المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(حرف الخاء) ] - منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول - جـ ٣

[عبد الله عبادى اللحجى]

فهرس الكتاب

- ‌الجزء الثالث

- ‌[الباب السّادس في صفة عبادة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلاته، وصومه، وقراءته]

- ‌[الفصل الأوّل في صفة عبادته صلى الله عليه وسلم وصلاته]

- ‌[الفصل الثّاني في صفة صومه صلى الله عليه وسلم]

- ‌[الفصل الثّالث في صفة قراءته صلى الله عليه وسلم]

- ‌[الباب السّابع في أخبار شتّى من أحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعض أذكار وأدعية]

- ‌[الفصل الأوّل في أخبار شتّى من أحواله صلى الله عليه وسلم]

- ‌[الفصل الثّاني في بعض أذكار وأدعية كان يقولها صلى الله عليه وسلم في أوقات مخصوصة]

- ‌[الفصل الثالث في ثلاث مئة وثلاثة عشر حديثا من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم]

- ‌(حرف الهمزة) ]

- ‌(حرف الباء) ]

- ‌(حرف التّاء) ]

- ‌(حرف الثّاء) ]

- ‌(حرف الجيم) ]

- ‌(حرف الحاء) ]

- ‌(حرف الخاء) ]

- ‌(حرف الدّال) ]

- ‌(حرف الذّال) ]

- ‌(حرف الرّاء) ]

- ‌(حرف الزّاي) ]

- ‌(حرف السّين) ]

- ‌(حرف الشّين) ]

- ‌(حرف الصّاد) ]

- ‌(حرف الضّاد) ]

- ‌(حرف الطّاء) ]

- ‌(حرف الظّاء) ]

- ‌(حرف العين) ]

- ‌(حرف الغين) ]

- ‌(حرف الفاء) ]

- ‌(حرف القاف) ]

- ‌(حرف الكاف) ]

- ‌(حرف اللّام) ]

- ‌فهرسة الجزء الثالث من كتاب منتهى السول شرح شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم

الفصل: ‌(حرف الخاء) ]

[ ‌

(حرف الخاء) ]

(حرف الخاء) 106- «خذ الحكمة، ولا يضرّك من أيّ وعاء خرجت» .

107-

«خصلتان لا يجتمعان إلّا في مؤمن: السّخاء، وحسن الخلق» .

108-

«خصلتان لا يجتمعان في مؤمن: البخل، وسوء الخلق» .

(حرف الخاء) 106- ( «خذ الحكمة؛ ولا يضرّك من أيّ وعاء خرجت» ) أخرجه الدّيلمي بلا سند؛ عن ابن عمر رفعه، وقد تقدّم في «الحكمة ضالّة المؤمن» .

107-

( «خصلتان لا يجتمعان)، مع بلوغ النّهاية فيهما؛ (إلّا في مؤمن) كامل الإيمان (: 1- السّخاء) - بالمد-: الجود والكرم والإعطاء بطيب نفس.

(و 2- حسن الخلق» ) ؛ وهو هيئة للنفس تصدر عنها الأفعال الحسنة بسهولة. والحديث ذكره المناوي في «كنوز الحقائق» مرموزا له برمز الديلمي في «مسند الفردوس» .

108-

( «خصلتان لا يجتمعان في مؤمن)، أي: كامل الإيمان؛ فلا يرد أن كثيرا من الموحدين موجودتان فيه؛ (: 1- البخل، و 2- سوء الخلق» ) . قال العلقمي: قال شيخنا: قال في «النهاية» : المراد من ذلك: اجتماع الخصلتين فيه مع بلوغ النّهاية فيهما، بحيث لا ينفكّ عنهما؛ ولا ينفكان عنه، فأمّا من فيه بعض هذا وبعض هذا؛ وينفك عنه في بعض الأوقات! فإنّه بمعزل عن ذلك. انتهى «عزيزي» .

وفي المناوي على «الجامع الصغير» : «خصلتان لا يجتمعان» : مبتدأ

ص: 406

109-

«الخلق كلّهم عيال الله، وأحبّهم إلى الله أنفعهم لعياله» .

موصوف، والخبر محذوف، أي: فيما أحدثكم به خصلتان، كقوله سُورَةٌ أَنْزَلْناها وَفَرَضْناها [1/ النور] . أي: فيما أوحينا إليك.

