الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد تقَدَّم رَفْعُ نسَبِه في رَسم أبي جعفرٍ ابن أخيه أبي إسحاق. تَلا بالسَّبع على أبي عَمْرٍو موسى بن حَبيب وقرَأَ عليه النَّحوَ والأدبَ واللّغة، وسَمع الحديثَ معَ أخيه أبي إسحاقَ على أبَي الحَسَن بن بَقِيّ، وأبي عبد الله بن حَمْدِينَ، وأبي محمد بن عَتّاب وسائرِ شيوخ أخيه، وقد ذُكِروا في رَسْمِه. وتفَقَّه بأبوَيْ عبد الله: ابن الحاجِّ وابن المُناصِف، وأبي الوليد بن رُشْد، وقرَأَ على [أبي] الحَسَن سُليمانَ بن عبد الله المُهْرِي، وتأدَّب بأبي الوليد مالكٍ العُتْبيِّ [57 أ] وكلُّهم أجازَ له، وأجاز له أبو عبد الله بنُ قُزْمان، وأبو عُمرَ مَيْمونُ بن ياسين، وأبو الوليد بن طَرِيف.
رَوى عنه قريبُه أبو القاسم محمدُ بن عامِر بن فَرْقَد، وأبو الحُسَين بن قُزْمان، وكان فقيهًا حافِظًا لفروع المذهبِ المالكيّ نافذًا في استنباطِ الأحكام بصيرًا بالفَتْوى، وكانتِ الدِّرايةُ أغلبَ عليه من الرِّواية، واستُقضيَ بمَوْرُورَ بلدِه فحُمِدتْ سِيرتُه، وعُرف بالزّكاء والعَدالة والصّلابة في الحُكم والصَّدْع بالحق.
مولدُه سنةَ ثلاثٍ وتسعينَ وأربع مئة، وتوفّي سنةَ ستٍّ وسبعينَ وخمس مئة.
قال أبو القاسم بن فَرْقَد: كان بينَه وبينَ شقيقِه أبي إسحاقَ في المولِد خمسُ سنينَ استَوْفاها بعدَه، وراجع ما ذُكِر في مولدِ أبي إسحاق، فإنّ فيه خلافًا لبعض هذا، واللهُ أعلم.
383 - عبدُ الله بن خَلَف الأنصاريُّ
.
رَوى عن أبي عثمانَ طاهرِ بن هشام.
384 - عبدُ الله بن خَلَف الجُذَاميُّ، أبو محمد، ابنُ جرباله
.
385 - عبدُ الله بن خَلَف اللَّخْميُّ، أبو محمد
.
رَوى عن شُرَيح، وله رحلةٌ إلى المشرِق حَجَّ فيها.
386 - عبدُ الله بن خَليل بن إسماعيلَ السَّكُونيُّ، لَبْليٌّ، أبو محمد
.
وقد تَقدَّم رفْعُ نَسَبِه في رَسْم أبيه وغيِره. رَوى عن أبيه وعمِّه أبي محمد عبد الغَفُور وأبي بكرٍ ابن العَرَبي وأبي الحَسَن شُرَيْح، وأبي الحَكَم عَمْرو بن أحمدَ بن حَجّاج، ولزِمَ صُحبةَ أبي عبد الله بن المُجاهد.
وكان زاهدًا فاضلًا صادقَ الوَرَع، كَفَّ عن أكلِ بهيمة الأنعام ألبتّةَ حين نشَأت الفتنةُ على اللَّمْتُونيِّين، وله في ذلك أخبارٌ عجيبة تدُلُّ على صدق وَرَعِه وحُسن حالِه مع الله تعالى، وتوفِّي في أوائل عَشْرِ الثمانينَ وخمس مئة.
387 -
عبدُ الله (1) بن خَميس بن مَرْوان الأنصاريُّ، بَلَنْسِيٌّ، أبو محمد.
كان فقيهًا جليلًا، استَقْضاه بدانِيَةَ وأعمالهِا إقبالُ الدولة عليُّ بن مجاهِد العامري (2)، وعَهْدُهُ له بذلك من إنشاءِ أبي محمد بن أبي عُمرَ بن عبد البَرّ، في شوّالِ اثنَيْن وأربعينَ وأربع مئة، ثم صَرَفَه بسِعاية محمد بن مبارَك الصائغ عليه، ووَلّى مكانَه أبا عُمر ابنَ الحذّاء، وأوصَى إليه أبو عَمْرو المُقرئُ بالصلاة عليه عند وفاتِه بدانِيَةَ للنصف من شوّال سنة أربع وأربعينَ وأربع مئة، فأنفَذَ أبو العبّاس وصيّةَ أبيه بذلك، وكان حيًّا سنة ست وسبعينَ وأربع مئة.
388 -
عبدُ الله بن رَشِيق (3)، قُرطُبيّ [أندَلُسي.
أوطَنَ القَيْروانَ سنينَ عدّة، واختَصَّ بأبي عِمرانَ الفاسي وتفَقّه به، وكان أديبًا شاعرًا عفيفًا خيِّرًا، وفي شيخِه أبي عِمرانَ أكثرُ شعرِه، ورَحَلَ حاجًّا فأدَّى الفريضة.
(1) ترجمه ابن الأبار في التكملة (2009).
(2)
خلف أباه مجاهدًا العامري في حكم دانية والجزائر وبقي فيها نحو ثلاثين عامًا إلى أن استولى بنو هود على دانية عام 468 هـ وقد قال فيه عبد الواحد المراكشي: "لا أعلم في المتغلبين على جهات الأندلس أصون منه نفسًا، ولا أطهر عرضًا ولا أنقى ساحة كان لا يشرب الخمر ولا يقرب من يشربها وكان مؤثرًا للعلوم الشرعية مكرمًا لأهلها"(المعجب 127).
(3)
ترجمه ابن الأبار في التكملة (1995)، وابن فضل الله في مسالك الأبصار 11/ الورقة 359، والصفدي في الوافي 17/ 165، والمقري في نفح الطيب 2/ 647.
وتوفِّي في انصرافِه بمِصرَ سنةَ تسعَ عشْرةَ وأربع مئة. ذكَرَه أبو عليّ الحَسَنُ ابن رَشِيق القَيْرَوانيُّ في كتابِ "الأُنْموذَج" من تأليفِه بأكثرَ من هذا، وأنشَدَ له [مجزوء الخفيف]:
خيرُ أعمالِكَ الرّضا
…
بالمقاديرِ والقَضَا
بينَما المرءُ ناطقٌ
…
قيلَ: قد مات فانقضَى
وأنشَدَ له أيضًا [الطويل]:
سأقطَعُ حَبْلي من حِبالِك جاهدًا
…
وأهجُرُ هَجْرًا لايَحُزُّ لنا عِرْضا
وقد يُعرِضُ الإنسانُ عمَّن يوَدُّهُ
…
ويلقَى ببِشرٍ مَن يُسِرُّ له البُغْضا
قال: وأراد الحجَّ فنالَه وجعٌ فماتَ بمِصرَ سنة تسع عشْرةَ وأربع مئةٍ بعدَ اشتهارِه فيها بالعلم والجلالة، وقد بَلَغَ عُمرُه نحوًا من الأربعينَ سنة] (1).
(1) قلنا: وقد سقطت سائر التراجم بين عبد الله بن رشيق وعبد الله بن محمد بن الخلف، ونقل السيوطي مما يقع في هذا الموطن الترجمات الآتية:
- عبد الله بن سليمان بن داود بن حوط الله الحارثي الأندي: بضم الهمزة وسكون النون والدال المهملة، وحوط الله: بفتح الحاء وسكون الواو [قال ابن عبد الملك]: وذكر شيخنا أبو الحكم أن اسمه حوطلة مصغر حوت مؤنث على لغة شرق الأندلس فإنهم يفتحون أول الكلمة نحو الحوت والعود وينطقون بالتاء طاء ويلحقون آخر المصغر لامًا مشددة مفتوحة في المؤنث مضمومة في المذكر وهاء ساكنة فيقولون في حوتا "حوطله"، [قال ابن عبد الملك]: ويأبى هذا كتابة الأفاضل إياه خلفًا عن سلف. (انظر 2/ 44 من البغية) وله ترجمة مسهبة في التكملة (2150) ولا ريب في أن ابن عبد الملك أطال في ترجمته بما يربو على ما أورده ابن الأبار.
