الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وصدق من قال: «ن من مصلحة إسرائيل بقاء حزب الله ومن مصلحة حزب الله بقاء إسرائيل» !!!
فإسرائيل لم تكن تسعى إلى القضاء على حزب الله وتدميره، ليس لقدراته وقوته، ولكن لأنه حزبٌ منضبط، على الرغم من الانزعاج الذي يسبّبه في بعض الأحيان؛ وإن زوال حزب الله من جنوب إسرائيل كفيلٌ بصعود مقاومة سنّية بديلة، وهو أمرٌ لا تقبله إسرائيل.
فالمشروع الشيعي ـ وإن كان مزعجًا للمشروع الصهيوني الأمريكي ـ إلا أنّه يبقى مشروعًا منضبطًا يقبل التعاون والتفاوض، مثلما حدث من إيران في أفغانستان والعراق، ومثلما حدث من حزب الله قديمًا عندما عمل على إحباط هجمات المقاومة من جنوب لبنان.
وقد أكّد هذا الأمر الأمين العام السابق لحزب الله، صبحي الطفيلي، ـ في لقائه التلفزيوني مع قناة new tv ضمن برنامج «بلا رقيب» - أواخر عام 2003 م. حيث يقول:
ولذلك فإسرائيل تحرص على النفوذ الشيعي في جنوب لبنان ليكون حاميًا لها ممن يريد الهجوم على إسرائيل من الحدود الشمالية لها.
أما المشروع السنيَّ للمقاومة، فهو مشروع مزعجٌ ولا يقبل التفاوض أو المساومة، والوقائع على ذلك كثيرة، بدءًا من طالبان في أفغانستان وانتهاءً بالمجاهدين في العراق.
أسئلة موجهة لخميني العرب (حسن نصر الله)
* إذا كان حزبك الشيعي يقاتل حقًا من أجل الفلسطينين فلماذا يُذبَح الفلسطينين في العراق علَى يد المليشيات الشيعية التي درَّبْتَ أنت بعضها؟ وهذا أمر
فاحت رائحته ولا يمكن لمتابع أن ينكره.
* إذا كنتَ حقًا تجاهد في سبيل الله فأين جهاد إخوانك من الشيعة في العراق المحتلة منذ سنوات؟
لماذا أعلن علماؤك الشيعة في العراق من أمثال السيستاني ومقتدى الصدر المسالَمَة التامة للأمريكين، بل وحرمة قتالهم ثم دعوا لجهاد أهل السنة، حتَّى كفَّر الشيرازي ـ وغيره من علماء الشيعة ـ مَنْ لا يقاتل الوهابيين؟!!!
فأين جهادكم في أرض الرافدين؟ أم أنك تركت الجهاد في العراق المحتل ثم أتيتَ لتجاهد في لبنان المحرر؟
* بناء علَى مذهبك الشيعي أليس جهاد اليهود والنصارى في مذهبكم حرام حتَّى يخرج المهدي الذي تنتظرونه؟ هل تفعل ما تعتقده حرامًا، وتقول أنك تجاهد في سبيل الله؟
* كيف تقول إنك تدافع عن أهل السنة في فلسطين وغيرها مع كونك تعتقد أن أهل السنة كُفار ـ بناء علَى مذهبك ـ بل ويقول دينك إن أهل السنة أشد كفرًا من اليهود والنصارى والمجوس؟ أم أنك كفَرتَ بمنهجك الشيعي القائل بذلك والمعلَن أنك عليه؟!! هل تسعى لحقن دم تعتقد أنه يجب أن يُسَال؟
* لماذا تتحفظ حتَّى الآن عن إدانة الاحتلال الأمريكي للعراق؟ أين غيرتك يا زاعم الجهاد؟ أفي لبنان تجاهد بدمك وتبخل عن الجهاد بكلمة واحدة في العراق؟
* قلتَ ـ وبئس ما قلت ـ: «ليُتَح للشعب العراقي أن يعبر عن رأيه وخياره، وليتح للشعب العراقي أن يختار نوابه ولو في ظل الاحتلال؛ لأنّ ذلك وسيلة من وسائل مواجهة الاحتلال» !!
