الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
97-
وقال عز من قائل مخبراً عن نبيه يوسف عليه السلام: {إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين} إلى آخر الآيات. وقال مخبراً عنه: {هذا تأويل رؤياي من قبل} وكذلك ما أخبر به من رؤيا إبراهيم عليه السلام في قوله: {فلما بلغ معه السعي} يريد: العمل، أي: بلغ أن يتصرف معه وأن ينفعه: {قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك} إلى آخر الآيات.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الرؤيا من الله، والحلم من الشيطان)) .
فصل: (في الإسراء)
98-
ومن قولهم: إن النبي صلى الله عليه وسلم أسري به يقظان لا نائماً، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم إلى السماوات العلى إلى سدرة المنتهى على ما أخبر به تعالى في قوله:{سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً} الآية. وقال عز وجل: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس} .
قال ابن عباس: هي رؤيا عين أريها صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به لا رؤيا نوم.
وقاله سعيد بن جبير، والحسن، ومجاهد، ومسروق، وإبراهيم، والضحاك، وقتادة، وابن جريج، وابن زيد.
وقال عكرمة: هي رؤيا يقظة.
99-
ولو كانت رؤيا نوم على ما يذهب إليه طوائف أهل البدع من المعتزلة وغيرهم، لم تكن فتنة للناس حتى ارتاب قوم، وارتد قوم عن الإسلام، ولا كان أيضاً فيها دلالة على نبوته صلى الله عليه وسلم، ولا حجة على رسالته، ولا كان الذين أنكروا ذلك من أهل الشرك يدفعونه عن صدقه في ذلك، إذ غير منكر عندهم، وعند كل أحد أنه قد يرى الرائي في المنام ما على مسيرة سنة فضلاً عما هو مسيرة شهر ودونه، هذا مع دليل ظاهر النص المذكور الذي لا طريق للمجاز فيه على أنه صلى الله عليه وسلم أسري بجسده لا بروحه دونه، وهو قوله سبحانه:{سبحان الذي أسرى بعبده} وتظاهرت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الله تعالى أسرى به على دابة يقال لها: البراق، والدواب لا تحمل الأرواح، وإنما تحمل الأجسام.
100-
وقال تعالى: {علمه} أي: علم محمداً صلى الله عليه وسلم {شديد القوى} أي: شديد الخلق، يعني جبريل عليه السلام {ذو مرة} أي ذو قوة {فاستوى} أي: فاعتدل قائماً. يعني جبريل عليه السلام: {وهو بالأفق الأعلى} يعني: وجبريل بالأفق الأعلى، أي: بالمشرق من حيث تطلع الشمس {ثم دنا فتدلى} أي: فتدلى جبريل بالوحي إلى محمد صلى الله عليه وسلم يعني: فقرب {فكان قاب قوسين أو أدنى} أي: قدر ذراعين {فأوحى إلى عبده ما أوحى} أي: فأوحى جبريل إلى محمد، وقيل: فأوحى الله تعالى إلى محمد {ما كذب الفؤاد ما رأى} قال الحسن: ما كذب فؤاده ما رأت عيناه ليلة أسري به.
بل صدقه الفؤاد {أفتمارونه على ما يرى} إلى قوله: {ما زاغ البصر وما طغى لقد رأى من آيات ربه الكبرى} ، وأنه صلى الله عليه وسلم رأى هناك الأنبياء عليهم السلام: آدم، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، وإدريس، وفرضت عليه الصلوات الخمس، وكلمه الله تعالى، وأدخله الجنة وأراه النار على ما تواترت به الأخبار، وثبتت بنقله الآثار.