والبخل وسوء الخلق: مبتدأ تقديره: هما. وأفرد البخل عن سوء الخلق؛ وهو بعضه، وجعله معطوفا عليه يدلّ على أنه أسوؤها وأبشعها!! لأنّ البخيل بعيد من الله بعيد من الجنة بعيد من الناس.

والحديث ذكره في «كشف الخفا» ؛ وقال: رواه الترمذي وأبو داود الطيالسي؛ عن أبي سعيد الخدري. وذكره في «الجامع الصغير» مرموزا له برمز الترمذي والبخاري في «الأدب المفرد» ؛ عن أبي سعيد أيضا: قال الترمذي:

غريب، لا نعرفه إلّا من حديث صدقة بن موسى. انتهى. قال الذهبي: وصدقة ضعيف؛ ضعّفه ابن معين وغيره. وقال المنذري: ضعيف. انتهى من المناوي على «الجامع الصغير» .

109-

( «الخلق كلّهم عيال الله) ؛ أي: فقراؤه، وهو الذي يعولهم.

(وأحبّهم إلى الله أنفعهم لعياله» ) بالهداية إلى الله، والتعليم لما يصلحهم، والعطف عليهم، والترحم والشفقة والإنفاق عليهم من فضل ما عنده

وغير ذلك من وجوه الإحسان الآخروية والدنيوية.

والعادة أنّ السّيّد يحب الإحسان إلى عبيده وحاشيته، ويجازي عليه.

وفيه حثّ على فضل قضاء حوائج الخلق ونفعهم بما تيسّر؛ من علم أو مال أو جاه أو إرشاد أو نصح، أو دلالة على خير، أو إعانة أو شفاعة أو غير ذلك.

والحديث ذكره في «الجامع الصغير» مرموزا له برمز أبي يعلى، والبزار في «مسنده» ، وكذا البيهقي في «الشعب» ؛ عن أنس. قال السيوطي كالزركشي:

سنده ضعيف؛ وأخرجه الديلمي وابن عدي؛ من حديث ابن مسعود؛ قال ابن

ص: 407

110-

«خير الأمور.. أوساطها» .

الجوزي: حديث لا يصح. انتهى مناوي على «الجامع» ، و «درر» .

110-

( «خير الأمور أوساطها» ) أي: التوسّط فيها بين الإفراط والتفريط في الأخلاق؛ كالكرم بين التبذير والبخل؛ والشّجاعة بين التهوّر والجبن؛ وفي الأحوال كالاعتدال بين الخوف والرّجاء، والقبض والبسط؛ وفي الاعتقاد بين التشبيه والتعطيل، وبين القدر والجبر، فكلّ إنسان مأمور أن يجتنب كلّ وصف مذموم بالبعد عنه، وأبعد الجهات والمقادير من كلّ طرفين وسطهما؛ فإذا كان في الوسط فقد بعد عن الأطراف المذمومة.

ويشهد لما تقدم قوله تعالى وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ [29/ الإسراء] . وقوله تعالى وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً (67)[الفرقان] . وقوله تعالى وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلًا (110)[الإسراء] . وقوله تعالى بَقَرَةٌ لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوانٌ بَيْنَ ذلِكَ [68/ البقرة] .

وكذا حديث الاقتصاد؛ ولقد أجاد بعضهم حيث قال:

عليك بأوساط الأمور فإنّها

نجاة ولا تركب ذلولا ولا صعبا

وقال الحريري:

حبّ التّناهي غلط

خير الأمور الوسط

وقال:

خير الأمور عندنا الأوساط

ويكره التفريط والإفراط

والحديث ذكره في «الكشف» باللّفظ المذكور، قال: وفي لفظ «أوسطها» وقال: قال ابن الغرس: ضعيف، انتهى.

وقال في «المقاصد» : رواه ابن السّمعاني في ذيل «تاريخ بغداد» ، لكن بسند فيه مجهول؛ عن علي مرفوعا.

ص: 408

111-

«خير الرّزق.. ما لا يطغيك ولا يلهيك» .

112-

«خير العمل.. أن تفارق الدّنيا ولسانك رطب من ذكر الله» .

وللدّيلمي بلا سند؛ عن ابن عبّاس مرفوعا: «خير الأعمال أوسطها» ؛ في حديث أوّله: «دوموا على أداء الفرائض» .

