الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر
المواضع التي دخلها رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأصحابه-رضي الله عنهم
والتابعين بعده بالقرب من مكة للحرب،
وغيرها وتفسير ذلك
فمنها: حنين
(1)
:وهو الذي ذكره الله-تعالى-في كتابه وذلك حين يقول الله-عز وجل: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً} الآية. ومنها: سبوحة
(2)
:وهي قرية منها.
وبحنين حائط كان هنالك فاشترته زبيدة، فأبطلت الحائط،وصرفت عينه إلى مكة في بركتها التي عملت بمكة
(3)
.
وكان مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين، أنه خرج يريد قتال هوزان، وكان يوما شديدا أعرى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الناس، وهو ثابت لم يبرح مكانه.
(1)
حنين: لا تعرف اليوم بهذا الاسم، بل تعرف اليوم ب (الشرائع العليا) وفيها اليوم أكثر من عين ماء جارية تسقى أكثر من بستان هناك، وفيها مدارس ومستوصف، وكانت غالب أرضها للأشراف، ثم انتقلت إلى ملك عبد الله بن سليمان، وهو وزير مالية الملك عبد العزيز رحمه الله ولا زالت بساتينها بيد ورثة ابن سليمان. وتبعد عن مكة حوالي (30) كم على طريق الطائف على السيل، وهذا الطريق يجعلها على يمينك، وأنت متوجّه إلى الطائف.
(2)
لا زالت تعرف بهذا الاسم إلى اليوم، وتبعد عن حنين حوالى (15) كم، وعن مكة أكثر من (40) كم، وهي قرية صغيرة فيها زراعة قليلة، يمرّ بها طريق: الزيمة مكة وتبعد عن الزيمة حوالي (2) كم.
(3)
أنظر تفاصيل ذلك فيما تقدم عن عين زبيدة. والملاحظ اليوم أن حوائط حنين عادت، وفيها النخل وغير النخل وتشرب من عيون هناك عذبة.
2897 -
فحدّثني محمد بن علي، قال: ثنا علي بن الحسن بن شقيق، قال: أنا ابن المبارك، قال: ثنا أبو بكر الهذلي، قال: سمعت عكرمة مولى ابن عبّاس، يقول: قال شيبة بن عثمان-رضي الله عنه-لما رأيت النبيّ صلى الله عليه وسلم أعرى يوم حنين، ذكرت أن أبي وعمي قتلهما عليّ وحمزة-رضي الله عنهما-فقلت: اليوم أدرك ثاري من محمد!! قال: فجئت عن يمينه فإذا العبّاس بن عبد المطلب-رضي الله عنه-قائم معه عليه درع بيضاء كأنّها الفضة، يتكشف عنها العجاج، فقلت: عمه، فجئت من خلفه، فدنوت منه، ودنوت منه حتى لم يبق إلا أن أسور سورة بالسيف
(1)
،إذ رفع لي شواظ من نار كأنها البرق، فخفت أن تمحشني
(2)
،فنكصت على عقبي القهقرى، قال: فالتفت إليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:«ما لك يا شيب؟ أدن، فدنوت، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدري. قال: فاستخرج الله-عز وجل -الشيطان من قلبي، فرفعت إليه بصري، وهو والله أحبّ إليّ من سمعي ومن بصري، ومن أبي وأمي. فقال: «يا شيب، قاتل الكفار» .ثم قال صلى الله عليه وسلم: «يا عبّاس اصرخ» فلم أر صرخة مثل صرخته، فقال: يا للمهاجرين من الذين بايعوا تحت الشجرة، ويا للأنصار الذين آووا ونصروا. قال: فأجابوا كلهم: لبّيك وسعديك. قال شيبة: فما شبّهت عطف
2897 - إسناده ضعيف جدا.
أبو بكر الهذلي: اخباري متروك الحديث. وشيخ المصنّف لم أعرفه. وشيبة، هو: ابن عثمان بن طلحة، أخو بني عبد الدار. أنظر الإصابة 157/ 2.
رواه الطبراني 184/ 6 من طريق: أبي بكر الهذلي، وأورده ابن هشام في السيرة 87/ 4 مختصرا، ورواه البيهقي في الدلائل 145/ 5 بإسناده إلى ابن المبارك، ورواه ابن عساكر بطوله في تاريخه (تهذيبه 350/ 6).
(1)
أي: أتناول رأسه.