- عبد الله بن سيد أمير اللخمي الشلبي أبو محمد: [قال ابن عبد الملك].كان إمامًا في النحو حافظًا للغة ذا حظ صالح من الطب، روى عن ابن الرماك، وعنه يعيش بن القديم. وذكره ابن الزبير فقال: كان نحوَيًا لغوَيًا له مشاركة في الطب. (البغية 2/ 45، وانظر أيضًا التكملة 2126).
- عبد الله بن فائد بن عبد الرحمن العكي أبو محمد: هكذا سماه ابن الزبير، وسماه ابن عبد الملك: عبد الله بن عبد الرحمن بن فائز، كان لغويًا نحويًا ماهرًا جليلًا فاضلًا ورعًا، أخذ عن ابن الطراوة وغيره ودرس اللغة العربية والقرآن بمالقة وخطب بجامعها، وكان متفننًا في العلوم، روى عنه ابنه أبو الحسن وابن الفخار ومات في ذي الحجة سنة ستين وخمس مئة (البغية 2/ 54 وانظر التكملة 2593).
389 -
[عبدُ الله (1) بن محمد بن الخلف بن الحَسَن بن إسماعيلَ الصَّدَفيُّ، من أهل بَلَنْسِيَة، يُعرَفُ بابن عَلْقَمةَ، ويُكْنَى أبا محمد.
رَوى عن أبيه أبي عبد الله، صاحبِ التاريخ] (2) [49 ب] وأبوَيْ محمد: البَطَلْيَوْسيِّ وابن خَيْرون.
روى عنه أبو الحَسَن بن فَزَارةَ؛ وكان مُشارِكًا في الفقه أديبًا شاعرًا، وَرِعًا فاضلًا، حسَنَ الخَطّ، كاتبًا بارعًا، خطيبًا بليغًا، أنشَأَ خُطَبًا حِسَانًا في أنواع مختلفة.
وتوفِّي في حدود الأربعينَ وخمس مئة.
390 -
عبدُ الله (3) بن محمد بن خَلَف بن سَعادةَ الأَصْبُحيّ، دانِيٌّ، أبو محمد.
رَوى عن أبي بكر بن نُمَارةَ، ولازَمَ ببَلَنْسِيَةَ أبا الحَسَن بن سَعْد الخَيْر، واحتَذَى أوّلَ أمرِه خَطَّه فقارَبَه، ورَوى عن أبي عبد الله بن الصُّمَيْل. ثُم رَحَلَ إلى المشرِق فسَمِعَ بالإسكندَريّة على أبوَي الطاهر: السّلَفي وابن عَوْف، وأبي عبد الله ابن الحَضْرَميِّ، وأبي القاسم عليّ بن مَهْديّ، وبمِصرَ عن أبي القاسم هِبة الله بن عليّ بن سُعود البُوصِيري، وأكثَرَ عنهم.
رَوى عنه أبو عبد الله التُّجِيبيُّ، وهو في عِدَاد أصحابِه، وقال: كان معَنا بالإسكندَريّة نازلًا بالمدرسة العادِليّة، وبقراءتِه سَمِعنا "صحيحَ البخاريِّ" على أبي الطاهر بن عَوْف سنةَ ثلاثٍ وسبعينَ وخمس مئة؛ رَوى عنه أبو أحمد جعفرُ بن مَيْمونٍ الشاطِبيُّ، وأبو مَرْوانَ عبدُ الملِك بن محمد ابنُ الكَرْدَبُوس، وأبو القاسم عيسى ابنُ الوجيهِ عبد العزيز وحَمَّلَه الرِّوايةَ عن قوم لم يَرَهُم ولا أدرَكَهم وبعضُهم لا يُعرَف، وذلك من أوهام هذا الشّيخِ عيسى واضطرابِه. وكان مُقرِئًا محدّثًا فاضلًا وَرِعًا، استُشهِدَ في صَدَرِه إلى بلدِه غرَقًا في البحر، نفَعَه الله.
(1) ترجمه ابن الأبار في التكملة (2069)، وتحفة القادم (20)، والصفدي في الوافي 17/ 542.
(2)
سقط أول الترجمة، وما بين الحاصرتين من التكملة.
(3)
ترجمه ابن الأبار في التكملة (2108)، والذهبي في المستملح (446)، وتاريخ الإسلام 12/ 510، ومعرفة القراء الكبار 2/ 540، وابن الجزري في غاية النهاية 1/ 448، والقادري في نهاية الغاية، الورقة 124، والمقري في نفح الطيب 2/ 652.