المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل: (في الحوض) - الرسالة الوافية لأبي عمرو الداني

[أبو عمرو الداني]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب فيه الرسالة الوافية لمذهب أهل السنة في الاعتقادات وأصول الديانات

- ‌بسم الله الرحمن الرحيم

- ‌فصل: (أول واجب على المكلف)

- ‌فصل (في ذكر بعض الصفات لله)

- ‌فصل: (في الاسم والمسمى)

- ‌فصل: (في استواء الله على عرشه وعلوه على خلقه)

- ‌فصل: (في نزوله سبحانه إلى السماء الدنيا)

- ‌فصل: (في العرض والكرسي)

- ‌فصل: (في اللوح والقلم)

- ‌فصل: (في الملائكة)

- ‌فصل: (في ملك الموت)

- ‌فصل: (في القدر)

- ‌فصل: (في خلق أفعال العباد وتقدير الأرزاق والآجال)

- ‌فصل: (في إثبات صفة الكلام لله)

- ‌فصل: (في أن القرآن كلام الله غير مخلوق)

- ‌فصل: (في رؤية المؤمنين لربهم)

- ‌فصل: (في الحساب)

- ‌فصل: (الإيمان قول وعمل ونية)

- ‌فصل: (في زيادة الإيمان ونقصانه)

- ‌فصل: (الاستثناء في الإيمان)

- ‌فصل: (في معنى الإسلام)

- ‌فصل: (في الإيمان والإسلام)

- ‌فصل: (في منة الله على المؤمنين بالإيمان)

- ‌فصل: (في الإيمان بما جاءت به الرسل)

- ‌فصل: (في جزاء الحسنة والسيئة)

- ‌فصل: (في وجوب التوبة وشروطها)

- ‌فصل: (في مغفرة الله لما دون الشرك)

- ‌فصل: (في وعد الله ووعيده)

- ‌فصل: (القول في عصاة الموحدين وأحكامهم في الدنيا)

- ‌(فصل: (في لزوم الجماعة واتباع السنن)

- ‌فصل: (في الرؤيا)

- ‌فصل: (في الإسراء)

- ‌فصل: (في الجنة والنار)

- ‌فصل: (في القبر وفتنته)

- ‌فصل: (في المعاد ومجيء الله يوم القيامة)

- ‌فصل: (في الصراط)

- ‌فصل: (في الميزان)

- ‌فصل: (في الحوض)

- ‌فصل: (في صفة خلق السموات والأرض)

- ‌فصل: (في مخلوقات السماء الدنيا)

- ‌فصل: (أطفال الأنبياء والمؤمنين)

- ‌فصل: (أطفال الكفار)

- ‌فصل: (في الجن)

- ‌فصل: (في السحر)

- ‌فصل: (في أخبار الآحاد)

- ‌فصل: (في الإيمان بالرسل)

- ‌فصل: (في الموقف من الصحابة)

- ‌فصل: (مراتبهم في الفضل)

- ‌فصل: (في الإمامة)

- ‌فصل: (في أشراط الساعة)

- ‌فصل: (في نزول عيسى عليه السلام

- ‌فصل: (في يأجوج ومأجوج)

- ‌فصل: (في صفة الدابة)

- ‌فصل: (في طلوع الشمس من مغربها)

- ‌فصل: (في خروج النار)

- ‌فصل: (جامع من أصول الديانة، ومعالم الشريعة)

- ‌فصل: (في ذم أهل البدع ومذهبهم)

- ‌فصل: (في الواجب على ولاة الأمور من الأمراء والعلماء)

الفصل: ‌فصل: (في الحوض)

قوله صلى الله عليه وسلم: ((يؤتى يوم القيامة بالأكول الشروب فلا يزن جناح بعوضة)) إنما يعني صلى الله عليه وسلم: أنه خال من البر والطاعة، وأن لا شيء له ولا فيه منهما فعبر بالوزن عن ذلك والله أعلم.

‌فصل: (في الحوض)

121-

ومن قولهم: إن للرسول صلى الله عليه وسلم في المعاد حوضاً شرابه أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، وفيه من الآنية مثل عدد نجوم السماء، يقع فيه ميزابان من الكوثر، لا يظمأ من شرب منه من المؤمنين، ويمنع منه من انحرف عن الدين، وخالف السبيل المستقيم على ما صحت به الأخبار عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

ص: 207

قال عز من قائل: {إنا أعطيناك الكوثر} ، والكوثر نهر في الجنة أعطيه نبينا صلى الله عليه وسلم، بذلك تواترت الأخبار، وصحت الآثار.

122-

حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله الفرائضي، قال: نا علي بن محمد بن زيد، قال: نا محمد بن عبد الله مطين، قال: نا هدبة بن خالد، قال: نا همام بن يحيى، قال: نا قتادة، عن أنس بن مالك قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((بينما أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافاته قباب الدر المجوف، فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر الذي أعطاك الله عز وجل) .

ص: 208

123-

ومن قولهم: إن الله يشفع نبيه صلى الله عليه وسلم، وأهل بيته وصحابته، ومن يشاء من صالح عباده، في عصاة أهل ملته، ويخرج بشفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم من النار قوم بعد ما امتحشوا فيها وصاروا حمماً، ويدخلون الجنة ويغسلون في ماء الحياة فتنبت لحومهم كما تنبت الحبة في حميل السيل، على ما أتت به الأخبار الصحاح عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

124-

وقال عز من قائل لنبيه صلى الله عليه وسلم: {عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً} ، وجاء عنه صلى الله عليه وسلم عن غير واحد من الصحابة أن المقام المحمود: الشفاعة.

وقال تعالى: {ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين} يعني: إذا أذن في الشفاعة، وأخرج العصاة من المؤمنين من النار.

وقال في الكافرين: {فما تنفعهم شفاعة الشافعين} ، وقال فيهم: {ما للظالمين

ص: 209

من حميم ولا شفيع يطاع} .

125-

وقال: {ولا يشفعون} عن الملائكة {إلا لمن ارتضى} ، والعصاة لتمسكهم بالتوحيد والإقرار والتصديق مرتضون، بدليل قوله:{ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه} ، ثم قال:{جنات عدن يدخلونها} ، ومرتضى ومصطفى واحد؛ على أن علي بن أبي طلحة قد روى عن ابن عباس في قوله تعالى:{إلا لمن ارتضى} قال: الذي ارتضى لهم شهادة أن لا إله إلا الله.

وقال أصحابنا معناه: إلا لمن ارتضى أن يشفع فيه، وليس معناه إلا لمن رضي عمله، لأن من رضي له جميع عمله لا يحتاج إلى شفاعة.

126-

قال الله عز وجل: {ما على المحسنين من سبيل} .

وقال صلى الله عليه وسلم: ((شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي)) ، وقال: ((أسعد الناس بشفاعتي يوم

ص: 210

القيامة من قال لا إله إلا الله مخلصاً من قلبه)) ، وقال صلى الله عليه وسلم:((لكل نبي دعوة يدعو بها فأريد أن أختبئ دعوتي شفاعة لأمتي في الآخرة)) ، فلا يديم تبارك وتعالى عذابه إلا على الكافرين، ولا يخلد في ناره إلا الجاحدين، على ما أخبر به في قوله:{إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون} وقال: {وإن جهنم لمحيطة بالكافرين} ،

ص: 211