المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(حرف العين) ] - منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول - جـ ٣

[عبد الله عبادى اللحجى]

فهرس الكتاب

- ‌الجزء الثالث

- ‌[الباب السّادس في صفة عبادة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلاته، وصومه، وقراءته]

- ‌[الفصل الأوّل في صفة عبادته صلى الله عليه وسلم وصلاته]

- ‌[الفصل الثّاني في صفة صومه صلى الله عليه وسلم]

- ‌[الفصل الثّالث في صفة قراءته صلى الله عليه وسلم]

- ‌[الباب السّابع في أخبار شتّى من أحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعض أذكار وأدعية]

- ‌[الفصل الأوّل في أخبار شتّى من أحواله صلى الله عليه وسلم]

- ‌[الفصل الثّاني في بعض أذكار وأدعية كان يقولها صلى الله عليه وسلم في أوقات مخصوصة]

- ‌[الفصل الثالث في ثلاث مئة وثلاثة عشر حديثا من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم]

- ‌(حرف الهمزة) ]

- ‌(حرف الباء) ]

- ‌(حرف التّاء) ]

- ‌(حرف الثّاء) ]

- ‌(حرف الجيم) ]

- ‌(حرف الحاء) ]

- ‌(حرف الخاء) ]

- ‌(حرف الدّال) ]

- ‌(حرف الذّال) ]

- ‌(حرف الرّاء) ]

- ‌(حرف الزّاي) ]

- ‌(حرف السّين) ]

- ‌(حرف الشّين) ]

- ‌(حرف الصّاد) ]

- ‌(حرف الضّاد) ]

- ‌(حرف الطّاء) ]

- ‌(حرف الظّاء) ]

- ‌(حرف العين) ]

- ‌(حرف الغين) ]

- ‌(حرف الفاء) ]

- ‌(حرف القاف) ]

- ‌(حرف الكاف) ]

- ‌(حرف اللّام) ]

- ‌فهرسة الجزء الثالث من كتاب منتهى السول شرح شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم

الفصل: ‌(حرف العين) ]

[ ‌

(حرف العين) ]

(حرف العين) 152- «العدة.. دين» .

(حرف العين) 152- ( «العدة دين» ) ؛ أي: هي في مكارم الأخلاق كالدّين الواجب أداؤه في لزوم الوفاء، فيكره الخلف في الوعد بلا عذر، لما ورد فيه من التّشديد والحثّ على الوفاء بالوعد؛ وإن كان مندوبا.

فمن ذلك: ما رواه الطّبراني في «الأوسط» وغيره؛ عن علي أمير المؤمنين.

ولفظه: «العدة دين، ويل لمن وعد ثمّ أخلف، ويل ثمّ ويل له» فالمخلف يستوجب بالمنع لوم الخلف، ومقت الغادر، وهجنة الكذوب.

وقد أثنى الله على إسماعيل عليه الصلاة والسلام بأنّه كان صادق الوعد. قال الشّاعر:

لسانك أحلى من جنى النّحل وعده

وكفّاك بالمعروف أضيق من قفل

تمنّى الّذي يأتيك حتّى إذا انتهى

إلى أمد ناولته طرف الحبل

وقال كعب:

كانت مواعيد عرقوب لها مثلا

وما مواعيدها إلّا الأباطيل

وقال آخر:

وعدت وكان الخلف منك سجيّة

مواعيد عرقوب أخاه بيثرب

وقال النّجم الغزّي: وممّا كتبته لبعضهم مستجيزا:

قد وعدتم بالجميل أنجزوا

ما وعدتم فنجاز الوعد زين

في حديث قد روينا لفظه

عن ثقات العلماء: «الوعد دين»

والحديث ذكره في «كشف الخفاء» وقال: رواه القضاعي بلفظ التّرجمة

ص: 448

153-

«العزلة.. سلامة» .

فقط، ورواه الطّبراني في «الأوسط» والقضاعي وغيرهما؛ عن ابن مسعود بلفظ:

قال: لا يعد أحدكم صبيّه ثمّ لا ينجز له، فإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«العدة دين» .

ورواه أبو نعيم عنه بلفظ: إذا وعد أحدكم صبيّه فلينجز له، فإنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكره بلفظ:«العدة عطيّة» . ورواه البخاريّ في «الأدب المفرد» موقوفا، ورواه الطبراني والدّيلمي؛ عن عليّ مرفوعا بلفظ:«العدة دين، ويل لمن وعد ثمّ أخلف، ويل له- ثلاثا-» .

وللدّيلمي أيضا بلفظ: «الوعد بالعدة مثل الدّين أو أشدّ» ؛ أي: وعد الواعد، وفي لفظ له:«عدة المؤمن دين، وعدة المؤمن كالأخذ باليد» . انتهى ملخصا.

153-

(العزلة سلامة) ؛ في الدّين والدّنيا، والسّلامة هي رأس المال، وقد قيل: لا يعدل بالسّلامة شيء.

وفيه حثّ على إيثار العزلة إذا تعذّرت صحبة الصّالحين، وحجة لمن فضّل العزلة، وقد ترجم البخاريّ «باب: العزلة راحة من خلّاط السّوء» .

وذكر حديث أبي سعيد رفعه: «ورجل في شعب من الشّعاب يعبد ربّه ويدع النّاس من شرّه» ؛ وأخرج ابن المبارك؛ عن عمر: خذوا حظّكم من العزلة.

وما أحسن قول الجنيد «مكابدة العزلة أيسر من مداراة الخلطاء» .

قال الغزالي: عليك بالتفرّد عن الخلق؛ لأنّهم يشغلونك عن العبادة.

وما أحسن ما قيل:

أنست بوحدتي ولزمت بيتي

فدام الأنس لي ونما السّرور

وأدّبني الزّمان فلا أبالي

هجرت فلا أزار ولا أزور

فلست بسائل ما دمت يوما

أسار الجيش أم قدم الأمير!

وفي «إتمام الدّراية لقراء النّقاية» للحافظ جلال الدين السّيوطي رحمه الله

ص: 449

154-

«العرق.. دسّاس» .

تعالى: ومخالطة النّاس وتحمّل أذاهم أفضل من اعتزالهم.

قال صلى الله عليه وسلم: «المؤمن الّذي يخالط النّاس ويصبر على أذاهم خير من الّذي لا يخالط النّاس ولا يصبر على أذاهم» . رواه البخاري في «الأدب المفرد» ، وغيره.

وهو- أي: اعتزالهم- أفضل حيث خاف الفتنة في دينه بموافقتهم على ما هم عليه، وعليه يحمل حديث عقبة السّابق:«أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك» .

وحديث البخاري: «يوشك أن يكون خير مال المسلم غنما يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر، يفرّ بدينه من الفتن» . انتهى ملخصا.

والحديث ذكره في «كنوز الحقائق» مرموزا له برمز الدّيلمي في «مسند الفردوس» .

154-

( «العرق دسّاس» ) ؛ أي: دخّال- بالتّشديد- لأنّه ينزع في خفاء ولطف، يقال: دسست الشّيء إذا أخفيته وأخملته، ومنه وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها (10) [الشمس] أي: أخمل نفسه وأبخس حظّها، وقيل: معنى دسّاس: خفيّ قليل، وكل من أخفيته وقلّلته فقد دسسته.

والمعنى: أنّ الرجل إذا تزوّج في منبت صالح يجيء الولد يشبه أهل الزّوجة في العمل والأخلاق ونحوهما، وعكسه بعكسه، فعلى العاقل أن يتخيّر لنطفته ولا يضعها إلّا في أصل أصيل، وعنصر طاهر، فإنّ الولد فيه عرق ينزع إلى أمّه، فهو تابع لها في الأخلاق والطّباع. انتهى مناوي على «الجامع» .

فمن أراد التزوّج بامرأة فلينظر إلى أبيها وأخيها؛ فإنّها تأتيه بأحدهما؛ لأنّ الخلال تتبع الخال، فينبغي التزوّج بأصيلة النّسب؛ تباعدا بأولاده عن المنبت السّوء، وتقدم حديث:«إيّاكم وخضراء الدّمن» . ولله درّ من قال:

ص: 450

155-

«عفو الملوك.. أبقى للملك» .

156-

«على اليد ما أخذت حتّى تؤدّيه» .

لا تنكحنّ سوى كريمة معشر

فالعرق دسّاس من الطرفين

أو ما ترى أنّ النّتيجة دائما

تبع الأخسّ من المقدّمتين

والحديث ذكره العجلوني في «الكشف» ، وقال: رواه الدّيلميّ والبيهقيّ في «شعب الإيمان» ؛ كلاهما عن ابن عباس مرفوعا في حديث أوّله: «النّاس معادن، والعرق دسّاس، وأدب السّوء كعرق السّوء» .

وللمديني في كتاب «تضييع العمر والأيام في اصطناع المعروف إلى اللّئام» عن أنس بلفظ: «تزوّجوا في الحجز الصالح فإنّ العرق دسّاس» ذكره النجم الغزي.

انتهى. ونحو ذلك في «الجامع الصغير» ، ورمز للحديث الأخير برمز ابن عدي عن أنس.

قال المناوي ورواه- يعني الحديث الأخير- الدّيلميّ في «مسند الفردوس» والمديني في كتاب «تضييع العمر» ؛ عن ابن عمر وزاد: «وانظر في أيّ نصاب تضع ولدك» ! قال الحافظ العراقيّ: وكلّها ضعيفة.

155-

( «عفو الملوك) - بضم الميم؛ جمع «ملك» بفتح الميم وكسر اللام- (أبقى) - بالموحدة والقاف- (للملك» ) ؛ أي: أدوم وأثبت، ويمدّ في العمر أيضا؛ كما في حديث الحكيم؛ أي: يبارك فيه بصرفه في الطاعات؛ فكأنّه زاد، وأفاد بمفهومه أنّ التّسارع إلى العقوبة لا يطول معه الملك. قيل: وهذا مجرّب، انتهى «عزيزي» .

والحديث ذكره في «الجامع الصغير» وقال: أخرجه الرافعيّ في «تاريخ قزوين» ؛ عن علي أمير المؤمنين كرم الله وجهه. آمين.

156-

( «على اليد) ؛ أي: على صاحبها ضمان (ما) - أي: الّذي- (أخذت) ؛ أي: أخذته اليد (حتّى تؤدّيه» ) إلى صاحبه، فحينئذ تبرأ من

ص: 451

157-

«العين.. حقّ» .

الضمان، والإسناد إلى اليد على المبالغة لأنّها هي المتصرّفة، فمن أخذ مال غيره بغصب أو عاريّة أو نحو ذلك! لزمه ردّه إلى مالكه إن كان باقيا، وإن تلف! لزمه ردّ بدله، وأخذ بظاهره المالكيّة، فضمّنوا الأجراء مطلقا.

والحديث ذكره في «الجامع الصغير» و «الكشف» وقالا: أخرجه الإمام أحمد، والأربعة، والحاكم بهذا اللفظ، ولفظ أبي داود والترمذي «حتّى تؤدّي» بدون الهاء؛ وكلهم رووه عن الحسن البصريّ، عن سمرة مرفوعا.

قال: في «التمييز» : وصحّحه الحاكم وحسّنه الترمذي.

والحسن البصري راويه عن سمرة مختلف في سماعه منه!! وزاد فيه أكثرهم:

ثم نسي الحسن فقال: هو أمينك لا ضمان عليه. انتهى.

157-

( «العين حقّ» ) ؛ يعني: الضرر الحاصل عنها حقّ، أي: ثابت وجوديّ مقضيّ به في الوضع الإلهي، لا شبهة في تأثيره في النفوس والأموال. هذا قول عامة الأمة ومذهب أهل السّنّة.

