الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الكلام على الخطبة
قوله: (الحمد لله الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا)
هو من الاقتباس، وقد أجمع على جوازه في النثر (1)، واستعمله العلماء قاطبة في خطبهم وإنشاءاتهم، وللمصنّف في ذلك خصوصية، وهي: أن تفسيره هذا مبني كالكشاف على أساليب علم المعاني والبيان والبديع، والاقتباس من تلك الأساليب، فكان في افتتاحه براعة استهلال (2) من وجهين:
أحدهما: الإشارة إلى أن هذا المصنف الذي شرع في افتتاحه تفسير للقرآن.
والثاني: الإشارة إلى أن هذا التفسير على قوانين وأساليب البراعة، ولمثل ذلك افتتح الطيبي والتفتازاني معا حاشيتي الكشاف بقوله:
(الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا (3)) [الكهف 1].
فإن قلت: نرى في هذا الزمان قوما يستنكرون ذلك، ويقولون: ألفاظ القرآن لا تستعمل في غيره.
قلت: إنّما استنكره هؤلاء جهلا منهم بالنصوص والنقول، فقد استعمله النبي صلى الله عليه وسلم في غير ما حديث، والصحابة، والتابعون، والعلماء قديما وحديثا، ونصوا في كتب الفقه على جوازه.
فإن قلت: لعلّ المالكية يشددون في ذلك ما لا يشدده أهل مذهبكم.
قلت: قد استعمله إمامهم الإمام مالك بن أنس، ونصّ على جوازه غير واحد، منهم ابن عبد البر (4)؟. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
(1) انظر في: التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد 2/ 223 والاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار لابن عبد البر 14/ 321 وشرح مقامات السيوطي 2/ 726 - 729.
(2)
هي أن يكون افتتاح الخطبة أو الرسالة أو غيرهما دالا على غرض المتكلم. شرح الكافية البديعية لصفي الدين الحلي 59 وشرح عقود الجمان في علم المعاني والبيان 172، 173.
(3)
فتوح الغيب 1/ 1 وحاشية سعيد الدين ل1.
(4)
هو يوسف بن عبد الله بن محمد أبو عمر النمري القرطبي المالكي، فقيه حافظ، عالم بالقراءات وبالخلاف وبعلوم الحديث والرجال، يميل في الفقه إلى أقوال الشافعي، توفي سنة ثلاث=
والقاضي عياض (1)، واستعمله في خطبة " الشفا (2) " وابن المنير، واستعمله في " الانتصاف (3) " وفي خطبه المنبرية.
ونص الشيخ داود الباقلي (4) في تأليف له على أن المالكية والشافعية اتفقوا على جوازه.
فإن قلت: سمعنا الإنكار ممن يزعم أنه متمذهب بمذهب أبي حنيفة رحمه الله. قلت: هو غير عالم بمذهبه، فلو رأى " شرح مجمع البحرين " لابن الساعاتي (5) - خصوصا في باب الاستسقاء - لظلت عنقه لجوازه خاضعة، ولاعترف بجهله حيث أنكر ما قامت عليه الأدلة الساطعة.
ولأجل ذلك ألّفت في المسألة كتابا حافلاً (6) فيه جمل من النصوص والنقول،
=وستين وأربعمائة. سير أعمال النبلاء 18/ 153 والديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب 2/ 367.
(1)
هو عياض بن موسى بن عياض أبو الفضل اليحصبي السبتي، كان إمام وقته في الحديث وعلومه عالما بالتفسير وجميع علومه، فقيها أصوليا، عالما بالنحو واللغة وكلام العرب وأيامهم وأنسابهم، له إكمال المعلم في شرح صحيح مسلم، والشفا بتعريف حقوق المصطفى، توفي سنة أربع وأربعين وخمسمائة. الديباج المذهب 1/ 2 ولشهاب الدين أحمد بن محمد المقري التلمساني كتاب: أزهار الرياض في أخبار عياض، في خمس مجلدات، ظريف مشحون بالفوائد.
(2)
انظر إكمال المعلم بفوائد مسلم 6/ 180 والشفا بتعريف حقوق المصطفى 2.
(3)
الانتصاف من الكشاف 1/ 133، 157.
(4)
لم أعرف عنه سوى أن له رسالة في جواز الاقتباس من القرآن، تسمى "اللطيفة المرضية" انظر في: شرح مقامات السيوطي 2/ 726 وكشف الظنون 2/ 1556.