(2)
أي: كادت أن تحرقني.
الأنصار على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا كعطفة البقر على أولادها، فبرك رسول الله صلى الله عليه وسلم [كأنّه]
(1)
في حرجة سلم. قال شيبة: فو الله لأنا لرماح الأنصار أخوف على رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكفّار، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم:«يا عبّاس ناولني من الحصباء» فأفقه الله-تعالى-البغلة كلامه/صلى الله عليه وسلم-فاختفضت به حتى كاد بطنها يمسّ الأرض، فتناول من الحصباء رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم نفحها في وجوههم، وقال:«شاهت الوجوه» فهزم الله-تعالى-القوم عند ذلك.
2898 -
حدّثنا محمد بن أبي عمر، قال: ثنا سفيان، عن الزهري، قال:
أخبرني كثير ابن العبّاس، عن أبيه-رضي الله عنه-بنحو من بعض هذا الحديث.
2899 -
حدّثنا عبد الله بن أبي سلمة-وسمعته منه-قال: ثنا يحيى بن المغيرة بن قزعة، ويحيى بن عبد الحميد الحمّاني، ومحمد بن معاوية، قالوا:
ثنا أيوب بن جابر، قال: حدّثني صدقة بن سعيد، عن مصعب بن شيبة،
2898 - إسناده صحيح.
رواه عبد الرزاق 379/ 5،وابن سعد 155/ 3،وأحمد 207/ 1،ومسلم 117،113/ 12،وابن هشام في السيرة 87/ 4،والبيهقي في الدلائل 137/ 5 كلهم من طريق: الزهري، به.
2899 -
إسناده ضعيف.
أيوب بن جابر: ضعيف.
رواه الطبراني 357/ 7،والبيهقي في الدلائل 146/ 5 كلاهما من طريق: أيوب بن جابر، به. وذكره الهيثمي في المجمع 183/ 6 وعزاه للطبراني، وقال: وفيه أيوب بن جابر، وهو ضعيف.
(1)
في الأصل (كانت).وحرجة: المكان الضيق، والسلم: الشجر. فكأنه صار في غابة من الشجر لكثرة ما حوله من رماح المسلمين.
عن أبيه شيبة بن عثمان-رضي الله عنه-قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين، والله ما أخرجني الإسلام، ولا معرفته، ولكن [أنفت]
(1)
أن تظهر هوزان على قريش، فقلت: وأنا واقف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لأرى خيلا بلقا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّه لا يراها إلا كافر» فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدري، ثم قال:«اللهم اهد شيبة» ثم ضرب الثانية، فقال:«اللهم اهد شيبة» فما رفع صلى الله عليه وسلم يده من صدري الثالثة حتى ما أحد من خلق الله -تعالى-أحبّ إليّ منه. قال: فالتقى الناس، وعمر-رضي الله عنه-آخذ باللجام، والعبّاس-رضي الله عنه-آخذ ثفر
(2)
دابّته، فانهزم المسلمون، فنادى العبّاس-رضي الله عنه-بصوت له عال: أين المهاجرون الأولون؟ أين أصحاب سورة البقرة؟ قال: والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:
«أنا النبيّ لا كذب
…
أنا ابن عبد المطّلب»
قال فعطف المسلمون عليه صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«الآن حمي الوطيس، وهزم الله المشركين» .
2900 -
وحدّثنا ابن أبي عمر، وسعيد بن عبد الرحمن-يزيد أحدهما على صاحبه-قالا: ثنا سفيان، عن محمد بن عجلان، وعمرو بن دينار، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه-يزيد أحدهما على صاحبه-قال: لما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم من حنين، قال سعيد: فكان بسبوحة-قالا جميعا:
2900 - إسناده صحيح.
رواه أحمد 84/ 2 من طريق: محمد بن إسحاق، عن عمرو بن شعيب، به.
(1)
في الأصل (أحببت) وهو تحريف أصلحته من المرجعين السابقين.
(2)
الثفر: السير الذي في مؤخر السرج. اللسان 105/ 4.
