الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البيت دارا، ونكح حبى بنت حليل الخزاعي، فولدت له عبد الدار، وعبد مناف، وعبد العزي بن قصي، ثم قال: قال قصي لامرأته: قولي لأمك تدل بنيك على الحجر الأسود، فإنما هم يلون البيت، فلم تزل بها: يا أمّة دليني عليه فإنما هم بنوك، ولم تزل بها حتى قالت: فإني أفعل انهم حين خرجوا إلى اليمن سرقوه، فنزلوا منزلا وهو معهم، فبرك الجمل الذي عليه الحجر فضربوه، فقام، ثم ساروا فبرك، فضربوه، ثم ساروا الثالثة فقالوا: ما يبرك إلاّ من أجل الحجر، فدفنوه. وذلك في أسفل مكة وإني لأعرف حيث برك، فخرجوا بالحديد، وخرجوا بها، فأرتهم حيث برك أول الشأن، ولا شيء، ثم ان المكان الثاني، فلا شيء. ثم الثالث، فقالت: احفروا ههنا، فحفروا حتى أيسوا منه، ثم ضربوا فأصابوه فأخرجوه، فأتى به قصي فوضعه موضعه في الأرض، فكانوا يتمسحون به وهو في الأرض، حتى بنت قريش الكعبة
(1)
.
99 -
ثم روى الفاكهي بسنده عن أم سلمة أنها قالت: منزل الجمل الأول عند الجزارين، ثم دلّتهم على المنزل الثاني عند سوق البقر
(2)
.
ذكر
شيء من أخبار بني قصي بن كلاب،
وذكر الأحلاف والمطيّبين
100 -
حدّثنا عبد الملك بن محمد، عن زياد بن عبد الله، عن ابن اسحاق، قال: ثم إن بني عبد مناف، وعبد شمس، وهاشم، والمطلب
(1)
شفاء الغرام 73/ 2 - 83،74 وإنما ذكرناه لأن فيه زيادة على الخبر السابق.
(2)
المصدر السابق.
اختلفوا ثم إن بني عبد مناف أجمعوا على أن يأخذوا ما بأيدي بني عبد الدار بن قصي من الحجابة، والسقاية، والرفادة، فتفرقت عند ذلك قريش فكانت طائفة مع بني عبد مناف في رأيهم يرون أنهم أحقّ بذلك من بني عبد الدار.
وكانت طائفة مع بني عبد الدار لا يرون أن يغيّر عنهم ما كان قصي جعل إليهم.
فكان صاحب أمر بني عبد مناف عبد شمس بن عبد مناف، وذلك أنه أسن بني عبد مناف، وكان صاحب أمر بني عبد الدار عامر بن هاشم بن عبد مناف ابن عبد الدار وكان بنو أسد بن عبد العزى بن قصي، وبنو زهرة بن كلاب، وبنو تيم بن مرة بن كعب، وبنو الحارث بن فهر بن مالك بن النضر، مع بني عبد مناف. وكان بنو مخزوم بن يقظة بن مرة، وبنو سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب، وبنو جمح بن عمرو بن هصيص، وبنو عدي بن كعب مع بني عبد الدار. وخرجت عامر بن لؤي ومحارب بن فهر فلم يكونوا مع واحد من الفريقين فعقد كل قوم على أمرهم حلفا مؤكّدا على أن لا يتخاذلوا ولا يسلم بعضهم بعضا ما بل بحر صوفة، فأخرجت عاتكة بنت عبد المطلب طيبا فوضعته لأحلافهم، ثم غمس القوم فيه حين تعاقدوا وتعاهدوا، ثم مسحوا بها الكعبة فسمّوا: حلف المطيّبين
(1)
.
101 -
وحدّثنا الزبير بن أبي بكر، قال: حدّثني محمد بن فضالة، عن عبد الله بن زياد بن سمعان، قال: حدّثني ابن شهاب، قال: كانت السقاية في بني المطلب، وكانت الرئاسة في بني عبد مناف كلهم، وكانت الرفادة في بني أسد بن عبد العزى، واللواء والحجابة في بني عبد الدار، فجاءوا إلى سهم فحالفوهم، وقالوا لهم: إمنعونا من بني عبد مناف فلما رأت ذلك البيضاء التي يقال لها: أم حكيم بنت عبد المطلب، أخذت جفنة فملأتها خلوقا، ثم وضعتها
(1)
شفاء الغرام 79،76/ 2 - 80.
في الحجر. فقالت: من تطيّب بهذا الطيب فهو منّا. فتطيّب بنو عبد مناف، وأسد، وزهرة، وبنو تيم وبنو الحرث بن فهر، فسمّوا: المطيّبين. فلما سمعت بذلك بنو سهم نحروا جزورا، وقالوا: من أدخل يده في دمها فلعق منها فهو منّا، فأدخلت أيديها بنو سهم، وبنو عبد الدار، وبنو جمح، وبنو عدي، وبنو مخزوم، فلما فعلوا ذلك وقع الشر بينهم. فتراجعوا وقالوا: والله لئن اقتتلنا لتدخلن العرب علينا، فأقروهم على حالهم، فسمّي هؤلاء: المطيّبين، وهؤلاء الأحلاف، فقال أبو طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار:
أتاني أن عمرو بن هصيص
…
أقام وأنني لهم حليف
وأنهم إذا حدثوا لأمر
…
فلا نكل أكون ولا ضعيف
(1)
102 -
حدّثنا حسن بن الحسين الأزدي، قال: حدّثنا محمد بن حبيب، عن الكلبي، قال: ثم إن بني عبد مناف لما زاد شرفهم وكثرتهم، أرادوا أخذ البيت من بني عبد الدار، فأرسلوا إلى أبي طلحة، وهو عبد الله بن عبد العزى ابن عثمان بن عبد الدار: أن أرسل إلينا بمفتاح الكعبة، وكانت أم بني سهم عاطرة بنت زهرة، وأم عدي بن سعد هند بنت عبد الدار بن قصي، فعدادهم من بني عبد مناف، وذكر نحو حديث ابن شهاب، إلاّ أنه قال: لما غمسوا أيديهم قالوا: والله لا يسلم أحد منّا أحدا، وخلطوا نعالهم بفناء الكعبة، فسمّوا: الأحلاف، بخلطهم نعالهم، وتحالفهم في البيت.
ثم قال: وقال أبو طلحة عبد العزي بن عثمان بن عبد الدار شعرا ذكره، وهما البيتان في حديث ابن شهاب، فقال:
بنو سهم نحن نكفيهم
…
إن قاتلوا قتلنا
وإن رفدوا رفدنا
…
وإن فعلوا فعلنا
(2)
(1)
شفاء الغرام 82/ 2.
(2)
شفاء الغرام 80/ 2.
103 -
وحدّثنا عبد الله بن أبي سلمة، قال: حدّثنا ابراهيم بن المنذر، قال: حدّثنا عمر بن أبي بكر الموصلي، عن بني عدي بن كعب (؟) قال:
حدّثني الضحّاك بن عثمان الجرامي، قال: حدّثني ابن عروة بن الزبير عن أبيه عروة، عن ابن حكيم بن حزام، قال: لما حضر عبد الدار الموت جعل الندوة واللواء والرفادة إلى ابنه عثمان بن عبد الدار، فقال أمية بن عبد شمس لعثمان بن عبد الدار: لتخرج لي عن طيب نفس عن واحدة من هذه الثلاث، فأبى، فقال: إذا لا أدعك، فاستخرج عثمان بن عبد الدار قريشا، فقالت له بنو مخزوم وجمح وسهم وعدي: نحن معك، ويقع لك هذه الخصال، ونحالفك. قال: نعم، فتحالفوا، فمنعوها له
(1)
.
104 -
وحدّثني عبد الله بن أبي سلمة، قال: حدّثنا عبد الله بن يزيد، قال: حدّثني ابن لهيعة، قال: حدّثني محمد بن عبد الرحمن بن الأسود، قال: فذكر أنه لما توفي عبد بن قصي، وكان اللواء بيده، أخذه عبد الدار، لأنه أكبر إخوته، فحسده إخوته، فذهب مخالف بني مخزوم، وعدي
(2)
.
105 -
وحدّثني عبد الملك بن محمد، عن زياد بن عبد الله، عن ابن إسحاق، قال: ثم هلكت أعيان بني عبد مناف، فأقام عبد شمس بن عبد مناف على ما كان بيد عبد مناف، وكان أكبر ولده، فأقام أمر بني عبد مناف فلما انتشرت قريش سكّان مكة، قلت عليهم المياه، واشتدت عليهم المؤونة
(3)
.
(1)
شفاء الغرام 81/ 2 وفي سنده اضطراب شديد.
(2)
نفس المصدر.
(3)
شفاء الغرام 81/ 2 - 82.