الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَهْمٌ اسمُه التقريب بين أهل السنة والشيعة الاثني عشرية
قال الشيخ محب الدين الخطيب رحمه الله في كتابه (الخطوط العريضة): «إن استحالة التقريب بين طوائف المسلمين وبين فرق الشيعة هي بسبب مخالفتهم لسائر المسلمين في الأصول، كما اعترف به وأعلنه النصير الطوسي، وأقره عليه نعمة الله الموسوي الخونساري ويقره كل شيعي» اهـ.
قال د. أحمد الأفغاني في كتابه (سراب في إيران): «لقد عشت مع شيعة العراق وإيران والسعودية ولبنان ثماني سنوات محاورًا ومناقشًا، وقد اتضح لي على وجه اليقين أنهم صورة طبق الأصل من كتبهم السوداء المنحرفة» .اهـ.
سؤال: كيف يمكن التقريب مع من يطعن في كتاب الله، ويفسره علَى غير تأويله، ويزعم بتنزيل كتب إلهية علَى أئمته بعد القرآن الكريم، ويرى الإمامة نبوة، والأئمة عنده كالأنبياء أو أفضل، ويفسر عبادة الله وحده التي هي رسالة الرسل كلهم بغير معناها الحقيقي، ويزعم أنها طاعة الأئمة، وأن الشرك بالله طاعة غيرهم معهم، ويكفِّر خيار صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ويحكم بردة جميع الصحابة إلا ثلاثة أو أربعة أو سبعة علَى اختلاف رواياتهم، ويشذ عن جماعة المسلمين بعقائد في الإمامة والعصمة والتقية ويقول بالرجعة والغيبة والبداء.
إن الشيعة من أجل التقية والخداع يكتبون ويقولون ما لا يعتقدون أصلًا؛ فاحذروا جميعًا من الكتب الدعائية للشيعة التي تُظهِر ما لا يُبْطِنُه مذهب الشيعة الحقيقي. وهذه التقية المبالغ فيها هي التي تأمر الشيعة بأن يُظهِروا عكس ما يبطنون من عقائد، فالشيعي قد يُقِرُّ ظاهرًا بما لا يُقِرُّ به باطنًا وقد يُنكِر ظاهرًا ما يعتقده باطنًا، وبسبب هذه العقيدة الخبيثة وقع من وقع من أهل السنة وصدق كلام الشيعة.
إن الشيعة لا يدْعون إلى تقارب الآراء وإنما يدعون إلى تقريب أهل السنة إلى دينهم تصريحًا أو تلميحًا، ولقد صرح الخميني في كتابه (الحكومة الإسلامية ص35) وهو يتحدث عن الوحدة الإسلامية أنه ينظر إليها من خلال مذهبه أي أن يتشيع الناس.
إن غير واحد من علماء السنة المعاصرين ممن وجهوا رسالات الإنذار لأهل السنة من التقارب مع الشيعة قد ظلوا دهرًا طويلًا ينادون بالتقريب معهم، حتَّى حصلت لهم مواقف شخصية مع الشيعة فعرفوا حقيقتهم، على حد قول القائل:«من ذاق عرف» ، «وليس راءٍ كمَن سمع.
تجارب العلماء في التقارب بين الشيعة والسنة:
1 -
الدكتور محمد البهي، كان من المؤيدين لدار التقريب، وبعد أن تبين له حقيقة الدار والدعوة القائمة بها قال: «وفي القاهرة قامت حركة تقريب بين المذاهب .. وبدلًا من أن تركز نشاطها على الدعوة إلى ما دعا إليه القرآن .. ركزت نشاطها إلى إحياء ما للشيعة من فقه وأصول وتفسير
…
» (كتابه الفكر الإسلامي والمجتمعات المعاصرة ص:439).
2 -
الشيخ محمد عرفة ـ عضو كبار العلماء في الأزهر ـ والشيخ طه محمد الساكت تركا دار التقريب بعد أن علما أن المقصود نشر التشيع بين السنة لا التقارب والتقريب، ذكر ذلك محقق كتاب (الخطوط العريضة).
3 -
الشيخ علي الطنطاوي في كتابه (ذكريات 7/ 132) يذكر أنه زار محمد القمي الإيراني الذي أسس دار التقريب، وأنه (الطنطاوي) هاجم القمي؛ لأنه في الحقيقة داعية للتشيع وليس التقريب.
4 -
الشيخ محمد رشيد رضا ـ صاحب تفسير المنار ـ، حاول المراسلة مع علماء الشيعة فلم يجد إلا الإصرار على مذاهب الشيعة، وعلى الانتقاص من الصحابة وحُفّاظ السنة، وقد بين حقيقة مذهب الشيعة في (مجلة المنار 31/ 291).
5 -
د. عبد المنعم النمر، وزير الأوقاف المصري السابق يذكر في كتابه:(الشيعة، المهدي، الدروز) لقاءه بالشيخ الشيخري من علماء إيران، وحواره معه في عُمان (عام 1988) حول كتابه، فبيَّن له الدكتور عبد المنعم:«أنكم مطالبون بالبراءة مما نسب إليكم، وكذلك عليكم بالكف عن طباعة أمهات الكتب التي تروج لهذه الأفكار» ، ولكن لم تكن هناك استجابة!
