الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[441] محَمَّد بن العباس بن أحْمَد بن محَمَّد بن عصم بن بلال بن عصم بن العباس بن شعبة بن المحش بن عامر بن حسل بن بجادة بن ذهل بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر، أبو عبد الله، ابن أبي ذهل، الضَّبي، العصمي، الهَرَوي، الفقيه، الشّافعيّ
.
سمع بهراة -وكان أول سماعه بها سَنَة تسع وثلاثمائة- محَمَّد بن عبد الله المخلدي، وغيره، وبنيسابور: أبا حامد الشَّرقي، ومكي بن عبدان، وأقرانهما، وكان وروده إليها سَنَة ست عشرة وثلاثمائة، وببَغْدَاد -وكان دخوله إليها سَنَة سبع عشرة وثلاثمائة-: أبا محَمَّد بن صاعد، ونحوه، وصادف البغوي ابن منيع في عِلَّة الموت، فلم يسمع منه. وبالري: ابن أبي حاتم، وغيره.
وعنه: أبو الحسن الدَّارقُطْنِي، وأبو الحسن الحجاجي، وهما من طبقته، وأبو عبد الله الحاكم في "مستدركه" وابن أبي الفوارس، والبرقاني، وأبو يعقوب القرَّاب، وابن رِزْقَوَيه، وغيرهم.
قال أبو محَمَّد الثقفي: لما ورد أبو عبد الله بن أبي ذهل نيسابور كان يديم الاختلاف إلى جدِّي، فقال لنا جدِّي رحمه الله: هذا الفتى يجمع إلى زينة العلم التمكن في العقل، وعلو الهمة، والسياسة، وسيكون له بعدنا شأن. وقال الحاكم: سمعت الأستاذ أبا الحسن البوشنجي رحمه الله غير مرّة يقول: من نعمة الله على أهل تلك الديار بهراة وبوشنج مكان أبي عبد الله بن أبي ذُهل على ما وفقه الله تعالى من حسن العقيدة، وطهارة الأخلاق، وسخاء النفس، والإحَسَّان إلى الفقراء، والتواضع لهم، ثمّ يدعو له.
وقال الحاكم أيضًا: سمعت الشَّيْخ الإمام أبا بكر بن إسحاق غير مرّة: إذا ذكر الرئاسة يقول: بخراسان رئيسان ونصف: أبو بكر بن أبي الحسن بنسا، وأبو عبد الله بن أبي ذهل بهراة، ويشير بالنصف إلى أبي الفضل بن أبي النضر. وقال -أيضًا - كما في
"مختصر تاريخه": الوجيه الرئيس العالم، رضي الله عنه.
وقال الخَطِيب: سمعت البرقاني يقول: حدّثنا الرئيس أبو عبد الله محَمَّد بن العباس العصمي، وكان تليق به الرئاسة؛ لأنّ ملك هراة كان تحت أمره لقدرته وأبوته. وقال أبو النضر الفامي لابن أبي ذهل:"صحيح" خرَّجه على "صحيح البخاريّ" وتفقه ببَغْدَاد، ولم يجتمع لرئيس بهراة ما اجتمع له من السيادة.
وقال الحاكم في "تَارِيخه": كان يعاشر الصالحين، وأماثل الفقهاء من أئمة الدِّين، ويفضل عليهم إفضالًا يبين أثره، كان يضرب له دنانير، وزن الدّينار منها مثقال ونصف، أو أكثر، فيتصدق بها، ويقول: إنِّي لأفرح إذا ناولت فقيرًا كاغدة، فيتوهم أنّه فضة، فإذا فتحه فرأى صفرته فرح، ثمّ إذا وزنه فزاد على المثقال فرح أيضًا، ولقد صحبته حضرًا وسفرًا فما رأيت أحسن وضوءًا ولا صلاة منه، ولا رأيت في مشايخنا أحسن تضرعًا وابتهالًا في دعواته منه، وكان الأكابر من أئمة عصره يثنون عليه، ويصفونه بخصال الإيمان، مثل الورع الصادق، والسخاء، وحسن الخلق والتواضع، والإحَسَّان إلى الفقراء. قيل لي: إنَّ عشر غلَّته تبلغ ألف حمل، وحدثني أبو أحْمَد الكاتب أنّ النسخة بأسامي من يَمونُهم تزيد على خمسة آلاف بيت، وقد عرضت عليه ولايات جليلة، فأبى، وكانت له غَلَّة كثيرة، لا يدخل داره إِلَّا دون عشرها، والباقي يفرِّقه على المستورين، وسائر المستحقين، حتّى إنَّ جماعة من أهل العلم لم يكن لهم قوت إِلَّا من غلته، وحكي عنه أنّه قال: ما مسَّت يدي دينارًا ولا درهمًا منذ ثلاثين سَنَة، هذا مع كثرة أمواله وصدقاته. وقال الخَطِيب: كان ثبتًا ثقة نبيلًا رئيسًا جليلًا، من ذوي الأقدار العالية، وله إفضال بيِّن على الصالحين، الفقهاء، والمستورين. وقال ابن الصلاح: كان رحمه الله رئيسًا، كثير المحاسن، صدرًا، عالمًا، معروف المزاين. وقال الذَّهَبِي: الإمام الحافظ الأنبل، رئيس خراسان، كان إمامًا نبيلًا، وصدرًا معظمًا، كثير الأموال والبذل للمحدِّثين والأخيار.
ولد سَنَة أربع وتسعين ومائتين، ثمّ استشهد بنيسابور لتسع بقين من صفر سَنَة ثمان وسبعين وثلاثمائة، وكان دخل الحمام، فلما خرج لبس قميصًا ملطَّخًا بالسم، فلما أحس