الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لَعَّاناً وإنما بُعِثْتُ رحمةً» (1).
وحديث حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أيُّما رجل من أمتي سببته سبةً أو لعنته لعنةً في غضبي؛ فإنما أنا من ولد آدم، أغضب كما يغضبون، وإنما بعثني رحمة للعالمين، فاجعلها عليهم صلاة يوم القيامة» (2).
وجاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إنما أنا رحمةٌ مهداةٌ» (3).
وقد قال صلى الله عليه وسلم: «أنا محمد، وأحمد، والمُقَفِّي، والحاشر، ونبي التوبة، ونبي الرحمة» (4).
ثانياً: الأمثلة التطبيقية وأنواعها:
النوع الأول: رحمته صلى الله عليه وسلم لأعدائه:
المثال الأول: رحمته صلى الله عليه وسلم لأعدائه في الجهاد:
وقد شملت رحمته صلى الله عليه وسلم الأعداء حتى في قتالهم ومجاهدتهم؛ فإن قوة الجهاد في سبيل اللَّه تعالى في شريعته صلى الله عليه وسلم لها ضوابط ينبغي أن
(1) مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب النهي عن لعن الدواب وغيرها، برقم 2599.
(2)
أبو داود، كتاب السنة، باب النهي عن سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، برقم 4659، وصححه الألباني في صحيح أبي داود، 3/ 134.
(3)
رواه ابن سعد، 1/ 192، وابن أبي شيبة 11/ 504، والحاكم، 1/ 35، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة بطرقه، برقم 490.
(4)
مسلم، كتاب الفضائل، باب في أسمائه صلى الله عليه وسلم، برقم 2355.
يلتزم بها المجاهدون في سبيل اللَّه – تعالى – ومن ذلك قوله تعالى: {وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} (1)، فيدخل في ذلك ارتكاب المناهي: من المثلة، والغلول، وقتل النساء، والصبيان، والشيوخ الذين لا رأي لهم ولا قتال، والرُّهبان، والمرضى، والعُمي، وأصحاب الصّوامع؛ لكن من قاتل من هؤلاء أو استعان الكفّار برأيه قتل (2).
ويدخل في ذلك قتل الحيوان لغير مصلحة، وتحريق الأشجار، وإفساد الزّروع والثّمار، والمياه، وتلويث الآبار، وهدم البيوت (3)، وقد «وُجدت امرأةٌ مقتولة في بعض مغازي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فنهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان» (4)؛ ولهذا كان صلى الله عليه وسلم إذا أمَّر أميراً على جيش أوسريّة أوصاه في خاصته بتقوى اللَّه ومن معه من المسلمين خيراً، ثم قال: «اغزوا بسم اللَّه في سبيل اللَّه، قاتلوا من كفر باللَّه، اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا، ولا تُمثّلوا، ولا تقتلوا وليداً، وإذا لقيت عدوّك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال
…
» (5)، ثم بيّنها صلى الله عليه وسلم كالآتي:
(أ) الإسلام والهجرة، أو إلى الإسلام دون الهجرة، ويكونون كأعراب المسلمين.
(ب) فإن أبوا الإسلام دعاهم إلى بذل الجزية.
(1) سورة البقرة، الآية:190.
(2)
انظر: المغني لابن قدامة 13/ 175 - 179.
(3)
انظر: تفسير ابن كثير 1/ 227 وعناصر القوة في الإسلام ص212.
(4)
البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب قتل الصبيان في الحرب، برقم 3014، ورقم 3015.
(5)
مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب تأمير الإمام الأمراء على البعوث 3/ 1357، برقم 1731.