الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
الأهداف:
فقال الشاب: كيف لي أن أشكرك أيها الرجل الحكيم، تعلمت منك ما لم أتعلمه في حياتي بأكملها، وذلك في أيام قليلة، والآن أين الهدف من كل ذلك؟
فقال الحكيم: يبدو أنك نسيت؛ فالهدف هو تجزئة الرؤية، فمعظم الناس تقول: إن عندي هدفاً ولكن في الحقيقة هي رؤية، والرؤية هي نهاية المطاف لشيء تريده أكثر من أي شيء آخر في حياتك، أما الأهداف فهي تجزئة الرؤية، فكل هدف يبنى عليه الهدف الذي يليه، وكل هدف يخدم الرؤية، وهنا قال الحكيم: كما ترى أن الرؤية هي نهاية المطاف للشيء المحدد الذي يريده الإنسان، والغاية يجب أن تكون مرتبطة بالله سبحانه وتعالى؛ لكي تكون رؤيتك مستمرة في الزمن، وهذا هو النجاح المستمر في الزمن.
أما عندما نتكلم عن الهدف فهو تجزئة الرؤية
…
هي الخطوات
…
هي السلالم التي يصعدها الإنسان درجة درجة كي يصل إلى القمة
…
هذه هي الرؤية.
إذن يجب أن تعرف مرة أخرى أنه لولا الرؤية لما كانت الغاية، ولولا الغاية لما كان الغرض، ولولا الغرض لما كان الهدف، ولولا الهدف لما كان المعنى، ولولا المعنى لضاعت الأحلام، ولولا الأحلام لضاع الإنسان.
ويجب أن تعرف من الآن رؤيتك لابد أن تكون واضحة تماماً، وعندما تكون واضحة تماماً يتكون فيها الحماس، وعندما يكون فيها الحماس تصبح إرادتك قوية، ومن هنا تعرف تماماً أنه يجب عليك أن تحققها؛ لأنها تقربك من الله سبحانه وتعالى، وأصبحتَ تعيش هذا الارتباط لحظة بلحظة بذكر المولى عز وجل، وشكر المولى عز وجل
…
بعرفان تامٍّ، فتريد تحقيق هذه الرؤية لتقترب منه، ولذلك لا تتركها على الإطلاق.
فقال الشاب: لا.
فسأل الحكيم: لماذا؟!
فقال الشاب: لأن الله خلقني أشرب وآكل، ولولا الطعام والشراب سأموت وتكون نهايتي.
قال الحكيم: إذن هي مهمة بنسبة لك؛ فالأهمية والاهتمام من أهم الأشياء التي يجب أن تعلمها وتعرفها لكي تصل إلى رؤيتك.
فقال الشاب: لو عندي رؤية وربطتها فعلاً بغاية الله سبحانه وتعالى، والغرض فيها واضح، وجزأتها إلى أجزاء، وبدأت فعلاً أن أفعلها في الفعل هل هذا يكفي؟
فابتسم الحكيم وقال: أيها الشاب، إنك باستمرار على عجلة في أن تحقق هدفك، ولكن في الحقيقة لكي تحقق شيئاً لا يضيع منك؛ لذلك يجب عليك المعرفة، ثم تأخذ هذه المعرفة وتضعها في اعتبارك حتى تصبح مهارة.
فقال الشاب: هل هناك فرق بين المعرفة والمهارة؟
فقال الحكيم: فرق كبير؛ فبمجرد أن تأخذ الكتاب وتقرأ فيه بعض المعلومات أصبح عندك معرفة بهذه المعلومات، وقبل ذلك لم يكن عندك معرفة، وإذا قلت لك بعض الأشياء فيمكن أن تعطيك بعض المعرفة؛ فالمعرفة هي التي تتعلمها بنفسك أو عن طريق الآخرين كالعلماء أو الحكماء، أو من الكتب، أو تسمعها في أشرطها، أو تراها في شاشة عرض، وبذلك يكون عندك معرفة.
ومعظم الناس عندهم معرفة إن لم يكن جميع البشر؛ لأننا جميعاً عندنا العقل، والعقل عنده القدرة على الاستبدال، فالعقل قدرته أن يعرف،
فمبجرد أن تسأل أحداً ما: ماذا تعمل؟ فيقول لك: أن نجار، أو أنا حداد، وأنا مهندس، أو أنا دكتور، فأنت عرفت مهنته، ولكن لم تعرف كيف تفعلها.
فالمعرفة أنك تعرف المعلومات، أما المهارة فأن تعرف كيف تفعلها، فقد تجد شخصاً بسيطاً جداً عنده بعض المعرفة، ويتكلم معك في المعرفة، أو تأخذ منه معرفة ثم يذهب كلٌّ منكما إلى طريقه، ولكن تجد الرجل في سعادة تامة، وليس ذلك فقط ولكن يحقق أهدافه وأحلامه ورؤيته، أما أنت فلا.
فقال الشاب: لماذا؟
قال الحكيم: لأنك عندك المعرفة، ولكن الرجل عنده المعرفة التي تحولت إلى المهارة؛ فالمهارة هي التي تعرف كيف تفعل الشيء؛ لذلك عندما تقرأ عن السباحة فأنت أصبح عندك معلومات عن السباحة، ولكنك لا تستطيع أن تسبح إلا إذا كانت مهارة متكاملة، وهي تأتي بالفعل، وعندما تكرر هذه المهارة في الفعل تصبح من الناجحين -إن شاء الله-؛ لذلك يجب أن تكون عندك المعرفة والمهارة المتكاملة، ولكي تتحصل عليهما يجب أن تحقق أربعة أقسام أساسية: