المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(حرف الجيم) ] - منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول - جـ ٣

[عبد الله عبادى اللحجى]

فهرس الكتاب

- ‌الجزء الثالث

- ‌[الباب السّادس في صفة عبادة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلاته، وصومه، وقراءته]

- ‌[الفصل الأوّل في صفة عبادته صلى الله عليه وسلم وصلاته]

- ‌[الفصل الثّاني في صفة صومه صلى الله عليه وسلم]

- ‌[الفصل الثّالث في صفة قراءته صلى الله عليه وسلم]

- ‌[الباب السّابع في أخبار شتّى من أحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعض أذكار وأدعية]

- ‌[الفصل الأوّل في أخبار شتّى من أحواله صلى الله عليه وسلم]

- ‌[الفصل الثّاني في بعض أذكار وأدعية كان يقولها صلى الله عليه وسلم في أوقات مخصوصة]

- ‌[الفصل الثالث في ثلاث مئة وثلاثة عشر حديثا من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم]

- ‌(حرف الهمزة) ]

- ‌(حرف الباء) ]

- ‌(حرف التّاء) ]

- ‌(حرف الثّاء) ]

- ‌(حرف الجيم) ]

- ‌(حرف الحاء) ]

- ‌(حرف الخاء) ]

- ‌(حرف الدّال) ]

- ‌(حرف الذّال) ]

- ‌(حرف الرّاء) ]

- ‌(حرف الزّاي) ]

- ‌(حرف السّين) ]

- ‌(حرف الشّين) ]

- ‌(حرف الصّاد) ]

- ‌(حرف الضّاد) ]

- ‌(حرف الطّاء) ]

- ‌(حرف الظّاء) ]

- ‌(حرف العين) ]

- ‌(حرف الغين) ]

- ‌(حرف الفاء) ]

- ‌(حرف القاف) ]

- ‌(حرف الكاف) ]

- ‌(حرف اللّام) ]

- ‌فهرسة الجزء الثالث من كتاب منتهى السول شرح شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم

الفصل: ‌(حرف الجيم) ]

[ ‌

(حرف الجيم) ]

(حرف الجيم) 92- «الجار قبل الدّار، والرّفيق قبل الطّريق» .

(حرف الجيم) 92- ( «الجار) ؛ أي: التمسوا الجار الصّالح (قبل) شراء (الدّار) ؛ والدار مؤنثة، وقد سئل عن ذلك العلامة عبد الملك العصامي المكي رحمه الله تعالى:

وهذا نصّ السؤال:

ماذا يقول إمام العصر سيّدنا

ومن لديه ينال القصد طالبه

في الدّار: هل جائز تذكير عائدها

في قولنا مثلا «في الدّار صاحبه»

ومن إبانة همز ابن أراد فهل

يكون موصوفه اسما يطالبه

أم كونه علما كاف ولو لقبا

أو كنية إن أراد الحذف كاتبه

أفد، فما قد رأينا الحقّ منخفضا

إلّا وأنت على التّمييز ناصبه

فأجاب بما نصّه:

يا فاضلا لم يزل يهدي الفرائد من

علومه وتروّينا سحائبه

تأنيثك الدّار حتم لا سبيل إلى التّ

ذكير فامنع إذا «في الدّار صاحبه»

والابن موصوفه عمّم فإن لقبا

أو كنية فارتكاب الحذف واجبه

هذا جوابي فاعذر إن ترى خللا

فمصدر العجز والتّقصير كاتبه

لا زلت تاجا لهامات الهدى علما

في العلم يحوي بك التّحقيق طالبه

(و) التمسوا (الرّفيق) ؛ الذي تحصل به المعاونة والمرافقة على قطع السّفر (قبل) السلوك في (الطّريق» ) وكلّ من «الجار» و «الرّفيق» يجوز نصبه ورفعه؛ فنصبه بفعل مقدّر؛ أي: التمس أو اتّخذ. ورفعه بالابتداء والله أعلم.

والحديث أخرجه الخطيب في «الجامع» عن عليّ ورافع بن خديج بأسانيد ضعيفة، وتمامه:«والزّاد قبل الرّحيل» .

ص: 391

93-

«الجماعة رحمة، والفرقة عذاب» .

ورواه العسكري في «الأمثال» عن عليّ قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر حديثا طويلا في آخره: «الجار ثمّ الدّار، والرّفيق ثمّ الطّريق»

ورواه الطبراني في «الكبير» وابن أبي خيثمة، والعسكري في «الأمثال» عن رافع بن خديج بلفظ:«التمسوا الرّفيق قبل الطريق، والجار قبل الدّار» .

ورواه القضاعي بلفظ: «التمسوا الجار قبل شراء الدّار، والرّفيق قبل الطّريق» وكلها ضعيفة، لكن بانضمامها يقوى الحديث؛ فيصير حسنا. قاله في «الكشف» للعجلونيّ.

93-

( «الجماعة رحمة) ؛ أي: لزوم جماعة المسلمين موصل إلى الرحمة، أو سبب للرحمة. (والفرقة) عن جماعة المسلمين بأن لا ينصرهم ببدنه أو اعتقاده (عذاب» ) ؛ أي: سبب للعذاب، لأنّه تعالى جمع المؤمنين على معرفة واحدة، وشريعة واحدة؛ ليألف بعضهم بعضا بالله وفي الله؛ فيكونون كرجل واحد على عدوّهم، فمن انفرد عن حزب الرّحمن انفرد به الشّيطان، وأوقعه فيما يؤدّيه إلى عذاب النيران.

قال العامريّ في «شرح الشهاب» : لفظ الجماعة ينصرف لجماعة المسلمين لما اجتمع فيهم من جميل خصال الإسلام، ومكارم الأخلاق، وترقّي السابقين منهم إلى درجة الإحسان؛ وإن قلّ عددهم، حتّى لو اجتمع التقوى والإحسان اللّذان معهما الرحمة في واحد كان هو الجماعة، فالرحمة في متابعته، والعذاب في مخالفته. انتهى.

والحديث أخرجه عبد الله بن أحمد في «زوائد المسند» ، والقضاعي في «مسند الشهاب» عن النعمان بن بشير رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر: «الجماعة..»

الخ.

قال الزركشي- بعد عزوه لأحمد والطبراني-: فيه [أبو وكيع الجراح بن مليح]«1» ؛ قال

(1) في الأصل: (الجراح بن وكيع) . والله أعلم.

ص: 392

94-

«جفّ القلم بما أنت لاق» .

الدارقطني: ليس بشيء. وقال السّيوطيّ في «الدرر» سنده ضعيف.

وقال السخاوي: سنده ضعيف؛ لكن له شواهد،

منها: ما روى الترمذي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما رفعه: «يد الله على الجماعة، اتّبعوا السّواد الأعظم، فإنّ من شذّ شذّ في النّار» .

ومنها: ما روى الطبراني عن أسامة بن شريك رفعه: يد الله على الجماعة، فإن شذّ الشّاذّ منهم اختطفته الشّياطين»

الحديث.

ومنها ما رواه أيضا؛ عن عرفجة رفعه: «يد الله مع الجماعة، والشّيطان مع من فارق الجماعة يركض» . ومنها ما رواه الديلمي؛ عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه مرفوعا: «الشّيطان يهمّ بالواحد والاثنين، فإذا كانوا ثلاثة لم يهمّ بهم» .

انتهى مناوي على «الجامع الصغير» ، مع زيادة من «كشف الخفاء ومزيل الإلباس» للعجلوني رحمهم الله. آمين.

94-

( «جفّ القلم بما أنت لاق» ) ؛ أي: نفذ المقدور بما كتب في اللوح المحفوظ؛ فبقي القلم الذي كتب به جافا لا مداد فيه، لفراغ ما كتب به.

قال القاضي عياض: كتاب الله ولوحه وقلمه من غيب علمه الذي نؤمن به ونكل علمه إليه. وهذا اللفظ لم يوجد في كلام العرب، بل هو من الألفاظ التي لم يهتد إليها البلغاء، بل اقتضتها الفصاحة النبوية.

وهذا الحديث رواه البخاري، والنسائي؛ عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قلت: يا رسول الله، إني رجل شاب وأنا أخاف على نفسي العنت، ولا أجد ما أتزوّج به النساء، فأذن لي أختصي. فسكت عنّي، ثم قلت مثل ذلك؛ فسكت، ثم قلت مثل ذلك؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«يا أبا هريرة؛ جفّ القلم بما أنت لاق فاختص على ذلك، أو ذر» .

ورواه الطبراني في «الكبير» عن ابن عباس رضي الله عنهما بلفظ: «جفّ

ص: 393

95-

«الجنّة تحت أقدام الأمّهات» .

القلم بما هو كائن» وهو حسن. ورواه القضاعي؛ عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «جفّ القلم بالشّقيّ والسّعيد، وفرغ من أربع: من الخلق، والخلق، والأجل، والرّزق» وكذا رواه الديلمي؛ عن ابن مسعود بلفظ «جرى القلم بما حكم» .

