الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[
(حرف الفاء) ]
(حرف الفاء) 159- «الفتنة.. نائمة، لعن الله من أيقظها» .
160-
«فعل المعروف.. يقي مصارع السّوء» .
(حرف الفاء) 159- ( «الفتنة) ؛ المحنة، وكلّ ما يشقّ على الإنسان، وكل ما يبتلي الله به عباده فتنة. قال تعالى وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً [35/ الأنبياء] ؛ كذا في «الكشّاف» .
وقال ابن القيّم: الفتنة نوعان: 1- فتنة الشّبهات، وهي العظمى، و 2- فتنة الشّهوات، وقد يجتمعان للعبد، وقد ينفرد بإحداهما. انتهى مناوي على «الجامع» .
وفي «الحفني» : الفتنة هي ما يحصل به ضرر للعبد في دينه أو دنياه.
(نائمة) ؛ ساكنة (لعن) ؛ أي: أبعد (الله) عن رحمته (من أيقظها» ) ؛ أي: أثارها، وذلك كأن يلقي المبتدع شبهة على المسلمين، وكأن يقول شخص لطائفة: إنّ عدوّكم فلان يريد قتالكم؛ ليحرّكهم للقتال! من غير أصل، وهكذا.
انتهى «حفني» .
والحديث ذكره في «الجامع الصغير» و «كشف الخفا» وقالا: أخرجه الرّافعي الإمام؛ عن أنس رضي الله عنه، ورواه عنه الدّيلمي، لكن بيّض ولده لسنده، وعند نعيم بن حماد في «كتاب الفتن» ؛ عن ابن عمر بلفظ:
«إنّ الفتنة راتعة في بلاد الله، تطأ في خطامها؛ لا يحلّ لأحد أن يوقظها، ويل لمن أخذ بخطامها» . انتهى.
160-
( «فعل المعروف) في الدّنيا (يقي مصارع السّوء» ) ؛ أي: الوقوع في الهلكات في الدّنيا والآخرة. قال العامري: المعروف هنا يعود إلى مكارم الأخلاق مع الخلق؛ كالبرّ والمواساة بالمال، والتعهّد في مهمات الأحوال؛ كسدّ خلّة
161-
وإغاثة ملهوف وتفريج مكروب، وإنقاذ محترم من محذور، فيجازيه الله من جنس فعله؛ بأن يقيه مثلها، أو المعنى: يقيه مصارع السّوء عند الموت. انتهى مناوي على «الجامع الصغير» .
والحديث أخرجه أبو بكر بن أبي الدّنيا في كتاب فضل قضاء الحوائج للناس؛ عن أبي سعيد الخدري. وأخرجه القضاعي في «الشهاب» .
161-
( «في كلّ) ؛ أي: في إرواء كلّ (ذات كبد) - بفتح فكسر- (حرّى) بالقصر؛ ك «عطشى» - من الحرّ، وهو تأنيث: حرّان، وهي للمبالغة.
وأنّثها!! لأنّ الكبد مؤنّث سماعي؛ يريد أنّها لشدّة حرّها قد عطشت ويبست من العطش، والمراد حرارة الحياة، وفي رواية:«كلّ كبد رطبة» ، أي: حيّة، يعني رطوبة الحياة، والمعنى: أنّ في سقي كلّ ذي كبد حرّى (أجر» ) عام مخصوص بحيوان محترم، وهو ما لم يؤمر بقتله.
فيحصل الثّواب بسقيه، ويلحق به إطعامه) وغير ذلك من وجوه الإحسان.
وقال بعضهم: لا يمتنع إجراؤه على عمومه، يعني فيسقى ثمّ يقتل؛ لأنّا أمرنا بأن نحسن القتلة، ونهينا عن المثلة. انتهى شروح «الجامع الصغير» .
والحديث أخرجه البخاريّ ومسلم؛ عن أبي هريرة مرفوعا؛ البخاريّ في «بدء الخلق وفي باب الآبار» ، بلفظ:«في كلّ ذات كبد رطبة أجر» في ذيل حديث المومسة؛ ومسلم في «الحيوان» ؛ عنه كمثل معناه.
وذكره في «الجامع» بلفظ المصنّف مرموزا له برمز الإمام أحمد وابن ماجه؛ عن سراقة بن مالك، والإمام أحمد؛ عن ابن عمرو بن العاصي.
وسببه كما في «مسند أبي يعلى» قيل: يا رسول الله، الضّوالّ ترد علينا، هل لنا أجر إن نسقيها!؟ قال:«نعم..» ثمّ ذكره. انتهى مناوي على «الجامع» .