الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر
حدود مخاليف مكة ومنتهاها وتفسير ذلك
وأعمال مكة ومخاليفها
(1)
كثيرة، ولها أسماء نقصر عن ذكرها لاختصار الكتاب، ولكنّا نذكر منتهى حدودها التي تنتهي إليه. فآخر أعمالها ممّا يلي طريق المدينة الشريفة موضع يقال له: جنابذ ابن صيفي
(2)
:فيما بين عسفان ومرّ، وذلك على يوم وبعض يوم.
وآخر أعمالها ممّا يلي طريق الجادة، في طريق العراق: الغمير
(3)
وهو قريب من ذات عرق، وذلك على يوم وبعض يوم.
وآخر أعمالها ممّا يلي اليمن في طريق تهامة اليوم موضع يقال له:
ضنكان
(4)
:وذلك على عشرة أيام من مكة.
(1)
المخاليف: واحدها (مخلاف) ويراد بها هنا البلدان والمناطق التابعة لأمير مكة، فينالها سلطانه، ويبلغها حكمه.
(2)
لم يذكرها ياقوت، ولا الأستاذ البلادي، إنما ذكر الحربي في المناسك ص:464،فقال: ومن عسفان إلى جنابذ بني-كذا-صيفي تسعة عشر ميلا، وقبل ذلك بميل بئر ابن ضبيع، وقبله بئر القرشي. ثم قال: ومن الجنابذ إلى مرّ (يعني: مر الظهران) أربعة أميال، وبعد الجنابذ بميل خشونة وصعوبة، وطريق ضيق بين الجبلين يقال انه الموضع الذي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم العبّاس أن يحبس أبا سفيان حتى تمر به الجيوش أهـ.قلت: والمراد بالجنابذ هي القباب التي أقيمت على سقايات لابن صيفي في هذا الموضع، فاشتهرت به. وصيفي المشار إليه، هو الذي يقال له: أبا السائب بن عبد الله ابن عمر بن مخزوم، وله أكثر من ولد. أنظر نسب قريش لمصعب ص:333 وجمهرة ابن الكلبي 128/ 1.
(3)
المراد ب (الجادّة) طريق الحاج العراقي المعروفة ب (المنقّى) الذي هو: درب زبيدة. وذات عرق: تبعد عن مكة حوالي (100) كم وتسمّى اليوم (الضريبة) وهي مهجورة. وأما الغمير فهو أحد الأودية التي تصب في نخلة الشامية، وقد ذكره الحربي في المناسك ص:351 - 352 فذكر أن من ذات عرق إلى الغمير: سبعة أميال، ومن الغمير إلى قبر أبي رغال ميلان. ثم قال: وبالغمير: عين جارية وبركة يجتمع فيها ماء العين، وحوانيت كثيرة خراب. ثم ذكر كلاما آخر بما حول الغمير. وأما الأستاذ البلادي فرجّح أن اسم الغمير حوّل اليوم إلى اسم (الباثة) -معجم معالم الحجاز 171/ 1.
(4)
ضنكان: قال ياقوت 464/ 3:واد في أسافل السراة يصبّ إلى البحر، وهو من مخاليف اليمن.
وقد كان آخر أعمالها فيما مضى: بلادعكّ
(1)
داخلا في اليمن إلى قريب من عدن.
وآخر أعمالها ممّا يلي اليمن في طريق البحر، وطريق صنعاء موضع يقال له: نجران
(2)
،فهو آخر مخاليفها وأبعده من مكة. ونجران على عشرين يوما من مكة، وهي أرض طيبة عذبة، وقد كان بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم صلح، ثم كان بينهم وبين عمر بن الخطّاب-رضي الله عنه-صلح بعد ذلك.
2917 -
حدّثنا أبو بشر بكر بن خلف، قال: ثنا صفوان بن عيسى، عن محمد بن عمارة، عن أبي بكر بن حزم، قال: كان في كتاب جدّي الذي كتبه له رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعثه إلى نجران «أن لا يمسّ القرآن إلا طاهرا» .
2918 -
حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، قال: في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم لأهل نجران: «لهم جوار الله -تعالى-وذمّة محمّد صلى الله عليه وسلم، ما نصحوا وأصلحوا/وعليهم ألفا حلّة من حلل الأوراق شهد أبو سفيان بن حرب، والأقرع ابن حابس-رضي الله عنهما» .
2917 - إسناده مرسل.
محمد بن عمارة بن عمرو بن حزم. وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم. رواه الدارقطني 121/ 1 من طريق: محمد بن عمارة، به.
2918 -
إسناده مرسل.
رواه البيهقي في الدلائل 385/ 5 - 386.
(1)
قال ياقوت 142/ 4:اسم قبيلة يضاف إليه مخلاف باليمن.
(2)
موضع مشهور.
2919 -
حدّثنا عبد الله بن هاشم الطوسي، قال: ثنا وكيع، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، قال: كان أهل نجران قد بلغوا سبعين ألفا، وكان عمر-رضي الله عنه-يخافهم أن يميلوا على المسلمين، فتحاسدوا بينهم، فجاءوا إلى عمر-رضي الله عنه-فقالوا: إنّا قد تحاسدنا بيننا، فأجلنا. قال: وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد كتب لهم كتابا: أن لا تجلوا، فاغتنمها عمر-رضي الله عنه-فأجلاهم، فلما أجلاهم ندموا، فجاءوا عمر-رضي الله عنه-فقالوا: أقلنا فأبى أن يقيلهم، فلما قام عليّ رضي الله عنه-أتوه فقالوا: إنا بحطك بيمينك بلسانك الا أقلتنا، فقال: عليّ رضي الله عنه:ويحكم إنّ عمر-رضي الله عنه-كان رشيد الأمر.
قال سالم: فكانوا يرون أنّ عليا-رضي الله عنه-لو كان طاعنا على عمر-رضي الله عنه-في شيء من أمره طعن عليه في أمر أهل نجران.
2920 -
وحدّثني بعض الأشراف من أهل مكة قال: كنّا في بيت بنجران فرأيت مكتوبا فيه:
أحقّ حقّ بالحبّ وأولى به
…
من بين حقّ بين آل الزبير
ففخّ فالأكناف من ذي طوى
…
فبئر ميمون إلى قصر ثور
2919 - إسناده منقطع.
سالم بن أبي الجعد لم يدرك عمر-رضي الله عنه-تهذيب الكمال 459/ 1.
رواه البلاذري في فتوح البلدان ص:90 من طريق: وكيع ابن الجرّاح، به. وذكره ابن الأثير في الكامل 200/ 2 - 201 بنحوه.
2920 -
لم أقف على اسم الشاعر الحجازي هذا، ولا شعره.
والله سبحانه وتعالى أعلم، والحمد لله في الأولى والآخرة، وصلّى الله على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
سوف لا أندم مستنصرا
…
أقول من حد خروجي وسيري
حليف نجران وسكّانها
…
لا أخلف الله عليهم بخير
قال الذي حدثني بهذا: والشعر للحجازي، وهو رجل من شعراء أهل مكة-والله أعلم
(1)
.
تمّ الجزء الثاني وبتمامه تمّ جميع كتاب
«أخبار مكة في قديم الدّهر وحديثه»
للإمام: أبي عبد الله محمد بن إسحق بن العبّاس الفاكهي المكّي
-رحمة الله عليه-
في يوم الإثنين التاسع والعشرين من شهر شوال،
أحد شهور سبع وسبعين وثماني مائة-بمكة المشرفة.
والحمد لله وحده، وصلّى الله على سيّدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
فحسبنا الله ونعم الوكيل.
(1)
كذا في آخر النسخة، وبهذا انتهى تحقيق كتاب «أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه» للإمام الفاكهي، ويليه-إن شاء الله-الملحق رقم (1) وهو ما عثرنا عليه من القسم الأول (الضائع) من هذا الكتاب. والحمد لله رب العالمين.