الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[232] عبد الله بن ابراهيم بن يوسف، أبو القاسم الجرجاني الآبندُوني
حدَّث عن: أبي خليفة الجمحي، والحسن بن سفيان، وأبي يعلى الموصلّي، وأبي العباس ابن السراج، وأبي القاسم البغوي، وخلق.
وعنه: أبو الحسن الدَّارقُطْنِي في "سننه"، وذكر أنّه حدثه من أصله، ورفيقه أبو بكر الإسماعيلي في "صحيحه"، وأبو بكر البرقاني، وأبو نعيم الحافظ، والحاكم أبو عبد الله، وأبو القاسم إبراهيم بن محَمَّد المروذي، وأبو العلّاء الواسطي، وغيرهم.
قال القاضي أبو العلّاء الواسطي: لم أر في شيوخنا الغرباء مثله، وسمعت منه في سَنَة ستّ وستين وثلاثمائة، وكان عسرًا في الحديث. وقال الحاكم في "تَارِيخه": نزل نيسابور في كهولته غير مرّة، ثمّ جاءنا فأقام بنيسابور في سَنَة سبع أو ثمان وأربعين وثلاثمائة، وحدث، ثمّ خرج إلى جرجان، وخرج إلى بَغْدَاد سَنَة خمسين وثلاثمائة، ولم يخرج منها إلى أنّ مات بها، فإني دخلت بَغْدَاد في الكرَّة الثّالثة سَنَة سبع وستين وثلاثمائة، وهو بها وقد ضعف وهو ابن أربع وسبعين سَنَة، وكان أبو الحسن الدَّارقُطْنِي ينتقي عليه من مسند الحسن بن سفيان، ولا يقرأ إِلَّا له وحده ولغيره بعد الجهد، فقرأت عليه شيئًا من كتاب "المجروحين" لأبي بشر الدولابي، وعرضت عليه الباقي بحضرة شَيْخنا أبي الحسن، وكان أبو القاسم أحد أركان الحديث، ورفيق أبي أحْمَد بن عدي الحافظ بالشام ومصر وكثير السماع، فارقته في رجب من سَنَة ثمان وستين وثلاثمائة. وقال حمزة السهمي: سمعت أبا بكر الإسماعيلي حين بلغه نعيه ترحم عليه وأثنى عليه خيرًا، وسمعت أبا بكر البرقاني يقول: كنت اختلف إلى أبي القاسم الآبندوني مع أبي منصور الكرجي، وكان لا يحدثنا جميعًا، وكان يجلس أحدنا على باب داره ويدخل الآخر ويسمع منه ما أحب، ثمّ إذا خرج دخل الآخر فكان سماعنا منه على هذا. قال: وقد كان
حلف أنّ لا يحدث إِلَّا واحدًا واحدًا، وكان في خلقه شيءٍ رحمة الله عليه. وقال الخَطِيب: سمعت البرقاني ذكره فقال: كان محدِّثا قد أكل ملحه وسافر في الحديث إلى خراسان وفارس والبَصرَة والشام ومصر، وكان زاهدًا متقللًا، ولم يكن يحدث غير واحد منفرد، قيل له في ذلك فقال: أصحاب الحديث فيهم سوء أدب، وإذا اجتمعوا للسماع تحدثوا، وأنا لا أصبر على ذلك. وسمعته يقول: كان الآبندوني سيدًا في المحدِّثين، وسألته عن وفاته فقال: مات في غيبتي عن بَغْدَاد، وذلك أني رحلت إلى الإسماعيلي في سَنَة خمس وستين وثلاثمائة فسألني عنه فأخبرته أني تركته في الأحياء، وأعلمته استكثاري من السماع منه فأثنى عليه
…
وقال حمزة السهمي: الزاهد الثقة المأمون. وقال الخظِيب: أحد الرحالين في الحديث كان ثقة ثبتًا ، وله كتب مصنفة وجموع مدونة. وقال السمعاني: كان إماما حافظًا زاهدًا ثقة مأمونًا ورعًا مكثرًا من الحديث. وقال ابن عساكر: طاف وأوسع وكتب فجمع. وقال الرشيد العطَّار: كان من الزَّهَّاد المتقشِّفين، والحفَّاظ المذكورين، وله رحلة واسعة في طلب الحديث، فقدم مصر صحبة أبي أحمد بن عدي، وكتب عن شيوخها، وله كتب مصنفقة، وجموع مدونة ، وفي شيوخه كثرة. وقال ابن عبد الهادي: الحافظ الرحال الزاهد. وقال الذَّهَبِي: الإمام الحافظ القدوة الرَّباني.
ولد سَنَة أربع وسبعين ومائتين، ومات يوم الاثنين لخمس خلون من جمادى الأولى سَنَة ثمان وستين وثلاثمائة.
قلت: [ثقة حافظ ورع].
السُّنَن (3/ 279)، مختصر تاريخ نيسابور (43/ أ)، تَارِيخ جرجان (444)، تَارِيخ بَغْدَاد (9/ 407)، الأَنْسَاب (1/ 51)، تَارِيخ دمشق (27/ 68)، مختصره (12/ 28)، تهذيبه (7/ 293)، المنتَظِم (14/ 265)، نزهة الناظر (36)، طبقات علماء الحديث (3/ 136)، تذكرة الحفاظ (3/ 943)، النُّبَلاء (16/ 261)، تَارِيخ الإِسْلَام