الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل: (في الجنة والنار)
101-
ومن قولهم: إن الله سبحانه قد خلق الجنة والنار قبل خلق آدم عليه السلام، خلقهما للبقاء لا للفناء وأعدهما لأهل الثواب والعقاب، على ما أخبر به تعالى في كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فقال عز من قائل:{مثل الجنة التي وعد المتقون} ، وقال:{يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة} ، وقال:{قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون} ، وقال:{وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين} والشيء المعد لا يكون إلا موجوداً مفروغاً منه، كما قال:
وأعددت للحرب أوزارها
…
رماحاً طوالاً وخيلاً ذكوراً
102-
قال الله مخبراً عن آل فرعون: {النار يعرضون عليها غدواً وعشياً} ، وقال:{واتقوا النار التي أعدت للكافرين} ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:((رأيت الجنة –أو أريت الجنة- فتناولت منها عنقوداً، ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا، وأريت النار فلم أر كاليوم منظراً قط، ورأيت أكثر أهلها النساء)) .
103-
وأن الجنة في أعلى عليين، والنار في أسفل سافلين، وأنهما لا يفنيان، ولا يموت أهلوهما، قال عز وجل:{وإن الدار الآخرة لهي الحيوان} ، وقال:{وإن الآخرة هي دار القرار} ، وقال:{ما عندكم ينفذ وما عند الله باق} ، وقال:{وجنات لهم فيها نعيم مقيم خالدين فيها أبداً} وقال: {لا يذوقون فيها الموت} ، وقال:{ماكثين فيه أبداً} ، وقال:{وما هم منها بمخرجين} ، وقال:{إن هذا لرزقنا ما له من نفاذ} وقال: {أكلها دائم وظلها} ، وقال:{وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة} .
104-
وقال في الكفار: {وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم} ، وقال:{وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم} ، والمقيم: الدائم الثابت الذي لا ينتقل ولا يزول. وقال: {لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها} .
105-
وأن آدم عليه السلام خلق في جنة الخلد، ومنها أهبط بخطيئته إلى الأرض على ما أخبر به تعالى في قوله:{فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى}