الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سئلت بأي ذنب قتلت} ] .
فصل: (في الجن)
148-
ومن قولهم: إن الجن موجودون، وباقون إلى يوم الحشر، وأن منهم المؤمن، والكافر، وأن مؤمنيهم يدخلون الجنة، وكافريهم يدخلون النار، وحكمهم في ذلك حكم الإنس، وأنهم مكلفون، ومأمورون، ومنهيون، وأنهم أجسام مؤلفة، وأشخاص وجثث، وأنهم يرون ما هم عليه من التمثل، والتخيل، والتصور الذي ينقلهم الله إليه دون أن يقدروا، وأن بعضهم يرى بعضاً على حقائق ما هم عليه، وأن الشياطين منهم: وهم المردة، يسلكون الإنسان ويصرعونه، ويكون منهم مس له، وأن جميعهم في الدنيا
يأكل، ويشرب، وينعم، ويألم، ويتناكح كالإنسان سواء.
صحت بذلك الأخبار، وثبتت به الآثار، وجاءت به نصوص القرآن.
149-
قال الله تعالى: {ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس} ، وقال مخبراً عنهم:{وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك} إلى قوله: {وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطباً} وقال عنهم: {يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به} الآية.
وقال إخباراً عن سليمان عليه السلام: {ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه} الآية.
150-
فلما كانوا داخلين في الوعيد مع الإنس بظاهر النص، صح أيضاً أنهم داخلون في [الوعد] معهم، من حيث كانوا مكلفين.
وقال تعالى: {قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن} إلى آخر الآيات، وقال تعالى:
{ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون} ، وقال مجاهد: لمحاسبون. يعني: الجن.
151-
وقال عز وجل في سورة الرحمن: {سنفرغ لكم أيها الثقلان} ، ثم قال بعد ذلك:{فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان} ، [ثم قال:{هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون} يعني: مجرمي الجن والإنس] ، ثم قال:{لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان} ؛ والطمث: الوطء بالتدمية.
قال بعض العلماء: هذا يدل على أن للمؤمنين من الجن أزواجاً من الحور.
وقال أرطأة بن المنذر: سألت ضمرة بن حبيب: هل للجن من ثواب؟ قال: نعم. ثم نزع بهذه الآية {لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان} فالإنسيات للإنس، والجنيات للجن.
152-
وقال تعالى: {أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني} يعني: إبليس. وقال
{يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم} الآية، وقال تعالى مخبراً عنهم:{ولو إلى قومهم منذرين} ، فدل على أنهم مكلفون، ومنذرون.
قال مجاهد: الرسل من الإنس، والنذر من الجن.
وقال صلى الله عليه وسلم: ((بعثت إلى الأسود والأحمر)) ، قيل يعني: الإنس والجن.
153-
وقال عز وجل: {الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس} .
وقال صلى الله عليه وسلم: ((الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)) ، ونهى عن الأكل والشرب بالشمال قال:((لأن الشيطان يأكل بشماله، ويشرب بشماله)) .
154-
وحدثنا محمد بن أشعث الأموي، أن [مسلمة] بن القاسم حدثهم قال: أحمد بن سالم قال: سمعت سهل بن عبد الله يقول: مؤمنوا الجن في صحاري الجنة، وأطرافها كما هم في الدنيا في صحاريها وأطرافها، فيرونهم أهل الجنة، ولا يرون هم أهل الجنة.