95-

( «الجنّة تحت أقدام الأمّهات» ) يعني: التواضع لهنّ وترضّيهن وإطاعتهن في خدمتهنّ، وعدم مخالفتهن إلا فيما حظره الشرع سبب لدخول الجنة، وتمام الحديث:«من شئن أدخلن، ومن شئن أخرجن» .

قال العامري: المراد أنّه يكون في برّها وخدمتها كالتراب تحت قدميها؛ مقدّما لها على هواه، مؤثرا برّها على برّ كلّ عباد الله، لتحمّلها شدائد حمله ورضاعه وتربيته. انتهى.

فينبغي التواضع جدا للأمّهات حتى يكون كالتراب الذي تحت أقدامهنّ ليدخل الجنة مع السابقين، لأن لها ثلثي البرّ.

قال بعض الصوفية: هذا الحديث له ظاهر وباطن، وحقّ وحقيقة، لأن المصطفى صلى الله عليه وسلم أوتي جوامع الكلم فقوله «الجنة»

الخ

ظاهره: أن الأمّهات يلتمس رضاهنّ المبلّغ إلى الجنة بالتواضع لهنّ، وإلقاء النّفس تحت أقدامهنّ، والتذلّل لهنّ.

والحقيقة فيه: أنّ أمّهات المؤمنين هنّ معه عليه الصلاة والسلام أزواجه في أعلى درجة في الجنة، والخلق كلّهم تحت تلك الدرجة، فانتهاء رؤوس الخلق في رفعة درجاتهم في الجنة؛ وآخر مقام لهم في الرفعة: أوّل مقام أقدام أمّهات المؤمنين، فحيث انتهى الخلق فهنّ ثمّ ابتداء درجاتهنّ، فالجنة كلها تحت أقدامهن. وهذا قاله لمن أراد الغزو معه؛ وله أمّ تمنعه، فقال: «الزمها

ثم ذكره.

ص: 394

96-

«الجنّة تحت ظلال السّيوف» .

قال الذهبي: فيه أن عقوق الأمهات من الكبائر وهو إجماع. انتهى «مناوي» .

والحديث أخرجه الخطيب في «جامعه» ، والقضاعي في «مسند الشهاب» ؛ عن أنس رفعه، وهو منكر لأن في سنده مجهولين.

وذكره الخطيب أيضا عن ابن عباس رضي الله عنهما وضعفه.

قال في «المقاصد» : وقد عزاه الديلمي لمسلم عن أنس فلينظر!! ومثله في «الدرر» انتهى «كشف الخفا» .

وفي المناوي على «الجامع» : أنه أخرجه النسائي وابن ماجه، وكذا الإمام أحمد والحاكم وصححه. ومثله في «كشف الخفا» ؛ قال: عن معاوية بن جاهمة السلمي رضي الله عنه.

96-

( «الجنّة تحت ظلال) - وفي رواية للبخاري: تحت بارقة- (السّيوف» ) ؛ أي: الجهاد ماله الجنة، يعني: أنّ ظلال السّيوف والضرب بها في سبيل الله تعالى سبب للفوز بظلال بساتين الجنّة ونعيمها.

وفي «النّهاية» : هو كناية عن الدّنوّ من الضّرب في الجهاد حتى يعلوه السّيف ويصير ظلّه عليه؛ وخصّ السّيوف! لكونها أعظم آلات الحرب وأنفعها إذ ذاك.

والحديث رواه الحاكم في «المستدرك» في «الجهاد» ؛ عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه؛ وقال: صحيح على شرط مسلم، وأقرّه الذّهبي.

وفي رواية للبخاري؛ عن ابن أبي أوفى مرفوعا بلفظ: «اعلموا أنّ الجنّة تحت ظلال السّيوف» . ورواه مسلم في «المغازي» ؛ عن أبي موسى بلفظ: أنّه قال بحضرة العدوّ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ أبواب الجنّة تحت ظلال السّيوف» .

فقام رجل رثّ الهيئة، فقال: يا أبا موسى؛ أنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا؟ قال: نعم. قال: فرجع إلى أصحابه؛ فقال: أقرأ عليكم السلام؛ ثمّ كسر جفن سيفه وألقاه، ثمّ مشى بسيفه إلى العدوّ، فضرب به حتى قتل. وأخرجه أبو داود في «الجهاد» .

ص: 395