الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر
صفة حدود الحرم من جوانبه
من طريق المدينة دون التنعيم عند بيوت نفار ثلاثة أميال
(1)
.
ومن طريق اليمن طرف أضاة لبن على سبعة أميال
(2)
.
ومن طريق جدة منقطع الأعشاش على عشرة أميال.
ومن طريق الطائف على طريق عرفة من بطن نمرة على أحد عشر ميلا
(3)
.
ومن طريق العراق على ثنية خلّ بالمقطع على سبعة أميال
(4)
.
ومن طريق الجعرانة في شعب عبد الله بن خالد بن أسيد على تسعة أميال
(5)
.
(1)
التنعيم: لا زال معروفا، ويقال له أيضا (العمرة).وأنصاب الحرم هناك لا تزال قائمة قديمة وحديثة، وأما بيوت نفار فلا تعرف.
(2)
(أضاة لبن) قلنا انها (العكيشيّة) والأنصاب هناك غير ظاهرة، وقد تحوّل طريق اليمن إلى الغرب قليلا ليجعل (أضاة لبن) وردهة (بشيم) على يساره. وإلى الآن لم توضع أنصاب في الطريق الجديد. ويدخل هذا الطريق الحرم عند جبل (الدّومة السّوداء).
(3)
الأنصاب في هذا الطريق إلى الشمال من جبل نمرة، قديمة واضحة، لكن طريق الطائف تحوّل اليوم إلى طريقين آخرين غير هذا الطريق: طريق جبل كرى أخذ يمينا ليمر على درب اللاحجة قديما، ثم يستمرّ فيمر بقرب الحسينية والعابدية (السلفين قديما) ويلتقي الطريق القديم والجديد في وادي نعمان. والحد على هذا الطريق الجديد إنما يكون على جبل (قرن العابدية) الذي يقع إلى الغرب قليلا من إلتقاء وادي عرنة بوادي نعمان. ولم توضع إلى الآن أنصاب هناك. وأما الطريق الثاني فهو يمر على ثنية خلّ.
(4)
(ثنية خلّ، والمقطع) لا زالا معروفين، وقد تقدم التعريف بهما، والأنصاب هناك لا زالت قائمة وواضحة.
(5)
شعب عبد الله بن خالد بن أسيد تقدم التعريف به، ويقال له اليوم (وادي العسيلة) لوجود آبار العسيلة العذبة فيه. وموضع الأنصاب في هذه الجهة على رأس ثنية يقال لها (النقواء) وهذه الثنية
وأقرب أنصاب الحرم للحرم التنعيم.
2896 -
حدّثنا محمد بن عبد الملك الواسطي، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: أنا حمّاد بن سلمة، عن قتادة، عن أنس بن مالك-رضي الله عنه قال: لما كان يوم الحديبيّة، نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم/ثمانون رجلا من التنعيم من أهل مكة في سلاحهم، فدعى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذوا سلما. قال فنزلت هذه الآية {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ}
(1)
قال: يعني أن جبل التنعيم من مكة.
2896 - إسناده صحيح.
رواه مسلم 187/ 12،وأبو داود 81/ 3 - 82،والترمذي 150/ 12،وابن جرير 94/ 26،والبيهقي في الدلائل 141/ 4 كلهم من طريق: ثابت البناني، عن أنس. وذكره السيوطي في الدر 75/ 6 وزاد نسبته لابن أبي شيبة، وأحمد، وعبد بن حميد، والنسائي، وابن المنذر. تسيل إلى الشمال على حائط ثرير (سابقا) -ويقال له اليوم: السنوسية، وتسيل كذلك جنوبا على شعب عبد الله بن خالد، فسيلها جنوبا حرم، وسيلها على السنوسية حل، ولا تكاد ترى اليوم أنصاب الحرم على هذه الثنية، لأن هذا الطريق قد هجر، ويذهب اليوم إلى الجعرانة على طريق الطائف الذاهب إلى ثنية خلّ، وبعد ثنية خل بقليل يلتقي طريق الجعرانة بطريق الطائف الجديد.
وهذا المبحث ذكره الأزرقي 130/ 2 - 131.وكلاهما أهمل هنا طريقا آخر يدخل إلى مكة من الشمال، وهو الطريق الغربي القادم من المدينة، ووادي فاطمة، وهو من مداخل مكة التي كانت معروفة. وأنصاب الحرم في هذه الجهة على (ثنية ذات الحنظل) التي يسمّيها معظم الناس اليوم (رحا).وأنصاب الحرم لا زالت آثارها قائمة على رأس هذه الثنية، وقد سبق وصفنا لها. هذا وان لحدود الحرم مواضع سمّاها الفاكهي عند ذكره لأسماء المواضع التي اشتمل عليها الحرم بشقّيه الشامي واليماني، وهذه المواضع منها ما هو جبال ومنها ما هو ثنايا، ومنها ما هو ردهات، وغير ذلك، فجمعت هذه الأسماء، وسألت عنها أهل الخبرة، ووقفت على أعيانها، ورأيت عليها آثار أنصاب الحرم، ثم رأيت بعض القرارات الصادرة بشأن تحديد الحرم، وقد شاركت بعض اللجان أيضا في الوقوف على تلك الأعيان، مما تجمع عندي بسبب ذلك كله مادة غنية لكتابة بحث موسّع عن حدود الحرم المكي الشريف، وذكر أسماء مواضع الأنصاب، بأسمائها القديمة وأسمائها الحديثة، حيث جاء -ولله الحمد-كتابا فريدا في بابه سوف يصدر قريبا-إن شاء الله تعالى-.
(1)
سورة الفتح (24).