الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سيدنا محمداً رسول الله، وأشهد أن الجنة حق، وأن النار حق، وأشهد بالملائكة، وباليوم الآخر، وأشهد بجميع الرسل والأنبياء الذين ذكرهم والذي لم يذكرهم.. فقال له: أنت الآن آمنت بالله عز وجل؛ فاخرج إلى الناس الآن وقد تسلحت بهذه الأسلحة الرائعة من عند الله عز وجل.
التسامح المتكامل، والحب في الله ولله، والعطاء غير المشترط، والإيمان بالله.. ثم سكت الرجل الحكيم وابتسم، فقال له الشاب: يبدو أنت هناك الكثير والكثير.. فقال له الرجل: نعم فكل هذا جميل، ولكنه لا يكفي أيضاً.. فقال الشاب: وماذا أيضاً؟!
*
الإخلاص:
وهنا قال له الحكيم: إنه الإخلاص، فإذا نظرت أيها الشاب فتسجد أن الإيمان بالله يأخذك إلى الطاعة، والطاعة تأخذك إلى الإخلاص؛ فأنت لا يمكن أن تطيع إنساناً دون أن تكون متأكداً من أن عنده القدرة على فعل شيء أنت تريده منه، فأنت توكل محامياً وأنت تعرف أن عند هذا المحامي القدرة على أن يدافع عنك؛ ولذلك فأنت تطيعه، وعندما تذهب للطيب ويحدد لك موعد لعمل عملية ما فإنه يقوم بعمل العملية
في الموعد الذي ضربه لك، وأنت تطيعه في كل ذلك، وعندما يقول لك أي شيء فأنت تطيعه ويخدرك بالبنج وتسمع كلامه، ويفتح قلبك ولا تتكلم؛ وذلك لأنك معتقد في قدراته، فالإيمان بالله يصل بك إلى الطاعة، والطاعة تصل بك إلى الطريق الذي يليها وهو الإخلاص، فلا يمكن أن تؤمن بالله عز وجل، والله سبحانه وتعالى يقول:{فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (1)، وقال عز وجل:{فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (2)، وقال عز وجل:{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} (3)، وعن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه"(4)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم،
(1) سورة غافر: 14.
(2)
سورة الكهف: 110.
(3)
سورة البينة: 5.
(4)
متفق عليه.