الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فتخيل عقابك عند الله عز وجل، فلا تعد أي إنسان بأي شيء، وباستمرار اطلب وقتاً للتفكير، وعندما تعد لابد أن تنقذ وعدك.
فقال الشاب: خذها مني أيها الرجل الحكيم: لن أعد أي إنسان بعد هذا اليوم إلا وأنا قادر بإذن الله على تنفيذ هذا الوعد، بل سأفعل أكثر من ذلك فعندما أعد أي شخص سأكتب الميعاد؛ لأنه لو حدث وتوفاني المولى عز وجل سيأتي شخص آخر من بعدي سيوفي بالوعد.
فابتسم الرجل الحكيم وقال: بارك الله فيك ستجد -إن شاء الله- أنك ستصل إلى أعلى الدرجات من التقدم والنجاح في طريقك إلى الله سبحانه وتعالى؛ لأن هذا هو الطريق إلى الامتياز.
ثم واصل الرجل الحكيم وقال:
من لصوص الطريق إلى الامتياز أيضاً..
الكذب
..
* الكذب:
فلا تكذب على أي شخص في الحياة مهما كانت الظروف أو التحديات، فابعد الكذب عن لسانك؛ لأنك لو نطقت به في يوم ما سيأخذها الشيطان عليك ويساعدك أكثر وأكثر لتكون كذاباً محترفاً فلا
تكذب إطلاقاً، وخذ وقتاً أكثر، وفكر بطريقة تكون إستراتيجية، ثم تكلم بالصدق، ولا تقل إلا الصدق، وتذكر أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم كان يسمونه: الصادق الأمين، فالصادق أولاً ثم الأمين، فهو كان يصدق فيما يقول، وأميناً في تعاملاته مع الناس.
فلابد أن تفي بالوعد، وأن تعطي الأمانة لأصحابها مهما كان الشخص سواء كان مسلماً أم غير مسلم، مؤمناً أم كافراً طالما أنه هو صاحب الحق، ولا تقل: إن هذا من حقي؛ لأن هذا ليس من حقك طالما أخذت مالاً أعطه لمن يستحقه، وإلا ستعاقب عليه من الله سبحانه وتعالى، كن متأكداً أنه طالما أن مالك أخذته أو ملكته بالحلال تأكد أنه سيأتيك؛ لأنك كنت صبوراً فلا تكسب إلا بالحلال.
ولا تكذب مهما كانت الظروف، ولا تأخذ ما ليس لك سواء أكان بالنصب أم بالاحتمال أم بالرشوة، فلا تأخذ إلا ما تستحقه فقط، ولا تفرض نفسك على الناس، وتذكر أنك في الطريق إلى الامتياز ستقابل أناساً كثيرين، وستقابل إغراءات كبيرة بالمال، فلا تأخذ إلا ما يرضي الله سبحانه وتعالى، ولا تكسب إلا بالحلال، وتذكر أن الله سبحانه وتعالى سيسألك عن المال الذي حصلت عليه، فإذا كان حلالاً وصرفته في الحلال سيسألك عليه الله
- سبحانه وتعالى، وإذا كان حلالاً وصرفته في الحرام فسيحاسبك عليه الله سبحانه وتعالى؛ لأنهم حلال وأنت وضعته في الحرام، وإذا كان حراماً ووضعته في الحرام ستحاسب عليه، وإذا كان حراماً واستخدمته في الحلال ستأخذ حقك في الدنيا، ومن أخذه بالحلال سيتمتع بهذا الحلال، ولكنك ستدفع الثمن لأن جذوره من الحرام، فلا تكسب إلا بالحلال.
وكن حريصاً من الفرق بين الدخل والمكسب، والرزق الحلال والرزق غير الحلال، والرزق المبارك والرزق غير المبارك.
فنظر إليه الشاب وقال له: بارك الله فيك وفي علمك.
وقال له: فما هو الفرق؟
فرد الرجل الحكيم وقال: المكسب هو أنه لو عندك شركة وهذه الشركة أعطتك 100 دولار فهذا هو مكسب الشركة ودخلك الشخصي منها هو 20000، ومن الـ 20000 أعطيت لوالدك ولوالدتك 2000 و2000 لأولادك ولإخوتك ولزوجتك، وسددت بعض الديون، ودفعت الضرائب المستحقة، وتفضل لك أخيراً من ألـ 20000 مبلغ 2000 فهذا هو رزقك.
والرزق المبارك هو الذي يبعد عنك الله منه الصرف غير الضروري،
والحقد على الذين معهم، والمقارنة بينك وبينهم، فتجد نفسك تصرف كل الـ 2000 في أول عشرة أو خمسة عشر يوماً من الشهر، ثم تعيش الباقي من الشهر في ديون، وهذا هو الرزق غير المبارك.
أما الرزق المبارك فيبعد عنك الله سبحانه وتعالى كل أساليب الصرف غير اللازمة، فتجد نفسك راضيًّا ومكتفياً وسعيداً ومرضيًّا، وتوفر من هذا المبلغ أيضاً، وهذا المبلغ هو المكسب، وهو الدخل، وهو الرزق.
والرزق الحلال الذي كلمتك عنه، والحلال الذي قسمه الله سبحانه وتعالى لك فتكون راضياً وتقول: الحمد لله خذ 1000 لك هذا حقك، فطالما أنك لم تتعب فيها فلا تأخذها وأنت عندك شك بها؛ لأنها رشوة، وأنت ستقابل الله سبحانه وتعالى فإن لم يكن اليوم فسيكون غداً، فهل أنت جاهز؟ هل أنت مستعد؟ فابتعد عن الدخل غير المشروع والرزق غير المشروع؛ لأنه رزق معك ولكنه غير مشروع وغير حلال.
فالرزق المبارك هو الذي يبعد عنك المصاريف التي ليس لها أي ضرورة، أما الرزق غير المبارك فهو الذي يضعك في المقارنة بينك وبين ما عند الآخرين، وعندها تشعر بالإحباط وأنك ليس عندك حظ، فتصاب