الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا ، إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا
، فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا ، ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا ، نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ ، إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ، وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ ، إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا ، هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ ، فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِبًا ، وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللهَ ، فَأوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ ، وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا ، وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ ، وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ، ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللهِ ، مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا ، وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ ، وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ ، لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا ، وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ ، قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ ، قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ، قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ ، فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ ، وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا ، إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ ، وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا ، وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا ، إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ ، فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ ، قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا ، سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ ، وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ، وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ ، مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ، فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا ، وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا} (1)
قَالَ الْبُخَارِيُّ ج4ص172: {الكَهْفُ} : الفَتْحُ فِي الجَبَلِ.
وقَالَ الْبُخَارِيُّ ج6ص87: وَقَالَ سَعِيدٌ: عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ {الرَّقِيمُ} : اللَّوْحُ مِنْ رَصَاصٍ، كَتَبَ عَامِلُهُمْ أَسْمَاءَهُمْ، ثُمَّ طَرَحَهُ فِي خِزَانَتِهِ، فَضَرَبَ اللهُ عَلَى آذَانِهِمْ فَنَامُوا.
{مَرْقُومٌ} : مَكْتُوبٌ ، مِنَ الرَّقْمِ.
وقَالَ الْبُخَارِيُّ ج4ص172: {فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ} : فَضَرَبَ اللهُ عَلَى آذَانِهِمْ فَنَامُوا،
{وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ} : أَلْهَمْنَاهُمْ صَبْرًا،
{شَطَطًا} : إِفْرَاطًا.
قَالَ الْبُخَارِيُّ ج8ص32: (تَزَّاوَرُ): تَمِيلُ، مِنَ الزَّوَرِ، وَالأَزْوَرُ: الأَمْيَلُ.
وقَالَ الْبُخَارِيُّ ج4ص172: وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {تَقْرِضُهُمْ} : تَتْرُكُهُمْ.
(الوَصِيدُ): الفِنَاءُ، وَجَمْعُهُ وَصَائِدُ ، وَوُصُدٌ، وَيُقَالُ: الوَصِيدُ: البَابُ.
{مُؤْصَدَةٌ} : مُطْبَقَةٌ، آصَدَ البَابَ ، وَأَوْصَدَ.
{بَعَثْنَاهُمْ} : أَحْيَيْنَاهُمْ.
وقَالَ الْبُخَارِيُّ ج6ص87: {أَزْكَى} : أَكْثَرُ، وَيُقَالُ: أَحَلُّ،
وَيُقَالُ: أَكْثَرُ رَيْعًا.
وقَالَ الْبُخَارِيُّ ج4ص172: {رَجْمًا بِالْغَيْبِ} : لَمْ يَسْتَبِنْ.
(1)[الكهف: 9 - 22]