المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌النوع الثاني عشر: رحمته صلى الله عليه وسلم للحيوان، والطير، والدواب: - الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة

[سعيد بن وهف القحطاني]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌المبحث الأول: تعريف الخُلُق الحسن

- ‌القسم الأول: ما يكون طبيعياً من أصل المزاج

- ‌القسم الثاني: ما يكون مستفاداً بالعادة والتدريب

- ‌المبحث الثاني: فضائل الخلق الحسن

- ‌أولاً: الخلق الحسن من أعظم روابط الإيمان وأعلى درجاته

- ‌ثانياً: الخلق الحسن من تخلّق به كان من أحبّ الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ثالثاً: الخلق الحسن يجعل المسلم من خيار الناس

- ‌رابعاً: الخلق الحسن من أعظم القربات وأجلّ العطايا والهبات

- ‌خامساً: الخلق الحسن يدرك المسلم به درجة الصائم القائم

- ‌سادساً: الخلق الحسن خير من الدنيا وما فيها

- ‌سابعاً: يحصل بالخلق الحسن: جوامع الخيرات والبركات

- ‌ثامناً: الخلق الحسن هو وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جميع المسلمين

- ‌تاسعاً: الخلق الحسن ذو أهمية بالغة

- ‌عاشراً: الخلق الحسن من أعظم الأساليب التي تجذب الناس إلى الإسلام

- ‌الحادي عشر: الخلق الحسن هو أمنية كل مسلم وكل داعية

- ‌الثاني عشر: الخلق الحسن يحبّب المسلم إلى الناس جميعاً

- ‌الثالث عشر: من لم يتخلّق بالخلق الحسن من المسلمين ينفِّر الناس

- ‌الرابع عشر: إن صلاح الأمة وهدايتها والنهوض بها لا يكون سليماً نقياً إلا بالأخذ من المنبع الصافي

- ‌الخامس عشر: الخلق الحسن يجعل المسلم مستنير القلب

- ‌السادس عشر: الخلق الحسن من أعظم الأسباب التي تُنجي من النار وتُورث الفوز بأعلى الدرجات في جنات النعيم

- ‌السابع عشر: تَكَفَّل النبي صلى الله عليه وسلم ببيت في أعْلى الجنة لمن حسَّن خلقه

- ‌الثامن عشر: الخلق الحسن أكثر ما يدخل به الناس الجنة:

- ‌التاسع عشر: الخلق الحسن من أسباب النجاة من النار:

- ‌العشرون: صاحب الخلق الحسن خير أمة محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌الحادي والعشرون: الخلق الحسن

- ‌الثاني والعشرون: أما الخلق العظيم الذي مدح الله به النبي صلى الله عليه وسلم فهو الدين كله

- ‌المبحث الثالث: طرق اكتساب الخلق الحسن

- ‌1 - التدريب العملي

- ‌2 - الغمس في البيئة الصالحة

- ‌المبحث الرابع: فروع الخلق الحسن

- ‌المبحث الخامس: الجود والكرم

- ‌2 - الجود بالرياسة

- ‌3 - الجود براحته

- ‌4 - الجود بالعلم وبذله

- ‌5 - الجود بالنفع بالجاه

- ‌6 - الجود بنفع البدن

- ‌7 - الجود بالعرض

- ‌8 - الجود بالصبر

- ‌9 - الجود بالخلق الحسن

- ‌10 - الجود بترك ما في أيدي الناس

- ‌المبحث السادس: العدل

- ‌المبحث السابع: التواضع

- ‌المبحث الثامن: الإخلاص

- ‌أولاً: تعريف الإخلاص:

- ‌ثانياً: أهمية الإخلاص:

- ‌ثالثاًً: النية أساس العمل:

- ‌رابعاً: طرق تحصيل الإخلاص:

- ‌1 - معرفة أنواع الرياء

- ‌2 - معرفة عظمة اللَّه تعالى

- ‌3 - معرفة ما أعدَّه اللَّه في الدار الآخرة

- ‌4 - الخوف من الرياء المحبط للعمل

- ‌5 - خوف الصحابة رضي الله عنهم، والتابعين من الرياء

- ‌6 - الفرار من ذمّ اللَّه

- ‌7 - معرفة ما يفرُّ منه الشيطان

- ‌8 - الإكثار من أعمال الخير والعبادات غير المشاهدة

- ‌9 - عدم الاكتراث بذمّ الناس ومدحهم

- ‌10 - تذكّر الموت وقصر الأمل

- ‌11 - الخوف من سوء الخاتمة

- ‌12 - مصاحبة أهل الإخلاص والتقوى

- ‌13 - الدعاء والالتجاء إلى اللَّه تعالى

- ‌14 - حبّ العبد ذكر اللَّه له

- ‌15 - عدم الطمع فيما في أيدي الناس

- ‌16 - معرفة ثمرات الإخلاص وفوائده

- ‌المبحث التاسع: الصدق

- ‌أولاً: مفهوم الصدق وأهميته وفضله:

- ‌ثانياً: مجالات الصدق:

- ‌1 - الصدق في النية والقصد:

- ‌2 - الصدق في القول:

- ‌ثالثاً: أثر الصدق في حياة المسلم:

- ‌1 - لا يخفى أن للصدق أثره البالغ في مسيرة الدعاة

- ‌2 - للصدق أثره الحميد في التآلف والتآزر والتوادد

- ‌3 - الصدق يزرع في النفوس الثقة والطُّمأْنينة والراحة والأنس

- ‌المبحث العاشر: القدوة الحسنة

- ‌أولاً: تعريف القدوة الحسنة:

- ‌ثانياً: أهمية القدوة الحسنة:

- ‌3 - إن الأتباع والمدعوّين الذين يربّيهم ويدعوهم

- ‌5 - إن النبي صلى الله عليه وسلم قد حذّر الدعاة من المخالفة لِمَا يقولون

- ‌6 - إن جميع الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام من أولهم إلى آخرهم كانوا قُِدوةً حسنةً لأقوامهم

- ‌7 - إن الناس كما ينظرون إلى الداعية في أعماله وتصرفاته ينظرون إلى أسرته وأهل بيته

- ‌ثالثاً: وجوب القدوة الحسنة:

- ‌المبحث الحادي عشر: العلم النافع

- ‌أولاً: أهمية العلم النافع:

- ‌ثانياً: أقسام العلم:

- ‌القسم الأول: علم باللَّه، وأسمائه، وصفاته

- ‌القسم الثاني: علم بما أخبر اللَّه به

- ‌القسم الثالث: العلم بما أمر اللَّه به

- ‌ثالثاً: العمل بالعلم:

- ‌رابعاً: طرق تحصيل العلم:

- ‌1 - أن يسألَ العبد ربّه العلمَ النافع

- ‌2 - الاجتهاد في طلب العلم

- ‌3 - اجتناب جميع المعاصي

- ‌4 - عدم الكبر والحياء عن طلب العلم

- ‌5 - الإخلاص في طلب العلم والعمل به

- ‌المبحث الثاني عشر: الحكمة

- ‌أولاً: تعريف الحكمة لغة وشرعاً:

- ‌تعريف الحكمة في اللغة:

- ‌تعريف الحكمة في الاصطلاح الشرعي

- ‌الحكمة في كتاب اللَّه نوعان

- ‌ثانياً: أهمية الحكمة:

- ‌2 - من تتبّع سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وجد أنه كان يلازم الحكمة في جميع أموره

- ‌4 - الحكمة تجعل الداعي إلى اللَّه يُقدِّر الأمور قدرها

- ‌المبحث الثالث عشر: السلوك الحكيم

- ‌ السلوك لغة

- ‌السلوك اصطلاحاً:

- ‌المبحث الرابع عشر: الاستقامة

- ‌المبحث الخامس عشر: الخبرات والتجارب

- ‌المبحث السادس عشر: السياسة الحكيمة

- ‌الطريق الأول: تحري أوقات الفراغ، والنشاط

- ‌الطريق الثاني: ترك الأمر الذي لا ضرر فيه ولا إثم

- ‌الطريق الثالث: تأليف القلوب بالمال أحياناً

- ‌الطريق الرابع: التأليف بالجاه

- ‌الطريق الخامس: التأليف بالعفو في موضع الانتقام

- ‌الطريق السادس: عدم مواجهة الداعية أحداً بعينه

- ‌الطريق السابع: إعطاء الوسائل صورة ما تصل إليه

- ‌الطريق الثامن: أن يجيب الداعية على السؤال الخاص بما يتناوله وغيره

- ‌الطريق التاسع: ضرب الأمثال

- ‌المبحث السابع عشر: إنزال الناس منازلهم ومراتبهم

- ‌المبحث الثامن عشر: الحِلْم والعفو

- ‌أولا: تعريف الحِلْم:

- ‌ثانياً: أهمية الحِلْم:

- ‌ثالثاً: أمثلة الحلم:

- ‌المثال الأول: مع من قال هذه قسمة ما عُدِلَ فيها:

- ‌المثال الثاني: مع من قال: كنا أحقَّ بهذا:

- ‌المثال الثالث: مع الطفيل:

- ‌المثال الرابع: مع من أراد قتل النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌المثال الخامس: مع زيد الحبر:

- ‌المثال السادس: مع ثمامة:

- ‌المثال السابع: مع من جذب النبي صلى الله عليه وسلم بردائه:

- ‌المثال الثامن: اللَّهم اغفر لقومي:

- ‌المثال التاسع: مع من سبّ:

- ‌المثال العاشر: مع عيينة:

- ‌المبحث التاسع عشر: الأناة والتثبت

- ‌أولاً: تعريف الأناة والتثبت:

- ‌ثانياً: أهمية الأناة والتثبت:

- ‌ثالثاً: أمثلة الأ ناة والتثبت:

- ‌المثال الأول: مع أسامة:

- ‌المثال الثاني: قبل القتال:

- ‌المثال الثالث: في الصلاة:

- ‌المثال الرابع: في الغزو:

- ‌المبحث العشرون: الرفق واللين

- ‌أولاً: تعريف الرفق واللين:

- ‌ثانياً: أهمية الرفق واللين:

- ‌ثالثاً: أمثلة الرفق واللين:

- ‌المثال الأول: مع شاب استأذن في الزنا:

- ‌المثال الثاني: مع اليهود:

- ‌المثال الثالث: مع من بال في المسجد:

- ‌المثال الرابع: مع معاوية بن الحكم:

- ‌المثال الخامس: مع من كانت يده تطيش:

- ‌المثال السادس: مع من أصاب من امرأته قبل الكفارة:

- ‌المثال السابع: مع من بكت عند القبر:

- ‌المثال الثامن: من رفق صلة بن أشيم:

- ‌المبحث الحادي والعشرون: الصبر

- ‌ تعريف الصبر:

- ‌الصبر لغة:

- ‌حقيقة الصبر:

- ‌المبحث الثاني والعشرون: الرحمة

- ‌أولاً: عموم رحمته صلى الله عليه وسلم للإنس والجن، والمؤمنين والكافرين والحيوان:

- ‌ثانياً: الأمثلة التطبيقية وأنواعها:

- ‌النوع الأول: رحمته صلى الله عليه وسلم لأعدائه:

- ‌المثال الأول: رحمته صلى الله عليه وسلم لأعدائه في الجهاد:

- ‌المثال الثاني: وفاؤه بالعهد مع أعدائه صلى الله عليه وسلم

- ‌المثال الثالث: دفعه صلى الله عليه وسلم نزول العذاب على أعدائه:

- ‌المثال الرابع: سلامة قلبه صلى الله عليه وسلم، وحُبّه الخير لليهود وغيرهم:

- ‌النوع الثاني: رحمته صلى الله عليه وسلم للمؤمنين:

- ‌النوع الثالث: رحمته صلى الله عليه وسلم للناس جميعاً:

- ‌النوع الرابع: رحمتهُ صلى الله عليه وسلم للصبيان:

- ‌النوع الخامس: رحمتهُ صلى الله عليه وسلم للبنات:

- ‌النوع السادس: رحمتهُ صلى الله عليه وسلم للأيتام:

- ‌النوع السابع: رحمتهُ صلى الله عليه وسلم للمرأة والضعيف:

- ‌النوع الثامن: رحمتهُ صلى الله عليه وسلم للأرملة والمسكين:

- ‌النوع التاسع: رحمته صلى الله عليه وسلم لطلاب العلم والشفقة عليهم:

- ‌النوع العاشر: رحمة النبي صلى الله عليه وسلم للأسرى:

- ‌النوع الحادي عشر: رحمة النبي صلى الله عليه وسلم للمرضى والشفقة عليهم:

- ‌النوع الثاني عشر: رحمتهُ صلى الله عليه وسلم للحيوان، والطير، والدواب:

- ‌النوع الثالث عشر: رقة قلبه صلى الله عليه وسلم وبُكاؤه في مواطن كثيرة:

- ‌1 - بكاؤه صلى الله عليه وسلم من خشية اللَّه في صلاة الليل

- ‌2 - بكاء النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة من خشية اللَّه تعالى

- ‌3 - بكاء النبي صلى الله عليه وسلم عند سماع القرآن

- ‌4 - بكاء النبي صلى الله عليه وسلم عند فقد الأحبة

- ‌5 - بكاء النبي صلى الله عليه وسلم عند وفاة إحدى بناته

- ‌8 - بكى النبي صلى الله عليه وسلم عند موت عثمان بن مظعون

- ‌9 - بكى صلى الله عليه وسلم على شهداء مؤتة

- ‌10 - بكى صلى الله عليه وسلم عند زيارة قبر أمه

- ‌11 - بكى صلى الله عليه وسلم عند سعد بن عبادة وهو مريض

- ‌12 - بكى صلى الله عليه وسلم عند القبر

- ‌13 - بكى صلى الله عليه وسلم في ليلة بدر

- ‌14 - بكى صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف

- ‌15 - بكى صلى الله عليه وسلم لقبوله الفداء في أسرى معركة بدر

- ‌16 - بكى النبيُّ صلى الله عليه وسلم شفقة على أمته

- ‌ثالثاً: تلطفه صلى الله عليه وسلم بالأطفال وإدخال السرور عليهم

- ‌المثال الأول: مداعبته صلى الله عليه وسلم محمود بن الرُّبيع:

- ‌المثال الثاني: ملاطفته ومداعبته صلى الله عليه وسلم لجملة من الأطفال:

- ‌المثال الثالث: ملاطفته صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين في مواقف كثيرة:

- ‌المثال الرابع: ركوب الصبي على ظهره صلى الله عليه وسلم وهو ساجد:

- ‌المثال الخامس: محبته صلى الله عليه وسلم لأُسامة:

- ‌المثال السادس: حَمْلُهُ صلى الله عليه وسلم بنت زينب وهو يصلي:

- ‌المثال السابع: مداعبة أم خالد باللغة الحبشية:

- ‌المثال الثامن: تخفيفه صلى الله عليه وسلم الصلاة عند بكاء الصبي:

- ‌المثال التاسع: سلامه صلى الله عليه وسلم على الصبيان:

- ‌المثال العاشر: مداعبته صلى الله عليه وسلم لأبي عُميرٍ:

- ‌المثال الحادي عشر: إعطاؤه صلى الله عليه وسلم الصبي قبل الأشياخ؛ لأنه عن يمينه:

- ‌المثال الثاني عشر: بول الصبيان في حجره صلى الله عليه وسلم

- ‌المصادر والمراجع

الفصل: ‌النوع الثاني عشر: رحمته صلى الله عليه وسلم للحيوان، والطير، والدواب:

وإن عاده عشية إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يُصبح، وكان له خريفٌ في الجنة» (1).

4 -

عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«مَن عاد مريضاً لم يحضر أجله فقال عنده سبع مرات: أسأل اللَّه العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك، إلاّ عافاه اللَّه من ذلك المرض» (2).

وهذه الأحاديث فيها الرحمة الظاهرة من النبي صلى الله عليه وسلم بالمرضى، ورغبته العظيمة في نفعهم وشفائهم، وترغيبه لأمته في العناية بالمرضى وإدخال السرور عليهم.

‌النوع الثاني عشر: رحمتهُ صلى الله عليه وسلم للحيوان، والطير، والدواب:

1 -

في حديث أبي هريرة أن رجلاً وجد كلباً يأكل الثرى من العطش، فسقاه فغفر اللَّه له، قالوا: يا رسول اللَّه! وإنَّ لنا في البهائم أجراً؟ قال: «في كُلِّ كبدٍ رطبة أجر» وفي لفظ للبخاري: «فشكر اللَّه له فأدخله الجنة» (3).

2 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «غُفِرَ لامرأة مومسةٍ مرَّت بكلبٍ على رأس ركيٍّ كاد يقتله العطش، فنزعت خُفَّها فأوثقته

(1) الترمذي، كتاب الجنائز، باب ما جاء في عيادة المريض برقم 969، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، 1/ 497.

(2)

أبو داود، كتاب الجنائز، باب الدعاء للمريض عند العيادة، برقم 3106، والترمذي، كتاب الطب، باب حدثنا محمد بن المثنى، برقم 2083، وصححه الألباني في صحيح أبي داود، برقم 3160.

(3)

البخاري، كتاب الوضوء، باب إذا شرب الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعاً، برقم 173، وكتاب المظالم، باب الآبار على الطرق إذا لم يتأذ بها، برقم 2466، ومسلم، كتاب السلام، باب فضل ساقي البهائم المحترمة وإطعامها، برقم 2244.

ص: 159

بخمارها فنزعت له من الماء فغُفر لها بذلك» (1).

3 -

عن عبد اللَّه بن عمر رضي الله عنهما أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: «عُذِّبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت جوعاً فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها ولاسقتها إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض» (2).

4 -

عن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:«ما من مسلم يغرس غرساً أو زرعاً، فيأكل منه طير، أو إنسان، أو بهيمة إلا كان له به صدقة» (3).

5 -

عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلاً أضجع شاةً وهو يحدُّ شفرته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«أَتُريدُ أن تُميتَها موتاتٍ هَلَاّ أحددتَ شفرتك قبل أن تُضْجِعَهَا؟» (4).

6 -

وعن شداد بن أوس رضي الله عنه، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: «إن اللَّه كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القِتْلَةَ، وإذا ذبحتم

(1) البخاري، كتاب بدء الخلق، باب إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه، برقم 3321، ومسلم، كتاب السلام، باب فضل ساقي البهائم المحترمة وإطعامها، برقم 2245.

(2)

البخاري، كتاب المساقاة، باب فضل سقي الماء، برقم 2365، وكتاب أحاديث الأنبياء، باب حدثنا أبو اليمان، برقم 3482، ومسلم، كتاب السلام، باب فضل ساقي البهائم المحترمة وإطعامها، برقم 2243.

(3)

البخاري، كتاب المزارعة، باب فضل الزرع والغرس إذا أكل منه، برقم 2320، ومسلم، كتاب المساقاة والمزارعة، باب فضل الغرس والزرع، برقم 1552.

(4)

الحاكم، 4/ 233، وصححه على شرط الشيخين، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد، 4/ 33، وقال:(رواه الطبراني في الكبير والأوسط، ورجاله رجال الصحيح) وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، 2/ 552.

ص: 160

فأحسنوا الذِبْحَةَ، وليُحِدَّ أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته» (1).

7 -

وعن ابن عمر رضي الله عنهما يرفعه قال: «من قتل عصفوراً فما فوقها بغير حقِّها [إلا سأله] اللَّه عز وجل عنها يوم القيامة» قيل: يا رسول اللَّه فما حقُّها؟ قال: «أن تذبحها فتأكلها ولا تقطع رأسها فَيُرمى بها» (2)، وسمعت سماحة شيخنا ابن باز رحمه الله يقول:((قتل العصفور لا يجوز إذا كان للتلاعب، أما من قتله؛ لأكله أو الصدقة به فلا بأس)) (3).