(5)
هو أحمد بن علي بن تغلب مظفر الدين المعروف بابن الساعاتي، كان علامة بارعا، له البديع في أصول الفقه، ومجمع البحرين، وشرحه في مجلدين، توفي سنة أربع وتسعين وستمائة. الطبقات السنية في تراجم الحنفية 1/ 400 وتاج التراجم فيمن صنف من الحنفية 16 وقد أحصى محقق البديع في أصول الفقه للمؤلف مخطوطات مجمع البحرين فبلغت أكثر من خمس عشرة مخطوطة.
(6)
واسمه: رفع الباس وكشف الالتباس في ضرب المثل من القرآن والاقتباس. طبع ضمن الحاوي للفتاوي 1/ 399 - 441 وأحفل منه كتاب الاقتباس من القرآن الكريم، لأبي منصور عبد الملك بن محمد الثعالبي في جزأين، إذ جمع فيه اقتباس رسول الله صلى الله عليه وسلم أفصح العرب وأحسنهم بيانا، والسلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى زمان المؤلف من معاني القرآن وألفاظه في أمور معاشهم ومعادهم، وأداره على خمس وعشرين بابا، فجاء كتابا أحفل في بابه وأجمع لقضايا الاقتباس.
فليطلبه من أراد تحقيق ذلك.
واعلم أن الاقتباس أنواع؛ لأنه تارة يورد فيه نظم القرآن بنصه كما في هذا المطلع، وتارة يزاد فيه الكلمة ونحوها، أو ينقص منه، أو يغير بعض عبارته وإعرابه، وقد استعمل المصنف جميع هذه الأنواع في الخطبة تنبيها منه على جوازها شرعا وبلاغة.
فمن الزيادة قوله: (ثم بيّن للناس ما نزّل إليهم حسبما عنَّ لهم من مصالحهم، ليدبّروا آياته وليتذكّر أولو الألباب تذكيرا) فزاد لفظة " تذكيرا "
ومن التغيير قوله: (فكشف قناع الانغلاق عن آياتٍ محكماتٍ، هن أُم الكتاب وأخر متشابهات، هن رموز الخطاب، تأويلا وتفسيرا)
وقوله: (فَمَنْ كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد فهو في الدارين حميد وسعيد) ومن النقص والتغيير والنقل عن المنزل فيه قوله: (ومهد لهم قواعد الأحكام وأوضاعها من نصوص الآيات وإلماعها؛ ليذهب عنهم الرجز، ويطهرهم تطهيرا) وكلّ ذلك سائغ شائع، فقد استعمله الأئمة، والعلماء، والبلغاء قديما وحديثا، ولا ينكره إلاّ من هو في عداد البهائم.
قوله: (فتحدى) الضمير فيه وفي الأفعال بعده راجع إلى (عبده) والتحدي طلب المعارضة والمقابلة.
قال في الصحاح: تحديت فلانا إذا باريته في فعل ونازعته الغلبة (1).
وقال في الأساس: حدا حدوا، وهو حادي الإبل، واحتدى بها حُداء إذا غنى لها.
ومن المجاز: تحدى أقرانه إذا باراهم، وأصله في الحُداء يتبارى فيه الحاديان ويتعارضان، فيتحدى كل واحد منهما صاحبه، أي يطلب حداءه، كما يقال: توفاه، بمعنى استوفاه (2).
وقال غيره: كانوا عند الحَدْوِ يقوم حاد عن يمين القطار، وحاد عن يساره يتحدى كل واحد منهما صاحبه، بمعنى يستحديه، أي يطلب حداءه، ثم اتسع فيه
(1) الصحاح/ مادة حدا.
(2)
أساس البلاغة/ مادة حدا. وفيه: وحدى بها بدل: واحتدى بها.
حتى استعمل في كل مباراة.
قوله: (مصاقع) جمع مصقع، وهو الفصيح.
قال الجوهري: خطيب مصقع، أي بليغ (1).
زاد غيره: يجهر بخطبته، من صقع الديك إذا صاح، وقيل: لأنه يأخذ في كل صقع، أي جانب من الكلام.
قوله: (العرب) هم ولد إسماعيل عليه السلام، والعاربة والعرباء الخلص منهم، أخذ من لفظه وأكّد به، كليل أليل، وظلّ ظليل.
