الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعنه: أبو الحسن الدارقطني في "العلل".
العلل (15/ 336).
[484] محَمَّد بن عمر بن محَمَّد بن سالم بن البراء بن سبرة بن سيار، أبو بكر، التميمي، ابن الجِعَابي، البَغْدَادي
.
حدَّث عن: جعفر الفريابي، ومحَمَّد بن يحيى المروزي، والفضل بن الحباب، وأبي بكر الباغندي، وقاسم المطرز، ومحَمَّد بن الحسن بن سماعة، والهيثم بن خلف الدوري، وأبي العباس بن عقدة -وتخرج به- وخلق.
وعنه: أبو الحسن الدَّارقُطْنِي، وأبو عبد الله الحاكم في "مستدركه" وقال: الحافظ الأوحد، وابن شاهين، وابن مندة، ومحَمَّد بن الحسن بن الفضل القطان، وأبو عمر الهاشمي البَصْرِي، وابن رِزْقَوَيه، ومحَمَّد بن طلحة النعالي، وخلق آخرهم موتًا أبو نعيم الأصبهاني، وأخذ عنه لما قدم عليهم أصبهان سَنَة تسع وأربعين وثلاثمائة، وروى عنه إجازة أبو بكر بن مردويه.
قال السلمي: سألت الدَّارقُطْنِي عن أبي بكر الجعابي: هل تكلم فيه إِلَّا بسبب المذهب؟ فقال: خلَّط. وقال الحاكم: قلت لأبي الحسن: من ذا يبلغني عن أبي بكر بن الجِعَابي أنّه تغير عما عهدناه؟ فقال: وأي تغير؟ قلت: سألتك بالله هل اتهمته في الحديث؟ قال: إي والله. قلت له: مثل ماذا؟ قال: كان قد استربت شَيْخا من شيوخنا يقال له أبو القاسم الصفار، حدّثنا عنه،
…
حديث منكر، وحدَّث عن الخليل بن أحْمَد صاحب العربيّة والعروض بعشرين حديثًا مسانيد، ليس لشيء منها أصل، ثمّ ذكر حكايته عن السبيعي، وحملني إلى السبيعي حتّى شافهني به، وقلت لأبي الحسن: وصح لك أنّ أبا بكر خلَّط في الحديث؟ قال: إي والله. قلت: فقد خفت أنّه ترك المذهب؟ قال: ترك الدِّين والصلاة قال لي الثقة من أصحابنا ممّن كان يعاشره: إنّه كان نائمًا، فكتب على رجله كتابة، فكنت أراه إلى ثلاثة أيّام لم يمسه الماء، فنعوذ بالله من الخذلان.
وقال الحاكم: سمعت الدَّارقُطْنِي يقول: أخبرت بعلة أبي بكر الجعابي فقمت إليه في الوقت، فدخلت داره، فرأيته يحرق كتبه بالنار، فأقمت عنده حتّى ما بقي منه سينة، ثمّ مات من ليلته. وقال أبو علي الحافظ: ما رأيت في المشايخ أحفظ من عبدان، ولا رأيت من أصحابنا أحفظ من أبي بكر الجعابي، وحيرني حفظه. قال الحاكم: فذكرت هذا للجعابي فقال: يقول أبو علي هذا القول، وهو أستاذي على الحقيقة. وقال محَمَّد بن الحسن بن الفضل القطان: قال لي: ضاع لي قمطران من الكتب، فقلت لغلامي: لا تغتم، فإن فيها مائتي ألف حديث، لا يشكل علي منها حديث، لا إسنادًا ولا متنًا. وقال أبو علي التَّنُوخي: ما شاهدنا أحفظ من أبي بكر بن الجعابي، وسمعت من يقول: إنّه كان يحفظ مائتين ألف حديث، ويجيب في مثلها؛ إِلَّا أنّه