الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الكذب فلا يستشهد به.
ولد سَنَة ست وستين ومائتين، ومات سَنَة اثنتين وستين وثلاثمائة.
قلت: [مغفَّل مع جودة بعض أصوله، حتّى نسب إلى الكذب، والظاهر أنّه صدوق قد استحكمت غفلته، وما انتقاه عليه الدارقطني جيد].
أسئلة حمزة (104)، تَارِيخ بَغْدَاد (2/ 209)، الإكمال (7/ 169، 183)، أطراف الغرائب والأفراد (1/ 46)، الأَنْسَاب (1/ 320)، مختصره "اللباب"(1/ 133)، المنتَظِم (14/ 219)، ضعفاء ابن الجوزي (3/ 52)، النُّبَلاء (16/ 141)، تَارِيخ الإِسْلَام (26/ 297)، العِبَر (2/ 114)، الإعلام (1/ 249)، الإشارة (180)، الميزان (3/ 519)، المغني (2/ 183)، الديوان (3671)، أسماء من عاش ثمانين سَنَة
…
(94)، الوَافِي بالوفيات (2/ 338)، البداية (15/ 343)، اللِّسَان (7/ 77)، الشَّذَرات (4/ 328)، الإرواء (8/ 249/ 2622).
[421] محَمَّد بن الحسن بن محَمَّد بن زياد بن هارون بن جعفر بن سَنَد، مولى أبي دُجانة الأنصاري، أبو بكر المُقريء، الشَّعراني، الموصلّي، ثمّ البَغْدَادي، الدَّارقُطْنِي، النقَّاش
.
حدَّث عن: إسحاق بن سُنين، وأبي مسلم الكجي، وإبراهيم بن زهير، ومحَمَّد بن عبد الرّحمن الهروي، وابن خزيمة، وخلق.
وتلا على هارون الأخفش، وأحْمَد بن أنس -بدمشق- وعلى الحسن بن الحباب، وغيره ببَغْدَاد، وعدّة.
وعنه: أبو الحسن الدَّارقُطْنِي في "سننه" وابن مجاهد -وهو من شيوخه- وابن شاهين، وأبو أحْمَد الفرضي، وأبو علي أحْمَد بن محَمَّد الأصبهاني، وأبو القاسم الحُرفي، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وابن رِزْقَوَيه، وأبو علي بن شَاذَان في "مشَيخته" -وهو آخر من حدَّث عنه- وغيرهم.
وقرأ عليه: أبو بكر بن مهران، وعبد العزيز بن جعفر الفاسي، وأبو الحسن الحمامي، وخلق آخرهم موتًا أبو القاسم علي بن محَمَّد الزيدي.
قال الدَّارقُطْنِي: حدث أبو بكر النقاش بحديث أبي غالب علي بن أحْمَد قال: نا جدي معاوية بن عمرو، عن زائدة، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر الحديث. فأنكرت عليه هذا الحديث، وقلت له: إنَّ أبا غالب ليس هو ابن بنت معاوية وإنّما أخوه لأبيه، ابن بنت معاوية، ومعاوية بن عمرو ثقة، وزائدة من الأثبات الأئمة، وهذا حديث كذب موضوع مركب، فرجع عنه، وقال: هو في كتابي ولم أسمعه من أبي غالب، وأراني كتابًا فيه هذا الحديث على ظهره أبو غالب، قال: نبأنا جدي، قال الدَّارقُطْنِي: وأحسب أنّه نقله من كتاب عنده أنّه صحيح، وكان هذا الحديث مركَّبًا في الكتاب على أبي غالب فتوهم أبو بكر أنّه من حديث أبي غالب واستغربه وكتبه، فلما وقَّفناه عليه رجع عنه. قال الدَّارقُطْنِي: وحدث بحديث عن يحيى بن محَمَّد بن صاعد، فقال فيه: حدّثنا يحيى بن محَمَّد المديني، ثنا إدريس بن عيسى القطان
…
وساقه. ثمّ قال: وهذا حديث باطل كذب على كلّ من رواه؛ ابن صاعد فمن فوقه، وأحسب أنّه وقع إليه كتاب لرجل غير موثوق به، قد وضعه في كتابه، أو وضع له على أبي محَمَّد بن صاعد فظن أنّه من صحيح حديثه؛ فرواه فدخل عليه الوهم، وظن أنّه من سماعه من ابن صاعد.
قال الخَطِيب بعد نقله كلام الدَّارقُطْنِي: دلس النقاش ابن صاعد فقال: ثنا يحيى بن محَمَّد بن عبد الملك الخياط، وأقل ممّا شرح في هذين الحديثين تسقط به عدالة المحدِّث ويترك الاحتجاج به.