8 -

وعن ابن عمر رضي الله عنهما: أنه مرَّ بصبيانٍ من قريش قد نصبوا طيراً أو دجاجةً يترامونها، وقد جعلوا لصاحب الطير كلَّ خاطئةٍ من نبلهم، فلما رأوا ابن عمر تفرَّقَوا فقال ابن عمر: من فعل هذا؟ لعن اللَّه من فعل هذا؛ إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: «لعن من اتخذ شيئاً فيه الروحُ غرضاً» (4)(5).

9 -

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في سفرٍ،

(1) مسلم، كتاب الصيد والذبائح وما يؤكل من الحيوان، باب الأمر بإحسان الذبح والقتل، وتحديد الشفرة، برقم 1955.

(2)

النسائي، كتاب الصيد والذبائح، إباحة أكل العصافير، برقم 4445، 7/ 239، والحاكم، 4/ 233، وصححه ووافقه الذهبي، وما بين المعقوفين له، وحسّنه الألباني في صحيح الترغيب، 2/ 552.

(3)

سمعته أثناء تقريره على سنن النسائي، الحديث رقم 4445.

(4)

الغرض: بفتح الغين المعجمة والراء: هو ما ينصبه الرماة يقصدون إصابته من قرطاس ونحوه. [الترغيب والترهيب للمنذري، 3/ 153].

(5)

البخاري، كتاب الذبائح والصيد، باب ما يُكره من المُثْلَةِ والْمَصْبُورَةِ والمُجْثِّمَةِ، برقم 5515، ومسلم، كتاب الصيد والذبائح وما يؤكل من الحيوان، باب النهي عن صبر البهائم، برقم 1958 بلفظه.

ص: 161

فانطلق لحاجته فرأينا حُمَّرةً (1) معها فرخان فأخذنا فرخيها، فجاءت الحُمَّرةُ فجعلت تَفرش [أي تُرَفرِفُ بجناحيها وتقرب من الأرض] فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال:«من فَجعَ هذه بولدها؟ ردُّوا ولدها إليها» ورأى قرية نملٍ (2) قد حرَّقناها فقال: «مَن حرَّق هذه؟» قلنا: نحن، قال:«إنه لا ينبغي أن يُعَذِّب بالنار إلا ربُّ النار» (3).

10 -

وعن جابر بن عبد اللَّه رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم مَرَّ على حمارٍ قد وُسِمَ في وجهِهِ فقال: «لعن اللَّه الذي وسمه» (4)[الوسم الكي بحديدة].

11 -

وعنه رضي الله عنه: نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الضرب في الوجهِ، وعن الوسم في الوجه (5).

12 -

وعن عبد اللَّه بن جعفر رضي الله عنهما قال: أردفني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذات يوم خلفه، وفيه: فدخل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حائطاً لرجلٍ من الأنصار فإذا جملٌ فلمَّا رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم حَنَّ وذرفت عيناه، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فمسح ذفراه (6) فسكت، فقال: «من ربُّ هذا الجمل؟ لمن هذا

(1) حُمَّرةٌ: بضم الحاء وتشديد الميم، وقد خُفِّف: طائر صغير، كالعصفور أحمر اللون. [النهاية في غريب الحديث لابن الأثير، 1/ 439].

(2)

قرية نملٍ: موضع النمل مع النمل. [رياض الصالحين بعد الحديث رقم 1613].

(3)

أبو داود، كتاب الجهاد، باب في كراهية حرق العدو بالنار، برقم 2675، وصححه الألباني في صحيح أبي داود، 2/ 146.

(4)

مسلم، كتاب اللباس والزينة، باب النهي عن ضرب الحيوان في وجهه، ووسمه فيه، برقم 2117.

(5)

مسلم، كتاب اللباس والزينة، باب النهي عن ضرب الحيوان في وجهه، ووسمه فيه، برقم 2116.

(6)

ذفراه: ذفرا البعير بكسر الذال المعجمة مقصور: هي الموضع الذي يعرق في قفا البعير عند أذنه، وهما ذفران. [الترغيب والترهيب للمنذري، 3/ 157].

ص: 162