الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويبغضون أحباءهم ويتوددون إلى أعدائهم، يطاوعون الأهواء والنفس الأمارة بالسوء، ولا يتركونها ولا يعصونها، وفوق ذلك يختلقون القصص والأساطير والأكاذيب علَى أهل البيت، ويفترونها وينسبونها إليهم، يريدون من ورائها أغراضًا ذاتية وإرواء النفس من شهواتها وملذاتها، رواجًا لمذهبهم، وجلبًا لأوباش الناس إلى دينهم الذي كوّنوه واخترعوه بأنفسهم، فيخسرون الدنيا والآخرة وذلك هو الخسران المبين؛ لأن الصالحين من أهل البيت لم يقولوا شيئًا يخالف كتاب الله عز وجل وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا ينبغي أن ينسب إليهم ما يخالف الكتاب والسنة؛ لأن أهل البيت كغيرهم من المسلمين لم يؤمَروا إلا أن يعملوا بكتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم وأن يتمسكوا بهما.
إهانة الشيعة لأهل البيت (كما ورد في كتبهم)
إن الشيعة يُكَفّرون جميع أهل البيت في القرن الأول!! حيث جاء في أخبارهم ومصادرهم المعتمدة: أن الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ارتدوا إلا ثلاثة (سلمان، وأبو ذر والمقداد، وبعضهم يوصلهم إلى سبعة، وليس فيهم واحد من أهل البيت)(انظر: كتاب سليم بن قيس العامري ص92).و (الروضة من الكافي 8/ 245). و (حياة القلوب للمجلسي 2/ 640). فقد حكموا علَى الجميع ـ ومنهم أهل البيت ـ بالكفر والردة. والعياذ بالله.
* ابنا عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وسيدا بني هاشم، عامل علي وصفيه عبد الله بن عباس، وأخوه عبيد الله بن عباس رضي الله عنهما قالوا فيهما: إن أمير المؤمنين قال: اللهم العن ابني فلان ـ يعني عبد الله وعبيد الله ـ واعْمِ أبصارَهما كما أعميتَ قلوبَهما، واجعل عَمَى أبصارِهما دليلًا علَى عَمَى قلوبِهما» («رجال الكشي» ص52 تحت عنوان دعاء علِيّ علَى عبدِ الله وعبَيْدِ الله ابني عباس).
* عقيل بن أبي طالب شقيق عَلِيٍّ رضي الله عنهما قالوا فيه افتراءً علَى عَلِيٍّ بن أبي طالب أنه قال ـ وهو يذكر قلة أعوانه وأنصاره ـ: «ولم يبق معي من أهل بيتي أحد أطول به وأقوى، أما حمزة فقتل يوم أحد، وجعفر قتل يوم مؤتة، وبقيت بين خلفين خائفين ذليلين حقيرين، العباس وعقيل» (الأنوار النعمانيةللجزائري، مجالس المؤمنين ص78).
والمعروف أن العباس وعقيل وآلهما من أهل بيت النبوة كما أقر به الأربلي الشيعي
أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سئل: من أهل بيتك؟ قال: آل علي، وآل جعفر، وآل عقيل، وآل عباس» (كشف الغمة1/ 43).
* أهانوا بنات النبي صلى الله عليه وآله وسلم الثلاث حيث نفوا عنهن أبويته، وقالوا: إن النبي لم ينجِبْهُنّ، بل كُنّ ربيبات، فيقول حسن الأمين الشيعي:«ذكر المؤرخون أن للنبي أربع بنات، ولدى التحقيق في النصوص التاريخية لم نجد دليلًا علَى ثبوت بنُوة غير الزهراء (ع) منهن، بل الظاهر أن البنات الأخريات كن بنات خديجة من زوجها الأول قبل محمد صلى الله عليه وآله وسلم» (دائرة المعارف الإسلامية الشيعية 1/ 27).
* علي بن أبي طالب رضي الله عنه الإمام المعصوم الأول عند الشيعة ـ والخليفة الرابع عندنا أهل السنة ـ أهانوه، وصغروه، واحتقروه، ونسبوه إلى الجبن والذل، واتهموه بالتذلل والمسكنة. فهذا هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه في نظر الشيعة، وهكذا يصورونه جبانًا، خائفًا، مذعورًا، وهو الذي اختلقوا فيه القصص، واخترعوا الأساطير فيه، وفي قوته وشجاعته وطاقته وجرأته وبسالته.
* اتهموه بالجُبْن والهوان إلى حدّ قالوا فيه علَى لسان زوجته ابنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ فاطمة رضي الله عنها ـ أنها لامَتْه، وغضبت عليه، وطعنته، وشنّعت عليه بعد ما طالبت بمِيرَاثِها مِنْ (فَدَكٍ) وتشاجرت مع الصديق والفاروق رضي الله عنهما، ولم يساعدها علِيٌّ رضي الله عنه في تلك القضية ـ حسب زعمهم ـ قالت له: يا ابن أبي طالب! اشتملت مشيمة الجنين، وقعدت حجرة الظنين ـ إلى آخر ما قالته ـ» («الأمالي» للطوسي ص259). (الظنين: الضعيف)
وقالوا: «إن فاطمة عليها السلام لامَتْهُ علَى قعوده وهو ساكت» (أعيان الشيعة، القسم الأول ص26).
وأكثر من ذلك أنهم قالوا إن عمر بن الخطاب غصب ابنة عليٍّ رضي الله عنها ولم يستطع أن يمنعه من ذلك، فلقد قال الكُلَيْني أن أبا عبد الله قال في تزويج أم كلثوم بنت علي: إن ذلك فرج غُصِبْنَاه» (الكافي 2/ 141).وقالوا أيضًا «إن عليًا لم يكن يريد أن يزوج ابنته أم كلثوم من عمر، ولكنه خاف منه، فوَكَّل عمه عباس ليزوجها منه» (حديقة
الشيعة ص277).
* أهانوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وزوجته وعليًا رضي الله عنهما في رواية باطلة خرافية، قبيحة وسخيفة، حيث ذكروا:«كان لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لحاف ليس له لحاف غيره، ومعه عائشة، فكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينام بين عليّ وعائشة، ليس عليهم لحاف غيره، فإذا قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الليل حطّ بيده اللحاف من وسطه بينه وبين عائشة» (كتاب سليم بن قيس ص221).
هل هناك إهانة أكبر من هذه الإهانة؟ هل تقبل أيها المسلم هذا علَى زوجتك أو أمك؟
* وكان الشيعة يهينون عليًّا رضي الله عنه ويخذلونه بعدما تولى الحكم وصار خليفة للمسلمين وأميرًا للمؤمنين، فلم يكن يذهب بهم إلى معركة ولا إلى حرب إلا وكانوا يتسللون منها ملتمسين الأعذار، وبدون العذر أيضًا خفية تارة وجهرًا تارة أخرى، وكتب التاريخ مليئة بخذلانهم إياه، وتركهم وحده في جميع المعارك التي خاضها، والحروب التي أججت نيرانها وابتلي بها وعلَى ذلك كان يقول:
«قاتلكم الله: لقد ملأْتُم قلبي قيحًا، وشحَنْتُم صدري غيظًا، وأفسدتم عليَّ رأيي بالعصيان والخذلان حتَّى لقد قالت قريش: إن ابن أبي طالب رجل شجاع، ولكن لا علم له بالحرب
…
إلى أن قال: ولكن لا رأْيَ لمن لا يُطاع» («نهج البلاغة» ص70، 71).
* أهانوا ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أم الحسن والحسين، زوجة علي، فاطمة الزهراء رضي الله عنهم أجمعين، ونسبوا إليها أشياء لا يُتَصَوَّر صدورُها من أية امرأة مؤمنة مسلمة، دون أن تصدر من ابنة الرسول وسيدة نساء أهل الجنة، ومنها أنهم قالوا إنها كانت دائمة الغضب علَى ابن عم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وكانت تعترض عليه وتشكوه إلى أبيها في أشياء كثيرة، صغيرة وتافهة.
* أما الحسن رضي الله عنه فلم يُهَنْ أحد مثل ما أُهين هو من قبل الشيعة، فإنهم بعد وفاة أبيه عَلِيٍّ رضي الله عنهم جعلوه خليفته وإمامًا لهم، ولكنهم لم يلبثوا إلا يسيرًا حتَّى خذلوه
مثلما خذلوا أباه، وخانوه أكثر مما خانوا عليًا رضي الله عنه.
وأهانوه إلى أن شدوا علَى فسطاطه وانتهبوه حتَّى أخذوا مصلاه من تحته، ثم شد عليه عبد الرحمن بن عبد الله الجعال الأزدي، فنزع مُطْرَفَه عن عاتقه، فبقي جالسًا متقلدًا السيف بغير رداء» (الإرشاد للمفيد ص190).والمُطْرَفُ: رِداءٌ ذو أعْلامٍ.