قوله: (وأفحم) أي أسكت. قال في الصحاح: كلمته حتى أفحمته، إذا أسكته في خصومة (2).
قوله: (تصدّى) أي تعرض، والمصاداة المعارضة.
قوله: (عدنان) الجد الأعلى للنبي صلى الله عليه وسلم، وسائر العرب، وهو عدنان بن أدّ بن أدد بن اليسع بن الهميسع بن سلامان بن نبت بن حمل بن قيدار (3) بن إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليه السلام. وقحطان أبو اليمن. كذا في الصحاح (4).
وقال الكلبي (5): هو الهميسع بن نبت (6) بن إسماعيل بن إبراهيم.
كذا نقله المبرد (7) في كتاب " نسب عدنان وقحطان " وبين في الكتاب المذكور رجوع جميع العرب إليهما (8).
(1) الصحاح/ مادة صقع.
(2)
الصحاح/ مادة فحم.
(3)
في ح: قيذر.
(4)
الصحاح/ مادة قحط.
(5)
هو هشام بن محمد بن السائب أبو المنذر الكلبي، كان عالما بالنسب وأخبار العرب وأيامها ووقائعها ومثالبها، توفي سنة أربع ومائتين. معجم الأدباء 6/ 2779 وسير أعمال النبلاء 10/ 101.
(6)
في نسب عدنان وقحطان 28 ونسب ابن الكلبي قحطان إلى إسماعيل عليه السلام فقال: قحطان بن الهميسع بن تيمن بن نبت.
(7)
هو محمد بن يزيد بن عبد الأكبر أبو العباس النحوي، كان إمام العربية في بغداد، وإليه انتهى علمها، توفي سنة خمس وثمانين ومائتين. معجم الأدباء 6/ 2678 وسير أعمال النبلاء 13/ 576.
(8)
نسب عدنان وقحطان 9، 28.
قوله: (حسب) أي قدر، وهو بفتح السين.
قال في الصحاح: وربما سكن للضرورة (1).
قوله: (عنَّ) بالتشديد، أي عرض.
قوله: (قناع الإنغلاق) القناع بكسر القاف ما تغطي به المرأة رأسها.
وفي الصحاح: كلام غلق، أي مشكل (2). ففيه استعارة بالكناية (3): شَبَّهَ الكلام الغلق بالمرأة المخدرة، أي المحتجبة، فأضْمَرَ التشبيه في النفس، وحذف المشبه به، ودلّ عليه بلازمه، وهو القناع.
قوله: (وأبرز) أي أظهر.
قوله: (غوامض) جمع غامض، وهو خلاف الواضح.
قوله: (ولطائف) جمع لطيفة، وهي الكلام الدقيق المؤثر في النفس.
قوله: (لتتجلى لهم خفايا الملك والملكوت، وخبايا قدس الجبروت)
قال الغزالي (4) في إملائه: حد عالم الملك: ما ظهر للحواس، ويكون بقدرة الله، بعضه من بعض، ويصحبه التغيير.
وحد عالم الملكوت: ما أوجده سبحانه بالأمر الأزليّ بلا تدريج، وبقي على حالة واحدة من غير زيادة فيه ولا نقصان منه.
وحد عالم الجبروت هو ما بين العالمين مما يشبه أن يكون في الظاهر من عالم الملك، فجبر بالقدرة الأزلية بما هو من عالم الملكوت (5). انتهى.
(1) الصحاح/ مادة حسب.
(2)
الصحاح/ مادة غلق.
(3)
وذلك أن يضمر التشبيه في النفس فلا يصرح بشيء من أركانه سوى المشبه، ويدل على ذلك التشبيه المضمر في النفس بأن يثبت للمشبه أمر مختص بالمشبه به، فيسمى ذلك التشبيه المضمر استعارة بالكناية، ومكنيا عنها، لأنه لم يصرح به، بل دل عليه بذكر خواصه. شرح عقود الجمان في علم المعاني والبيان 98 ومعجم المصطلحات البلاغية وتطورها 1/ 145.
(4)
هو محمد بن محمد بن محمد زين الدين أبو حامد الغزالي الطوسي، كانت خاتمة أمره إقباله على طلب الحديث ومجالسة أهله، ومطالعة الصحيحين، توفي سنة خمس وخمسمائة، سير أعمال النبلاء 9/ 322 وطبقات الشافعية الكبرى 6/ 191.
(5)
الإملاء في إشكالات الإحياء 38 قلت: تفسير أبي حامد الغزالي هذه الألفاظ بهذه المعاني فيه نظر، وذلك أن الفلاسفة وضعت هذه الألفاظ لهذه المعاني، واستعملها الغزالي فيها موافقا لهم، وهي غير المعاني التي استعملت في اللغة والشرع، ولا شك أن هذا محاداة للغة، ومشاقة=
وفي " الحقائق " و " الدقائق " جناس لاحق. وفي " خبايا " و " خفايا " جناس مضارع؛ لأن الاختلاف بحرف مقارب في المخرج.
قوله: (ومهد) أي وطَّأ وسوى وأصلح.
قوله: (وإلماعها) كنى به عن الآيات المشيرة إلى الأحكام إشارة خفية؛ لذكره في مقابلة النصوص، وهو لغة الاختلاس.
قوله: (نبراسه) هو المصباح، وفيه مع " رأسه " جناس مُذَيَلٌ (1). وفي " الوجود " و " الجود " جناس ناقص (2).
قوله: (ذميما) أي مذموما.
قوله: (توازي) أي تحاذي.
قوله: (غناءه) بفتح المعجمة والمدّ.
قوله: (وتجازي عناءه) بفتح المهملة والمد، هو التعب، وفي " توازي " و "
=للشرع، وتلاعب بالألفاظ، وتلبيس على المسلمين.
قال مرتضى الزبيدي في تاج العروس -آثرا عن غيره-: والجبروت فعلوت من الجبر والقهر والقسر، والتاء فيه زائدة للإلحاق بقبروس، ومثله ملكوت من الملك، ورهبوت من الرهبة، ورغبوت من الرغبة، ورحموت من الرحمة، قيل: ولا سادس لها.
وقال أبو جعفر الطبري في جامع البيان 11/ 470: ملكوت السماوات والأرض يعني ملكه، وزيدت فيه التاء كما زيدت في الجبروت من الجبر، وكما قيل: رهبوت خير من رحموت، بمعنى رهبة خير من رحمة.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في قاعدة عظيمة نافعة في العبادات 52: وابن سيناء ومن تبعه أخذوا أسماء جاء بها الشرع ووضعوا لها مسميات مخالفة لمسميات صاحب الشارع، ثم صاروا يتكلمون بتلك الأسماء، فيظن الجاهل أنهم يقصدون بها ما قصده صاحب الشرع، فأخذوا مخ الفلسفة، وكسوه لحاء الشريعة، وهذا كلفظ الملك، والملكوت، والجبروت، واللوح المحفوظ، والملك، والشيطان، والحدوث، والقدم، وغير ذلك. وقد ذكرنا من ذلك طرفا في الرد على الاتحاد لما ذكرنا قول ابن سبعين، وابن عربي، وما يوجد في كلام أبي حامد ونحوه من أصول هؤلاء الفلاسفة الملاحدة، والذين يحرفون كلام الله ورسوله عن موضعه، كما فعلت القرامطة الباطنية. وانظر في الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان 210.
(1)
هو أن يقع الاختلاف بأكثر من حرف، وهو مخصوص بما كانت الزيادة في الآخر مثاله قوله تعالى "وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ" شرح عقود الجمان 145 ومعجم المصطلحات البلاغية 2/ 84.
(2)
هو أن يختلفا في عدد الحروف. شرح عقود الجمان 145 ومعجم المصطلحات البلاغية 2/ 107.
تجازي " جناس لاحق (1)، وفي " غناءه " و " عناءه " جناس مُصَحَف (2).
قوله: (ومنارا) هو علم الطريق يوضع ليهتدي به المارون (3).
وبيان كون التفسير أعظم العلوم مقرر في " الإتقان " بما لا مزيد عليه، وكذا حده، والفرق بينه وبين التأويل (4)
قوله: (برع) في الصحاح: برع الرجل بالضم والفتح براعة، أي فاق أصحابه في العلم وغيره (5).
قوله: (في العلوم الدينية) هي التفسير والحديث والفقه وأصول الدين وأصول الفقه.
أمّا العلوم الشرعية فذكر الفقهاء في الوصية اختصاصها بالثلاثة الأوَّل، وحكوا في الرابع خلافا، والأكثرون على عدم دخوله فيها.
واختار المتولي (6) دخوله (7)، وقال الرافعي (8): إنه قريب (9).
