الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقوله تعالى: {ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً} يريد من انقاد إليكم ظاهره، وأذعن بكلمة الحق، لأنكم لا تعرفون باطنه، فكل طاعة استسلم بها العبد لربه وانقاد بها لأمره، فهي من جملة الإسلام.
فصل: (في الإيمان والإسلام)
79-
والإيمان أعلى خصلة من خصال الإسلام، ولا تتم طاعة الله، وقربة إليه إلا به، فوجب بذلك أن يكون كل إيمان إسلاماً لله من حيث كان قربة إليه، وانقياداً، واستسلاماً
لأمره، وأن يكون كل إسلام إيماناً، لأن من الإسلام إيماناً هو تصديق، ومنه ما ليس بتصديق.
80-
فأما قوله عز وجل: {فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين} ، فلا يدل على أن كل إسلام إيمان، وأن الإسلام هو الإيمان على ما ذهب إليه بعض الناس، لأنه لم يكن في أهل تلك القرية مؤمنون مصدقون لله عز وجل، ولا ممن يريد الله بالطاعة، ويستسلم لأمره غير أهل البيت، صاروا هم المؤمنون، وهم المسلمون فقال عز وجل:{فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين} الآية، فوصفهم