المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الشاب من نقطة الاتفاق، وإياك أن تبدأ من نقطة الاختلاف - الطريق إلى الامتياز

[إبراهيم الفقي]

الفصل: الشاب من نقطة الاتفاق، وإياك أن تبدأ من نقطة الاختلاف

الشاب من نقطة الاتفاق، وإياك أن تبدأ من نقطة الاختلاف مع أي شخص؛ لأنك بمجرد أن تبدأ من نقطة الاختلاف فيبدأ هذا الشخص في أن يدافع عن نفسه، وتزداد خفقات قلبه، ويتسارع تنفسه، تزداد درجة حرارة الجسم، ودمه يغلي، وهكذا.. وتتكون لديه كمية كبيرة من الأدرينالين بهذه القوة مع شخص آخر حتى ترجعه كما كان أولاً فستأخذ منك المسألة وقتاً كبيراً، ولكن ابدأ دائماً من نقطة الاتفاق، وهذه هي أعلى نقاط الاتصال التي تبنيها، وهي التوافق مع الآخرين.. فسأله الشاب: وإذا اختلفت مع شخص ما فماذا أفعل؟ فقال له الحكيم: اعمل شيئاً مهماً جداً، وهو‌

‌ التعاطف

.. فقال له: وماذا يعني التعاطف؟

* التعاطف:

قال الحكيم: أنا أسمعك جيداً، وأراك جيداً، وأشعر بك جيداً، ثم بعد ذلك أسألك بالتحديد، فعندما نتعاطف معاً نصبح أنا وأنت في نفس المكان، ولكن إذا لم يكن هناك تعاطف لأصبح أحدنا ضد الآخر، وبالتعاطف تصبح متواصلاً مع الشخص، وبالتفكير والتركيز تحل

ص: 70

المشكلة، ومهم جداً في الأخلاق أن تستمع وتنصت جيداً للشخص؛ ولعل هذا هو السبب أن الله سبحانه وتعالى قد وهبنا فماً واحداً وأذنين، لكي نسمع أكثر مما نتكلم، و (خير الكلام ما قل ودل) ، وأنت كلما تسمع وتنصلت تفهم من تستمع إليه أكثر، وتقيِّمه أفضل، وعندما تتكلم فأنت تفهم ما تقوله أنت، وأنت في جميع الأحوال فاهم لكلامك، فأين تظن الفائدة الأكبر؟!

فقال له الشاب: لقد فهمت ما تعني.. أن أسمع أكثر مما أتكلم، ولكن ماذا تعني بأن أنصت؟! فقال له الرجل: تسمع بأذنك، وتنصب بقلبك، وهنا لابد وأن تقول للشخص باستمرار، إن هذا الذي قلته رائع، وإن ذاك الذي فعلته عظيم، ولكن كيف فعلت هذا؛ فأنا مهتم أن أعرف كيف فعلت هذا.. وبهذا تجعل الشخص يقترب منك أكثر، ويحكي لك أكثر؛ لأنك تنصت له، والإنصات يولد الاهتمام، والاهتمام يولد الحب، وطالما ولد الحب فالإنصات من القلوب، والسمع من الأذن..

فقال له الشاب: ممتاز، لأول مرة أعرف الفرق بين الإنصات والاستماع.. ثم قال: ماذا هناك أيضاً؟

ص: 71