ونقول: كيف نترك مقاومة المحتل وجهاده من أجل انتخابات تشرّع وجود المحتل وتثبّته؟ أي إسلام هذا المتبّع لديك؟ أليس هذا الذي كان يقوله بوش للعراقيين؟ انتخبوا وقاوموا سياسيًا، أليس هذا خطاب العميل السيستاني؟
* بمَ تفسر قول شارون في مذكراته عند حديثه عن حرب لبنان سنة 1982:
«توسعنا في كلامنا عن علاقات المسيحيين بسائر الطوائف الأخرى لاسيما الشيعة والدروز.
شخصيًا طلبت منهم توثيق الروابط مع هاتين الأقلّيّتين حتَّى أنني اقترحت إعطاء قسم من الأسلحة التي منحتها إسرائيل ولو كبادرة رمزية إلى الشيعة الذين يعانون هم أيضًا مشاكل خطيرة مع منظمة التحرير الفلسطينية، ومن دون الدخول في أي تفاصيل لم أرَ يومًا في الشيعة أعداء لإسرائيل علَى المدى البعيد»؟! (مذكرات أرييل شارون ص: 583 - 584).
شارون لم يرَ يومًا فيكم أيها الشيعة أعداء لإسرائيل! فلم تقاتلون إذًا؟!
* إذا كنتم حقًا أعداء الصهاينة فلماذا نثرتم لهم الورود عند دخولهم لبنان سنة 1982م؟ تنثرون لهم الورود وهم غزاة، وتجاهدونهم بعد الرحيل؟!
* إذا كانت القضية هي قضية كل المسلمين ـ كما تزعمون ـ فلماذا لا تمدون أهل السنة في مزارع شبعا بالسلاح كي يجاهدوا معكم أو علَى الأقل تتركونهم يجاهدون؟
* إذا كنتم حقًا تقاومون أعداء الإسلام فلماذا تهجّم نائب الأمين العام لحزب الله ـ نعيم القاسم ـ علَى المقاومة السنية في العراق؟ أليسوا يقاومون أيضًا أم لابد أن يكونوا شيعة وأن يعملوا ضمن خطتكم حتَّى تقبلوهم؟!
* لماذا تدافعون عن اللبنانين والفلسطينين اليوم وقد سجل التاريخ أنكم قتلتموهم في مخيماتهم في لبنان في الثمانينات بعد إجبارهم علَى أكل لحوم القطط والكلاب؟ أم أنك نسيت يا زعيم حَرب الله لا حِزب الله؟
* رأيناك تُقَبِّل يد الخميني فهل نسيت أن الخميني قال يومًا لشعبه: «لا تلهكم الحرب الصغيرة عن الحرب الكبيرة فمحاربة العراق أهم لنا بكثير من محاربة إسرائيل» .
* بمَ تفسر سكوت أمريكا عن احتلال إيران ـ التي ترعاك ـ للجزر الإماراتية الثلاثة منذ سنوات؟! أليست أمريكا هذه هي التي أتَتْ بنصف مليون جندي من ثمانية وعشرين دولة لمحاربة العراق حين احتل الكويت؟ فلِمَ لم تفعل نفس الشيء مع إيران إذا كان حقًا هناك عداوة بينهما؟! أليست هذه فرصة عظيمة لأمريكا لتجميع العالم
لتدمير إيران كما جمعته لتدمير العراق؟!
أم أن كل ما نسمعه من تصريحات تدل علَى عداوة أمريكا لإيران هي لخداعنا حتَّى تنفذوا ما اتفقتم عليه من تدمير أهل السنة والسيطرة علَى المنطقة؟ هل هناك تفسير غير هذا؟!
* بِمَ تفسر سماح أمريكا لـ 35000 خمسة وثلاثين ألف جندي من الحرس الثوري الإيراني بالانتشار في العراق لقتل أهل السنة.
* قال السيد بحر العلوم أحد مراجع الشيعة في العراق علَى إحدى الفضائيات إنه يرفض اعتبار القوات الاميركية قوات احتلال ويرى فيها قوات صديقة جاءت لمساعدة الشعب العراقي.