كان يفضل الحفاظ، فإنّه كان يسوق المتون بألفاظها، وأكثر الحفاظ يسامحون في ذلك، وإن أثبتوا المتن، وإلا ذكروا لفظة منه أو طرفا، وقالوا: وذكر الحديث، وكان يزيد عليهم بحفظه المقطوع والمرسل، والحكايات، والأخبار، ولعلّه كان يحفظ من هذا قريبًا ممّا يحفظ من الحديث المسند، والذي يتفاخر الحفاظ بحفظه، وكان إمامًا في المعرفة بعلل الحديث، وثقات الرجال، من معتليهم وضعفائهم وأسمائهم، وأنسابهم، وكناهم، ومواليدهم، وأوقات، وفاتهم، ومذاهبهم، وما يطعن به على كلّ واحد وما يوصف به من السداد، وكان في آخر عمره قد انتهى هذا العلم إليه، حتّى لم يبق في زمانه من يتقدمه في الدنيا. وقال أبو الحسن بن رِزْقَوَيه: كان يحضر مجلسه ابن المظَفر، والدَّارقُطْنِي، ولم يكن يملي الأحاديث -كلّ بطرقها - إِلَّا من حفظه. وقال أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي: سمعت الجعابي يقول: أحفظ أربعمائة ألف حديث، وأذاكر بستمائة ألف حديث. وقال أبو علي الحافظ: ما رأينا من أصحابنا أحرص على العلم منه. وقال الحاكم: حدّثنا القاضي أبو بكر بن الجعابي الحافظ الأوحد. وقال أبو القاسم التَنُوخي: تقلد ابن الجعابي قضاء الموصل، فلم يحمد في ولايته. وذكر أبو القاسم إبراهيم بن إسماعيل المصري أنّ ابن الجعابي كان يشرب في مجلس ابن العميد. قال الذَّهَبِي: وذكر الخَطِيب عن رجاله أنّ ابن الجعابي كان يشرب في مجلس ابن العميد، قلت -أي الذَّهَبِي-: لم يُبين ما كان يشرب هل هو نبيذ أو
خمر. وقال الخَطِيب: سألت البرقاني عنه فقال: حدّثنا عنه الدَّارقُطْنِي، وكان صاحب غرائب، ومذهبه معروف في التشيع، قلت: قد طعن عليه في حديثه وسماعه؟ فقال: ما سمعت فيه إِلَّا خيرًا. وقال محَمَّد بن عبيد الله المسبِّحي في "تَارِيخ مصر": القاضي الحافظ للحديث، كان قد صحب قومًا من المتكلمين، فسقط عند كثير من أهل الحديث، وأمر قبل موته أنّ يحرق دفاتره بالنار، فأنكر النَاس ذلك عليه واستقبح من فعله، وقد كان وصل إلى مصر ثمّ مضى إلى دمشق، فلما وقف أهل دمشق على مذهبه شردوه، فخرج منها هاربًا. وقال ابن شاهين: دخلت أنا وابن المظَفَر والدَّارقُطْنِي على الجعابي، وهو مريض، فقلت له: من أنا؟ وكنت أجرأهم عليه، فعرفني القاضي، قال: سبحان الله، أنت فلان، وهذا فلان، بأسمائنا، فدعونا له وخرجنا ومشينا خطوات، فسمعنا الصائح بموته، فرجعنا إلى داره من الغد فرأينا كتبه تل رماد، وكان أمر بحرق كتبه. وقال الأزهري: كان أوصى بأن تحرق كتبه، فأحرق جميعها، وأُحْرِق معها كُتُبٌ للنَّاس كانت عنده، حدثني أبو الحسين ابن البواب قال: كان لي عند ابن الجعابي مائة وخمسون جزءًا، فذهبت في جملة ما أحرق.