قال مقيده -عفا الله عنه-: ذكر له الدَّارقُطْنِي في كتابه "المصحفين" كما في تَارِيخ دمشق عدة ألفاظ كان يصحف فيها.
وقال أبو بكر البرقاني: كلّ حديثه منكر. وقال أيضًا لما ذكر تفسيره (1): ليس فيه
(1) توجد بعض أجزاءه الخطيَّة في المكتبة الظاهرية، وقد وقفت على بعضها في مكتبة دار الحديث الخيرية =
حديث صحيح. وذكر هبة الله بن الحسن الطّبريّ اللالكائي تفسيره فقال: اشفَى الصدور، ليس بشفاء الصدور. وقال طلحة بن محَمَّد بن جعفر: كان يكذب في الحديث، والغالب عليه القصص. وقال ابن النديم: كان أحد القراء بمدينة السّلام، يرحل إليه ويقرأ عليه، وقد سمع منه ابن مجاهد شيئًا من الحديث، وهذا طريف. ثمّ ذكر له عدة كتب. وقال الخَطِيب: وفي أحاديثه مناكير بأسانيد مشهورة. وقال قبل ذلك: كان عالمًا بحروف القرآن، حافظًا للتفسير، صنف فيه كتابًا سماه "شفاء الصدور" وله تصانيف في القراءات، وغيرها من العلّوم. وقال أبو عمرو الداني: كان النقاش يقصد في القراءة ابن كثير، وابن عامر، لعلّو إسناد فيها، وكان له بيت ملآن كتبًا، وكان الدَّارقُطْنِي يستملي له، وينتقي من حديثه، وقد حدَّث عنه ابن مجاهد، وكان حسن الخلق، ذا سخاء، وكان صاحبنا ابن البواب يقول: تعالوا إلى النقاش، فإن فالوذجه طيِّب. وقال أبو عمرو أيضًا: النقاش مقبول الشّهادة. قال الذَّهَبِي في "ميزانه": أثنى عليه أبو عمرو الداني ولم يَخْبُرْه، مع أنّه قال: حدّثنا فارس بن أحْمَد، ثنا عبد الله بن الحسن، سمعت ابن شَنبوذ يقول: خرجت من دمشق إلى بَغْدَاد، وقد فرغت من القراءة على هارون الأخفش، فإذا بقافلة مقبلة فيها أبو بكر النقاش، وبيده رغيف، فقال لي: ما فعل الأخفش؟ قلت: توفي، ثمّ انصرف النقاش، وقال قرأت على الأخفش. وقال في "معرفة القراء": النقاش هو مصنف "شفاء الصدور" في التفسير، وقد أنّ فيه بالعجائب والموضوعات، وهو مع علمه وجلالة قدره ليس بثقة، وخيار من أثنى عليه أبو عمرو الداني، فقبله وزكاه على أنّه قد قال
…
ثمّ ذكر القصة الآنفة الذكر، ثمّ قال: قلت: عبد الله بن الحسين ضعيف كثير الغلط، فلعلّه ما ضبط هذه الحكاية.
وقد ذكر هذه القصة ابن الجزري في "القراء" وضعفها بأبي أحْمَد السَّامري عبد الله بن الحسين. وقال: وبالغ الذَّهَبِي فقال: وهو مع علمه وجلالته ليس بثقة، وخيار من أثنى عليه الداني فقبله وزكاه، قلت: وناهيك بالداني لا سيما في رجال القراءة.
= بمأرب، ولله الحمد.
وقال ابن الجوزي بعد أنّ ساق حديثًا من طريقه: هذا موضوع، قبح الله من وضعه، فما أفظعه ولا أرى الآفة فيه إِلَّا من النقاش فإنّه دلس ابن صاعد فيه، فقال: يحيى بن محَمَّد بن عبد الملك الخياط (1) وقال ابن القطان الفاسي: ومحَمَّد بن الحسن النقاش شَيْخ الدَّارقُطْنِي، هو عندهم ضعيف. وقال مرّة: هو ممّن رمي بالكذب في حديثه. وقال ابن النجار في "ذيله": مشهور برواية الغرائب والمنكرات. وقال ابن الصلاح في "طبقاته": النقاش رحمه الله مغرًى بالغرائب، مكثر من رواية المناكير، ولا يتجاوز أمره إلى التكذيب، وما ذكرناه عن الحفاظ كالبرقاني وهبة الله الطّبريّ اللالكائي، والخَطِيب ليس فيه تكذيب، وليس فيه أكثر من أنّ نسبوه إلى رواية المناكير وما لا يثبت، وعنها وقع الذم لتفسيره، وأمّا طلحة بن محَمَّد فمعتزلي داعية مجروح، حكى ذلك الخَطِيب، وذكر عن الأزهري أنّه قال فيه: ضعيف في روايته وفي مذهبه فكيف يُرجع إليه في مثل هذا ويعتمد؟! لا سيما في مثل النَّقَّاش على جلالته وشهرته بين أهل القرآن بما يوجب طهارة ساحته، والله أعلم. اهـ
وأمّا الذّهَبِي فقد ضعفه بعبارات مختلفة فمن ذلك قوله: "واهٍ"، "ليس بمعتمد"، "لا يوثق به"، "مجمع على ضعفه في الحديث لا في القراءات"، "تالف"، "متهم"، "في السند أبو بكر النقاش فكأنّه وضعه"، "والذي وضح لي أنّ هذا الرَّجل مع جلالته ونبله متروك ليس بثقة، قد اعتمد الداني في "التيسير" على رواياته للقراءات -فالله أعلم-، فإن قلبي لا يسكن إليه، وهو عندي متهم -عفا الله عنه- اتهم بالكذب، وقد أتي في تفسيره بطامات وفضائح، وهو في القراءات أمثل"
…
إلى غير ذلك من العبارات.