فماذا تقول في مرجع نشيط من مراجعكم لا يرى في قوات أميركا احتلالًا؟
* أين خطاباتك النارية والتخوينية في أخيك في المذهب والولاء والطاعة الإيراني الطبطبائي الحكيم، الذي يجمعك معه بيعتكما للإمام الولي الفقيه، وهو يطلب من الأمريكيين البقاء في العراق، ويذهب إلى بيت المشروع الأمريكي في واشنطن؟!
* إذا كنتم حقًا أعداءً لإسرائيل فلماذا لا تتعقّب إسرائيل قادة حزبك على الطريقة التي تتعقّب بها قادة حركة حماس في كلّ مكان بالعالم، ومن أشهرها اغتيالهم للشيخ أحمد ياسين، والدكتور عبدالعزيز الرنتيسي، ويحيى عياش، والمحاولة الفاشلة لاغتيال د. خالد مشعل.
* إذا كنتَ أنت وحزبك تشكِّلان خطرًا على أمن إسرائيل كما يظن البعض، فلماذا لم يوضع اسمك في قائمة المطلوبين؟
ولماذا لم توضع مكافأة مالية لمن يقبض عليك؟
وكيف تسرح وتمرح في طول البلاد وعرضها وتظهر على شاشات التلفزيون والفضائيات بل وتحدد أماكن الاجتماعات العامة مسبقًا ولا يتعرض لك أحد؟
ولماذا لم تجمد أرصدة حزبك مثل بقية الجماعات الإسلامية، والجمعيات الخيريّة؟
* كيف تصلكم سيول أموال إيران بكل سهولة ويسر، مع أنّ هناك حربًا أمريكية صهيونية على العالم الإسلامي، يمنع من خلالها أن تقوم أي جمعية خيرية بإرسال فلس واحد إلى يتيم من أيتام المسلمين دون تدقيق، فما بالك بدولة كإيران وترسل بمليارات الدولارات؟!
* هل افتخارك بالتعاون مع النظام الاستخباراتي السوري الذي يقوم بزج المجاهدين في العراق وسوريا في سجونه، هل العلاقة مع مثل هذا النظام، علاقة مشرفة ونظيفة وطاهرة؟!!
* لماذا يُطالب حزبك بإطلاق الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية، ولا يطالب بإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين (السُّنة) القابعين في سجون حليفتكم سورية بل لا يتحدث عنهم إطلاقًا؟؟!
* لماذا لا تطالب أسيادك في إيران ولو بالكف عن سوء معاملة أهل السنة والسماح لهم ببناء مسجد واحد على الأقل في طهران؟!!
*لماذا حين قُتل زعيما حركة حماس: أحمد ياسين، وعبدالعزيز الرنتيسي ـ رحمهما الله ـ لم يطلق حزبك صاروخًا واحدًا، مع أنّ حركة حماس هي في قلب الحدث وفي أمَسّ الحاجة للدعم والمناصرة والمؤازرة، خصوصًا أن الشعارات التي يردّدها حزبك في كل خطاباته المتلفزة تنادي بتحرير بيت المقدس والدفاع عن فلسطين؟!
* لقد سمعنا مرارًا وتكرارًا أن حزبك لن يتوقف عن قتال اليهود حتَّى تعود (مزارع شبعا)، فلماذا توقف عن القتال رغم أن اليهود لم يخرجوا من (مزارع شبعا) ولا باقي الأراضي اللبنانية. فلماذا توقف حزبك عن القتال طالما أن هناك عدوًا ينبغي أن يزول، كما هو الحال في فلسطين والعراق؟
ولماذا توقفت (الحرب المفتوحة) التي أعلنتها فجأة؟ رغم أن الجيش الإسرائيلي مازال موجودًا في الجنوب وحصاره البحري والجوي بقي حتَّى منتصف شهر سبتمبر 2006، وأصبح أقصى ما أراده حزبك هو قرار دولي لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، أين ما قلته: «حرب مفتوحة
…
أردتموها حربًا مفتوحة؟ نحن ذاهبون إلى
الحرب المفتوحة ومستعدون لها
…
إلى حيفا وإلى ما بعد حيفا»!!!
* لماذا لم تضرب المنشآت الكيماوية في حيفا؟ ولماذا لم تقصف تل أبيب طالما أنها في مرمى صواريخ حزب الله؟!! أين صواريخك التي قلت إنها تزيد على العشرين ألف صاروخ؟
وقد امتدحت جريدة هآرتس الإسرائيلية في 6/ 7/2006 م حسن نصر الله بسبب عقلانيته وتحمله للمسؤولية، وأنه حافظ على الهدوء في الجليل الأعلى بشكل أفضل من جيش لبنان الجنوبي (أي في السنوات السابقة للحرب الأخيرة)، وهو اليوم يتعقل فلا يضرب المنشآت الحيوية لإسرائيل كما صرح بذلك.
* قال حسن نصر الله في مقابلة خاصة مع قناة الجزيرة بتاريخ /9/ 12 2006م: «أنا أفضِّل في هذه المفاوضات وحرصًا على الهدف أن نحتفظ في هذه المفاوضات بكل شيء ليبقى في الغرف المغلقة؛ حتَّى لا نُحرج أنفسنا ولا نُحرج أحدًا
…
وأنا قلت للفريق الذي سيباشر التفاوض من طرفنا: «عندما تلتقون بهذا الوسيط أول شرط يجب أن تضعوه هو أن يأخذ التزامًا من الطرف الإسرائيلي بعدم تسريب مجريات التفاوض إلى وسائل الإعلام» .
والسؤال: لماذا تحرص اليوم على سرية مفاوضات حزبك مع اليهود؟ أتخشى أن يفضحوك كما فضحوك من قبل بتسريب بنود اتفاقك السابق معهم على أن يكون حزبك حاميًا لحدود إسرائيل، ذاك الاتفاق الذي تم قبل الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000م.
لقد كان من أهم بنود ذلك التفاق:
• يقوم جيش الدفاع الإسرائيلي بحل وتفكيك مليشيات جيش لبنان الجنوبي (الجيش الموالي لإسرائيل).
• تقوم ميليشيا حزب الله بتسلم المواقع العسكرية والأمنية من جيش الدفاع الإسرائيلي وجيش لبنان الجنوبي فورًا بعد إخلائها. للحيلولة دون وقوعها بأيدي منظمات فلسطينية أو إرهابية معادية لإسرائيل.
• يتعهد الجيش الإسرائيلي بعدم استهداف أعضاء أو مؤسسات تابعة لهذا الحزب وأن يسمح للحزب بتحريك أسلحته الثقيلة في المنطقة الحمراء للحفاظ على الأمن والهدوء.
• تعمل ميليشيا حزب الله على الانتشار في المنطقة الحمراء كلها (الحزام الأمني) حتَّى الشريط الحدودي بين لبنان ودولة إسرائيل وإحلالها مكان ميليشيا جيش لبنان الجنوبي بعد حل الأخرى.
• يعمل حزب الله على ضمان الأمن في هذه المناطق التي ستصبح تحت سيطرته وذلك بمنع المنظمات الإرهابية من إطلاق الصواريخ على شمالي إسرائيل، ووقف التسلل واعتقال العناصر التي تهدد أمن حدود إسرائيل الشمالية. وتسليمهم إلى السلطات اللبنانية لمحاكمتهم، كما يتعهد الحزب بمنع الأنشطة العسكرية وغير العسكرية لمنظمات إرهابية فلسطينية أو لبنانية معادية لإسرائيل في المنطقة الحمراء.
• تنسق الحكومة اللبنانية والسورية مع حزب الله على تنفيذ الاتفاق كما تتعهد إيران بكونها المرجع والمؤثر القوي لحزب الله بضمان الاتفاق والمساهمة الفعالة في تثبيت الأمن في هذه المنطقة.
• ستقوم كل من إيران وأمريكا بالسعي لحل مشكلة الأموال الإيرانية المجمدة في الولايات المتحدة التي تطالب بها إيران».
