابن الذهَبِيّ نفع الله به، آمين، آمين، آمين".
ويظهر أن المجموع الذي هي فيه مكتوب بقلمٍ واحد في تاريخ واحد، وضمن المجموع نفسه كتاب الضعفاء للإمام البخاري، وقال الناسخ في آخره:"بقلم يحيى بن محمد بن علي الغشم كان الفراغ من تمامه يوم الجمعة عاشر شهر جمادي الآخرة سنة 1320هـ بعناية سيف الإسلام وزينة الآل الكرام السيد المقام يحيى بن مولانا أمير المؤمنين المنصور بالله رب العالمين".
النسخة الرابعة"1": ورمزت لها بالرمز " أ ":
وتوجد في مكة في مكتبة جامعة الملك عبد العزيز في قسم المخطوطات برقم/122/ وهي في مجموعٍ أيضاً كالتي قبلها ويحتوي مجموعها على: الضعفاء للبخاري وأسماء الثقات لابن شاهين، والضعفاء للمنذري، والمختلف فيهم للمنذري.
وهذه النسخة تتكون من 34 ورقة متوسطة الحجم، في كل ورقة 19 سطراً في كل سطر ما بين 8 كلمات إلى 9 كلمات، وخطها لا بأس به، وفيها أخطاء وتصحيفات تتفق فيها غالباً مع النسخة الثالثة، وهاتان النسختان أقل جودة من سابقتهما، وتاريخ كتابة هذه النسخة لم يبين فيها
1 تفضل الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله بمقابلة هذه النسخة معي على النسخة الهندية النسخة الأولى فجزاه الله خيراً.
إلا أن في المجموع نفسه في آخر كتاب الثقات لابن شاهين ما يأتي: "كان الفراغ من رقمه ليلة الأحد ثالث عشر من شهر رجب أحد شهور سنة ثلاث وسبعين ومائة وألف من الهجرة..". والقلم الذي كتب به المجموع يبدو أنه قلم واحد.
وظهر لي بوضوح أن أصل هذه النسخة الذي أخذت عنه هو النسخة التي قبلها، وذلك بالنظر إلى التوافق في التصحيف، وبالنظر إلى التاريخ، وعبارة الختام، حيث جاء في ختام هذه النسخة ما يأتي:"هذا آخر الجزء، والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله، عدتهم ثلاثمائة [وواحد] "1" وتسعون رجلاً ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".
وجاء في ختام النسخة الثالثة: "تم الجزء المبارك، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وعلى النبي وآله أفضل الصلوات، وعدتهم ثلاثمائة وتسعون رجلاً ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم"، وزيادة على ما تقدم من الأدلة على أن هذه النسخة من اليمن وقد نقلت عن النسخة التي قبلها وزيادة على ذلك أنها كانت بيد رجل يمني"2" والله أعلم.
ملحوظة:
عدد الرجال المذكورين في النسخ يتفاوت قلة وكثرة، وأشير إلى ذلك في
1 في المخطوط: "واحد".
2 فتبين مما تقدم أن هذه النسخة: يمنية الولادة والمنشأ، نزيلة مكة، أطال الله عمرها ونفع بها!.