الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
258 - صالحُ بن محمد بن عُبَيدِ الله بن عَلْقَمةَ القَيْسيّ، بَلِّيشِيٌّ، بفَتح الباءِ بواحدةٍ وشدّ اللام وياءِ مَدّ وشينٍ معجَم منسوبًا
.
259 - صالحُ بن محمد بن عليّ الأنصاريُّ، إشبِيليٌّ
.
260 - صالحُ بن مُعاذ الأنصاريُّ، أبو الحَسَن
.
رَوى عن شُرَيْح.
261 -
صالحُ (1) بن مُعافَى بن حَمّاد الغَسّاني، قُرْطُبي.
كان خَيِّرًا فاضلًا عَدْلًا حَسَنَ الهَدْي مقبولَ الشّهادة، عالمًا بالعربيّة راوِيةً للأشعار، أدَّبَ عند بني فُطَيْس، وكتَبَ عن بعضِ القُضاة، واشتُهِر بالفَضْل ومَتَانة الدِّين.
262 -
صالحُ (2) بن يحيى بن صالح الأَنْصاريّ، قُرطُبي، أبو الحَسَن.
تَلا بالسّبع على أبي بكر بن جعفرِ بن صافٍ، وأبي الحَسَن عبدِ الجَليل. تَلا عليه ابنا حَوْطِ الله ورَوَيا عنه، وكان مُكْتِبًا مجُوِّدًا شيخًا فاضلًا، تصدَّرَ للإقراءِ بمسجدِه داخِلَ قُرطُبة على مَقْرُبة من بابِ طُلَيْطُلةَ أحدِ أبوابِها.
وتوفِّي في ذي الحِجة سنةَ ثمانينَ وخمس مئة.
263 -
صالحُ (3) بن أبي الحَسَن يَزيدَ بن صالح بن موسى بن أبي القاسم بن عليِّ بن شَريف، رُنْديّ، أبو الطّيِّب، ابنُ شَريف.
(1) ترجمه الزبيدي في طبقات النحويين (276)، وابن الأبار في التكملة (1932)، والفيروزآبادي في البلغة (156)، والسيوطي في بغية الوعاة 2/ 11.
(2)
ترجمه ابن الأبار في التكملة (1936).
(3)
ترجمه ابن الزبير في صلة الصلة 3/الترجمة 119، وابن فضل الله في مسالك الأبصار 11/ 480، والصفدي في الوافي 16/ 277، وابن الخطيب في الإحاطة 3/ 360، والمقري في أزهار الرياض 3/ 207، وغيرهم.
رَوى عن آباءِ الحَسَن: أَبيه والدَّبَاج وابن الفَخّار الشَّرِيشي وابن قُطْرال، وأبي الحُسَين بن زَرْقُون، وأبي القاسم ابن الجَدِّ التّونُسي.
رَوى عنه جماعةٌ من أصحابِنا، وكتَبَ إليّ بإجازةِ ما رَواهُ وألَّفَه وأنشَأَه نَظْمًا ونَثْرًا، وكان خاتمةَ الأُدباء بالأندَلُس بارعَ التصرُّف في منظوم الكلام ومنثورِه، فقيهًا حافظًا فَرَضيًّا متفنِّنًا في معارفَ جَليلة نبيلَ المَنازِع متواضِعًا، مقتصِدًا في أحوالِه، وله مقاماتٌ بديعة في أغراضٍ شتى، وكلامُه نظمًا ونثرًا مُدوَّن، وصَنَّف في الفرائضِ وأعمالِها مختصَرًا نافعًا نَظْمًا ونَثْرًا، وله تأليفٌ في العَروض وتأليفٌ في صَنْعة الشِّعر سَمّاه "الكافي (1) في علم القوافي" وأودَعَه جُملةً وافرةً من نَظْمه، فمنه في باب التشبيه (2) [الخفيف]:
عَلِّلاني بذِكْرِ تلك اللّيالي
…
وعهودٍ عهِدتُها كاللَّآلي
لستُ أنسَى للحُبِّ ليلةَ أُنْسٍ
…
صالَ فيها على النَّوى بالوِصالِ
غَفَلَ الدّهرُ والرَّقيبُ وبِتْنا
…
فعجِبْنا منَ اتِّفاقِ المُحالِ
ضَمَّنا ضمَّةَ الوِشاحِ عِنَاقٌ
…
بيمينٍ معقودةٍ بشِمالِ
فبَرَدْتُ الحَشَا بلَثْمِ بَرودٍ
…
لم يزَلْ بي حتّى خَبَا لي خَبَالي
وكؤوسُ المُدام تَجْلو عَروسًا
…
أضحَكَ المَزْجُ ثَغْرَها عن لَآلِ
[40 أ] ولنَحْرِ الدُّجى ذوابلُ شَمْعٍ
…
عَكَسَتْ في الزُّجاجِ نُورَ الذُّبالِ
والثُّريّا تَمُدُّ كفًّا خَضِيبًا
…
أَعجَمَتْ بالسِّماكِ نونَ الهلالِ
وكأنّ الصّباحَ إذْ لاح سَيْفٌ
…
يُنتضَى مِنْ غينٍ وميمٍ ودالِ
ومسَحْنا الكَرَى إلى غانياتٍ
…
غانياتٍ بكلِّ سحرٍ حلالِ
(1) هكذا ورد هنا في الإحاطة، وأسمه في نسخة الرباط: الوافي.
(2)
انظر الوافي في نظم القوافي، الورقة 43 (نسخة الرباط). وقد حققه الأستاذ محمد الخمار يرحمه الله بإشراف الدكتور محمد بن شريفة، وهو مرقون بكلية الآداب بالرباط.
في رياضٍ تَبَسَّمَ الزَّهرُ فيها
…
لغَمامٍ بكَتْ دموعَ دلالِ
وجَرَى عاطرُ النّسيم عليلًا
…
يتَهادَى بين الصَّبا والشَّمالِ
فاكتَسَى النَّهرُ لَأْمةً منهُ لمّا
…
أنْ رمَى القَطْرُ نحوَه بنِبالِ
[يا ليالي مِنًى سلامٌ عليها
…
أتراها تعودُ تلك اللّيالي؟]
قوله: "أعجَمَتْ بالسِّماك نونَ الهلالِ" غلَطٌ جَرى عليه جُمهورُ الكُتّاب؛ لأنّ النونَ المتطرِّفةَ لا وَجْه لنَقْطها، إذْ هي متميِّزةٌ بصورتِها، وإنّما تُنْقَطُ مبتدأً بها وموَسَّطة، وحالُها في ذلك حالُ الفاءِ والقافِ والياءِ المسفولة، فإنّهنّ إذا ما تطَرَّفْن تميَّزْنَ بصُوَرِهنّ، فاستُغنيَ عن نَقْطِهنّ؛ إذِ الداعي إلى النَّقْط خوفُ الإلباس، فإذا ارتفعَ الإلباسُ كان الإعجامُ عَبَثًا وكُلفةً لا جَدْوى [فيها] ، والهلالُ إنما يُشبَّهُ بالنونِ المتطرّفة كما يُشبَّهُ بالراء أول ليلة، واللهُ أعلم.
ومنه في التشبيهِ أَيضًا من قصيدة (1)[الوافر]:
وليلِ صبابةٍ (2) كالدهرِ طُولًا
…
تنكَّرَ لي وعَرَّفَهُ التَّمامُ
كأنّ سماءَه رَوْضٌ تَحلَّى
…
بزَهْرِ الزُّهر، والشّرقُ الكُمامُ
كأنّ البدرَ تحتَ الغَيْمِ وجهٌ
…
عليه من ملاحتِهِ لِثَامُ
كأنّ الكوكبَ الدُّرّيَّ كأسٌ
…
وقد رَقَّ الزُّجاجةُ والمُدامُ
كأنَّ سُطورَ أفلاكِ الدَّراري
…
قِسِيٌّ والرّجومُ لها سهامُ
كأنّ مدارَ قُطْبِ بناتِ نَعْشٍ
…
نَدِيٌّ والنجومُ به نِدَامُ
كأنّ بناتِه الكُبرى جَوارٍ
…
جَوارٍ والسُّهَى فيها غلامُ
كأنّ بناتِه الصُّغرى جُمَانٌ
…
على لَبَّاتِها منه نظامُ
(1) انظر الوافي، الورقة 36.
(2)
الوافي: بته.
كواكبُ بِتُّ أرعاهُنَّ حتى
…
كأني عاشق وهْيَ الذِّمامُ
إلى أن مَزَّقَتْ كفُّ الثّريا
…
جُيوبَ الأُفْقِ وانجابَ الظلامُ
فما خِلتُ انصداعَ الفجرِ إلّا
…
قِرابًا يُنْتَضَى منه حُسامُ
وما شَبَّهتُ وجهَ الشمسِ إلا
…
لوجهِكَ أيها الملكُ الهُمَامُ
[وإنْ شَبَّهتُه بالبدرِ يومًا
…
فللبدرِ المَلاحةُ والتَّمامُ] (1)
264 -
[صَفْوانُ (2) بن إدريس بن إبراهيمَ بن عبد الرّحمن بن عيسى بن إدريس التُّجيبيُّ المُرْسِيّ، أبو بَحْر.