قام اليهود بتسريب بنود هذا الاتفاق لبعض وسائل الإعلام وبسبب هذه التسريبات المحرجة جدًا لحسن نصر الله وحزب الله حاول الحزب في مفاوضاته الأخيرة مع اليهود التشديد على كتمان الأسرار.
قد يقول قائل: لماذا لا تتحدون مع الشيعة الإمامية لقتال اليهود؟
فنقول له: ومنذ متى اتحد الرافضة مع أهل السُّنة!!
وانظر إلى سيرة القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي رحمه الله، الذي قاتل لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى، فقد قام هذا المجاهد المحنّك، والقائد المغوار
بطرد الشيعة الإسماعيلية ـ الدولة العبيدية ـ من الحكم وجردهم من أمور الدولة وأبعدهم عن السلطة ثم توجَّه لقتال الصليبيين في بيت المقدس.
إنّنا نفرح بقتل اليهود والنكاية فيهم، من أيِّ أحد كان، ولكن لا تنطلي علينا مسرحيات «حزب الله» وأكاذيبه وشعاراته التي يُطلقها للعوام والسذّج، فنحن نعلم أنّ هذا الحزب لم يقاتل إلا لتحقيق المصالح الإيرانية السورية في لبنان، وليسَ دفاعًا عن المقدّسات الإسلامية، ولا تحريرًا لأرض بيت المقدس.
ما هو وضع أهل السُّنة في لبنان في ظل هيمنة حزب الله؟
أهل السُّنة في لبنان يعيشون في ظلم واستبداد، بسبب تكالب الرافضة والنصيرية الذين يدعمون فرقة الأحباش التي تحارب أهل السُّنة وتشككهم في عقيدتهم، بالإضافة إلى تسلُّط حزب الله الشيعي المدعوم من إيران، فمثلًا يوزع الرافضة والأحباش والنصيرية كتبهم في لبنان بالآلاف مجانًا، وهي كتب تدعو إلى عقائدهم، بينما أهل السُّنة يخافون من طباعة الكتب العلمية التي تردُّ على تلك الفرق ويخافون من الاعتقال وأن تصادَر كتبهم إذا بادروا ولو بالإشارة إلى عقيدة الرافضة، على نحو ما جرى من مصادرة كتاب «لله ثم للتاريخ» ـ الذي يفضح دين الشيعة، والحكم بالسجن على من طبع ذلك الكتاب.
ومثل ذلك ما وقع على المطبعة التي طبعت كتاب «صب العذاب على من سبَّ الأصحاب» للإمام الآلوسي، حيث هُدِّد أصحابُها إن أعادوا طباعته، فإنهم سيحرقون المطبعة بكاملها.
والدكتور محمد علي الجوزو مفتي جبل لبنان ـ في مجلة «فجر الإسلام» ـ يشتكي إلى الله من ظلم وتجبر حزب الله في استيلائه على مساجد السُّنة، فبعد أن تحدّث عن ما يسمّى زورًا انتصار حزب الله في جنوب لبنان يقول:
«هذا الانتصار على ما يبدو دفع بعض شباب حزب الله لمحاولة السيطرة على مساجد أهل السُّنة والجماعة في الجنوب وفي جبل لبنان، فقد تكررت المحاولات، وآخرها محاولة السيطرة على مسجد النبي يونس في الجية.
وفي بلدة الجية يتعاون حزب الله مع حركة أمل، مع الشيخ عبدالأمير قبلان على اغتصاب أوقاف السُّنة، حيث أصدر المجلس الشيعي الأعلى قرارًا بتأليف لجنة لأوقاف الشيعة في الجية، ثم ادعت هذه اللجنة على المديرية العامة للأوقاف الإسلامية السُّنية في بيروت بأنها صاحبة حق في أوقاف الجية، وهي عبارة عن أربعة عشر ألف متر مربع تقع على شاطئ البحر، وقد أقيم عليها مسجد النبي يونس ومدرسة رسمية تابعة لهذه الأوقاف ومدرسة ثانوية .. ومقابر ..
