المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

هذا الثراء؟ والسبب الأول: أنه فتنة له؛ حيث يكون هذا الثراء - الطريق إلى الامتياز

[إبراهيم الفقي]

الفصل: هذا الثراء؟ والسبب الأول: أنه فتنة له؛ حيث يكون هذا الثراء

هذا الثراء؟

والسبب الأول: أنه فتنة له؛ حيث يكون هذا الثراء نقمة عليه في الدنيا والآخرة.

والسبب الثاني: أن الله سبحانه وتعالى هو أكرم الأكرمين، ويعطي الجميع، وهذا الكافر الذي يعمل ويجد ويجتهد يعطيه الله حقه في الدنيا، ويأخذ كل ما يحتاجه من ثراء ومن مال ومن أصدقاء ومن علاقات، وعندما يقابل الله سبحانه وتعالى يكون فقيراً جداً ولا يملك أي شيء.

*‌

‌ الغرض:

فشكر الشاب الرجل الحكيم، ثم سأله: ولكن أين يقع الغرض من كل ذلك؟ وما هو الغرض؟

فرد الحكيم بسؤال الشاب فقال: هل تريد أن تنجح؟

فقال: نعم.

فسأله الحكيم: لماذا تريد النجاح؟

فرد الشاب: لأنه بدون النجاح لا أستطيع أن أتقدم في حياتي، وبدون النجاح لا يكون لي أي شيء في تقدمي أو نموي في الحياة.

ص: 100

فرد الحكيم: كل ما قلته لي هو تعميم وليس تحديداً، وهذا هو السؤال مرة أخرى، لماذا تريد النجاح؟

فابتسم الشاب وقال للحكيم: الآن فهمت النجاح في أي شيء بالتحديد.

فرد الحكيم مبتسماً: الآن فهمت، ودائماً خذ التحديد من السؤال لكي تعرف كيف ترد بالتحديد.

إن نجاحك في الحياة لابد وأن يتضمن أركاناً سبعة.. بداية من الركن الروحاني إلى الركن الصحي إلى الشخصي إلى العائلي إلى الاجتماعي إلى المهني إلى المادي.

ونريد أن نتكلم الآن عن الركن الروحاني بشيء من التفصيل..

لماذا تصلي؟

فرد الشاب: لكي أتقرب إلى الله سبحانه وتعالى وأطيعه عز وجل بإخلاص ووفاء كما علمتني.

فرد الحكيم: إذن هذا هو الغرض من الصلاة!

وقال: لماذا تريد أن تكون صحتك ممتازة؟

فرد الشاب: لأنه بدون الصحة لا أستطيع عمل أي شيء فلو كنت

ص: 101

مريضاً لا أستطيع أن أتقدم؛ لأن المرض سيكون إعاقة لي.

فابتسم الشاب وقال: لا طبعاً؛ لأن الصحة أعطاها لي المولى عز وجل هدية، وهي باب من أبواب الطاعة، وأقول لله سبحانه وتعالى: يا رب أعطيتني هذه الهدية، ولقد حافظت عليها بإذنك.

فقال الحكيم: هذا هو الغرض؛ فبدون الغرض لا توجد رؤية، وبدون الرؤية لا يوجد مورد للغاية، وبدون الغاية لا يوجد الغرض، فيجب أن تكون الرؤية ثم الغاية ثم الغرض.

فسأل الشاب: ولكن هل الغرض هو السبب؟

فرد الحكيم: نعم؛ فالأسباب تعطي الأحاسيس المشتعلة، والأحاسيس المشتعلة هي الرغبة المشتعلة؛ حيث نجد الله سبحانه وتعالى يقول للرسول صلى الله عليه وسلم:{وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} (1) ؛ فبالرغبة هي إحساس مشتعل، فالله سبحانه وتعالى يريدنا أن نتجه إليه ونطيعه، ونريده باختيارنا، وبرغبة مشتعلة، وحب متفان، وبإسلام وطاعات، وبإخلاص ووفاء، وبتوكل تامٍّ، وبتفاؤل من الله سبحانه وتعالى.

(1) سورة الشرح: 8.

ص: 102