فسأله الناس ورهفوه، فحاصت به ناقته، فأخذت شجرة بردائه صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«ردّوا عليّ ردائي، أتخافون عليّ البخل، فو الله لو أفاء الله عليكم مثل سلم تهامة نعما لقسمتها بينكم، ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذّابا ولا جبانا» ،فلما كان عند مقسم الخمس، قام إليه رجل يستحلّه مخيطا أو خياطا، فقال صلى الله عليه وسلم: ردّ الخياط والمخيط،فإن الغلول عار ونار وشنار على أهله يوم القيامة».ثم رفع صلى الله عليه وسلم وبرة من ذروة سنام بعير، فقال صلى الله عليه وسلم:«ما لي فيما أفاء الله عليكم ولا مثل هذه إلاّ الخمس، والخمس مردود فيكم» .
وقال سعيد: عليكم.
2901 -
حدّثني علي بن سهل بن المغيرة، قال: ثنا محمد بن الصباح القطيعي، قال: ثنا الوليد بن أبي ثور، عن السدّي، عن عباد بن أبي يزيد، عن علي-رضي الله عنه-قال: كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم بمكّة فخرجنا في بعض نواحيها خارجا من مكة بين الجبال والضراب، فلم نمرّ/بجبل ولا شجر إلا قال: السلام عليكم يا رسول الله.
2902 -
وحدّثني الربعي عبد الله بن شبيب، قال: ثنا ابن أبي أويس، قال: حدّثني مسلم بن خالد، عن داود بن عبد الرحمن، عن منصور بن عبد الرحمن الحجبي، عن صفية بنت شيبة، عن برّة بنت أبي تجراه، قالت: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج لحاجته أبعد حتى لا يراه
2901 - إسناده ضعيف.
الوليد بن عبد الله بن أبي ثور: ضعيف. التقريب 333/ 2.
رواه الترمذي 111/ 13 من طريق: الوليد بن عبد الله، به.
2902 -
إسناده ضعيف.
رواه ابن سعد 246/ 8 من طريق: الواقدي، بإسناده إلى منصور الحجبي.
أحد، يفضي صلى الله عليه وسلم إلى الشعاب وبطون الأودية، فلا يمر بحجر ولا شجر إلا قال: السلام عليكم يا رسول الله.
والحبشيّ
(1)
:جبل بأسفل مكة على بريد منها دون الطلوب، وطريقه من الزربانية، وفيه مات عبد الرحمن بن أبي بكر-رضي الله عنه.
2903 -
فحدّثنا محمد بن صالح أبو بكر، قال: ثنا أبو نعيم، قال: ثنا عبد الله بن عمرو بن علقمة الكناني، عن ابن أبي مليكة، قال: توفّى عبد الرحمن بن أبي بكر-رضي الله عنهما بالحبشي-جبل بأسفل مكة- فقدمت عائشة-رضي الله عنها-فقالت: دلّوني على قبر أخي-فأتته، ودعت له. [وقالت]:
وكنّا كندماني جذيمة حقبة
…
من الدهر حتى قيل لن يتصدّعا
فلما تفرّقنا كأني ومالكا
…
لطول اجتماع لم نبت ليلة معا
لو شهدتك ما بكيت عليك، ولو حضرتك دفنتك حيث مت.
حذيذن
(2)
:جبلان خارجان عن مكة، بأسفلها، لكل واحد منهما طرف يشرف أحدهما على الآخر.
سيحين
(3)
:جبلان فيما هنالك أيضا يتناظران.
2903 - أنظر الخبر (2513).
(1)
تقدم التعريف به. ويسمّى اليوم (جبل الراقد) ويبعد عن مكة (13) كم جنوبا. أنظر أودية مكة للأستاذ البلادي ص:101.
والطلوب تقدم التعريف به، والزربانية لم أعرفها.
(2)
كذا في الأصل، ولم أعرفه، ولعل اللفظة مصحفة عن (حزيزان). وانظر معجم ياقوت 256/ 2 - 257 فقد ذكر عدة مواضع بهذا الاسم، لكنه لم يذكر الموضع القريب من مكة.
(3)
كذا في الأصل، ولم أعرفه أيضا.
شامة وطفيل
(1)
:جبلان خارجان عن مكة على نحو من ثلاثين ميلا من مكة.
وأما لبن
(2)
:فهو لبن في طرف أضاءة لبن، الأضاة: هي الأرض.
ولبن: هو الجبل، والاضاءة من أسفله وأعلاه، وهو جبل طويل له رأسان، وعنده اضاءة بني غفار
(3)
،واضاءة بني غفار هذه في طريق اليمن.
ويقال إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أتاها وكان بها.