وقال السبكي (10): العلم بالله وصفاته وما يجب له وما يستحيل عليه ليُردّ على
(1) هو ما وقع الاختلاف فيه في أنواع الحروف، ويشترط أن [لا] يكون بأكثر من حرف واحد، وإلا يبعد التشابه ويفقد التجانس، وهو قسمان: ما يكون التحالف بحرف مقارب في المخرج، وما يكون بغيره، والأول يسمى المضارع، والثاني اللاحق. شرح عقود الجمان 146 ومعجم المصطلحات البلاغية 2/ 76.
(2)
هو ما اختلفت الحروف في النقط، وبعضهم يسميه جناس الخط. شرح عقود الجمان 144 ومعجم المصطلحات البلاغية 2/ 70.
(3)
في ظ: المار.
(4)
الإتقان 2/ 1189 - 1196.
(5)
الصحاح/ مادة برع.
(6)
هو عبد الرحمن بن مأمون بن علي أبو سعد المتولي، صاحب التتمة، أحد الأئمة الرفعاء، برع في المذهب وبعد صيته، توفي سنة ثمان وسبعين وأربعمائة. طبقات الشافعية الكبرى 5/ 106 ووفيات الأعيان 3/ 133.
(7)
انظر في: روضة الطالبين للنووي 6/ 169.
(8)
وهو عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم أبو القاسم الرافعي، كان متضلعا من علوم الشريعة تفسيرا وحديثا وأصولا، له فتح العزيز في شرح الوجيز، والمحرر، توفي سنة ثلاث وعشرين وستمائة، ودفن بغزوين. تهذيب الأسماء واللغات 2/ 264 وطبقات الشافعة الكبرى 8/ 281.
(9)
انظر في: المحرر في الفقه 3/ 859 وفتح العزيز 7/ 90.
(10)
هو علي بن عبد الكافي بن علي أبو الحسن تقي الدين السبكي، جامع أشتات العلوم المبرز=
المبتدعة، ويميز بين الاعتقاد الفاسد والصحيح، وتقريرُ الحق ونصرُهُ من العلوم الشرعية، والعالم به من أفضلهم. ومن دأبه الجدال والشُبَهُ وخَبْطُ عَشْواءَ وتضييع الزمان فيه والزيادة عليه إلى أن يكون مبتدعا، أو داعيا إلى ضلال (1) فذاك باسم الجهل أحقّ.
ولم يعدّ أحد من الفقهاء أصول الفقه في العلوم الشرعية.
قوله: (وفاق) في الصحاح: فاق أصحابه يفوقهم، أي علاهم بالشرف (2).
قوله: (في الصناعات العربية، والفنون الأدبية)
أحسن المصنف جدا في تفريقه بين العلوم الدينية، والآلات، حيث أطلق على الأولى اسم العلوم، وعلى الأخرى اسم الصناعات والفنون؛ لشرف تلك وشرف لفظ العلم، بخلاف لفظ الصناعات والفنّ.
قال في الصحاح: الصناعة حرفة الصانع، وعمله الصنعة. والفنّ النوع (3).
وقال الشيخ سعد الدين في حاشية الكشاف: معلومات العلم إن حصلت بالتمرن على العمل فربما خصت باسم الصناعة، أو بمجرّد النظر والاستدلال فبالعلم، وقد يقال: الصناعة لما تدرّب فيه صاحبه وتمكّن، أو لما يكون المقصود الأصلي منه هو العمل.
وبالجملة الصناعة تعلق بالعمل؛ ولذا قالوا: هي ملكة نفسانية يقتدر بها الإنسان على استعمال موضوعات مّا نحو غرض من الأغراض صادرا عن البصيرة بحسب ما يمكن فيها (4).
وقال الطيبي -بعد ما حكى القول الأول ممثلا للتمرن بحصول معلومات النحو بمطارحات الأعراب، ومعلومات صناعتي البلاغة والفصاحة بتتبع خواص تراكيب البلغاء إفادة ودلالة وترتيبا-: والحق أن كل علم مارسه الرجل سواء كان استدلاليا أو غيره حتى صار كالحرفة لة يسمى صناعة.
=في المنقول منها والمفهوم، طار اسمه فملأ الأقطار، وحلق على الدنيا، توفي سنة ست وخمسين وسبعمائة. طبقات الشافعية الكبرى 10/ 139 وطبقات المفسرين 1/ 412.
(1)
في ح: ضلالة.
(2)
الصحاح/ مادة فوق.
(3)
الصحاح/ مادة صنع، وفنن.
(4)
حاشية سعد الدين ل4 - 5.
قال صاحب " الكشاف " في قوله (لبئس ما كانوا يصنعون)[سورة المائدة 63]" كل عامل لا يسمى صانعا، ولا كل عمل يسمى صناعة حتى يتمكن فيه ويتدرب وينسب إليه (1) ".
قوله: (بأنواعها)
قال ابن الكمال الأنباري (2): أنواع علوم الأدب ثمانية: اللغة، والنحو، والتصريف والعروض والقوافي، وصنعة الشعر، وأنساب العرب، وأخبارهم. قال: وألحقنا بها علمين وضعناهما: علم جدل النحو، وعلم أصول النحو (3).
ومعلوم أن الخمسة الأخيرة من الثمانية غير محتاج إليها في التفسير إلا صنعة الشعر، فإنه إشارة إلى علم البلاغة وتوابعها، فإن ذلك كان يسمى قديما صنعة الشعر، ونقد الشعر، ونقد الكلام.
وفيه ألّف العسكري (4) كتابا سماه " الصناعتين " يعني صناعة النثر، وصناعة النظم.
وألف قدامة (5) كتابا سماه " نقد الشعر " وإنما التسمية بالمعاني والبيان والبديع حادثة من المتأخرين.
قوله: (ولطالما) قال الشيخ سعد الدين: " ما " فيه وفي " قلما " قيل: مصدرية، والمصدر فاعل، وقيل: كافة للفعل عن طلب الفاعل، ولذا (6) تكتب متصلة،
(1) الكشاف 1/ 627 وفتوح الغيب 1/ 35.
(2)
هو عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله كمال الدين أبو البركات الأنباري النحوي، كان إماما ثقة صدوقا، فقيها مناظرا غزير العلم، له المؤلفات المشهورة، توفي سنة سبع وسبعين وخمسمائة. إنباه الرواة على أنباه النحاة 2/ 169 وبغية الوعاة 2/ 86.
(3)
نزهة الألباء في طبقات الأدباء 76.
(4)
هو الحسن بن عبد الله بن سهل أبو هلال اللغوي العسكري، كان الغالب عليه الأدب والشعر، له كتاب صناعتي النظر والنثر مفيد جدا. معجم الأدباء 2/ 918 طبع كتابه بعنوان كتاب الصناعتين الكتابة والشعر، بتحقيق علي محمد البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم.
(5)
هو قدامة بن جعفر بن قدامة أبو الفرج، كان أحد البلغاء، له كتاب نقد الشعر، وكتاب في الخراج وصناعة الكتابة، توفي سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة. معجم الأدباء 5/ 2235 طبع كتابه نقد الشعر بتحقيق كمال مصطفى.
(6)
في ح: ولهذا.
ويجوز الفصل (1).
قوله: (يحتوي) في الصحاح: حواه يحويه جمعه، واحتوى مثله، واحتوى على الشيء أَلْمَأ - يعني اشتمل - عليه (2).
قوله: (صفوة) في الصحاح: صفوة الشيء خالصه، مثلث الصاد، فإذا أسقطت التاء قيل: صفو، بالفتح لا غير (3).
قوله: (وينطوي) بمعنى يحتوي.
قوله: (نكت) جمع نكتة.
قال الشيخ سعد الدين: النكتة. كل نقطة من بياض في سواد، أو عكسه. ونكت الكلام لطائفه ودقائقه التي تفتقر إلى تفكر. ونَكَت في الأرض، أي ضرب فيها بالقضيب إذا أثّر فيها (4).
قوله: (رائعة) بمهملة، من راعني الشيء، أي أعجبني.
قوله: (وأماثل) في الصحاح: أماثل القوم خيارهم، وقد مثُل الرجل بالضم مثالة، أي صار فاضلا (5)، والواحد أمثل.
قوله: (يثبطني) يقال: ثبطه عن الأمر تثبيطا، شغله عنه.
قوله: (فسنح) بمهملتين بينهما نون. في الصحاح: سنح لي رأي في كذا، أي عرض (6).
(1) حاشية سعد الدين ل6.
(2)
الصحاح/ مادة حوا.
(3)
الصحاح/ مادة صفا.
(4)
حاشية سعد الدين 5.
(5)
الصحاح/ مادة مثل.
(6)
الصحاح/ مادة سنح.