الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فإن قال: تأويل ابن عباس والبراء لقوله: {وما كان الله ليضيع إيمانكم} يعني: صلاتكم يدل على أن الإيمان: الطاعات، وأن كل طاعة إيمان؟
قلت: ليس بدال على ذلك، إذ ممكن أن يحمل ذلك على التوسع، فلذلك سمينا الصلاة إيماناً إذ كانت من شرائع الإيمان، وبالله التوفيق.
فصل: (في زيادة الإيمان ونقصانه)
68-
ومن قولهم –أيضاً-: إن الإيمان يزيد [بالطاعة] ، وينقص بالمعصية، ويقوى بالعلم، ويضعف بالجهل، ويخرج بالكفر.
والدليل على زيادته قوله عز وجل: {وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً} ،
وقوله: {فأما الذين آمنوا فزادتهم إيماناً} ، وقوله:{ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم} ، وقوله:{ويزداد الذين آمنوا إيماناً} في أمثال لذلك من الآي.
والدليل على نقصانه قوله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي} الآية، فما حبط فلا شك في نقصانه.
وقال صلى الله عليه وسلم في النساء: ((ما رأيت من ناقصات دين وعقل أغلب على ذي لب منكن)) . وقال صلى الله عليه وسلم: ((يخرج من النار من في قلبه مثقال من الإيمان، ونصف مثقال، وربع مثقال)) حتى ذكر الخردلة والشعيرة.
فمن معه قدر مثقال فإيمانه لا شك أزيد ممن معه قدر خردلة وشعيرة.
وأقل الإيمان: ما لا يجامعه الشكوك. وأكثره: إيمان الأنبياء عليهم السلام.
69-
حدثنا الخالقاني خلف بن حمدان، قال: نا محمد بن عبد الله النيسابوري، قال: نا عمي يحيى بن زكريا، قال: نا محمد بن يحيى، قال: نا أبو بكر بن أبي الأسود، قال: نا إبراهيم ابن أبي الوزير قال: سألت مالكاً عن الإيمان فقال: قول وعمل.
فقلت: يزيد وينقص؟ قال: نعم.