الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من هو الشهيد
؟
3336 -
عرض على اللجنة الاستفتاء المقدَّم من السيد / محمد، ونصُّه:
توفيت المرحومة / مريم بمستشفى مبارك الكبير خلال الغزو العراقي على البلاد، وقد كانت المرحومة تعاني من فشل كلوي مزمن يجعلها بحاجة للغسيل الكلوي البريتوني بمركز الكلى الصناعية، ومع نقص الكادر التمريضي طُلِب من ذويها القيام بعملية الغسيل لها في المنزل وهم ليسوا من ذوي الاختصاص والخبرة، مما أدى إلى تداعي حالتها الصحية، إلى جانب ذلك كانت تعاني من نقص تروية الأطراف السفلية بسبب انسداد الشرايين الحوضية وكانت بحاجة إلى وصلة صناعية وقد نتج عن عدم وجود الوصلة والإهمال حدوث غرغرينة في ساقها وقد طُلِب منها قبل وفاتها بيوم أن تبتر ساقيها نتيجة استفحال الغرغرينة إلّا أنها لم تحتمل وتوفيت. (فهل تعتبر من الشهداء؟)
مرفق التقارير الطبية وشهادة الوفاة.
ثم اطلعت اللجنة على شهادة الوفاة الصادرة عن مراقبة السجل المركزي للمواليد والوفيات في وزارة الصحة العامة وفيها: إن سبب الوفاة هبوط حاد بالدورة الدموية، والحالة التي أدت إلى السبب المباشر فَشَل كلويٌّ.
أجابت اللجنة بما يلي:
نَصَّ الفقهاءُ على أن شهيد الدنيا والآخرة هو كل مسلم قتل ظلماً في قتال مع الكفار لإعلاء كلمة الله، أو قتله البغاة أو قطاع الطريق سواء بالمباشرة أو التسبب، أو قتل مدافعة عن ماله أو دمه أو عرضه أو أهله أو دينه، وهذه أعلى مراتب الشهادة، وهي الشهادة حقيقة، حيث يحوز أهلها منازل الشهداء في
الآخرة، وينطبق عليهم حكم الشهادة في الدنيا، فلا يُغسَّلون، ويُكفنون في ثيابهم.
أما شهيد الآخرة؛ فهو كل مسلم قتل ظلماً في غير الحالات المتقدمة، أو مات دون قتل بسبب شدة إصابته، كالمطعون، والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم، ومن مات بالسل، أو من تردى من رأس جبل، والمرابط، وطالب العلم، ومن مات غريباً عن بلده، والمرأة التي تموت وولدها في بطنها، فهؤلاء في مرتبة دون الأولى، ويطلق عليهم لفظ الشهداء حكماً لا حقيقة.
وعلى ذلك؛ فإن الحالة المسؤول عنها تعتبر فيها المتوفاة من شهداء الآخرة إن شاء تعالى، وذلك إذا ثبت أن وفاتها حصلت بسبب إهمال العدو علاجها إهمالاً متعمَّداً، وكان الإهمال السبب المباشر في وفاتها. والله أعلم.
[10/ 452 / 3167]