«وطعنه رجل من بني أسد الجراح بن سنان في فخذه، فشقه حتَّى بلغ العظم
…
. وحُمِل الحسن علَى سرير إلى المدائن
…
اشتغل بمعالجة جرحه، وكتب جماعة من رؤساء القبائل إلى معاوية بالطاعة سرًا، واستحثوه علَى سرعة المسير نحوهم، وضمنوا له تسليم الحسن إليه عند دنوهم من عسكره أو الفتك به، وبلغ الحسين عليه السلام ذلك
…
فازدادت بصيرة الحسن عليه السلام بخذلانهم له، وما أظهروه له من سبه وتكفيره، واستحلال دمه، ونهب أمواله» (كشف الغمة ص540، 541).
* أوضح الحسن ما فعلت به شيعته وشيعة أبيه وما قدمت إليه من الإساءات والإهانات، وأظهر القول وجهر به فقال:«أرى والله معاوية خير إلي من هؤلاء يزعمون أنهم لي شيعة، ابتغوا قتلي، وأخذوا مالي. والله! لأن آخذ من معاوية عهدًا أحقن به دمي وآمن به في أهلي خير من أن يقتلوني فيضيع أهل بيتي وأهلي» (الاحتجاج للطبرسي ص148).
* وأهانوه حيث قطعوا الإمامة من عقبه وأولاده، بل افتوا بكفر كل من يدعي الإمامة من ولده بعده.
* أما الحسين رضي الله عنه فأهانوه قولًا وفعلًا، فقالوا: «إن أمه فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كرهت حمله، وردّت بشارة ولادته عدة مرات كما لم يكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يريد أن يقبل بشارة ولادته، ووضعته فاطمة كرهًا، ولكراهة أمه لم يرضع الحسين من فاطمة رضي الله عنها. (وهذه الروايات في أهم كتب الحديث عند الشيعة وأصحها، الكافي 1/ 464).
* وقالوا: «ولم يرضع الحسين من فاطمة عليها السلام، ولا من أنثى كان يؤتى به النبي، فيضع إبهامه في فِيهِ فيمص منها ما يكفيه اليومين والثلاث» (الكافي 1/ 465).
* وعاملوا الحسين رضي الله عنه معاملتهم أخيه وأبيه من قبل.
* وبقية أهل بيت عَلِيٍّ وأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم ينجوا من إيذائهم وإضرارهم وإساءتهم وإهانتهم، فكفّروا وفسّقوا، وسبّوا وشتموا جميع من خرجوا ثأرًا للحسين وطلبًا للحق والحكم والحكومة وادعوا الإمامة والزعامة ـ غير الثمانية من أولاد الحسين ـ سواء كانوا من ولده أو ولد الحسن أو علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين، من محمد بن الحنفية، وابنه أبي هاشم، وزيد بن زين العابدين، وابنه يحيى، وعبد الله بن المحض بن الحسن المثنى، وابنه محمد الملقب بالنفس الزكية، وأخيه إبراهيم، وابني جعفر بن الباقر عبد الله الأفطح ومحمد، وحفيدَي الحسن: المثنى حسين بن علي ويحيى بن عبد الله، وابنَي موسى الكاظم: زيد وإبراهيم، وابن علي النقي جعفر بن علي وغيرهم كثير من العلويين والطالبيين الذين ذكرهم الأصفهاني في «مقاتل الطالبيين» وغيره.
كما اعتقدوا كُفْر جميع من ادعى الإمامة من العباسيين ـ أهل بيت النبي باعتراف الشيعة أنفسهم ـ وأبناء عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
* وأما الثمانية من أولاد الحسين الذين خلعوا عليهم لقب الإمام، فلم يكونوا بأقل توهينًا وتحقيرًا وتصغيرًا من قبل الشيعة أنفسهم، فإنهم تكلموا فيهم، وشنعوا عليهم، وخذلوهم، وأذلوهم، وضحكوا عليهم، واتهموهم بتهم هم منها براء، كفعلتهم مع آباءهم، مع الحسنَيْن، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم، وصنيعهم مع سيد الأنبياء ورسول الثقلين صلى الله عليه وآله وسلم، وأنبياء الله ورسله.