وقال النجاشي: كان من حفاظ الحديث، وأجلاء أهل العلم. وقال الخليلي: كان من حفاظ بَغْدَاد. وقال الخَطِيب: كان أحد الحفاظ المجودين، صحب أبا العباس ابن عقدة وعنه أخذ الحفظ، وله تصانيف كثيرة في الأبواب والشيوخ،
…
، وكان كثير الغرائب، ومذهبه في التشيع معروف. وقال السمعاني: كان أحد الحفاظ المجودين، والمشهورين بالحفظ والذكاء والفهم، وكان غاليًا في التشيع. وقال ابن عساكر: كان كثير الرِّواية، واسع الحفظ. وقال ابن الجوزي: قد حكى عنه قلة دين، وشرب الخّمْرِ -والله أعلم-. وقال ابن الأثير: كان يتشيع. وقال ابن عبد الهادي: الحافظ البارع، فريد عصره. وقال الذَّهَبِي: الحافظ البارع العلّامة، قاضي الموصل، تخرج بالحافظ ابن عقدة، وبرع في الحفظ، وبلغ فيه المنتهى. وقال أيضًا: كان حافظ زمانه صحب ابن عقدة، وصنف في الأبواب والشيوخ والتَاريخ، وتشيعه مشهور. وقال أيضًا: كان عديم المِثْل في حفظه. وقال أيضًا:- حافظ تكلِّم فيه. وقال مرّة: من أئمة هذا الشأن ببَغْدَاد على رأس الخمسين
وثلاثمائة، إِلَّا أنّه فاسق رقيق الدِّين. وقال أيضَّاَ: مشهور متقن، لكنه رقيق الدِّين، وتالف. وقال ابن كثير: تخرج بابن عقدة، وأخذ عنه علم الحديث، وشيئًا من التشيع أيضًا، وكان حافظًا مكثرَّاَ مطبقًا. وقال ابن ناصر الدِّين: كان شيعيًّا، رمي بالشرب وغيره. وقال الألباني: ضعيف، فإنّه وان كان حافظًا مشهورًا؛ فإنّه فاسق رقيق الدِّين؛ كما قال الذَّهَبِي، وذكر الدَّارقُطْنِي: أنّه اختلط.
ولد في صفر سَنَة أربع وثمانين ومائتين، ومات في النّصف من رجب سَنَة خمس وخمسين وثلاثمائة.
قلت: [حافظ مشهور، إِلَّا أنّه صاحب غرائب ومناكير، وذلك لأنّه خلَّط، وللشره في الرِّواية، وقد اتهم برقة الدِّين، وفي سند ذلك نظر، وبعضه ليس بلازم ولا صريح، وهو شيعي، والنفس لا تطمئن إلى الاحتجاج به مع كونه بلغ الغاية في الحفظ والمعرفة، ومع كثرة من أطلق فيه المدح الرفيع!!].
فتح الباب (1199)، أسئلة السلمي (399)، المستدرك (3/ 295/ 5130)، أسئلة الحاكم (225)، أخبار أصبهان (2/ 287)، سؤالات السجزي (302)، الإرشاد (2/ 613)، رجال النجاشي (2/ 319)، تَارِيخ بَغْدَاد (3/ 26)، الإكمال (3/ 272)، الأَنْسَاب (2/ 91)، تَارِيخ دمشق (54/ 419)، مختصره (23/ 129)، المنتَظِم (14/ 179)، الكَامِل في التَّاريخ (7/ 20)، طبقات علماء الحديث (3/ 117)، تذكرة الحفاظ (3/ 925)، النُبَلاء (16/ 88)، تَارِيخ الإِسْلَام (26/ 126)، العِبَر (2/ 95)، الإعلام (1/ 245)، الإشارة (176)، دول الإِسْلَام (1/ 220)، المعين (1269)، الميزان (3/ 670)، المغني (2/ 248)، الديوان (3908)، الوَافِي بالوفيات (4/ 240)، مِرْآة المجنَان (2/ 358)، البداية (15/ 286)، بديعة البيان (161)، المقفى الكبير (6/ 425)، اللِّسَان (7/ 408)، النُّجُوم الزَاهرة (4/ 12)، طبقات الحفاظ (849)، الشَّذَرات (4/ 288)، الضعيفة (1/ 411/ 237).
[*] محَمَّد بن عمر، الرزاز.