الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
195 - سُليمانُ بن محمد بن سُليمانَ الرُّعَيْنيُّ، طُلَيْطُليُّ
.
كان من أهل العلم والعَدالة، حيًّا سنةَ إحدى وأربعينَ وأربع مئة.
196 -
سُليمانُ (1) بن محمد بن عبد الله السَّبَئِيُّ، مالَقيٌّ، أبو الحُسَين، ابنُ الطَّرَاوة، بطاءٍ غُفْل مفتوح وراءٍ وألفٍ وواوٍ وتاءِ تأنيث.
رَوى عن آباءِ بكر: ابن غالِب بن أبي الدّوس وابن عَيّاش المَرْشَانيّ؛ ابتَدَأَ قراءةَ "كتابِ سِيبوَيْه" عليه بإشبيلِيَةَ سنةَ إحدى وستينَ وأربع مئة، وابنِ هشام المُصحَفيّ، وأبي جعفرٍ هابيلَ بن محمد. وسَمِع على أبي الحَجّاج الأَعلَم بقراءةِ ابنهِ محمد "كتابَ سِيبوَيْهِ" أَيضًا سنةَ خمس وستينَ، ولزِمَه واقتَصرَ عليه في علم اللّسان. ورَحَلَ إلى قُرْطُبةَ فسمع بها على أبي مَرْوانَ بن سِرَاج "كتابَ سِيبوَيْه" سنةَ ثمانٍ وستينَ بقراءة أبي عليٍّ الغَسّاني، وأخَذَ بها أَيضًا على أبي مَرْوانَ الطُّبْنِيّ، ورَوى أَيضًا عن أبي الوليد الباجِي.
رَوى عنهُ أبو إسحاقَ بنُ شَنِيع (2)، وأبو الأصبَغ عيسى بنُ يحيى ابن اللّيطاني، وأبو بحبرٍ عليُّ بن جامع، وأبو بكر ابن سَمْحُون، وأبوا بكر: ابن موسى القجالجي ويحيى بن عبد الجَبّار، وأبو جعفر بنُ عليّ بن مُجاهد، [25 ب]، وأبوا الحَسَن: صالحُ بن خَلَف بن عامر وصالحُ بن عليّ بن سالم، وأبو زيد السُّهَيْليّ،
(1) ترجمه العماد في الخريدة 3/ 571 (قسم المغرب)، والضبي في بغية الملتمس (779)، وابن خميس في أدباء مالقة (156)، والقفطي في إنباه الرواة 4/ 113، وابن الأبار في التكملة (3140)، وفي تحفة القادم (كما في المقتضب من 110)، والرعيني في برنامج شيوخه (144)، وابن سعيد في المغرب (2/ 208)، وابن الزبير في صلة الصلة 4/الترجمة 395، والذهبي في المستملح (782)، وتاريخ الإسلام 11/ 474، وسير أعلام النبلاء 19/ 609 (ذكر وفاته)، واليمني في إشارة التعيين (135)، والصفدي في الوافي 15/ 422، وابن شاكر في ذوات الوفيات 2/ 79، والفيروزآبادي في البلغة (91)، والسيوطي في بغية الوعاة 1/ 602، وغيرهم.
(2)
هو أبو إسحاق إبراهيم بن عبد القاهر بن فتوح بن شنيع الأشبوني، مترجم في التكملة الأبارية (369).
وأبو عبد الله بن خليل القَيْسيّ، وأبو العبّاس محمدُ بن يزيدَ الطائيُّ، وأبو الفَضْل عِيَاض، وآباءُ محمد: حنون بن عبد العزيز بن حَكَم وابنُ فايز وابن محمد الزُّهَيْريُّ والقاسمُ بن دَحْمانَ ومحمدُ بن مَسْعود بن خَليفة.
