الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أجهضها الطبيب خوفاً عليها من العار
3059 -
عرض على اللجنة الاستفتاء المقدَّم من السيد / الحسيني، دولة البحرين، ونصُّه:
سماحة فضيلة / رئيس لجنة الفتوى بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فقد دلت أقوال الفقهاء جميعاً على أن إسقاط الجنين دون عذر بعد نفخ الروح فيه -أي بعد الشهر الرابع الرحمي- محظور، وقد نصوا على أنه تجب فيه عقوبة جنائية، فإذا أسقطت المرأة جنينها، وخرج منها ميتاً بعد أن كانت الروح فيه؛ وجب عليها ما أطلق عليه الفقهاء اصطلاح -الغُرَّة-، وهي تساوي نصف عشر الدية الكاملة، وكذلك الحكم إذا أسقطه غيرها، وانفصل عنها ميتاً -ولو كان أبوه هو الذي أسقطه وجبت عليه الغرة أيضاً- وبعض الفقهاء أوجب مع ذلك كفارة.
وهناك بعض الفقهاء من أباح الإجهاض لعذر، ومن الأعذار التي أباحها الفقهاء من الخوف على الأم إذا كانت ولادتها عسرة وتخشى الوفاة، أو أن لها ولداً وتخشى جفاف اللبن في ثديها، وتعرَّض ولدها للهلاك، أو غير ذلك من الأمور التي ارتضاها الشرع في إجهاض المرأة لعذر من الأعذار، والسؤال الذي نطرحه عليكم هو:
لقد تعرضت فتاة لاعتداء أحد الشبان عليها فحملت منه سفاحاً، فأخذتها والدتها خوفاً من الفضيحة والعار، وخوفاً من اعتداء أخيها عليها بالقتل، إلى
الطبيب وأجهضتها بعد حملها في أربعة أشهر، لكي تنتهي من العار، ولتفتح للبنت باب الأمل في الزواج، وقد حدث فعلاً أنها تزوجت بعد إجهاضها قيصرية، حيث إن الجنين تجاوز الأربعة أشهر، فهل هذا الإجهاض مباح لهذا العذر: مخافة العار، وإحداث جريمة قتل لها من أخيها، والتشهير بالفتاة، وإغلاق أبواب الزواج في طريقها، ولدينا نص بأن الستر في الزنا أفضل من التشهير؛ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم لهزال حين جاءه، وأقر له بأن ماعزاً عرض عليه، أمره في الزنا، فأمره بالذهاب إلى الرسول، وعرض الأمر عليه فقال له الرسول:«يا هزال لو سترته بفضل ثوبك لكان خيراً لك» [رواه أبوداود والنسائي
(1)
. وهناك نص فقهي آخر يقول: ارتكاب أخف الضررين أولى، وطبعاً لا تطبق أحكام الشرع بالجلد أو الرجم.
الأمر الثاني: هل على أمها التي قامت بإجهاضها لدى الطبيب غرة أو كفارة، وإذا كانت عليها غرة؛ فليس للجنين وارث سوى أمه التي رضيت بالإجهاض؛ لكي تتخلص من فعلتها، فهل على أمها كفارة؟ وما مقدارها؟ هل هي صيام شهرين؟ وتحرير الرقبة غير موجود. أخبرونا بالتفصيل فيما لو كان عمر الجنين أقل من أربعة أشهر فما حكمه؟ وفيما زاد عن أربعة أشهر فما حكمه؟ وما هي الآثار المترتبة على ذلك في حملها سفاحاً.
ملخص الداعي لأم البنت في إجهاضها
1 -
أن الأم لها بنت وولد.
2 -
البنت حملت من الزنا، والأخ كانت لديه العزيمة على قتل أخته فيتعرَّض لحكم القتل أو السجن؛ فتفقد الأم ابنتها وولدها.
(1)
أبو داود (رقم 4377)، والنسائي في «الكبرى» (رقم 7280).