رَوى عن أَبيه وخالِه ابن عمِّ أَبيه القاضي أبي القاسم بن إدريسَ، وأبي بكر بن مُغاوِر] ، [40 ب] وأبي رجال بن غَلْبون، وأبي عبد الله بن حَمِيد، وأبي العبّاس بن مَضَاء، وأبي القاسم بن حُبَيْش، وأبوَيْ محمد: الحَجْريِّ وابن حَوْطِ الله، وأبي الوليد بن رُشْد، وأجاز له أبو القاسم ابنُ بَشْكُوال. ورَوى عنه أبو إسحاقَ اليَابُريّ، وأبو الرَّبيع بنُ سالم، وأبو عبد الله بن أبي البقاء، وأبوا عَمْرو: ابن سالم ومحمدُ بن محمد بن عَيْشُون.
(1) سقط من النسخة بقية ترجمة صالح بن يزيد الرندي وما وقع من الأعلام بينه وبين صفوان بن إدريس.
(2)
ترجمه ياقوت في معجم الأدباء 4/ 1448، وابن الأبار في التكملة (1945)، وتحفة القادم 119، وابن سعيد في المغرب 2/ 260، ورايات المبرزين 79، وابن الزبير في صلة الصلة 3/الترجمة 120، والذهبي في المستملح (404)، وتاريخ الإسلام 12/ 1142، وسير أعلام النبلاء 21/ 386، والصفدي في الوافي 16/ 321، وابن شاكر في فوات الوفيات 2/ 117، وابن الخَطيب في الإحاطة 3/ 349، والمقري في نفح الطيب 5/ 62، والمراكشي في الإعلام 7/ 361 وغيرهم، وللدكتور محمد بن شريفة: أبو بحر التجيبي أديب الأندلس.
وقد سقط أول الترجمة، كما ترك المؤلف بياضًا قدر أسطر في أثناء الترجمة، فأتممناه من التكملة ونفح الطيب، فكل ما بين حاصرتين فهو منهما.
وتوفي التجيبي ليلة يوم الاثنين السادس عشر من شوال سنة ثمان وتسعين وخمس مئة، وثكله أبوه، وهو صلّى عليه، ودُفن بإزاء مسجد الجُرف من غربي مرسية وهو دون الأربعين. ومولده سنة إحدى وستين وخمس مئة، وقيل: سنة ستين (التكملة، الترجمة 1945).
[كان أديبًا حَسيبًا مُمتَّعًا من الظَّرْف، رَّيان من الأدب، حافظًا سريعَ البديهةِ، تَرِفَ النشأة، على تصاونٍ وعَفافٍ، جميلًا سريًّا، ممن تساوى حظه من النظم والنَّثر على تباين الناس في ذلك. وله تواليفُ أدبيّة، منها: "زادُ المسافر"، وكتابُ "الرِّحلة"، وكتابُ "العُجَالة" سِفْرانِ يتضمَّنانِ من نَظْمِه ونَثْرِه أدبًا لا كِفَاءَ له، وانفردَ من تأبينِ الحُسَين وبُكاءِ أهل البيت بما ظَهَرتْ عليه برَكتُه من حكاياتٍ كثيرة].
وله من رسالةٍ خاطَبَ بها قاضيَ الجماعة أَبا القاسم بنَ بَقِيّ حين قُلِّد خُطّةَ القضاءِ سنةَ ثِنتينِ وتسعينَ وخمس مئة [الطويل]:
سلامٌ على أهْلِ العُلا والمكارمِ
…
كما عَتقَتْ أَنفاسُ زَهْرِ الكمائمِ
وقد بأن كما بانتِ الواضحةُ الجَلِيّة، أنّ قليلاً تنطلقُ عليه هذه الكُلِّيّة، حتّى إذا انقَبَضت عنها مَراجي الطَّمَاعة، عُلِم أنها مخصوصةٌ بقاضي الجماعة، حُسْنِ الأيام وجمالِها، ومآلِ الآمالِ وثُمالِها، وبصَرِ المعارفِ وسَمْعِها، وواحدِ الفضائل وجَمْعِها، لِينٌ يتضمَّنُ الاكتفاء، ونجدةٌ لا تَبلُغُ الجَفاء، وضالَّةٌ لمن نَشَدَ الوفاء، أبو القاسم بنُ بَقِيِّ بن مَخْلَد، بورِكَ في والدٍ وما وَلَد [الكامل]:
نَسَبٌ كأنّ عليه مِن شمسِ الضُّحى
…
نُورًا ومِن فَلَقِ الصباحِ عَمُودا
أدامَهُ اللهُ حَلْيًا يتنزَّلُ من مشاهدِ المعارف، تَنَزُّلَ الرُّقُمِ من أردانِ المطارِف، وهذا شيءٌ سألتُ الله فيه وقد فَعَل، فإياه أسألُه كما جعَلَه من الكمال حيثُ جعَل، أن يُهنِّئ الأحكامَ ما تأتَّى لها من تَوَلّيهِ وانفعل؛ لأنّ (1) قَدْرَه دام عُمرُه، وامتُثِل نَهْيُه الشَّرعيُّ وأمرُه، أعلى رُتبةً وأكرمُ محلًّا، من أن يتَحلَّى بخُطّةٍ هي به تتَحَلَّى، كيف يُهنَّأُ بالقعودِ لسَماع دعاوَى الباطل، والمعاناةِ لإنصافِ الممطول من الماطل، والتّعبِ [41 أ] في المعادلة، بينَ ذَوي المجادَلة؟ أمَا لو عَلِم المتشوِّفونَ إلى خُطّة الأحكام، المُستشرِفونَ إلى ما لها من التبسُّط والاحتكام، ما يجبُ لها من اللّوازم، والشّروطِ الجَوازم، كبَسْطِ الكَنَف، ورَفْع الجَنَف، والمساواة بين العدوِّ ذي
(1) من هنا حتى قوله: "اليد البيضاء" وردت في الإحاطة 3/ 358 - 359 والنفح 5/ 68.