وللعسكري عن الأوزاعي أنّه قال: ما من أمر أمر الله إلّا عارض الشّيطان فيه بخصلتين؛ لا يبالي أيّهما أصاب: الغلوّ، أو التقصير.

ولأبي يعلى بسند جيّد؛ عن وهب بن منبّه قال: إنّ لكلّ شيء طرفين ووسطا، فإذا أمسك بأحد الطّرفين مال الآخر، وإذا أمسك بالوسط اعتدل الطّرفان، فعليكم بالأوساط من الأشياء. انتهى.

111-

( «خير الرّزق ما) - يعني: الكفاف الذي- (لا يطغيك ولا يلهيك» ) ، لأنّ ذلك هو الاقتصاد المحمود، فإنّ الزّيادة ربّما تطغي الإنسان، والنّقص عن ذلك ربما يورثه السّخط؛ والمراد بالرزق: الحلال. والحديث ذكره المناوي؛ في «كنوز الحقائق» مرموزا له برمز الطّبرانيّ.

112-

( «خير العمل أن تفارق الدّنيا) يعني تموت (ولسانك) ؛ أي: والحال أنّ لسانك (رطب من ذكر الله» ) ، هذا مسوق للحثّ على لزوم الذّكر؛ ولو باللّسان مع عزوب القلب، إذ ذكر اللّسان خير؛ وإن كان قلبه مشغولا، فلا يشترط حضور القلب في الذّكر، ولذلك قال تلميذ لأبي عثمان البنانيّ: في بعض الأحيان يجري الذّكر على لساني؛ وقلبي غافل! فقال: اشكر الله أن استعمل جارحة منك في خير وعوّدك الذّكر، ومن عجز عن الحضور بالقلب، فترك تعويد اللّسان بالذّكر فقد أسعف الشّيطان، فتدلّى بحبل غروره. فتمّت بينهما المشاكلة والموافقة.

ولهذا قال التاج ابن عطاء الله: لا تترك الذّكر مع عدم الحضور؛ فعسى أن ينقلك منه إلى ذكر مع الحضور، ومنه إلى ذكر مع غيبة عما سوى المذكور،

ص: 409

113-

«خيركم.. خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي» .

وما ذلك على الله بعزيز.

قال ناظم «الحكم العطائيّة» :

لا تترك الذكر إذا لم تحضر

فيه مع المولى الجليل الأكبر

فغافلة منك عن الذّكر أشدّ

من غفلة في الذّكر يا أخا الرّشد

لكنّ أكمل الذّكر وأنفعه هو ما كان بالقلب واللّسان. أي: استحضار القلب لمعنى ما يجري على لسانه، وأكمل منه: أن يغيب عن الذّكر بالمذكور.

وهذا الحديث ذكره في «الجامع الصّغير» مرموزا له برمز أبي نعيم في «الحلية» ؛ عن عبد الله بن بسر- بضمّ الموحّدة وسكون المهملة- رضي الله تعالى عنه، وفي «العزيزي» : إنّه حديث ضعيف.

113-

( «خيركم) ؛ أي: من خيركم (خيركم لأهله) ؛ يعني: من خياركم وأفاضلكم: من كان معظم برّه لأهله، كما يقال: فلان أعقل النّاس، أي: من أعقلهم، فلا يصير بذلك خير النّاس مطلقا.

والأهل: قد يخصّ الزّوجة وأولادها، وقد يطلق على جملة الأقارب، فهم أولى من الأجانب.

قال ابن الأثير: هو إشارة إلى صلة الرّحم والحثّ عليها.

قال الحفني: والأولى حمله على العموم من كلّ ذي رحم.

(وأنا خيركم لأهلي» ) برّا ونفعا لهم دينا ودنيا، وكان أحسن النّاس عشرة لهم، حتى أنّه كان يرسل بنات الأنصار لعائشة يلعبن معها. وكانت إذا هويت شيئا لا محذور فيه تابعها عليه. وإذا شربت شرب من موضع فمها، ويقبّلها وهو صائم. وأراها الحبشة وهم يلعبون في المسجد؛ وهي متّكئة على منكبه. وسابقها في السّفر مرتين فسبقها وسبقته؛ ثم قال:«هذه بتلك» . وتدافعا في خروجهما من المنزل مرّة.

ص: 410

114-

«خيركم.. خيركم لأهلي من بعدي» .

