الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يريد باسم السلام عليكما نفسه، وهو التحية. فاسمها هو هي، وهذا قول أهل السنة، ومن صح اعتقاده من أهل اللغة.
فصل: (في استواء الله على عرشه وعلوه على خلقه)
12-
ومن قولهم: أنه سبحانه فوق سماواته، مستوٍ على عرشه، ومستول على جميع خلقه، وبائن منهم بذاته، غير بائن بعلمه، بل علمه محيط بهم، يعلم سرهم وجهرهم، ويعلم ما يكسبون، على ما ورد به خبره الصادق، وكتابه الناطق، فقال
تعالى: {الرحمن على العرش استوى} ، واستواؤه عز وجل: علوه بغير كيفية، ولا تحديد، ولا مجاورة ولا مماسة.
13-
قال مالك رحمه الله للذي سأله عن كيفية الاستواء: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة. قال عز وجل: {ثم استوى على
العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها} الآية يعني أن علمه محيط بهم حيثما كانوا، بدليل قوله:{لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما} . وقال عز وجل: {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} . وقال: {أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض} ، {أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصباً} ، وقال:{تعرج الملائكة والروح إليه} ، وقال:{يدبر الأمر من السماء إلى الأرض} الآية.
وقال: {وهو القاهر فوق عباده} ، وقال:{يخافون ربهم من فوقهم} ، وقال:{يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي} ، وقال:{بل رفعه الله إليه} وقال مخبراً عن فرعون: {وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحاً} الآية.
14-
[وقوله تعالى: {وهو الله في السموات وفي الأرض} الآية.
المعنى: وهو المعبود في السماوات وفي الأرض.
وقيل: وهو المنفرد بالتدبير فيهن. وقيل: ذلك على التقديم والتأخير أي: وهو الله يعلم سركم وجهركم في السماوات وفي الأرض.
وقيل: التام وهو الله] . وقيل: في السماوات.
وقوله تعالى: {وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله} يعني: أنه إله أهل السماء، وإله أهل الأرض.
15-
وقوله سبحانه: {إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون} ،:{وإن الله لمع المحسنين} ، و:{إنني معكما أسمع وأرى} . يعني: أنه يحفظهم وينصرهم ويؤيدهم، لا أن ذاته معهم، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، وقوله عز وجل:{ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم} الآية. يعني: أنه تبارك وتعالى عالم بهم وبما خفي من سرهم ونجواهم بدليل قوله: {ألم تر أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض} ، وقوله تعالى:{وهو بكل شيء عليم} فابتدأ الآية بالعلم، وختمها بالعلم.
وروى مقاتل بن حيان عن الضحاك في الآية قال: هو تعالى فوق عرشه، وعلمه معهم.
أي: محيط. فسبحان من لا يبلغه وصف واصف، ولا يدركه وهم عارف.
16-
حدثنا خلف بن إبراهيم المالكي، قال: نا محمد بن عبد الله بن حيويه النيسابوري، قال: نا إبراهيم بن جميل، قال: نا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال:[حدثني أبي] نا سريج بن النعمان قال: نا عبد الله بن نافع قال: