الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عقيدة البداء
البداء له معنيان:
1 -
الظهور بعد الخفاء، كما في قوله تعالى:{وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} (الزمر:47).
2 -
نشأة رأي جديد لم يكن من قبل، كما في قوله تعالى:{ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حتَّى حِينٍ} (يوسف:35)
والبداء بمعنييه السابقين يستلزم سبق الجهل، وحدوث العلم وكلاهما مُحال علَى الله عز وجل فإن علمه تعالى أزلي وأبدي لقوله تعالى:{وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} (الأنعام:59). قالت اليهود: «وكان كلام الرب إلى صموئيل قائلًا: ندمت أني قد جعلت شادا ملكًا؛ لأنه رجع من ورائي ولم يُقِم كلامي» (سفر صموئيل الأول ص15)
الله عز وجل يقول: ندمت!!
…
ماهذا الكفر؟
البداء بمعنَيَيْه زعمته الشيعة وأطلقته في حق الله عز وجل ـ تعالى عما يصفون ـ والشيعة ذهبوا إلى أن البداء متحقق في الله عز وجل كما تدل عليه النصوص من مراجعهم الأساسية، وقد كذبوا علَى الله في ذلك وعلَى أئمتهم، يظنون في الله غير الحق ظن الجاهلية.
روى الكُلَيْني في (الكافي) عن أبي الحسن قال: «نَعَمْ يَا أَبَا هَاشِمٍ بَدَا لِلهِ فِي أَبِي مُحَمَّدٍ بَعْدَ أَبِي جَعْفَرٍ مَا لَمْ يَكُنْ يُعْرَفُ لَهُ كَمَا بَدَا لَهُ فِي مُوسَى بَعْدَ مُضِيِّ إِسْمَاعِيلَ مَا كَشَفَ بِهِ عَنْ حَالِهِ، وَهُوَ كَمَا حَدَّثَتْكَ نَفْسُكَ وَإِنْ كَرِهَ الْمُبْطِلُونَ» (أصول الكافي1/ 327).
يدّعون أن الله كان يريد الإمامة لأبي جعفر ثم لما مات قبل أن يصبح إمامًا حينئذ بدا لله العلي القدير أن يكون الإمام أبو محمد ففعل، وذلك كما أنه قد كان يريد الله أن
يجعل إسماعيل إمامًا ثم (والعياذ بالله) بدا لله الرأي الجديد فغيَّر رأيَه السابق فجعل موسى الكاظم إماما للناس، وهكذا يفترون علَى الله الكذب سبحانه اتباعًا لأهوائهم.
ونسوا ـ قاتلهم الله ـ أنه ينتج من أكاذيبهم هذه نسبة الجهل إلى الله العليم الخبير الحكيم الجليل، وهذا كفر بواح.
والبداء تَعُدّه الشيعة الإمامية من أصولها التي لا بد من الإيمان والإقرار بها. ذكر محمد بن يعقوب الكُلَيْني في كتابه «أصول الكافي» بابًا كاملًا في البداء وسماه (باب البداء) وأتى فيه بروايات كثيرة منها: «عن زرارة بن أعين: «مَا عُبِدَ اللهُ بشَيء مِثْلِ البَدَاء» . (أصول الكافي 1/ 146)
غرض الشيعة من اختلاق عقيدة البداء:
1 -
إنّ من عقيدة الشيعة أن أئمتهم يعلمون الغيب، ويعلمون ما كان وما سيكون، وأنهم لا يخفى عليهم شيء!! فإذا أخبر أئمتهم بأمر مستقبل وجاء الأمر علَى خلاف ما قالوا، فإما أن يُكَذّبوا بالأمر وهذا محال لوقوعه بين الناس، وإما أن يكَذّبوا أئمتهم وينسبوا الخطأ إليهم، وهذا ينسف عقيدتهم التي أصَّلُوها فيهم من أنهم يعلمون الغيب. فكان أنْ أحدثوا عقيدة البداء. فإذا وقع الأمر علَى خلاف ما قاله الإمام قالوا: بدا لله كذا، أي أن الله قد غيَّر أمره.
ولكن الشيعة الإمامية وقعت في شر أعمالها، فهي أرادت أن تنزه إمامها عن الخلف في الوعد وعن الكذب في الحديث، فاتهمت الله عز وجل بالجهل! سبحانه وتعالى عما يصفون.
2 -
ولقد كان بعض شيوخ الشيعة الإمامية يُمَنّون شيعتهم بأن الأمر سيعود إليهم والغلبة ستكون لهم ولدولتهم بعد سبعين سنة، ولما انقضت تلك المدة ولم يتحقق من ذلك شيء، لجأوا إلى البداء وقالوا: قد بدا لله سبحانه! (انظر تفسير العياشي 2/ 218، والغيبة للطوسي ص 263).
ولنا سؤال: يعتقد الشيعة عقيدة (البداء) فيصفون الله عز وجل بالجهل، ثم يدّعون أن أئمتهم يعلمون الغيب!! فهل الأئمة أعظم من الله عز وجل حيث يعلمون الغيب ولا يغيِّرون رأيهم بينما الله عز وجل يغيِّر رأيه؟!