وفي «الصحيح» : أنّ نساءه كنّ يراجعنه

الحديث. وتهجره الواحدة منهنّ يوما إلى الليل، ودفعته إحداهنّ في صدره؛ فزجرتها أمّها؛ فقال لها:

«دعيها فإنّهنّ يصنعن أكثر من ذلك» ؛ كذا في «الإحياء» .

وجرى بينه وبين عائشة كلام؛ حتى أدخل بينهما أبا بكر حكما؛ كما في خبر «الطّبرانيّ» ، وقالت له عائشة مرّة في كلام غضبت عنده: وأنت الذي تزعم أنّك نبيّ الله!! فتبسّم، كما في خبر أبي يعلى، وأبي الشّيخ؛ عنها.

وكان يعتني بهنّ ويهتمّ بتفقّد أحوالهنّ، فكان إذا صلّى العصر دار على نسائه، فدنا منهنّ، واستقرأ أحوالهنّ، فإذا جاء اللّيل انقلب إلى صاحبة النّوبة.

وكان إذا شربت عائشة من الإناء؛ أخذه فوضع فمه على موضع فمها. رواه مسلم.

ولمّا أراد أن يحمل صفيّة بنت حييّ على بعير؛ نصب لها فخذه لتضع رجلها عليه؛ فلوت ساقها عليه.

فينبغي الاقتداء به صلى الله عليه وسلم في تلك الملاطفة. وفي «تذكرة ابن عراق» ؛ عن الإمام مالك: يجب على الرّجل أن يتحبّب إلى أهل داره حتّى يكون أحبّ النّاس إليهم.

وذكر نحوه يوسف الصّدفي المالكي رحمهم الله تعالى.

والحديث ذكره في «الجامع الصّغير» مرموزا له برمز الترمذي في «المناقب» ؛ عن عائشة رضي الله عنها. وابن ماجه؛ عن ابن عباس. والطبراني في «الكبير» ؛ عن معاوية. وصحّحه الترمذي؛ وتمام الحديث: «وإذا مات صاحبكم فدعوه ولا تقعوا فيه» . انتهى مناوي على «الجامع الصغير» .

114-

( «خيركم) ؛ أيّها الصّحب، (خيركم لأهلي) : زوجاتي وأقاربي وعيالي، (من بعدي» ) ؛ أي: من بعد وفاتي وقد قبل أكثر الصحابة وصيّته، فقابلوهم بالإكرام والاحترام.

ص: 411

115-

«خير النّاس.. أنفعهم للنّاس» .

والحديث ذكره في «الجامع الصّغير» مرموزا له برمز الحاكم؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه. قال المناوي: ورواه أيضا أبو يعلى وأبو نعيم والدّيلمي، ورجاله ثقات، ولكنّ شذّ راويه بقوله:«لأهلي» . والكلّ إنما قالوه: «لأهله» ذكره ابن أبي خيثمة. انتهى.

115-

( «خير النّاس أنفعهم للنّاس» ) بالإحسان إليهم بماله وجاهه، فإنّهم عباد الله، وأحبّهم إليه أنفعهم لعباده، أي: أشرفهم عنده؛ أكثرهم نفعا للنّاس، بنعمة يسديها، أو نقمة يزويها عنهم دينا ودنيا.

ومنافع الدّين أشرف قدرا وأبقى نفعا، قال بعضهم: هذا يفيد أنّ الإمام العادل خير الناس؛ أي: بعد الأنبياء لأنّ الأمور التي يعمّ نفعها، ويعظم وقعها؛ لا يقوم بها غيره، وبه نفع العباد والبلاد، وهو القائم بخلافة النّبوّة في إصلاح الخلق؛ ودعائهم إلى الحقّ، وإقامة دينهم، وتقويم أودهم، ولولاه لم يكن علم ولا عمل. انتهى «مناوي» .

والحديث أخرجه القضاعي في «مسند الشّهاب» ؛ عن جابر رضي الله عنه، وفيه عمرو بن أبي بكر السّكسكيّ الرّمليّ؛ قال في «الميزان» : واه. وقال ابن عديّ: له مناكير؛ وابن حبّان: يروي عن الثّقات الطّامات.

ثم أورد له أخبارا هذا منها. انتهى مناوي على «الجامع الصغير» .

وفي «العزيزي» : إنه حديث حسن لغيره.

ص: 412