وكان نَحْويًّا ماهِرًا، أديبًا بارِعًا؛ يَقرِضُ الشِّعرَ وُينشئُ الرسائلَ، وله آراء في النَّحو انفردَ بها لا يَعتقِدُ الصّوابَ في غيرِها، وكُتُبه الموضوعةُ فيه مشحونةٌ بتلك الآراءِ والمذاهبِ التي خالَفَ فيها جُمهورَ النَّحْويِّين، وعلى الجُملة، فكان مُبرِّزًا في علوم اللِّسان نَحْوَا ولُغةَ وأدبًا لولا ارتكابُه شواذَّ تلك الآراء؛ فمِن مُثْنٍ عليه بالإمامةِ والتقَدُّم في الصِّناعة، كأبي بكرٍ ابن سَمْحون، فإنه كان يَغْلو في الثّناءِ عليه ويقول: ما يجوزُ على الصّراط أعرفُ منه بالنَّحو، ومن غامزٍ يُجهِّلُه وَينسُبُه إلى الإعجاب بنفسِه والافتتانِ برأيِه في مُخالفتِه مَآخذَ النَّحويِّين، كأبي الحَسَن ابن خَرُوف، فإنه أَتْبَعَ شرحَه "كتاب سِيبوَيْه" التعقُّبَ عليه في مقدِّماتِه على "كتاب سِيبوَيْه" وتنبيهاتِه على"إيضاح" الفارِسيِّ، وجعَلَ ذلك من مُهمّاتِ النظَر في تبيينِ أغراضِ سِيبوَيْه، وقد كان يوصَفُ في عصرِه بحِفظِه وجَوْدة القيام عليه، أعني "كتابَ سِيبَوْيه"، وله مجموع في النَّحو مختصَر سمّاه "الترشيح" يكونُ على قَدْر النِّصف من"جُمَل" الزَّجّاجي، و"مقالةٌ في الاسم والمسَمَّى"، إلى غيرِ ذلك من مصنَّفاتِه.
وكانت بينَه وبينَ الأستاذِ أبي الحَسَن الحُصْري مُخاطَباتٌ (1) نالَ كلُّ واحدٍ منهما فيها من صاحبِه؛ وتجوَّل كثيرًا في بلادِ الأندَلُس مُعلِّمًا بها ما كان عندَه.
أنشَدتُ على شيخِنا أبي الحَسَن الرُّعَيْنيِّ رحمه الله، ونقَلتُه من خطِّه، قال (2): أنشَدنا، يعني أَبا بكرٍ محمدَ بن عليّ بن يوسُف بن عليّ بن مُطَرِّف المالَقيَّ، قال: أنشَدَني أبي لأبي الحُسَين ابن الطَّرَاوةِ في أهل مالَقةَ وقد خَرَجوا
(1) انظر بعضها في "أخبار وتراجم أندلسية"(63) عن السلفي.
(2)
انظر معجم شيوخه (144).
للاستسقاءِ والسماءُ قد غَيَّمتْ والرَّذاذُ ينزِل، فلمّا برَزوا للمُصَلَّى عاد الصَّحوُ وارتفَعَ الرَّذاذُ فقال [الكامل الأحذّ]:
خَرَجوا ليَستَسْقُوا وقد نَشَأَتْ
…
بَحْريّةٌ يَبْدو لها رَشْحُ
حتّى إذا اصطَفُّوا لدعوتِهمْ
…
وبَدَا لأَعيُنهمْ بها نَضْحُ
كُشِفَ الغطاءُ إِجابةً لهمُ
…
فكأنّما جاءوا ليَستَصْحُوا
[21 أ] ومن مُستفيضِ شعرِه، وضمَّنَه مثَلًا سائرًا (1) [الوافر]:
وقائلةٍ: أتَصْبو للغَواني
…
وقد أضحىَ بمَفرِقِكَ النّهارُ؟!
فقلتُ لها: حثَثْتِ على التّصابي
…
(أحقُّ الخيلِ بالرّكضِ المُعارُ)
ومنه في فُقهاءِ مالَقةَ (2)[البسيط]:
إذا رأَوْا حَمَلًا (3) يأتي على بُعُدٍ
…
مَدُّوا إليه جميعًا كفَّ مُقتنِصِ
إن جئتَهم فارِغًا لَزُّوكَ في قَرَنٍ
…
وإن رَأَوْا رِشْوةً أفتَوْك بالرُّخَصِ
توفِّي في رمضانِ أو شوّالِ ثمانٍ وعشرينَ وخمس مئة عن سنٍّ عالية.
197 -
سُليمانُ (4) بن محمد بن غالِب بن أُسامةَ، دانيٌّ، أبو الرَّبيع، وهُو والدُ الأستاذُ أبي بكرٍ أسامة.
رَوى عن أبي إسحاقَ بن جَماعة، وأبي بكرٍ زاوي بن مُنَاد، وأبي عبد الله بن الحَسَن بن سَعيد المُقرئ، وأبي العبّاس بن طاهر، وأبي الوليد ابن الدَّبّاغ، وكان صالحًا فاضلًا.
(1) راجع "أخبار وتراجم أندلسية"(17)، والنفح 6/ 65.
(2)
بغية الوعاة 1/ 602.
(3)
في البغية وغيرها: "جَمَلًا" مصحف.
(4)
ترجمه ابن الأبار في التكملة (3150).