2904 -
حدّثنا عبد الجبّار بن العلاء، قال: ثنا غندر محمد بن جعفر، عن شعبة عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن أبيّ بن كعب-رضي الله عنه
2904 - إسناده صحيح.
رواه ابن أبي شيبة 516/ 10،وأحمد 128/ 5،ومسلم 103/ 6،وأبو داود 102/ 2،والطبري 17/ 1 كلهم من طريق: ابن أبي ليلى، به.
(1)
شامة وطفيل: جبلان مشهوران، يبعدان عن مكة حوالي (90) كم في جنوبها الغربي، ويمر سيل وادي البيضاء شمالها، وجنوبها وادي يلملم، ويقعان اليوم في ديار الجحادلة من بني شعبة من بني كنانة، فهي ديارهم قديما وحديثا، وهذان الجبلان يشرفان غربا على خبت مجيرمة الذي يمتد إلى البحر، وإذا وقفت بسفح احدهما من الغرب ترى السفن في البحر. أفاده الأستاذ البلادي في معالم مكة التاريخية ص:143.
(2)
(لبن) على اسم اللبن الذي يرضع ويشرب، وبعض العرب يسمّي الجبل الذي يميل لونه إلى البياض (لبن) والذي يميل إلى السواد (أظلم) و (غراب).وهذا الجبل يسمّيه بعضهم اليوم (لبين) بالتصغير، يقع على طريق اليمن القديم قريبا من (البيبان)،وقد وصفه الأستاذ البلادي في معجم معالم الحجاز 348/ 7 فقال (سلسلة جبلية قليلة الارتفاع جنوب غربي مكة على (6) كم من المسفلة، ثم تمتد إلى الجنوب يسمّى أولها (لبين الأصغر) وآخرها (لبين الأكبر) على بعد (10) كم من المسفلة يضرب لونها إلى الشهبة، ويسمّى مجموعها اللبينات، يحف بها من الجنوب سيل عرنة، ومن الشرق درب اليمن القديم، وبسفحها من الشرق بئر السبحي) اهـ.قلت: وهذا الجبل يشرف على أرض بجنبه مدرة طينية يقال لها اليوم (العكيشية) كانت مجتمعا لسيول مكة. والعكيشية، هي:(أضاة لبن) التي يتحدث عنها الفاكهي.
(3)
هكذا قال الفاكهي، ويظهر أن الأضاءة التي عند سرف هي (أضاءة بني نفار) بالنون، والتي في طريق اليمن (أضاءة بني غفار) هذا ما يفهم من قول الفاكهي والله أعلم.
قال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل عليه الصلاة والسلام وهو بأضاءة بني غفار، فقال: يا محمد إن ربّك يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف. فقلت:
أسأل الله المعافاة. قال: فإنه يأمرك أن تقرأه على حرفين. قلت: المعافاة
(1)
.
قال: فإنه يأمرك أن تقرأه على ثلاثة أحرف. فقال: أسأل الله المعافاة. قال:
فإنه يأمرك أن تقرأه على سبعة أحرف، كلّها شاف كاف.
ومن المواضع التي كان بها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج إلى الطائف:
نخلة اليمانية
(2)
:نزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ذاهب يريد الطائف، وبها أتاه صلى الله عليه وسلم الجن يستمعون القرآن.
2905 -
حدّثنا ابن أبي عمر، قال: ثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، قال: قال الزبير بن العوام-رضي الله عنهما: {وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ}
(3)
قال: بنخلة، والنبيّ /صلى الله عليه وسلم في صلاة العشاء، نفر كادوا يكونون عليه لبدا.
ومنها: مرّ الظهران
(4)
:نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في الموضع الذي فيه.
2905 - إسناده منقطع.
عكرمة لم يسمع من الزبير-رضي الله عنه.
رواه أحمد 167/ 1 من طريق: سفيان، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 44/ 6 وعزاه لأحمد وابن أبي حاتم وابن مردويه.
(1)
كذا في الأصل.
(2)
لا زالت معروفة إلاّ أنهم يطلقون عليها اليوم (اليمانية) بحذف (نخلة) ويمرّ بها طريق الطائف (السيل) وتجدها على يسارك، فيها زراعة حديثة. وأصل (نخلة اليمانية) واد رأسه من البوباة (البهيتة) اليوم، عند بلدة قرن المنازل (السيل الكبير) اليوم، إلى قرية الزيمة.
وتبعد عن مكة حوالي (50) كم، وتصب فيها مياه جبل الهدأة، هدأة الطائف، ويفصل بين نخلة اليمانية ونخلة الشامية جبل طويل يقال له (داءة).
(3)
الآية (29) من سورة الأحقاف.
(4)
مرّ الظهران، واد مشهور من أودية الحجاز، غزير المياه كثير الزراعة، وتطلق عليه اليوم عدة
2906 -
حدّثنا سلمة بن شبيب، قال: ثنا عثمان بن عمر، قال: ثنا يونس ابن يزيد الأيلي، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما-قال: كنّا مع النبي صلى الله عليه وسلم بمرّ الظهران نجتني الكباث، فقال صلى الله عليه وسلم:«عليكم بالأسود منه فإنه أطيبه» .قال: قلنا: وكنت ترعى الغنم؟ قال صلى الله عليه وسلم: «وهل من نبي إلا وقد رعاها» .
ومنها: ليّة
(1)
:من ناحية الطائف.
2907 -
حدّثنا يعقوب بن حميد، قال: ثنا عبد الله بن الحارث المخزومي، عن محمد بن عبد الله بن إنسان الثقفي، عن أبيه، عن عروة بن الزبير، عن أبيه الزبير بن العوام-رضي الله عنه-قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من ليّة حتى إذا كنا عند السدرة وقف النبي صلى الله عليه وسلم في طرف القرن الأسود حذوها، واستقبل الناس ببصره، ووقف حتى اتفق الناس كلّهم، ثم قال:
2906 - إسناده صحيح.
رواه أحمد 326/ 3،والبخاري 575/ 9،ومسلم 5/ 14،والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف 398/ 2)،والبيهقي في الدلائل 29/ 5 كلهم من طريق: الزهري، به.
والكباث: ثمر الأراك الناضج. لسان العرب 178/ 2.
2907 -
إسناده حسن.
رواه أحمد 165/ 1،وأبو داود 290/ 2 كلاهما من طريق: عبد الله بن الحارث، به. تسميات بحسب مواضعه وأشهر أسمائه (وادي فاطمة) والموضع الذي يشير إليه الفاكهي أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه هو ما يعرف اليوم ب (الجموم) وتبعد عن مكة حوالي (22) كم.
(1)
ليّة: لا يزال يعرف بهذا الاسم إلى اليوم، وهو واد كبير من أودية الطائف، له روافد كثيرة، وهو إلى جنوب الطائف بحوالي (15) كم، ويشتهر منذ القدم بجودة رمّانه وخيراته، ومن الآثار التاريخية في هذا الوادي حصن مالك بن عوف قائد هوازن يوم حنين، وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بهدمه عندما مرّ بهذا الوادي، ولا زال هذا الحصن معروفا وآثاره قائمة. وانظر تفاصيل وادي ليّة في معجم معالم الحجاز للأستاذ البلادي 272/ 7 - 273.
«إنّ صيد وجّ
(1)
وعضاه حرام محرم».وذلك قبل نزوله صلى الله عليه وسلم الطائف، وحصاره ثقيفا.
2908 -
حدّثنا عبد الجبّار بن العلاء، قال: ثنا بشر بن السرى، قال: ثنا نافع بن عمر، عن أميّة بن صفوان، عن أبي بكر بن أبي زهير الثقفي، عن أبيه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعماة
(2)
أو بالنباوة من الطائف، فقال:
«توشكون أن تعلموا أهل الجنّة من أهل النار، أو خياركم من شراركم» ولا أعلمه إلا قال: «أهل الجنّة من أهل النار» قالوا: بماذا يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: «بالثناء الحسن، والثناء السيئ، أنتم شهداء بعضكم على بعض» .
ومنها: قرن المنازل
(3)
:وهو وقت من الأوقات التي وقّت رسول الله صلى الله عليه وسلم. يقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحرم منها حين أقبل من الطائف بعمرة.
2908 - إسناده صحيح.
رواه ابن أبي شيبة 510/ 14،وأحمد 466/ 6،وابن ماجه 1411/ 2 بأسانيدهم إلى نافع بن عمر الجمحي، به. وانظر الإصابة 77/ 4.