الذَّنْب، والصاحبِ بالجَنْب، وتقديم ابنِ السّبيل، على ذي الرَّحِم والقَبِيل، وإيثارِ الغريب، على القريب، والتوسُّع في الأخلاق، حتى لمَن ليس له مِن خَلَاق، إلى غير ذلك مما عِلْمُ قاضي الجماعة أحصاه، واستعمَلَ خُلُقَه الفاضلَ أدناهُ وأقصاه، لَجَعلوا خُمولَهم مأمولَهم، وأضرَبوا عن ظهورِهم، فنَبَذوه وراءَ ظهورِهم، اللهمَّ إلا من أُوتيَ بَسْطةً في العلم، ورَسَا طَوْدًا في ساحة الحِلم، وتساوَى ميزانُه في الحَرْب والسِّلم، وكان كقاضي الجماعة في المُماثَلة بين أجناسِ الناس، فقُصاراهُ أن يتقلَّدَ الأحكامَ للأجْر، لا للتعنيفِ والزَّجْر، ويتَولّاها للثّواب، لا للغِلظةِ في ردِّ الجواب، ويأخُذَها لحُسن الجزاء، لا لقُبح الاستهزاء، ويَلتزمَها لجَزيل الذُّخْر، لا للإزراءِ والسُّخْر، فإذا كان ذاك كذلك، وسَلَكَ المتولِّي هذه المسالك، وكان مثلَ قاضي الجماعة ولا مثلَ له، ونفَعَ الحقُّ به عللَه، ونقَعَ غللَه، فيومئذٍ تُهَنَّى به خُطَّةُ القضاء، وتُعرَفُ بما لله عليه من اليدِ البيضاء (1)، فأنهَضَ اللهُ قاضيَ الجماعة بما قلَّده، وأيَّدَ على احتمالِ صُداع المتحاكمينَ جَلَدَه، وإلى ذلكُم أدام اللهُ مُدّةَ عِمادي الأكرم، ومَلاذي الذي أنفُخُ من حدِّه في ضرَم، وأحُلُّ من الاختصاص به محلَّ الحَرَم، فقبلَ هذه الأُمّة، كنتُ تحت تلك الذِّمّة، وكنتُ في حَرْبِ حنين فنصرْتَني نَصْرَ الصمّة، ولِم تتمنَّ ما تمَنّاه يومَئذٍ دُرَيْدُ بنُ الصِّمّة (2)، نهضْتَ بي وكلُّ مُقدَّم قد تحَيَّر، وصَفوتَ وكلُّ ممسوح بجناح الظلِّ قد تغَيَّر، ولأمرٍ ما تخَيَّرتُ عُلاك ومَن أخصبَ تخَيَّر، وما كنتُ إلا كالغريبِ ارتادَ الجِوار، والمُحَلَّى انتَقى المِعصَمَ حين صاغَ السِّوار (3)، فأمّا وقد حِمى انتهاضِكَ أعطاني لله ما أعطاني، وحين ورَدَتْ هذه البِشارةُ العامة أوطاني، "فاليومَ يَا عِزّي ويا سُلطاني" [المنسرح]:
قد كنتُ أسلمتُ فيك مقتضِيًا
…
فهاتِ إذْ حَلَّ أَعطِني سَلَمي
(1) هنا ينتهي ما ورد في الإحاطة والنفح من هذه الرسالة.
(2)
إشارة إلى قوله في يوم حنين:
يا ليتني فيها جذع
…
أخب فيها وأضع
(3)
في الأصل: الصوار.