الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل: (أطفال الكفار)
142-
فأما أطفال المشركين: فاختلفت الآثار فيهم.
فجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم رواه أنس عنه: {أنهم خدم أهل الجنة)) .
وعن أنس أيضاً عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((عفي لي عن أطفال المسلمين، وجعل أطفال المشركين خدماً لأهل الجنة)) .
143-
وجاء عنه أنه قال: ((النبي في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود في الجنة،
والوءد في الجنة)) .
وجاء عنه: أنه سئل عن امرأة وأدت في الجاهلية وماتت فقال: ((هي وما وأدت في النار)) .
وجاء عنه أنه قال: ((هم مع آبائهم)) .
144-
وجاء عنه أنه قال: ((وأربعة يحتجون يوم القيامة، رجل أصم أبكم، ورجل هلك في الفترة، ورجل معتوه، والمولود.
فيقول الأصم: يا رب لقد جاء الإسلامي والصبيان يلعبون بي.
ويقول الهالك في الفترة: لم يأتني كتاب ولا رسول، ثم تلا:{ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله} إلى آخر الآية.
ويقول المعتوه: لم تجعل لي عقلاً.
ويقول الطفل: يا رب لم أدرك العقل.
فيقول الله: إني آمركم بأمر أفتطيعوني؟ فيقولون: نعم وعزتك يا رب. فيقول: اذهبوا فادخلوا النار. قال: ولو دخلوها ما ضرتهم، فيذهبون ثم يرجعون، فيؤمرون إلى الثالثة.
فيقول الرب سبحانه: قبل أن أخلقكم علمت ما أنتم عاملون، وعلى علمي خلقتكم، وإلى علمي تصيرون: ضميهم، فتأخذهم النار.
وجاء: أن هؤلاء تؤجج لهم نار فيقال لهم: اقتحموها فمن اقتحمها كانت عليه برداً وسلاماً، ومن أبى وجبت عليه الحجة)) .
145-
وقال بعض العلماء: منهم شقي وسعيد، وهم في مشيئة الله عز وجل يفعل فيهم ما يشاء.
واحتج من قال إنهم في النار مع آبائهم بقوله تعالى إخباراً عن نوح عليه السلام: {رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً. إنك إن تذرهم} الآية.
والقول الأول أصح إسناداً وأولى.
146-
وقد احتج بعض العلماء بما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم من قوله: ((كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه)) .
والفطرة: هي الإسلام، بدليل قوله:{فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم} .
وقيل: ((الفطرة)) العهد والميثاق الذي أخذ عليهم حين فطروا.
ومعنى قوله: ((يهودانه وينصرانه)) أي: يحكمان له بحكمهما.
وقيل: يدعوانه إلى ما هما عليه من اليهودية والنصرانية.
وقيل: يعلمانه ذلك، ويربيانه عليه.
وقال آخرون: ليسوا مع آبائهم؟ لأنهم ماتوا على الميثاق الذي أخذ عليهم في صلب آدم، ولم ينقضوه، وهو قوله:{وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم} الآية.
واستدل آخرون على أنهم في الجنة بقوله تعالى: {وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت} [قال: فكيف تعذب أطفال المشركين وهم لا ذنب لهم؟ تعالى الله أن يفعل ما ذم من أفعال الآدميين، واحتجوا أيضاً بما رواه عكرمة عن ابن عباس أنه قال: أطفال المشركين في الجنة، فمن زعم أنهم في النار فقد كذب بقول الله تعالى: {وإذا الموءودة