(1)
وجّ: واد من أودية الطائف المشهورة، يسمّى أعلاه المخاضة، ووسطه: المثناة، وأسفله: العرج. ومن مشهور قراه القديمة: الوهط.أنظر تفاصيل مسار هذا الوادي وغيره في معجم معالم الحجاز للأستاذ البلادي 121/ 9.
ومعنى قوله (وعضاه):هو الشجر البري الذي له شوك.
(2)
العماة: لم أقف عليها. وأما النباوة: فقد نقل الأستاذ البلادي عن ياقوت قوله: موضع بالطائف، ولم يزد على ذلك، إلاّ أنه أشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب في ذلك الموضع. واستنبط ياقوت أن من معنى النباوة: الارتفاع، فالنباوة والنبوة: هي الأرض المرتفعة. قال الأستاذ البلادي: من نصوص أخرى أن مسجده صلى الله عليه وسلم أيام حصار الطائف هو نفس الموضع الذي اتخذه عبد الله بن عبّاس-رضي الله عنه-وهو ما يعرف اليوم ب (مسجد ابن عبّاس) وهو في نبوة من أرض الطائف، فلعل تلك النبوة هي المقصودة اهـ.أنظر معجم معالم الحجاز 17/ 9.
(3)
قرن المنازل: يعرف اليوم ب (السيل الكبير) وقد أقيم فيها مسجد كبير يحرم منه من أتى على هذا الطريق طريق الطائف، من أهل نجد وغيرهم، وتبعد عن مكة (80) كم وعن الطائف (53) كم.
وانظر تفاصيل بعض أخبارها وموقعها عند الأستاذ البلادي في معجم معالم الحجاز 266/ 4 - 268.
2909 -
حدّثنا أبو بشر بكر بن خلف، قال: ثنا خالد بن الحارث، عن أشعث، عن الحسن، قال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أقبل من الطائف، أهلّ من قرن.
دجناوين
(1)
:قريب من الطائف إحداهما على محجّة الطائف، وهي السفلى، والعليا مرتفعة عن يمين الذاهب معارضة في المغرب، بينهما أميال.
ودجنا هذه: طيبة، موضعها عذيّ، طيّب الهواء.
ويقال-والله أعلم-:إن الله-تبارك وتعالى-مسح ظهر آدم عليه الصلاة والسلام بدجنا.
2910 -
حدّثنا محمد بن أبي عمر، وغيره، قالوا: ثنا سفيان، عن عطاء السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس-رضي الله عنهما {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ}
(2)
قال: مسح ظهره بدجنا.
وقالوا: بل مسح ظهره بنعمان.
2909 - إسناده مرسل.
وأشعث يحتمل أن يكون: ابن جار الحدّاني، ويحتمل أن يكون: أشعث بن عبد الملك، فكلاهما بصري يروي عنهما خالد بن الحارث، وكلاهما يروي عن الحسن، والأول: صدوق، والثاني: ثقة فقيه.
2910 -
إسناده حسن.
رواه ابن جرير في التفسير 111/ 9 من طرق مختلفة عن ابن عبّاس-رضي الله عنه.
(1)
هكذا في الأصل، بإعجام الجيم، وسمّاها بعضهم (تجنى).إلاّ أن ابن اسحاق سمّاها في السيرة 130/ 4 (دحنا) بإهمال الحاء، وهكذا سمّاها غيره، ورجح ذلك الأستاذ البلادي في معجم معالم الحجاز 211/ 3 - 213،وكان وقف عليها وسأل أهلها عن حقيقة اسمها فأخبروه أنها (دحنا) بالإهمال. ثم وصفها فقال: واد يصب في قرن من الشرق، شمال رحاب ب (2) كم، بينهما قرية (ريحة)،فيها اليوم زراعة بسيطة على بئر ضخ لأحد الأشراف ذوي زيد العبادلة. اهـ.ثم ذكر أنها أرض طيبة الهواء تبعد عن الطائف (24) كم شمالا.
وأما رواية إعجام الجيم فقد نقلها البلدانيون عن الفاكهي هكذا. ولم يتعرض البلدانيون لذكر (دحنا) الأخرى، والله أعلم.
(2)
سورة الأعراف (72).
2911 -
حدّثنا ابن أبي عمر، قال: ثنا سفيان، عن ابن جريج، عن كلثوم بن جبر، عن سعيد بن جبير، قالوا: مسح ظهره بنعمان السحاب.
