الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يعتبر ما أصابه كفارة له؟ مع ذكر الدليل من الكتاب والسنة، مع العلم بأن ابنها هذا مقصر كثيراً في الصلاة، ومحافظ على صلاة الجمعة وهو معروف بحسن الخلق، وبارٌّ بها.
ثانياً: ما هو جزاء من يقتل أخاه المسلم دون وجه حق، مع ذكر الدليل؟
ثالثاً: ما هو الجزاء الذي ستناله هذه الأم؛ إن صبرت واحتسبت ما أصابها؟
رابعاً: ما هي نصيحتكم - حفظكم الله ورعاكم- لهذه الأم المفجوعة؟
أجابت اللجنة بما يلي:
أولاً: ينص الفقهاء على أن كل من قتل مظلوماً، أو مات بداء البطن أو بالطاعون، وكذلك النفساء تموت في طلقها، والغريب يموت في غربته من شهداء الآخرة، وقد كرَّم الله تعالى الشهداء، وميَّزهم بميزات كثيرة، منها:
1 -
بقاؤهم أحياء في قبورهم حياة برزخية، قال تعالى:{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 169 - 171].
2 -
يُشَفَّع كل شهيد من الشهداء يوم القيامة بسبعين من أهل بيته، لما رواه نمران بن عتبة الذماري قال: دخلنا على أم الدرداء ونحنُ أيتام فقالت: أبشروا فإني سمعتُ أبا الدرداء يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يُشَفَّع الشهيد في سبعين من أهل بيته» رواه أبو داود والبيهقي
(1)
.
3 -
للشهيد ست خصال يتميَّز بها يوم القيامة، لما رواه المقداد بن معد يكرب
(1)
أبو داود (2522)، البيهقي (رقم 18527).
رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «للشهيد عند الله ستُّ خصال: يُغفرُ له في أول دفعةٍ، ويرى مقعده من الجنة، ويُجارُ من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويُوضع على رأسه تاجُ الوقار، الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويُشفَّع في سبعين من اقاربه» رواه الترمذي وابن ماجه
(1)
.
ثانياً: النفس البشرية المؤمنة مصونة عند الله تعالى، ومن اعتدى عليها عمداً بغير حق كان عاصياً ومرتكباً لكبيرة، وكان جزاؤه القتل في الدنيا قصاصاً، والعذاب في النار يوم القيامة، وكأنه قتل الناس جميعاً، قال تعالى:{مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة: 32]، وقال سبحانه:{وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا} [الإسراء: 33].
ثالثاً: بشَّر الله تعالى من أصيب بمصيبة فصبر محتسباً أجره عند الله تعالى بدخول الجنة، قال سبحانه:{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 155 - 156]، وقال صلى الله عليه وسلم:«يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيهُ -حبيبه- من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة» رواه البخاري
(2)
.
رابعاً: تنصح اللجنة أولياء القاتل أن يسعوا إلى أولياء القتيل ويحاولوا الصلح معهم بكل ما أوتوه من جهد، وأن يبذلوا لهم كل ما يستطيعون في سبيل
(1)
الترمذي (رقم 1663)، وابن ماجه (رقم 2799).
(2)
رقم (6424).