6 -
الدكتور مصطفى السباعي، وقد كان من المهتمين بالتقارب بين السنة والشيعة وباشر تدريس فقه الشيعة في كلية الشريعة بدمشق وكذلك في كتبه، لكن وجد مجرد الخداع من الشيعة.
يقول الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله في كتابه (السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي ص 9،10): «في عام 1953 زرتُ عبد الحسين شرف الدين في بيته بمدينة صور في جبل عامل وكان عنده بعض علماء الشيعة فتحدثنا عن ضرورة جمع الكلمة وإشاعة الوئام بين فريقَي الشيعة وأهل السنة، وإن من أكبر العوامل في ذلك أن يزور علماء الفريقين بعضهم بعضًا وإصدار الكتب والمؤلفات التي تدعو إلي هذا التقارب.
وكان عبد الحسين متحمسًا لهذه الفكرة ومؤمنًا بها، وتم الاتفاق على عقد مؤتمر لعلماء السنة والشيعة لهذا الغرض، وخرجتُ من عنده وأنا فرِحٌ بما حصلتُ عليه من نتيجة، ثم زرتُ في بيروت بعضَ وجوه الشيعة من سياسيين وتجار وأدباء لهذا الغرض، ولكن الظروف حالت بيني وبين العمل لتحقيق هذه الفكرة، ثم ما هي إلا فترة من الزمن حتى فوجئتُ بأن عبد الحسين أصدر كتابًا في أبي هريرة رضي الله عنه مليئًا بالسباب والشتائم. (1)
لقد عجبتُ من موقف عبد الحسين في كلامه وفي كتابه ـ من ذلك الموقف الذي لا يدل على رغبة صادقة في التقارب ونسيان الماضي، وأرى الآن نفس الموقف من فريق دعاة التقريب من علماء الشيعة؛ إذ هم بينما يقيمون لهذه الدعوة الدور وينشئون المجلات في القاهرة ويستكتبون فريقًا من علماء الأزهر لهذه الغاية لم نَرَ أثرًا لهم في الدعوة لهذا التقارب بين علماء الشيعة في العراق وإيران وغيرهما.
فلا يزال القوم مُصِرّين على ما في كتبهم من ذلك الطعن الجارح والتصوير المكذوب لما كان بين الصحابة من خلاف كأن المقصود من دعوة التقريب هي تقريب أهل السنة إلى مذهب الشيعة لا تقريب المذهبين كل منهما للآخر.
ومن الأمور الجديرة بالاعتبار أن كل بحث علمي في تاريخ السنة أو المذاهب الإسلامية مما لا يتفق مع وجهة نظر الشيعة يقيم بعض علمائهم النكير علَى من يبحث في ذلك، ويتسترون وراء التقريب ويتهمون صاحب البحث بأنه متعصب معرقل لجهود المصلحين في التقريب.
ولكن كتابًا ككتاب الشيخ عبد الحسين شرف الدين في الطعن بأكبر صحابي موثوق في روايته للأحاديث في نظر جمهور أهل السنة، لا يراه أولئك العابثون أو الغاضبون عملًا معرقلًا لجهود الساعين إلى التقريب، ولست أحصر المثال بكتاب أبي هريرة المذكور، فهناك كتب تطبع في العراق وفي إيران، وفيها من التشنيع علَى عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وعلَى جمهور الصحابة ما لا يحتمل سماعه إنسان ذو وجدان وضمير». (انتهى المقصود من كلام الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله).
قال الدكتور علي السالوس ـ أستاذ الفقه والأصول، وعضو المجمع الفقهي الإسلامي برابطة العالم الإسلامي، والذي كان الشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر السابق رحمه الله قد كلّفه بكتابة رد علَى كتاب (المراجعات) ـ للمدعو عبد الحسين شرف الدين الموسوي ـ قال الدكتور علي السالوس في الجزء الرابع من موسوعته:(مع الشيعة الاثني عشرية في الأصول والفروع):
«وجدنا عبد الحسين شرف الدين الموسويّ يقدَّم في اللقاءات التي عقدها الشيعة للتقريب بين الشيعة وأهل السنة على أنه من دعاة التقريب!! وهو صاحب كتاب المراجعات الذي رددتُ علية بكتابي (المراجعات المفتراة على شيخ الأزهر البشرى)، وأثبَتُ أنه ـ أي عبد الحسين شرف الدين الموسوي ـ من أشد الرافضة غلوًا وضلالًا وزندقةً، حيث حرَّف القرآن الكريم نصًا ومعنىً، وبَيَّنَ أن الكتب الأربعة عندهم مقدسة، ورواياتها مضمونها متواتر ـ وهي كتب الحديث عندهم التي تحدثت عنها في
(1) بل انتهى فيه إلى القول بأن أبا هريرة رضي الله عنه كان منافقًا كافرًا وأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد أخبر عنه بأنه من أهل النار.