الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أو غفلتهم عنها، واقنع بعلم اللَّه وحده) (1).
وباللَّه وحده ثم بالخوف من حبوط العمل نجا أهل العلم والإيمان من الرياء وحبوط العمل، فعن محمد بن لبيد رضي الله عنه يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم:((إنَّ أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر))، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول اللَّه؛ قال: ((الرياء، يقول اللَّه عز وجل لهم يوم القيامة إذا جزى الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء)) (2).
5 - خوف الصحابة رضي الله عنهم، والتابعين من الرياء
؛ ولهذا الخطر العظيم خاف الصحابة والتابعون وأهل العلم والإيمان من هذا البلاء الخطير، ومن ذلك الأمثلة الآتية:
المثال الأول: قال اللَّه تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} (3)، قالت عائشة رضي الله عنها يا رسول اللَّه: أهو الذي يزني، ويسرق، ويشرب الخمر؟ قال:((لا يا بنت أبي بكر ((أو يا بنت الصديق)) ولكنه الرجل يصوم، ويتصدّق، ويصلّي وهو يخاف ألا يُتقبَّل منه)) (4).
المثال الثاني: قال ابن أبي مُلَيْكة: ((أدركت ثلاثين من أصحاب
(1) انظر: الإخلاص والشرك الأصغر، ص15.
(2)
أحمد في المسند، 5/ 428، وصححه الألباني في صحيح الجامع، 2/ 45.
(3)
سورة المؤمنون، الآية:60.
(4)
ابن ماجه، كتاب الزهد، باب التوقي على العمل، برقم 4198، وانظر: صحيح ابن ماجه للألباني، 2/ 409 ورواه أحمد، 6/ 159، 25، والترمذي، كتاب تفسير القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب ومن سورة المؤمنون، برقم 3174، والحاكم، 2/ 393، وحسنه الألباني في الأحاديث الصحيحة، برقم 162.
النبي صلى الله عليه وسلم كلُّهم يخاف النفاق على نفسه، وما منهم أحد يقول: إنه على إيمان جبريل وميكائيل)) (1).
المثال الثالث: وقال إبراهيم التيميّ: ((ما عرضتُ قولي على عملي إلا خشيت أن أكون مكذِّباً)) (2).
المثال الرابع: ويُذكر عن الحسن أنه قال: ((ما خافه إلا مؤمن ولا أمِنه إلا منافق)) (3).
المثال الخامس: وقال عمر بن الخطاب لحذيفة رضي الله عنهما: ((نشدتك باللَّه هل سمّاني لك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم منهم - يعني من المنافقين - قال: لا، ولا أُزكِّي بعدك أحداً)) (4).
المثال السادس: ويُذكر عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال: ((اللَّهم إني أعوذ بك من خشوع النفاق)) قيل: وما خشوع النفاق؟ قال: ((أن ترى البدن خاشعاً والقلب ليس بخاشع)) (5).
المثال السابع: ويُذكر عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال: ((لئن أستيقن
(1) البخاري معلقاً مجزوماً به، كتاب الإيمان، باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر، قبل الحديث رقم 48.قال ابن حجر في فتح الباري،1/ 110: ((وصله ابن أبي خيثمة في تاريخه)).
(2)
البخاري معلقاً ومجزوماً به، كتاب الإيمان، باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر، قبل الحديث رقم 48.قال ابن حجر:((وصله المصنف في تاريخه)).انظر: فتح الباري، 1/ 110.
(3)
البخاري، كتاب الإيمان، باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر، قبل الحديث رقم 48.، وقال ابن حجر: ((وصله جعفر الفريابي في كتاب صفة المنافقين))، وصححه. انظر: الفتح، 1/ 111.
(4)
ابن كثير بنحوه، في البداية والنهاية، 5/ 19، وانظر: صفات المنافقين لابن القيم، ص36.
(5)
ذكره ابن القيم في صفات المنافقين، ص36.