الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخصلة الأولى: الإسلام والهجرة، أو إلى الإسلام دون الهجرة، ويكونون كأعراب المسلمين.
الخصلة الثانية: فإن أبوا الإسلام دعاهم إلى بذل الجزية.
الخصلة الثالثة: فإن امتنعوا عن ذلك كله استعان باللَّه وقاتلهم (1).
المثال الثالث: في الصلاة:
ومن تربيته لأصحابه صلى الله عليه وسلم على الأناة وعدم العجلة قوله: ((إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تَسْعون، وأتوها تمشون، وعليكم السكينة فما أدركْتُمْ فصلّوا، وما فاتكم فأتموا)) (2).
وقوله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني قد خرجت)) (3).
ولِسُمُوِّ الأناة أحبها اللَّه عز وجل، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم للأشج:((إن فيك خصلتين يحبهما اللَّه: الحلم، والأناة)) (4).
والرسل عليهم الصلاة والسلام هم صفوة الخلق وقدوتهم، وهم أكمل الناس أناة وحلماً، وأعظمهم في ذلك وأوفرهم حظاً محمد صلى الله عليه وسلم.
المثال الرابع: في الغزو:
عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يغير إذا طلع الفجر، وكان يستمع الأذان فإن سمع أذاناً أمسك وإلا أغار، فسمع رجلاً يقول: اللَّه
(1) أخرج الحديث مسلم في كتاب الجهاد والسير، باب تأمير الإمام الأمراء على البعوث ووصيته إياهم بآداب الغزو وغيرها، برقم 1731، وانظر: زاد المعاد لابن القيم، 3/ 100.
(2)
البخاري، كتاب الجمعة، باب المشي إلى الجمعة، وقوله:{فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ الله} ،برقم 908، ومسلم في المساجد، باب استحباب إتيان الصلاة بسكينة ووقار والنهي عن إتيانها سعيا، برقم 602.
(3)
مسلم، في كتاب المساجد، باب متى يقوم الناس للصلاة، برقم 604.
(4)
مسلم، في كتاب الإيمان، باب الأمر بالإيمان بالله - تعالى - ورسوله وشرائع الدين والدعاء إليه، برقم 17.
أكبر، اللَّه أكبر فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:((على الفطرة))، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا اللَّه أشهد أن لا إله إلا اللَّه، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:((خرجت من النار)) (1).
وعنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا غزا بنا قوماً لم يغزُ بنا حتى يصبح وينظر فإن سمع أذاناً كف عنهم وإن لم يسمع أذاناً أغار عليهم
…
(2).
وهذا يدل على تثبته صلى الله عليه وسلم وعدم عجلته، وهو أسوة الدعاة إلى اللَّه تعالى وقدوتهم.
وعن عبد اللَّه بن سرجس المزني رضي الله عنه،أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((السَّمْتُ الحسن (3)، والتُّؤَدَةُ، والاقتصاد (4)، جزء من أربعةٍ وعشرين جزءاً من النبوة)) (5).
وبهذا يُعلم أن الأناة في كل شيء محمودة وخيرٌ إلا ما كان من أمر الآخرة، بشرط مراعاة الضوابط التي شرعها اللَّه حتى تكون المسارعة مما يحبه اللَّه تعالى (6).
(1) أخرجه مسلم، كتاب الصلاة، باب الإمساك عن الإغارة على قوم في دار الكفر إذا سمع فيهم الأذان، برقم 382.
(2)
البخاري، كتاب الأذان، باب ما يحقن بالأذان من الدماء، برقم 2943.
(3)
السمت الحسن: هو حسن الهيئة والمنظر. انظر: فيض القدير للمناوي، 3/ 277.
(4)
الاقتصاد: هو التوسط في الأمور والتحرز عن طرفي الإفراط والتفريط. انظر: المرجع السابق 3/ 277.
(5)
الترمذي، كتاب البر والصلة، باب ما جاء في التأني والعجلة، برقم 2010، وحسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي، 2/ 195.
(6)
انظر: شرح السنة للبغوي، 13/ 177، وتحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي، 6/ 153.