وقال السبكي: وثقه أبو عمرو الداني، وقبله، وزكاه، وضعفه قوم، مع الاتفاق على جلالته في العلم. وقال ابن كثير: تفرد بأشياء منكرة، وقد وقفه الدَّارقُطْنِي على كثير من أخطائه، فرجع عن ذلك، وصرح بعضهم بتكذيبه -فالله أعلم-. وقال ابن الجزري: سمع منه شَيْخاه محَمَّد بن أحْمَد الدَّاجوني، وأبو بكر بن مجاهد، وماتا قبله بسنين؛ إِلَّا أنّ
(1) وقال الحافظ: محَمَّد بن سند، هو النقاش، المفسِّر، دلس نسبه ابن مجاهد لصغره عنده.
ابن مجاهد دلَّسه فقال: حدّثنا محَمَّد بن سند نسبه إلى جدٍّ له أعلى كما تقدّم، وقد ذكر الدَّارقُطْنِي ما يقتضي تضعيفه فتدليسه إياه دليل شر. وقال الألباني: قال فيه الذَّهَبِي، والعسقلاني: هو صدوق، أخطأ في حقه من كذبه، ولكن ما هو بعمدة.
ولد سَنَة ست وستين ومائتين، ومات يوم الثلاثاء ليومين مضيا من شوال سَنَة إحدى وخمسين وثلاثمائة، ودفن غداة يوم الأربعاء.
قلت: [واهٍ، لكثرة الغرائب وتدليسه والمناكير والموضوعات في حديثه، وسواء كان هذا لشدة ضعفه، أو لتدليسه فإنّه لا يوثق به في الحديث، وهو في القراءات أمثل].
السُّنَن (2/ 128)، الفهرست (68)، مشَيْخة ابن شَاذَان (23)، تَارِيخ بَغْدَاد (2/ 201)، موضح أوهام الجمع والتفريق (2/ 390)، الإكمال (4/ 258)، الأَنْسَاب (5/ 415)، مختصره (3/ 321)، تَارِيخ دمشق (52/ 320)، مختصره (22/ 106)، طبقات الشّافعيّة لابن الصلاح (1/ 139)، المنتَظِم (14/ 148)، ضعفاء ابن الجوزي (3/ 52)، الموضوعات (2/ 205)، مُعْجَم الأدباء (18/ 146)، بيان الوهم والإيهام (3/ 107، 558)، ذيل ابن النجار (17/ 196)، وفيات الأعيان (4/ 298)، طبقات علماء الحديث (3/ 102)، تذكرة الحفاظ (3/ 908)، النُّبلاء (10/ 41)، (13/ 230)، (15/ 573)، (17/ 506)، تَارِيخ الإِسْلَام (26/ 61)، العِبَر (2/ 88)، الإعلام (1/ 243)، معرفة القراء (2/ 578)، الميزان (3/ 370، 520، 587)، (4/ 35)، المغني (2/ 183)، الديوان (3667)، الوَافِي بالوفيات (2/ 345)، مِرْآة الجِنَان (2/ 347)، طبقات الشّافعيّة الكبرى (3/ 145)، طبقات الإسنوي (2/ 270)، البداية (15/ 259)، طبقات الشّافعيّة لابن كثير (1/ 293)، غاية النهاية (2/ 119)، بديعة البيان (159)، المقفى الكبير (5/ 560)، اللِّسَان (7/ 78، 161، 186)، طبقات الحفاظ (841)، طبقات المفسرين (2/ 135)، الشَّذَرات (4/ 271)، الصحيحة (6/ 658/ 2782).
[*] محمَّد بن الحسن بن محمَّد بن عبد الملك بن أبي الشوارب.
هو محمَّد بن الحسن بن عبد الله بن محمَّد بن عبد الملك. تقدّم.