2912 -
وحدّثني أحمد بن سليمان، قال: ثنا زيد بن المبارك، قال: ثنا أبو 540 ب/ثور، عن ابن جريج،/قال: أخبرني خالد بن أبي عثمان، أن كلثوم جبر أخبره، أن سعيد بن جبير أخبره بمثل ذلك.
وفيما هنالك موضع يقال له: علي
(1)
:ماء كثير، وفيه شعب يؤتى منه ومما ناحاه بحصباء المسجد الحرام.
الوتير
(2)
:ماء بأسفل مكة في الشرق عن يمين ملكان على ستة أميال منها، وهو ماء قديم لخزاعة، وعليه قتل الخزاعيون، قتلهم بنو بكر في المهادنة التي كانت [بين]
(3)
النبي صلى الله عليه وسلم وبين قريش.
2913 -
فحدّثني أبو زرعة الجرجاني، قال: ثنا سعيد بن يحيى بن سعيد
2911 - إسناده حسن.
رواه ابن جرير 111/ 9 - 112 من طريق: كلثوم بن جبر، به. و (نعمان السحاب) هو: وادي نعمان المشهور تقدم التعريف به. وقيل: انما سمي نعمان السحاب باسم الجبل الذي عليه السحاب دوما، وهو سلسلة جبال الطائف التي يسيل منها وادي نعمان.
2912 -
إسناده حسن.
2913 -
إسناده منقطع.
رواه ابن هشام في السيرة 31/ 4.
(1)
تقدم التعريف به عند ذكر تحصيب المسجد.
(2)
يعرف اليوم ب (الوتائر)،وهما شعبان جنوب غربي مكة بطرف حدود الحرم يصبّان في (العكيشية) من الغرب تأتي من سود حميّ، ثم يذهب ماؤها إلى عرنة وهي في ديار خزاعة، وتبعد عن مكة (16) كم. أفاده الأستاذ البلادي في معجم معالم الحجاز 120/ 9،ويرى الشريف شاكر بن هزاع العبدلي قائم مقام مكة المكرمة أن الوتير هو غير هذا، وهو عبارة عن آبار ماء خلف ملكان عندها جبل اسمه الوتير وباسم الجبل سمّي الماء، ولا زالت آباره موجودة. والله أعلم.
(3)
سقطت من الأصل.
الأموي، قال: حدّثني أبي، قال: ثنا محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، وغيره قالوا: ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم أقام بالمدينة، وأقامت قريش على الوفاء سنة وبعض أخرى، ثم إن بني بكر غدوا على خزاعة بماء لهم بأسفل مكة، يقال له: الوتير، فأصابوا منهم رجالا.
2914 -
فحدّثني أبو مالك بن أبي فارة الخزاعي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه الوليد، عن جدّه عبد الله بن مسعود، عن خالد بن عبد العزيز، قال:
إنّ المستنصر مستنصر خزاعة، خرج حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكى إليه ما صنع بهم، فقدم عليه وهو يقول:
اللهمّ إنّي ناشد محمدا
…
حلف أبينا وأبيه الأتلدا
أنّا ولدناك فكنت ولدا
…
ثمّت أسلمنا فلم ننزع يدا
فأنصر هداك الله نصرا أيّدا
…
وادعوا عباد الله يأتوا مددا
فيهم رسول الله قد تجرّدا
…
إن قريشا أخلفتك الموعدا
ونقضوا ميثاقك الموكدا
…
[وجعلوا لي في كداء رصّدا]
(1)
وبيّتونا بالوتير هجّدا
…
قتّلونا ركّعا وسجّدا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم حين أنشده: «لا نصرت إن لم أنصركم» ثم سار صلى الله عليه وسلم من المدينة نحو مكة يريد نصر خزاعة حتى كان ببطن مرّ، ثم رأى صلى الله عليه وسلم
2914 - لم أقف على رجال أسناده.
رواه الواقدي في مغازي 389/ 2،وابن هشام 36/ 4،وابن أبي شيبة 382/ 14، والطبري في التاريخ 111/ 3 - 114،والبلاذري في أنساب الأشراف 353/ 1 - 354، وذكره الهيثمي في المجمع 162/ 6 - 163 وعزاه للطبراني في الصغير والكبير، والبزار في مسنده. وذكره الصالحي في سبل الهدى والرشاد 307/ 5 - 308.
(1)
سقطت من الأصل وألحقتها من سيرة ابن هشام.
السحاب يخرج في السماء، فقال:«إنّ السحاب لتنتصر بنصر بني كعب غدا» .فقال له رجل من بني عدي: مع بني كعب؟،فقال: ترب نحرك، وهل عديّ إلا كعب، وهل كعب إلا عدي؟
فقال: فكان أول رجل قتل يوم دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة في نصر خزاعة ذلك الرجل العدوى. قال: وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم-ترب نحرك.
الصفاح
(1)
:من وراء جبال عرفة، بينها وبين مكة عشرة أميال، وكان الناس يلتقون هنالك عند دخولهم بالحجّ والعمرة.
2915 -
حدّثني أبو زرعة الجرجاني، قال: ثنا سعيد بن يحيى الأموي، قال: ثنا الأثرم، عن أبي عبيدة، قال: حدّثني أبو عمرو بن العلاء، قال:
نفى ابن محمية بن عبد الدئل زهير بن ربيعة أبا خراش بالصفاح، فقال زهير: إنّني حرام، وقد جئت معتمرا! فقال: لا. قلت
(2)
:معتمرا. فقتله ثم ندم، فقال:
اللهم إنّ العامريّ المعتمر
…
لم آت فيه عذرة لمعتذر
[فقال]
(3)
ابن عبس وهو السويعري احد بني سعد بن ليث في كلمته:
تركنا ثاويا يرقوا صداه
…
وكانوا بالعويل وبالصفاح
وابن محمية بن عبيد
…
فأعجله التوسّد بالبطاح
2915 - أبو عبيدة، هو: معمر بن المثنى. وابن محمية لم أعرفه.
(1)
الصفاح: هي تلك الأرض الواسعة السهلة التي يمشي فيها الخارج من مكة على ثنية خلّ، بعد أعلام
الحرم هناك وهي من أطراف المغمّس، والواقف وسط تلك الأرض إذا، نظر أمامه يرى لبنين، ويمينه جبل كبكب، وخلفه جبل الطارقي.
(2)
كذا في الأصل.
(3)
سقطت من الأصل، ويقتضيها السياق، ولم أعرف ابن عبس هذا.
/ورد عليه عبد الله بن ثور البكّائي:
ألا هل جاء أبا حسان أنا
…
ثأرناه بأطراف الرماح
فإما تقتلوه فإنّ هاما
…
بمجتمع الغوائل فالصفاح
2916 -
وحدّثني محمد بن سليمان، قال: ثنا ابن نمير، عن الأعمش، عن ابن ظبيان، عن جرير، قال: نزلت الصفاح، فإذا رجل نائم في ظلّ شجرة، قد أدركته الشمس، فأمرت الغلام فظلّل عليه بالنطع، فلما استيقظ إذا هو سلمان بن الفارسي-رضي الله عنه-فحيّاني وحييته، ثم قال: يا جرير إنّه من تواضع لله-تعالى-في الدنيا رفعه الله في الآخرة، يا جرير لو التمست في الجنة مثل هذا-وأخذ عودا من الأرض بين إصبعيه-لم تجده.
قال: قلت: يا أبا عبد الله فأين النخل والشجر؟ قال: أصولها ذهب ولؤلؤ، وأعلاها ثمر.
وقال الحارث بن خالد يذكر الصّفاح:
ألمم بحور بالصّفاح حسان
…
هيّجن منك روادع الأحزان
(1)
شعب آل محرّق
(2)
:مما يلي طريق جدّة، وفيها يقول بعض الشعراء:
يا قبر بين بيوت آل محرّق
…
جادت عليه رواعد وبروق
هل تنفعنّك ذمّة مرعيّة
…
فيها أداء أمانة وحقوق
2916 - إسناده حسن.
ابن ظبيان، هو: حصين بن جندب. وجرير، هو: ابن عبد الله البجلي.
رواه أبو نعيم في الحلية 202/ 1 من طريق: الأعمش، به. وذكره الذهبي في السير 548/ 1 من طريق: عبد العزيز بن رفيع، عن أبي ظبيان، به.
(1)
لم أجده في ديوان الحارث الذي جمعه الدكتور يحيى الجبوري.
(2)
لم أعرفه إلاّ أن الأستاذ البلادي ذكر في معجم معالم الحجاز 40/ 8 أن هناك واديا صغيرا قرب أم السلم، في ضواحي جدة الشرقية على قرابة (18) كم، فلعلّه هو. والله أعلم.