والقضية تعرض أمام القضاء اللبناني في الوقت الحاضر، حيث وضعت إشارة على هذه العقارات، ومن خلال هذه الإشارة يحاول المتعصبون من المنتمين إلى اللجنة الشيعية إيذاء أهل السُّنة في أوقافهم وفي مسجدهم، حيث كان أهل السُّنة يعملون على ترميم وبناء مسجدهم من جديد، فرفع هؤلاء قضية بحجة تخريب المسجد، وعملوا على إيقاف عمليات الترميم
…
وهكذا تحولت القضية إلى قضية مذهبية لجأ فيها شيعة الجية إلى استفزاز أهل السُّنة والجماعة بوضع مكبرات الصوت على سطح المسجد وإعلان الأذان الذي يتضمن كلمة (وأن عليًا بالحق ولي الله) لأول مرة في تلك البلدة، تجاوزوا حدود اللياقة والأدب في تناول مركز الإفتاء والأوقاف، وأخذوا يكيلون الألفاظ البذيئة ويعبرون عن مشاعر الحقد والكراهية بأسلوب سوقي يعمل على إثارة الفتنة والضغينة بين المسلمين ..
ورغم تدخل عدة شخصيات مسؤولة كبيرة لإطفاء هذا الحريق وسحب القضية، فإن اللجنة الشيعية ومن ورائها حزب الله وحركة أمل، والمجلس الشيعي الأعلى ممثلًا بالشيخ عبدالأمير قبلان يستمرون جميعًا في السير قُدمًا نحو استلاب حقوق السُّنة، وتزوير التاريخ، تنفيذًا لرغبات شباب طائش في الجية.
صحيح أن مديرية الأوقاف الإسلامية السنية تملك جميع المستندات العقارية والتاريخية التي تثبت حقها التاريخي في تولي أوقاف النبي يونس في الجية، ولكن الأمر يتفاقم بسبب محاولات الاستفزاز الدائمة التي تحاول أن تثير المشكلات مع شباب الجية
من أهل السُّنة والجماعة لسبب ولغير سبب؟!».انتهى كلام الدكتور محمد علي الجوزو مفتي جبل لبنان.
* وقد جرت محاولات عديدة للاستيلاء على بعض مساجد أهل السُّنة في لبنان، ونجحوا في الاستيلاء على بعضها، وليس مسجد (الجية) وحده، فقد استولوا على مسجد (الظاهر بيبرس) في بعلبك، بعد أن منعوا ترميمه، وأطلقوا عليه اسم (مسجد رأس الحسين)، كما استولوا على مسجد (علي بن أبي طالب) في منطقة المعشوق، قرب صور، وأطلقوا عليه اسم (مسجد الوحدة الإسلامية)، واستولوا على (مسجد الشبريحا) قرب صور، وسموه (مسجد الكاظم)، أما مسجد صور القديم (مسجد الفاروق عمر) فإنهم لا يتردّدون عن القول صراحةً في بعض مؤتمراتهم وفي أدبياتهم إنّه كان للشيعة، وإنّ أهل السُّنة استولوا عليه في ظل الخلافة العثمانية، وذلك من أجل تمهيد الاستيلاء عليه في المستقبل!!!
وتجدر الإشارة إلى أنّهم ينفّذون مخطّطات خبيثة للسيطرة على أبرز المدن في لبنان، وتحويل طابعها من سني إلى شيعي، وقد نجحوا في مدينة صور خلال أقلّ من قرن من الزمن، ويحاولون الآن في غيرها مثل صيدا وبيروت.
وماذا بعد؟!
هذا هو حزب الله الشيعي يقوم بالاستيلاء على مساجد السُّنة في لبنان، وللأسف فإن كثيرًا من المغفلين من أبناء جلدتنا فرحوا بانتصارات حزب الله المزعومة واعتبروها فتحًا عظيمًا للإسلام والمسلمين، وما علم هؤلاء المساكين أن هذا الحزب يخدم مخططات إيران الرافضية في بلاد المسلمين، وما حزب الله في لبنان إلا بوابة إيران إلى البلدان العربية، ومن يموِّل حزب الله غير قيادتهم في إيران؟