وأنكره قوم مبتدعة!! وهم محجوجون بما يشاهد منه في الوجود، فكم من رجل أدخلته العين القبر!! وكم من جمل أدخلته القدر!!

لكنه بمشيئة الله تعالى، ولا يلتفت إلى معرض عن الشّرع والعقل تمسكا باستبعاد لا أصل له! فإنّا نشاهد من خواصّ الأحجار وتأثير السّحر ما يقضي معه العجب، وتحقق أنّ ذلك فعل مسبّب الأسباب.

وقرّب ذلك بالمرأة الحائض؛ تضع يدها في إناء اللّبن فيفسد، ولو وضعتها بعد طهرها لم يفسد!! وتدخل البستان فتضرّ بكثير من العروش بغير مسّ! والصحيح ينظر إلى الأرمد فقد يرمد!! ويتثاءب واحد بحضرته فيتثاءب هو! وقد ذكروا أنّ جنسا من الأفاعي إذا وقع بصره على الإنسان هلك!

وحينئذ فالعين قد تكون من سمّ يصل من عين العائن في الهواء إلى بدن المعيون.

ص: 452

.........

وقد أجرى الله عادته بوجود كثير من القوى والخواصّ والأجسام والأرواح، كما يحدث لمن ينظر إليه من يحتشمه من الخجل فيحدث في وجهه حمرة شديدة لم تكن قبل. وكذا الاصفرار عند رؤية من يخافه، وذلك بواسطة ما خلق الله في الأرواح من التأثيرات. ولشدّة ارتباطها بالعين نسب الفعل إلى العين، وليست هي المؤثرة!! إنّما التأثير للرّوح، والأرواح مختلفة في طبائعها، وقواها، وكيفياتها، وخواصها.

فمنها ما يؤثّر في البدن بمجرّد الرؤية بغير اتصال، ومنها ما يؤثّر بالمقابلة، ومنها ما يؤثر بتوجه الروح؛ كأحاديث من الأدعية والرّقى والالتجاء إلى الله، ومنها ما يقع بالتوهّم والتخييل.

فالخارج من عين العائن سهم معنوي؛ إن صادف البدن ولا وقاية؛ لأثّر فيه، وإلا، فلا، كالسّهم الحسّي. وقد يرجع على العائن.

وقد اختلف في جريان القصاص في القتل بالعين!!

فقال القرطبي: لو أتلف العائن شيئا ضمنه، ولو قتل فعليه القصاص؛ أو الدّية إذا تكرّر ذلك منه بحيث يصير عادة.

ومنع الشّافعيّة القصاص في ذلك؛

وقال النّوويّ في «الرّوضة» : ولا دية فيه ولا كفارة؛ لأنّ الحكم إنّما يترتّب على منضبط عامّ؛ دون ما يختصّ ببعض النّاس في بعض الأحوال ممّا لا انضباط له، كيف ولم يقع منه فعل أصلا!؟

ثمّ قال: قال القاضي: في هذا الحديث من الفقه ما قاله بعض العلماء: أنّه ينبغي إذا عرف أحد بالإصابة بالعين أن يجتنب ويحترز منه، وينبغي للإمام منعه من مداخلة النّاس ويأمره بلزوم بيته، فإن كان فقيرا!! رزقه ما يكفيه، ويكفّ أذاه عن النّاس. انتهى. شروح «الجامع الصغير» .

ص: 453

.........

وقد ورد الشّرع بالاستغسال للعين، في حديث سهل بن حنيف لمّا أصيب بالعين فأمر النّبي صلى الله عليه وسلم عائنه بالاغتسال.

وصفته أن العائن يغتسل في قدح من ماء؛ يدخل يده فيه، فيمضمض ويمجّه في القدح، ويغسل وجهه فيه، ثمّ يصبّ بيده اليسرى على كفّه اليمنى، ثمّ باليمنى على كفّه اليسرى، ثمّ يدخل يده اليسرى فيصبّ بها على مرفق يده اليمنى، ثمّ بيده اليمنى على مرفق يده اليسرى، ثمّ يغسل قدمه اليمنى، ثمّ يدخل اليمنى فيغسل قدمه اليسرى، ثمّ يدخل يده اليمنى، فيغسل الركبتين، ثمّ يأخذ داخلة إزاره، فيصبّ على رأسه صبّة واحدة، ويضع القدح حين يفرغ.

هكذا رواه ابن أبي ذئب؛ عن الزّهري عند ابن أبي شيبة. وهو أحسن ما فسّر به؛ لأن الزّهري رواي الحديث. وزاد ابن حبيب في قول الزّهري هذا: يصبّ من خلفه صبّة واحدة يجري على جسده، ولا يوضع القدح في الأرض، ويغسل أطرافه المذكورة كلها وداخلة الإزار في القدح. قال الزّهري: هذا من العلم. وأخبر أنّه أدرك العلماء يصفونه واستحسنه العلماء، ومضى به العمل. وجاء عن ابن شهاب من رواية عقيل مثله؛ إلّا أنّ فيه الابتداء بغسل الوجه قبل المضمضة، وفيه غسل القدمين أنّه لا يغسل جميعهما، وإنّما قال: ثمّ يفعل مثل ذلك في طرف قدمه اليمنى عند أصول أصابعه. واليسرى كذلك، وهو أقرب لقول الحديث: وأطراف رجليه.

وهذا الغسل ينفع بعد استحكام النّظرة، أمّا عند الإصابة به وقبل الاستحكام! فقد أرشد الشارع إلى دفعه بقوله «ألا برّكت!!» أي: دعوت له بالبركة؛ بأن تقول: «ما شاء الله، تبارك الله» ، أو «اللهمّ بارك فيه ولا تضرّه» .

واختلف العلماء في العائن؛ هل يجبر على هذا الغسل للمعين، أم لا؟

احتجّ من أوجبه بقوله صلى الله عليه وسلم في رواية «مسلم» : «وإذا استغسلتم فاغسلوا» .

وبرواية «الموطّأ» أمره بالوضوء؛ والأمر للوجوب. قال المازري: والصّحيح

ص: 454

.........

عندي الوجوب، ويبعد الخلاف فيه إذا خشي على المعين الهلاك. انتهى. فواجب على العائن الغسل.

والحديث أخرجه الإمام أحمد، والشّيخان، وأبو داود، والنّسائي؛ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه؛ وابن ماجه، عن عامر بن ربيعة؛ وفي رواية لأحمد؛ عن أبي هريرة أيضا بزيادة:«ويحضرها الشّيطان، وحسد ابن آدم» .

قال الهيثميّ: رجاله رجال الصّحيح.

وأخرجه الإمام أحمد، ومسلم في «الطّب» ؛ عن ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما بزيادة:«ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا» .

وأخرجه الإمام أحمد، والطّبراني في «الكبير» ، والحاكم في «الطّب» ؛ عن ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما بزيادة:«تستنزل الحالق» ، أي: الجبل العالي.

وقال الحاكم: صحيح. وأقرّه الذّهبي. انتهى من «كشف الخفاء» و «الجامع الصغير» وشرحه.

فائدة: أخرج ابن السّنّي والبزّار؛ عن أنس رفعه: «من رأى شيئا فأعجبه؛ فقال «ما شاء الله، لا قوّة إلّا بالله» ؛ لم يضرّه» . وفي لفظ: «لم تضرّه العين» .

وأخرج ابن عساكر أنّ سعيدا السّاجيّ من كراماته أنّه قيل له: احفظ ناقتك من فلان العائن، فقال: لا سبيل له عليها، فعانها، فسقطت تضطرب؛ فأخبر السّاجي، فوقف عليه؛ فقال: باسم الله، حبس حابس، وشهاب قابس،

رددتّ عين العائن عليه، وعلى أحبّ النّاس إليه، وعلى كبده وكلوتيه وشيق، وفي ماله يليق، تَفاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ [الملك] . فخرجت حدقة العائن وسلمت النّاقة. انتهى مناوي على «الجامع الصغير» رحمه الله تعالى.

ص: 455